روميو .. أين أنت يا روميو ؟! / دينا نبيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دينا نبيل
    أديبة وناقدة
    • 03-07-2011
    • 732

    روميو .. أين أنت يا روميو ؟! / دينا نبيل

    O Romeo!.. Where art thou, Romeo?!


    روميو .. أين أنت يا روميو ؟!






    قِفِي خَلفَ السُّورِ


    اخفِضِي رَأسَكِ .. ورِاقِبِي طَريقيِ اللَبنيّ


    هناكَ ستجِدِينَني عند زَيزَفُونَة .. أبزغُ مع الشُّعاعِ الذهبيِّ!


    ....


    تَلسَعُنِي إِبَرُ العَقَارِبِ


    تَتَأرجحُ الدَّقاتُ بي ذِهَاباً وإِيَاباً


    كدميةٍ يَقذفُني " البَندولُ " .. أتعلقُ بالسُّورِ


    في انتظارِ الشُّعاعِ الذَّهبيِ !




    ***



    السُّورُ يَزحَفُ تَحتَ رَاحَتَيّ


    يَلُفُّنِي مِن حَولِي .. رَاحَ يُطبقُ عَليّ


    يلقمُني رَحيقَ أزهارِهِ


    أَتَجَرعُهُ شَهقَاتٍ ذَائِبةً في حريقِ زَفَرَاتٍ


    أعوَادُها مَشجُوبةٌ في عُرُوقِي


    بَتلاتُها البَلسَميَّةُ تَخدِشُ سَفحَ وَجنَتيّ


    عَينَاي تَهمِيان


    في انتظارِ الشُّعَاعِ الذَّهبيِ !



    ***



    يا فَارسًا من زَمَنِ " سَاكسُون "


    أَعَارَه طَائشٌ سَهم " دُون جُوَانَ "


    أَصَابَ عَرُوسًا في السُّويدَاءِ


    فاخَّضَبَّ شعرُ رَأسِهَا ..


    رَسَمَ جِيدَها تَفَاصِيلَ لَيالٍ


    من غَارَاتِ " نُورمَانَ " دَامِيَةٍ


    تُزجِي تَنَانِينَ إلى شُطآنِهَا النُّورَانِية


    فَتَستَعِر منها لَهِيبًا


    كَلَهِيبِ الشُّعَاعِ الذَّهَبيِّ!




    ***




    وَحدِي أنَا عَلى مَسرَحِي


    أَينَ من أشارِكُهُ !!


    قد خُطَّ لنا أَن نَكُونَ سَويًّا


    هَلْ عَزَمتَ تَغييرَ أُسطُورَتِي


    أن أَتَجَرَّعَ الزُّعافَ قَبلكَ !


    هَلْ ستَحْمِلُنِي وتَرتَشِفُ بَقيتِي؟


    هَلْ ستَغْزِلُ تَنَاهيدَ احتِضَارِي قَصِيدًا


    على السُّورِ تُعَلِّقُهُ؟


    أنا خَلفَ السُّورِ أَقِفُ ... تَلَثَّمْتُ بِالانتِظَارِ


    قد تَنَاثَرتُ أشْلاءً عَلى أَعتَابِ


    الشُّعَاعِ الذَّهبِيِّ !





    ***

    التعديل الأخير تم بواسطة دينا نبيل; الساعة 11-10-2011, 13:02.

  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    اللحن الضائع من الوتر السابع دينا نبيل
    عندما نكتب من خلف السور نتقوقع على ذاتنا لا نرى ما وراءه ولا نسمع غير صدى صوتنا ، وبالطبع لن يأتي جودو حتى لو طال انتظاره ألف سنة ، القصيدة ذاتية تأملية تكتبها ريشة مقصوصة الجناح بسبب شرقيتها التي تفرض عليها قانون العيب والخجل من تنفس الحياة علنا ، فتدخلها في وهم أحلام اليقظة والأمنيات التي لا تتحقق ، كل من قال : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون . حصد الوهم والإخفاق ، وكل من يخاطب روميو من خلف السور لن يراه روميو ولن يتسلق السور لينقذه من سجنه ، تقول الشاعرة مكررة روميو مرتين في سطر للتعبير عن عطش الأرض لحبات المطر العاشق : روميو .. أين أنت يا روميو ؟!

    روميو لا يأتي بالتساؤل فحسب ، ولا تأتي النحلة للزهرة التي لم تتفتح أكمامها ، ولم ترسل عبيرها وتلون بتلاتها دعوة حب صريح لها .




    قِفِي خَلفَ السُّورِ


    اخفِضِي رَأسَكِ .. ورِاقِبِي طَريقيِ اللَبنيّ


    هناكَ ستجِدِينَني عند زَيزَفُونَة .. أبزغُ مع الشُّعاعِ الذهبيِّ!

    من تقف خلف السور وتتلصص عيناها لترى الفارس على حصانه الأبيض لن يراها الفارس وسيمر دون أن تلفت نظره تأوهات من تراقبه ، فالحب كالبذرة تحتاج للماء والهواء والشمس ، لا ينبت الحب في الظلام ولا من خلف الأسوار
    ....


    تَلسَعُنِي إِبَرُ العَقَارِبِ


    تَتَأرجحُ الدَّقاتُ بي ذِهَاباً وإِيَاباً


    كدميةٍ يَقذفُني " البَندولُ " .. أتعلقُ بالسُّورِ


    في انتظارِ الشُّعاعِ الذَّهبيِ !

    لن يأتي الشعاع فالسور يمنعه وحركة البندول لن يقدمه خطوة للأمام ويدل على التردد وقلة الحيلة والخوف غير المسوغ ، هذه هي الثقافة الشرقية التي تزرع الخوف وتجعل القمر دائما ينتظر شعاع الشمس بلا محاولة للقرب منه والتعرض له ، متى ستتوقف المرأة العربية أن تلعب دور الدمية التي يتسلى بها الرجل الذي يعتبره الجميع بما في ذلك الدمية أنه السيد المطلق الذي يحق له وله فقط اختيار الدمية ، ولا تملك الدمية إلا أن ترمي نفسها تحت رحمة من اختارها لتكون دميته لا شريكته ولا صانعة الحياة جنبا إلى جنب معه وبه وله !


    ***



    السُّورُ يَزحَفُ تَحتَ رَاحَتَيّ


    يَلُفُّنِي مِن حَولِي .. رَاحَ يُطبقُ عَليّ


    يلقمُني رَحيقَ أزهارِهِ


    أَتَجَرعُهُ شَهقَاتٍ ذَائِبةً في حريقِ زَفَرَاتٍ


    أعوَادُها مَشجُوبةٌ في عُرُوقِي


    بَتلاتُها البَلسَميَّةُ تَخدِشُ سَفحَ وَجنَتيّ


    عَينَاي تَهمِيان


    في انتظارِ الشُّعَاعِ الذَّهبيِ !

    السور لا يعطي لمن خلفة الا انزياح المرء للداخل ، وارتمائه على رصيف الانتظار وقلة الحيلة وانعدام الفعل وسلب الاختيار ، وانتظار فعل الشعاع القادم من مجهول اختيارات القدر !!

    ***



    يا فَارسًا من زَمَنِ " سَاكسُون "


    أَعَارَه طَائشٌ سَهم " دُون جُوَانَ "


    أَصَابَ عَرُوسًا في السُّويدَاءِ


    فاخَّضَبَّ شعرُ رَأسِهَا ..


    رَسَمَ جِيدَها تَفَاصِيلَ لَيالٍ


    من غَارَاتِ " نُورمَانَ " دَامِيَةٍ


    تُزجِي تَنَانِينَ إلى شُطآنِهَا النُّورَانِية


    فَتَستَعِر منها لَهِيبًا


    كَلَهِيبِ الشُّعَاعِ الذَّهَبيِّ!




    ***
    احتراق العود شوقا لن يجلب له شرارة النار لا بد من اقتراب العود ليلامس الشرر ، والسلبية الشرقية التي تتصف بها المرأة لا بد أن تتوقف ، فمن حق المرأة ألا تتشارك خفاياها إلا مع من تختاره بنفسها لا من تتنظر أن يختارها ، لا أعرف هل يمكن لامرأة ضعيفة أن تصنع رجلا قويا أو مجتمعا منتصرا ؟؟



    وَحدِي أنَا عَلى مَسرَحِي


    أَينَ من أشارِكُهُ !!


    قد خُطَّ لنا أَن نَكُونَ سَويًّا


    هَلْ عَزَمتَ تَغييرَ أُسطُورَتِي


    أن أَتَجَرَّعَ الزُّعافَ قَبلكَ !


    هَلْ ستَحْمِلُنِي وتَرتَشِفُ بَقيتِي؟


    هَلْ ستَغْزِلُ تَنَاهيدَ احتِضَارِي قَصِيدًا


    على السُّورِ تُعَلِّقُهُ؟


    أنا خَلفَ السُّورِ أَقِفُ ... تَلَثَّمْتُ بِالانتِظَارِ


    قد تَنَاثَرتُ أشْلاءً عَلى أَعتَابِ


    الشُّعَاعِ الذَّهبِيِّ !

    بالطبع ستكونين وحيدة فالواقف المنتظر للفعل ليكون رد فعله واهنا مجردا من كل عوامل القوة لا بد أن يعاني من الوحدة صحيح أن الزهرة لا تغادر غصنها لتدعو النحل ولكنها ترسل شذاها وانعكاسات شعاعات الشمس عن بتلاتها الملونة لتكون دعوة صريحة تقول أنا ناضجة ورحيقي بانتظار مجيئك أيها النحل ، فمن الطبيعي أن تعاني من سجنت نفسها خلف السور وحدة زنزانتها التي بنت جدرانها من التردد والخوف والضعف وعدم القدرة على الفعل وانتظار الأحداث لتأتي لها بما تريده ، وتعلق آمالها على الأقدار وكأنها لا تملك من صنع القدر شيئا !!!
    القصيدة النثرية هذه تصور حال المرأة الشرقية التي يتنظر في قفص العائلة أن يأتي لها رجل ما بقفص بديل عن ذلك القفص ، هي صورة قاحلة وصحراء مجدبة أن تكون المرأة دمية ، وتعيش المرأة خاف الأسوار في انتظار جودو الذي قد لا يأتي أبدا !!
    تحيتي .
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • دينا نبيل
      أديبة وناقدة
      • 03-07-2011
      • 732

      #3
      أستاذي الكريم .. شاعرنا الكبير .. عبد الرحيم محمود

      اولا لا استطيع أن أصف لك سيدي مدى سعادتي لتفضلك بالمرور على أحد موضوعاتي البسيطة

      ووالله لقد سعدت جدا بتعليق حضرتك وهو ليس تعليقا فحسب وإنما دراسة تحليلية رائعة لنصي المتواضع - وهو أول ما أكتبه في القصيدة النثرية - صدقني كنت أكتبه ويداي ترجف عندما كنت أضعه في الملتقى

      .. لكن حسبي حسن توجيهكم لي .. فلا حرمت منه

      أشكرك سيدي شكرا جزيلا

      فقد شرّفت متصفحي وأنرته ..
      تقبل فائق التحايا والتقدير

      تعليق

      يعمل...
      X