السهرة الأولي لفنون النثر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منجية بن صالح
    عضو الملتقى
    • 03-11-2009
    • 2119

    #16
    رسالة إلى خاسر

    قليل ٌ من التحية وبعد ...
    أيـّها الخاسرُ وردة ً , ولا أقول بستانا ً لئلا أبدو شامتة
    من على منضدة أوقدتك شمعا ً .. جئتُ اليوم َ أطفئك
    أمي ترمقـُني من بعيد ٍ
    ستعرف إلى من أطيرُ بجناحيّ محبرتي و قلمي
    فليستْ تنتابني نوبة العرق الخريفيـّة
    إلا حين أكتب إليك ..
    ولا تقيم بالقرب مني تلالُ الورق المجعّد
    إلا حين أكتب إليك ..
    أكتفي بهذا ,, فلقد تذكرتُ ووجه أمي قبالتي
    مقولتـَها :
    لا تطيلي الحديث لمن يعيشُ نكبة ً أبدا ً ..

    رويدة

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #17
      رسالة مشفرة


      هكذا، نطقتُ الحروفَ بِلساني:
      أ، ب، ت
      حين تعلَّمتُها مِن أستاذي.
      وهكذا، نطقتُها بقلْبي:
      أ، ح، ب، ك
      حين تعلَّمَها قلْبي مِن قلْبي.

      ....................

      معاذ العمري


      تعليق

      • عمرالبوزيدي
        أديب و شاعر
        • 24-07-2010
        • 70

        #18
        هو التّاريخ يوشك زمامه أن يفلت
        من براثن الورثة الغير الشرعيين
        هو الفؤاد ينطلق محاولا البوح
        إلّا أنّه كان في كلّ مرّة يفشل في تفريغ
        ما بجعبته من عقد وإرهاصات
        قد تبتعد في منتهاها عن الواقع
        أو التّسليم بالهزيمة...
        تتتالى الأيّام متشابهة ألوانها وأشكالها
        إلّا من همسات متناثرة هنا وهناك
        لا يقدر العقل على استيعاب توجّهاتها العبثيّة...
        صمت العارفون بأصول اللّعبة ليتركوا المجال
        رحبا لأنصاف المثقّفين من السّاسة وتجّارالنّخاسة...
        لعلّ زمن المحترفين لم يحن بعد
        أو هكذا هي أصول اللّعبة...
        وسائل الإعلام تتجاذبها ذئاب فاق عددها
        لصوص علي بابا
        تتسارع الخطى غيرعابئة بمخاطر الطّريق...
        القلب أمام هذا الحدث الجلل يحتاج البوح
        وينبذ الصّمت والفراغ...
        هو يحتاج تفريغة بريئة...
        هو في حاجة إلى زلزلة ليخرج أثقاله
        ويتفرّغ لساعات صفاء نفسي تنتج قمحا
        وصدقا
        وبعض أساطير وحكمة الأوّلين ...
        مسكين أنت يا وطني...
        مظلوم أنت يا بلدي...
        مجروح أنت يا تاريخ حبّ لا ينتهي...
        ستكون النّهاية كما تشتهي...
        بل كما تشتهي أرواح شهدائنا الطّاهرة...
        أليس كذلك؟؟؟
        هو إعلان حب...
        هو إعلان حرب على زمن الطّغاة...

        تعليق

        • عمرالبوزيدي
          أديب و شاعر
          • 24-07-2010
          • 70

          #19
          جاء من أقصى التّاريخ يسعى لكسب ود صاحبة العصمة والصّولجان...
          لاحظ كما غيره من الّرعاع شروق الشّمس من الوادي المقدّس
          وهو الذي كان يرقب بزوغها من الغرب بعد أن التفت السّاق بالسّاق
          كان يعتقد كما فعل جاليلي بأن الأرض تدور...
          كان رأسه ملهاة ينتظر أوان قطافها آلاف المتفرّجين والمتفيقهين...
          انتبه فجأة لحذائه وقد قدّ من خلاف
          آمن وصدّق بأن الحمائم البيض لا مكان لها
          في سمائنا الملبّدة بشتّى أنواع السّباب والشّتيمة...
          كان أصغرنا يحترف الحكمة بين سكارى الجغرافيا ويتامى التاريخ...
          أمسك كبيرنا بقلمه فأبى الرسم بالكلمات...
          كرّر جرم الكتابة أطوارا وإصرارا فما أفلح
          اكتشف في النّهاية بأن قلمه انتحر منذ أمد بعيد...
          وانتبه إلى قلبه يئنّ بين أصابعه
          ما كان قلبه سوى قلما أريد له التحوّل فما استطاع
          أو هكذا كان يعتقد دائما...
          قيل لرب البيت:
          أأنت أمرت شعبك باحتراف الزّندقة والبهتان؟؟؟
          قال المسكين :
          ما كنت إلا ذات الصّنم الذي بنوه في مدينتي
          واستسلموا لإرادته بعد أن زارهم العجز والبخل منذ سنوات عجاف
          ولا يزال البعض منهم يشهد زورا ويمنّي النفس بعودة قريبة
          لا مبرّر لها...
          سأجمع أحكامكم العادلة وسنقتسمها جميعا
          إرضاء للعدالة وحفظا لماء وجه
          من كان ديدنهم أساس الملك
          فهل أنتم منتهون؟؟؟

          تعليق

          • منيره الفهري
            مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
            • 21-12-2010
            • 9870

            #20
            الرسالة الأدبية الحائزة على المرتبة الأولي في فنون النثر


            رسالة إلى أمّـــــــــــــــــــي

            منيرة الفهري


            أمـّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي


            كلما أفاق النسيانُ وبسط ظلّه واسترخى على بقية الروح ,انتحيتُ هناك وحيدةً يشعلني الحنينُ وتبرقُ في راحتي أحلامُ


            الطفولة المصبوغةِ بعبير الذكرى, تراودُ غيومُ الضبابِ ربوعَ النفسِ وتجوبُ فضاءها الرحبَ موجاتُ الصقيع

            تهيجُ بيَ الذكرى يا أمي, ويحملني الحنينُ على جناحيه طفلةً من أملٍ وحلم تورقُ في عينيه المودة إلى حكايات



            تفيضُ فرحاً وحبورًا وحياة.. طفلةً تتناثر على شفتيها الحروفُ كأنها الأزاهير التي تفتّحت للتو في مروج متعطّشة



            لقطرات الندى,ومفاتن همسات الصباح الحالمة ...

            طفلة من حب تناجي الشمس وتنتشي بزقزقاتِ العصافير, تنشدُ اللقاء الموعود في دفء الكلمات وعبق رفيف أجنحة


            الشوق المصفّقة في صباحٍ جميل.

            ترفرفُ روحي هامسةً لأغصان الزيزفون تستظلُّ بظلها وتتراقصُ الحروف هناك تحتسي شذى الأمنيات.

            تراني أرتع بين عينيك أنشد دفئاً يغطيني...حلماً يراودني ...فتزينين مستقبلي و تكتبينه بالغناء والأهازيج.

            أضع رأسي على ركبتيك و أحلّقُ بين ثنايا هذا الكون البديع...و تتحسسين شعري بحنان و تسطرين لي الطريق...

            كنت لا أفقهُ ما معنى أن يسلبَ الطفل من طفولته...و المرء من وطنه...و الحبلى من جنينها...فقد كنت أعيش حباً



            سرمديا تعبقه رائحة عطرك الرباني...و رقة يديك المخضبة بحناء حمراء ...أرفعها ...أشتمّها..أقبلها و أخبئها عندي


            هنيهة...أحتمي بها من صقيع آتٍ...من فجر سينتحر على مرور الأيام...من نهار يتهيأ للأفول...

            آه يا أمي! كم أفتقدك...

            استفقت من غفوتي تلك على صوت زغاريد في الحي...آه نسيتُ أن أزفَّ لك خبرَ انتفاضتنا يا أمي...

            آه لو تدرين كم كان عظيما شبابنا يا أمي! خرج بالملايين ينادي بحرية كانت تنقصنا...بكرامة كنا نحتاجها يا أمي ...


            و سيف أتذكرينه؟ سيف الذي كنتِ دائماً تفتخرين به...لم أدرِ أنه كان يحمل بركانا من غضب في داخله... خرج


            يهتف عالياً أن يسقط الطغاة لتعيش تونسُ, ويعيش شعبُها الذي أذاقوه كؤوس المرارة...كان الرصاص يلاحقُ سيفاً


            ابني, ولكنّه لا ولم يأبه به, ولا بألئك الذين فتحوا فوّهاتِ بنادقهم يستهدفون كلّ شيء, كان يهتف عاليا و يتأجج


            البركان فيه, تصوري أمّاه, لقد انتصرنا وحلّقت أحلامنا في ربوع الخضراء بيارق من أمل في المستقبل الموعود,...

            آه يا أمي, أصبحت كلمة تونس تحمل في طياتها الأمل و العزة و الكرامة.

            كم كنت أحتاجك لتضميني و أبكي و نهتف سويا أن طوبى لك يا تونس ...طوبي لشعبك العظيم...

            أحبك أمي و أحتاج رأسي على ركبتيك...


            منيرة الفهري
            20جانفي2011

            تعليق

            • منجية بن صالح
              عضو الملتقى
              • 03-11-2009
              • 2119

              #21
              التعديل الأخير تم بواسطة منجية بن صالح; الساعة 10-10-2011, 16:13.

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #22
                مقامة : فازَتْ السَّحَالي إذْ نادَتْ "يا خَالي"

                توفيق صغير
                حدَّثني أحَدُ الجيرانِ قال :
                أعْلَمُ يا عَافَاكَ الله أنَّكَ مِنَ الثِّقـَاتِ، تَرْتَادُ طِيبَ المجَالِسِ والمُلْتَقيَاتِ، فَاسْمَعْ مِنيِّ ذَا المنَام، وانْثُرْهُ كمَا دَأْبـُكَ منْذُ أعْوَام.
                رَأيْتُ فِيمَا يرَى أسْعَدُ نـَائِم، خَصِيبًا سُبْحَانَ ربِّكَ الدَّائِم، سُكَّانُهُ مِنَ الكَوَاسِرِ والطَّيْرِ والبهَائِم، تَكََْسُوهُ خُضْرَةٌ تَتَمَاهَي ومَرْمَى العَيْن، وكَثُّ أعْشَابٍ غَطىَّ منيِّ السَّاقيْـن، وجَدَاولُ مَاءٍ شَعَّ لُجُّهَا كمَا يَشِعُّ اللُّجَيْن. ولمَحْتُ يا سَامِعِي فِيمَا لمَحْت، دَوَابًا تَحُثُّ حَثِيثًا مِنْ فوْقٍ ومِنْ تَحْت. تُسَارع ُإلىَ مَكَانٍ هُو إلى الميْدَانِ أقْرَب، دَلَفَهُ الدَّاجِنُ والزَّاحِفُ وذُو المِخْلب، وانْتَبِهْ يا صَاح لتَسْمَعَ الأعْجَبْ : فَقََدْ كانَتْ الخِرْفانُ تختَالُ أمَامَ الذِّئْبِ والثَّعْلب، وحَطَّ البَازِي منْ عَلٍ وهو يحْمِلُ الأرْنَب، فيمَا كانَ الفأرُ والقِطُّ يُؤْنسَان خَطْوَ العَقْرَب. ظِبَاءٌ وسِبَاعٌ في توَادِّهِمْ جَمُّ السَّخَاءِ، وبِغَالٌ تسِيرُ أمامَ الدِّبَبَةِ بخُيَلاء، ولم ألمحْ قطُّ شَكْلاً منْ أشْكال الفُرْقَةِ والعِدَاءِ.

                كانتِ الأسْرَابُ تُرَدِّدُ في لَهَج وانْتِظَام :
                "الشَّعْبْ .. يُريدْ .. تغْييـــرَ .. النِّظَامْ". وكمَا لا شَكَّ تفْهَمُ زخَمَ الأحْلاَم، فلن تسْتَغْرِبَ أنِّي سَمِعْتُ لهمْ فصِيحَ الكَلاَم، وغَابَ بالتَّالي فحِيحُ الأفَاعِى وثُغَاءُ الأغْنَام وكذَا نقِيقُ الضَّفَادِع وزَمَارُ النَّعَام، كمَا لمْ أسْمَعْ مُوَاءً لقِطٍّ ولا نُبَاحَ كلْبٍ ولا هَديلَ حَمَام، وصِرْتُ في شَرَاكَةِ لِسَانٍ معَ البَكْمَاءِ والأنْعَام. وبما أنِّي دائِبُ البَحْثِ والسُّؤَالِ، فقَدْ اسْتَفْهَمْتُ الأمْرَ منْ ظَبْي غَزَال، فحمْلقَ فيَّ مُسْتغْربًا وقَال :" ألمْ يأتِيَنَّكَ خبَرُ الصَّحْوَةِ والنُّهُوض ؟ فلا عَاشَ فينَا منْ رَامَ التَّرَاخِي والرُّبُوض. تعَال أيُّهَا العَابِرُ نُشْهِدُكَ هبَّةَ الوَلُودِ والبَيُوض...".

                ما لُكْتُ العَرْضَ فِي خَاطِري بلْ تَهادَيْتُ، ولمْ أُدْركْ لقَدَمِي موْطِئًا بقَدْر مَا مَشَيْتُ، حتَّى وجَدْتُنِي في قَلْبِ سَاحَة، أعِيدُ مَا يُرَدِّدُهُ القَوْمُ بذَاتِ الفَصَاحَة، وحُظِيتُ بوِدٍّ زَادَ منْ إحْسَاسِي بالرَّاحَة. ثم غَادَرْتُ بعيْني إلى أوَّلِ السِّرْبِ، لأكْنَهَ الشِّعَارَات أللسِّلْمِ هِيَ أمْ للْحَرْبِ ؟ فإذَا هِيَ خُلاصَةُ مَا عَرَفْتُ مِنْ مُثُلْ، تنْطَلِقُ في ألَقٍ منْ حَلْقِ وَرَلْ، ويزيدُهَا ترْدِيدُ الثَّائرينَ دَلاًّ علىَ دَلٍّ.

                وظلَّ الحرَاكُ والصِّيَاحُ لفتْرَةٍ دُونَ إجَابَة، ولم يبْدُرْ منَ الجمُوع فُتُورَ عَزْمٍ ولاَ طيْفَ إناَبَة، حتىَّ أطلَّ منْ خَلْفِ الأكَمَةِ سَيِّدُ الغَابَة، يُرْعِدُ ويُزْبِدُ ويُطْنِبُ فِي رَفْعِ السَّبَّابَة، ثمَّ زَأرَ بحَنَقٍ حتى كادَتْ تزُورُنا أنيابُه، واصِفًا الجمِيعَ بالشَّرَاذِمِ وبالعِصَابَة. وأمَامَ نبْرَة التَّهْدِيدِ والوَعِيد، ترَاجَعَتْ السِّبَاعُ والضِّبَاعُ إلىَ رُكْنٍ بعِيد، واسْتَرْحَمَتْ سَيِّدَهَا أنْ يغْفِرَ للعَبِيد. فشَزَرَ أوَّلاً حتَّى أشَلَّهُمُ الوَجَلْ، ثمَّ اسْتَفْتَى ولاءَهُمْ علىَ عَجَلْ، وأمَرَهُمْ بإحْضَار رَأسِ الفِتْنَةِ مُشِيرًا إلى الوَرَلْ.

                قهْقَهَ الوَرَلُ ورَدَّ بتَحَدٍّ وباطْمِئْنان :"شهَادَتُكَ شَرَفٌ لي أيُّهَا الجِلْفُ الجَبَان، ألاَ تصُونُ مَا بقِيَ لكَ منْ هيْبَةٍ وتُغَادِر المكان، قبْلَ أنْ ترْكُلَ مُؤَخَّرَتَكَ السَّحَالِي والجُرْذَان ؟ ... خِطَابُكَ كمَا خَبِرْنَاهُ كَرِيه، ورَدُّكَ هذَا يُؤَكِدُ بأنَّكَ سَفِيه، ولم يعُدْ لكَ ورَبِّي إلاَّ العَتَهَ أو التِّيه، ارْحَلْ يَا قَحْطَ العِمَامَة، ارْحَلْ عَافَتْكَ السَّلاَمَة "وَلْوَلَ الضِّرْغَامُ كمَنْ أصَابهُ الصَّرَعْ، وأوْمَأَ بحَاجِبَيْهِ يسْتَنْهِضُ الضَّبُعْ، فهَبَّ الأخِيرُ مُكشِّرًا كمَا هُو الطَّبْعْ، وسَارَعَ إلى الوَرَلِ ينْوِي احْتِوَاءَهُ، لكنَّ الوَرَلَ انْسَابَ بخِفَّةٍ إلىَ تَلَّةٍ ورَاءَهُ، فلحِقَهُ الضَّبُعُ مُنْتَشٍيًا مِنْ صَبْوَة، وسُرْعَانَ مَا غابَ الإثْنَانِ خَلْفَ الرَّبْوَة. ومَا فَتِئَ أنْ تَصَاعَدَ الغُبَارُ واشْتَدَّ الصُّرَاخ، ثمَّ فُوجِئْنَا بالتَّابِع يُوَليِّ وهوَ يشْكُو الصَّاخ، وقدْ زَادَ عَرَجُهُ عَرَجًا، واحْتَمَى بالجُمُوع ينْشُدُ فَرَجًا. فعَجِبْنَا فِعْلاً ومَا زَالَ العَجَبْ، حتى بَرَزَ الوَرَلُ مُبْتَسِمًا بأدَبْ.

                وبيْنَا الجَمِيعُ يَسْتَقْرِئُ المشْهَدَ، أمَرَ الأَسَدُ الذِّئْبَ أنْ يَنْهَـدَ، فعَبَّ في الهَوَاءِ عَبًّا، وأجْزَلَ للأَوْرَالِ شَتِيمَةً وَسَبًّا، قبْلَ أنْ يقْفِزَ مُخْتَالا للنِّزَال، مُهَدِّدًا خَصْمَهُ بسُوءِ المآل، لكنْ كَمَا كانَ في بارِحَةِ الحَالِ، لم يُبْطِئ المخْتَصِمَانِ وَرَاءَ التِّلاَلِ، حتىَّ تقَهْقَرَ الذِّئْبُ وهوَ يَثـِرُّ ويعْوِي، كمَنْ ذَرَعَهُ القْيْءُ منْ الْتِوَاءٍ مَعَوِي. وبَانَ الوَرَلُ يتَهَادَى بذَاتِ الهيْئَة، يلُوكُ هِجَاءَهُ علىَ الأُسْدِ منْ قاَمُوسِ "الحُطَيْئَة".

                وهكذَا تطَابَقَ الشَّأْنُ وتَوَاتَرَ الأمْرُ، فمَا كَانَتْ هبَّةُ زَيْدٍ بأفْضَلَ منْ نَفْرَةِ عَمْر، حتى إذاَ أُثْخِـنَ فِي اللَّبُؤَةِ والفَهْدِ والنَّمِر، برَزَ الأسَدُ في ثوْبِ الوَاثِق، يَضْرِبُ الأرْضَ فيَحْفِرُ المنْبَسِطَ ويبْسُطُ البَاثِق، وطبْعًا كانَ مِنًّا القَهْقَرَى والفِرَار، إلا منْ تجَمَّدَتْ فَرَائِصُهُ منْ اضْطِرَار، فعَاجَلَهُ البَوْلُ في مَكانِهِ وشَخُصَتْ الأبْصَار. أمَّا الوَرَلَ فقَدْ انتفَخَتْ منْهُ الأوْدَاجُ والدَّوَالي، وأرْسَلَ كشِيشًا فيهِ مَا فيهِ منَ التَّعَالِي، ثمَّ جَرَّ غريمَهُ -كمَا عَوَّدَنَا- إلى جِهَةِ التِّلاَلْ، وهذِهِ المرَّةَ سَمِعْنَا لهُ حَدِيثًا بمثْقَالْ : "هَذَا أيْضًا منَ الأعْدَاءِ يا خَالْ .." . فجْأةً أطَلَّ منْ خَلْفِ القُفِّ فَحْلُ تَمَاسِيح، فاغِرًا شِدْقَيْهِ مُقْبِلاً بشَكْلِه القَبِيح، وأطْبَقَ علَى اللَّيْثِ المصْدُوم فدَقَّ عِظَامَه، وكفَى القَوْمَ ظُلْمَ السُّلْطَانَ وجَوْرَ نظَامِه.
                عَمَّ الفرَحُ وتعاَلىَ بيْنَنَا الهتَافُ والتَّهْلِيل، ورُفِعَ الوَرَلُ كمَا "خَالُهُ" عُرْبُونَ حُبٍّ وتبْجِيل، أمَّا أنَا فَقَدْ سُحِبْتُ بصَوْتٍ لي فيهِ دَليِل، أنْ قُمْ وابْتَغ لنَا رِزْقًا أيُّهَا البَخِيل ... فَقَدْ كانَتْ أمُّ العِيَالِ علىَ سُوءِ طَبْعِهَا، تُوقِظُنِي كمَا تُنَاخُ الإبِلُ في رَبْعِهَا. فأفَقْتُ مَذْعُورًا لأصْطَبِحَ بصَوْتٍ رَكِيكْ، وتسَاءَلْتُ :
                أأثُورُ علىَ النِّظَامِ أمْ أبْدَأُ بتَغْيِيرِ الشَّرِيكْ ؟؟"
                التعديل الأخير تم بواسطة منجية بن صالح; الساعة 10-10-2011, 16:34.

                تعليق

                • منجية بن صالح
                  عضو الملتقى
                  • 03-11-2009
                  • 2119

                  #23
                  تعاريف....هيثم الريماوي

                  تعاريف

                  يوجعني النهار
                  يطلّ على شرفة الوجودِ
                  ويكحّلُ بالموتِ عين انتصار
                  وانتصار ليست أنثى
                  هي حاجتنا للظهور , في مرايا نرجسيةٍ شفيفة
                  هي شهوة الخلودِ كما قال (جلجامش)

                  الأسطورة مرايا بلورية على الأرصفة الكثيرة:
                  أمٌّ تدافع عن طفلها
                  وطنٌ يكبر فينا دون أن نعلم
                  أشياء لا نعرفها , تغرينا بالذهول
                  شاعرٌ تحرقه القصيدة
                  أو شهيد

                  عرس الشهيدِ (( بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون ))
                  فرحٌ حزين
                  هو الطين إذ تبلّل بقليلٍ من الروح
                  يخضرّ بالحياة
                  هو الجموح في شعر قيس
                  مات حيّاً لو كان خِدرُ ليلى

                  الهزيمة ,
                  طعم المرار في بعض الذكريات القديمة
                  حالة الربو الحديثة وسط غبارٍ كثيف

                  الوطن أكبر من المكان والزمان
                  منّي , من ثرثرة الناس عن معنى الوطن
                  والوطن أصغر من حضن أمي
                  في حضن أمي أنا وغربتي نغفو هناك والوطن

                  الناس
                  يتكلمون ,يصمتون
                  يبكون , يضحكون
                  يفرحون , يحزنون
                  يقتلون , ينجبون
                  يمارسون الجنس ,
                  يعيشون كثيراً ,يموتون كثيراً
                  ويَحْيَون قليلاً قليلا

                  الشعراء
                  أنبياء وحيهم, فلاسفة الوقت , وتجّار الحياة
                  عالمون بجهلهم كثيراً , لأنهم يعرفون

                  يعرفون فيعلمون جهلهم
                  يجهلون فينكرون
                  المعرفة جهل العارفين , وطريقهم بلا نهاية
                  والجهل معرفة الجاهلين, وبابهم أوصد دون البداية

                  البداية وصف النهاية
                  النهاية نقد البداية

                  النقّاد يثرثرون كثيراً, وتفاجئهم دائماً فراشة تشقّ خدرها
                  النقّاد يصمتون كثيراً , وتفاجئهم دائماً فراشة تحترق على السراج

                  السراج يشبه العدالة لأنه أعمى
                  السراج لايشبه العدالة لأنه يحرق البريء /المتهم ,
                  يحرق الجاني , ويُبقي على التُهم

                  الاحتراق غاية المتصوف , والشاعر , والفراشة
                  الاحتراق طريق الفلاسفة
                  والاحتراق نهي العلماء عن الخطوة الآتية

                  خلف الطبيعة ليس هنالك ( أوليمب)
                  ليس هنالك ما تتدعيه المعرفة , أو ما يستعصي على التفسير
                  خلف الطبيعةِ , هو ما نريد

                  الموت حاجتنا للشفاء من العيش
                  العيش وجع الحياة
                  الحياة أنا , إذا أردت الحياة

                  وأنا قطرة , تتنفس الماءَ والملحَ في بحر الحياة


                  هيثم الريماوي

                  تعليق

                  • منجية بن صالح
                    عضو الملتقى
                    • 03-11-2009
                    • 2119

                    #24
                    بحر الحياة.......سحر الخطيب


                    أمي هذة اللحظه دخلت جوجل فوجدت مئات الرسائل تحكي عن حب الأم لكن رسالتي مختلفة كابنتك التي ربيتها
                    كثيرا ما أقف عاجزة عن البوح فنحن أمة تخجل من البوح وتعتبر الدمعة ضعفا والحب عملا والشقاء ممارسة.
                    لم نخترعه نحن ، بل وصل إلينا اُما عن جدة .
                    كنت صغيرة وأنا أبكيك كل ليلة خوفا من فقدانك ..كانت وسادتي دائما مبللة بدمع الخوف والحب .. أتخيل نفسي بدونك وتشهق أنفاسي .. أخنقها داخل رئتي كي لا تستيقظي على حشرجات صدري .. وأنام على خوف من فقدانك .
                    لكني أبدا لم أستطع أن أُظهر ما بقلبي بصوت فمي على مدى عمري لأن ثقافتك البسيطة كانت تنادي بلا لسان ، وتقول : الحب عمل
                    كبرت أمي وأصبح عمري ثماني سنين وأنا لا أعرف اسمك لأني لم أكن أعرف أن للام اسما غير اسم [ أمي ] لكن خجلي منك لم يسمح لي بالسؤال عن اسمك حتى كبرت أكثر وعرفت اسمك .
                    فرحت كثيرا ، فرحت لأني عرفت اسمك وكأنه اكتشاف عظيم .
                    أتذكرك أمي وأنا طفلة عندما أسقَطتُ ساعتك وكسرتُها ، فجمعتِنا لمعرفة الجاني .. فما كان مني وبرعب شديد ودموع سخية إلا أن حلفت أني لم أفعلها ، لحظتها عرفت أنني أنا الجانية ، ومنذ ذلك الحين تعلمت على يديك أن لا أحلف ... لم تقوليها ، ولم تردعيني عن الحلفان لكنني تعلمت درسا دون كلام .

                    وكبرت وأصبحت أما وما زالت جيناتك عالقة في دمي الحب عمل ...اليد حب .. العطاء حب .. يومها لم ألُمك لأني ما سمعت منك كلماتِ الحب .. كنت أسمع همساتك مع أبي وخوفك على فريق اللحم الذي يملأ الغرفة الضيقة .
                    وغادرتُ بيتك ولم أشعر بتعاستك ودموعِك التي أخفيتها عن وجهي كنت أول فتاة غادرت المكان .. وكانت الأيام تدور ليلتف الحاضر بمشنقة الماضي...... وغادرت ابنتي المكان وكما أنت كنتُ أنا لم تسقط دمعتي بحضورها ... كنت أشتاقها وهي بجانبي .. كنت أريد أن أحتويها في رحمي من جديد ..فمن أشكوا وجعي إلا أنت
                    بكيت مرة خجلا أمامك لاحتراق سنين العمر الدامية داخل جدران غربتي
                    لحظتها فقط بحتِ لي بوجع الماضي .
                    يااااااااه أمي ما أتعس مني إلا أنت ! أواسيك أم أواسي نفسي على ماض وحاضر .
                    كلماتك وابتسامتك الثابتة وقتها كانت أملا لي ؛ لا تقلقي سوف تعود ابنتك ولو بعد حين ... كنت يوميا اشتري الوجع معك ..أجد المواساة عندك تُقلبين الماضي الموجع ثم تذكرينني بنفسي
                    ما زلت يا أمي أخجل منك وما زالت كلماتي عقيمة ويدي عطاء بلا لسان

                    وما زلت لا أعرف التعبير عن حبي لأبنائي إلا بعطائي .. وما زال أطفالي الكبار يلومونني ، نريد تعبيرك باللسان ، وحال لساني يخجل أمام أطفالي الكبار ودائما اُذكّرهم ما لم تحبوه في تربيتي لا تربوا أطفالكم عليه
                    فالجيل الذي عشته أشد قسوة من الصخر وجيل أبنائكم الآن في رفاهية

                    ويأتيني ابني الشاب قائلا : [بتحبيني يمه ... نعم أحبك ..
                    قديش ... قد السما ونجماتَه ، وقد البحر وسمكاته وقد الغنم .
                    فيضحك .. ويتمادى بحبه ...وأهرب !!
                    في اليوم التالي: بتحبيني يمه ...
                    اليوم لأ مش فاضية تعال بُكرى . (للهروب من المعارك القادمة)
                    فهل سيخترقون حاجز صمت اللسان مع أبنائهم أو هل يتبدل الحب إلى لسان دون أفعال أم هل يجتازون المرحلتين بنجاح ....

                    ليتهم يفعلون .

                    تعليق

                    • منجية بن صالح
                      عضو الملتقى
                      • 03-11-2009
                      • 2119

                      #25


                      سلاف شبانة
                      يا بن الليالي ،

                      أين تمضي ؟؟
                      أين تمضي ؟ يا رجلا جاء تسربله قطرات المطر ، والسنوات تتمدد على جبينه فاغرة فاها لأيامي الضائعة في عهد الذبول .
                      عابر سبيل جئت ، وأنا أقف على شباكي المحفور في صخر العتمة أتحسّسُ الحياة ، وقد أشقاني هديرُ الصمت و عبثَتْ في ظلمة كهفي ثعابين القلق ، جئتَ تحمل بين يديك صحنا يتلقف قطر السماء ، هو ذات الصحن الذي تلقفَّ يوما من سقف حجرتك الواطئة قطراتِ المطر ا، جئتني أغسل بقطراتِ صحنك تراب العمر ، هرولت إليك عطشى للحياة ، وقطرات المطر تتراقص في ساحة صحنك ، تتزاحم أدمعها ، فيه تتعانق الشفاه ، تلتحم خصورها ، وتغرق صدورها بوابل آخر حِرتُ فيه أهو من دمع الشوق المهرول من بين أصابعك على وجْنَتيّ أم من قطراتِ المطر ؟
                      جئتني والروح إلى الحياة عطشى ، ويدك تمتد إلى أكوامِ تراب سنيني ، تنفض غبارَها وتمسح بسبابتك آثار دمع تحجّر على صحن خد الأيام ، وتسلل صوتك في مسامات جلدٍ فتّت الصدأُ ميناءَ أيامه ، تسلل رعدا يوقظ سبات الأرض يدعوها للحياة من جديد .
                      يا بن الليالي ، عابر سبيل جئتَ ، ترتدي عتمة الليل تطاردك رياح القلق ، ويجمد أطرافك السكون ، أشعلتُ لمقدمك موقد الروح نتدفأ بناره ونحمص عليه خبز الأمل المغمس بزيت الشوق إلى الأرض المرهونة في الأصفاد ، خبأتك في خابيتي زيتا يقتاته فؤادٌ قرّحت قدميه الغربة وأنهكه المشي على جمار الوحشة في صحاري الوجد ، أهديتك ماء عيني حتى غدوت أنت البصر وأنت ، أنت دفئي والسكون .
                      يا بن الليالي ،
                      إلى أين تمضي ؟؟
                      أنا وأنت وفحيح الليل يبتلع السكون والطرقات امتلأت بحطام المرايا المتكسرة ، أراني فيها غدوت متعددة الوجوه مشوهة المعالم ، وأراك وقد تكسَّر وجهك على قطعها المبعثرة ، ترتد صورتك إلى عيني لوحاتٍ مبتورة ، في إحداها تطل عيناك بنظرات من زمهرير ، وفي الأخرى أرى شفتيك مزملة بحنوط مَوات ، وجبينك الحبيب في ثالثة ترتسم على صفحته عصا الرحيل .
                      إلى أين تمضي ؟؟؟ لمن تتركني ؟؟ لجنون الريح وسياط المطر ؟ والمرايا المتوحشة تقتات دمي ؟؟ وما عدت أعرف بعدك طريقا للعودة !
                      لفظني الضياع ، وقتلتني عناوين الأرق ، أبحث عنك ، أبحث ، في عيون السماء ، أسأل عنك وشوشات الريح لحفيف الشجر ، أتخبط في العتمة الضاربة على زنزانة الفضاء المطلق ، يبتلعني التيه وأنت ماض تعُبّ من كأس الغربة وتبتاع من دكان غيري قطر الحياة .
                      يا بن الليالي ، إلى أين تمضي ؟ الريح تصرخ بي ، وسجّان الليل يسلخ جلدي بسياط العتمة . وأنت تنظر لي بعينين من حجر !!
                      أأعجبك السفر ؟؟
                      امض ، امض ولا تنس أن تروي للطرقات الباردة قصة روح فيك تسري تلقفت معك في صحنك ذات يوم قطرات المطر .


                      تعليق

                      يعمل...
                      X