طوبى لَهُ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالكريم الياسري
    شاعر من العراق
    • 20-05-2010
    • 387

    طوبى لَهُ

    طوبى لَهُ

    (من مجموعتي الشعرية "الأقلام لا تصدأ")
    1
    طُوبى لَهُ
    سِرّاً توضَّأَ بِالدُّموعِ
    بِلَحْظَةٍ خَرْسَاءَ
    بَيْنَ سُبَاتِ عَالَمِهِ
    وَوَحْيِ الْمَاوَرَاءْ


    فَأَعَارَهُ الْمَلَكوتُ حَرْفاً
    يَحْتَذي الدُّنْيَا بِنورِهِ
    حينَ يَنْتَحِرُ الضِّيَاءْ

    فَمَضى سَويّاً
    خَارِجَ الْجَسَدِ الْمُسَّجّى
    لَا يَضيقُ بِهِ الْمَكَانُ
    وَلَيْسَ تمْنَعَهُ السَّمَاءْ


    2

    طُوبى لَهُ
    صَلّى عَلى رَأْسِ الْغَريبِ بِقُبْلَةٍ
    مَسَحَتْ غُبَارَ الذّلِّ عَنْ خَدٍّ
    تَوَطَّنَهُ الْبَلَاءْ

    واسْتَسْهَلَ الْوَجَعَ الطَّويلَ
    لِأَجْلِ مَنْ مَرّوا،
    وَمَنْ فَرّوا،
    ومَنْ ألِفوا الْخَفَاءْ

    طوبى لِمَنْ
    أَعْطى، وَأَعْطى، ثُمَّ أَعْطى،
    كَيْ يَفوزَ بِما يَشَاءْ


    ****************
    البصرة في 25 / 7 / 2009
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالكريم الياسري; الساعة 11-10-2011, 14:21.
    صفحتي في مركز النور
    http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
    ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
    http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
    صفحتي في دروب
    http://www.doroob.com/?author=1386
    الأيميل k_yasiry@hotmail.com
  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    أخي الغالي عبدالكريم الياسري


    عنوان يحمل الطابع الديني فطوبي لفظة إسلامية لم تكن معروفة قبل ورودها في كتاب الله وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم بدليل طلب الصحابة منه تفسير الكلمة ففسرها بأنها شجرة يقطع ظلها في مسيرة500 عام ، وهذا تناص معنوي وأيضا توطئة توحي بالفكر الذي نعتقده ونؤمن به بالغيب لوروده في نص لا يقبل الشك ، ثم يختار شاعرنا الحديث بالغائب فيخنار أن يقول له ربما لينطبق على كل من اتصف بما أراد الشاعر وصف من يعجبه من البشر بشتى صنوفهم فضمير الغائب به اتساع ورحابة أكثر من محدد المتكلم أو المخاطب ، ثم يوسع الدائرة باستعمال الضمير المذكر وهذا يجعله يتكلم عن كلا الجنسين فاختلاطهما يجعل لغة المذكر هي لغة الخطاب فجاء بالعنوان :
    طوبى لَهُ


    ثم ينتقل للصورة الأولى ليتناص مع أفضلية سرية الطاعة مع كتاب الله تعالى وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضلية سرية العمل وبقائه بين العبد وربه ، مستعملا الرموز الإسلامية كالوضوء والملكوت والسبات ... الخ ، فيقول :
    سِرّاً توضَّأَ بِالدُّموعِ
    بِلَحْظَةٍ خَرْسَاءَ
    بَيْنَ سُبَاتِ عَالَمِهِ
    وَوَحْيِ الْمَاوَرَاءْ


    فَأَعَارَهُ الْمَلَكوتُ حَرْفاً
    يَحْتَذي الدُّنْيَا بِنورِهِ
    حينَ يَنْتَحِرُ الضِّيَاءْ
    هكذا إذن يريد الإخلاص التام والنقاء وعدم وجود ذرة من رياء ، لحظة تعميق الشعور والإحساس بالضعف الإنساني عند استحضار عظمة الخالق فتهطل الدموع أمامه فقط لا يراد بها إظهار التخاشع لا بل هو خشوع كامل وتواصل بينه وبين ربه يظهر ضعفه فينير الله له نورا : ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .
    ثم ينتقل الشاعر للصورة التالية بآلة التصوير الإبداعية التي يملكها فيقول :
    فَمَضى سَويّاً
    خَارِجَ الْجَسَدِ الْمُسَّجّى
    لَا يَضيقُ بِهِ الْمَكَانُ
    وَلَيْسَ تمْنَعَهُ السَّمَاءْ
    عندما يتلقى النور من الله تصفو نفسه وتسرح روحه خارج تراب الجسد اللازب ، وتتفتح له أبواب السماء ، ربما يعانق الشهادة بعد إدراكه اليقيني بأن الله هو من سيستقبله ، فيقوم بما لا يقدر عليه من لم تصف روحه ويشاهد جزءا من ملكوت ربه ، ثم يقول :


    طُوبى لَهُ
    صَلّى عَلى رَأْسِ الْغَريبِ بِقُبْلَةٍ
    مَسَحَتْ غُبَارَ الذّلِّ عَنْ خَدٍّ
    تَوَطَّنَهُ الْبَلَاءْ

    واسْتَسْهَلَ الْوَجَعَ الطَّويلَ
    لِأَجْلِ مَنْ مَرّوا،
    وَمَنْ فَرّوا،
    ومَنْ ألِفوا الْخَفَاءْ
    الصورة التالية نفس سخية تجود بكل بكل شيء مادي أو معنوي حتى الألم النفسي لكل الناس لا تهم صفاتهم ولا أجناسهم ولا أفعالهم ، هو يعطي وببالة : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا .
    طوبى لِمَنْ
    أَعْطى، وَأَعْطى، ثُمَّ أَعْطى،
    كَيْ يَفوزَ بِما يَشَاءْ

    الصورة الأخيرة جاءت أقل نورانية من الصورتين السابقتين ففي الصورتين السابقتين كان الفاعل لا ينتظر من فعله جزاء ، ولكنه هنا ارتكس وجعل سبب عطائه أن يفوز بما يشاء وهو ما قالت عنه رابعة العدوية ذلك التاجر الذي يريد من عمله ربحا ، ورأت فيه نكوصا عن الحب فقالت : اللهم إن كنت أعبدك حبا في جنتك فاحرمنيها ، وإن كنت أعبدك خوفا من نارك فأدخلنيها ، ولكني أعبدك لأنك أهل لأن تعبد .
    تحيتي شاعرنا الكبير ولو كنت مكانك لقفلتها بنفس الروح : كي أكون كما تشاء !!

    ****************

    البصرة في 25 / 7 / 2009
    [/quote]
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • محمد جابري
      أديب وكاتب
      • 30-10-2008
      • 1915

      #3
      الأستاذ عبد الرحيم محمود؛

      كل الشكر لهذه القراءة الواعية، والتي تستروح وتتبع نبرات ونبضات إحساس الشاعر، بل تشتم خلجات قلبه وما تنسم من نسمات خبيئة وراء ضباب الحروف لتتزيا بجمالية صنعتها وفنون نقش صورها.

      عكوف على عتبة النص بجهد مشكور، ولي عودة بحول الله، لا لقراءة القصيد وإنما لاستكمال ما لم ينبش من جوانبها.

      وشكرا للشاعرين الكريمين
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 11-10-2011, 23:09.
      http://www.mhammed-jabri.net/

      تعليق

      • محمد جابري
        أديب وكاتب
        • 30-10-2008
        • 1915

        #4
        [align=justify]الأستاذ عبد الرحيم محمود؛

        كل الشكر لهذه القراءة الواعية، والتي تستروح وتتبع نبرات ونبضات إحساس الشاعر، بل تشتم خلجات قلبه وما تنسم من نسمات خبيئة وراء ضباب الحروف لتتزيا بجمالية صنعتها وفنون نقش صورها.

        عكوف على عتبة النص بجهد مشكور، ولي عودة بحول الله، لا لقراءة القصيد وإنما لاستكمال ما لم ينبش من جوانبها.

        وشكرا للشاعرين الكريمين[/align]
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 11-10-2011, 22:55.
        http://www.mhammed-jabri.net/

        تعليق

        • عبدالكريم الياسري
          شاعر من العراق
          • 20-05-2010
          • 387

          #5

          شاعر كبير وناقد خطير
          هكذا هو الاستاذ عبد الرحيم محمود
          نعم هو كذلك
          يمتلك من الادوات التي يتمكن بواسطتها ان يخترق الاعماق
          ويتجنح الآفاق
          شكرا جزيلا لك ايها الكبير
          مودتي واحترامي اخي العزيز
          صفحتي في مركز النور
          http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
          ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
          http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
          صفحتي في دروب
          http://www.doroob.com/?author=1386
          الأيميل k_yasiry@hotmail.com

          تعليق

          • محمد جابري
            أديب وكاتب
            • 30-10-2008
            • 1915

            #6
            [align=justify]الأستاذ عبد الكريم الياسري؛

            1- عتبة:

            على عتبة الدخول أخذتني حيرة فك طلسم تصنيف جنس النص أهو من قبيل قصيدة التفعيلة برنات إيقاعها، وجمالية شعريتها، أم انتسب للقصة القصيرة جدا لما غذا الكاتب ينقش صور لوحته متكئا على الحكي الوصفي، رامقا له عبر ثقب عوينات الغيب؟.

            ولئن تحررت " قصيدة النثر " من كل قيود القصيدة الخليلية، حتى غذت كتابة على غير منوال، فالنص لا ينتسب إليها لما شابه من صيغ الحكي الوصفي: أحد أهم خصائص "القصة القصيرة جدا".

            ولعل الكاتب يتعقب خطوات درويش في تحرر بعض كتاباته إلا من قيد الإيقاع والحكي؛ لكنه تجاوزه ليرسم صور لوحته بريشة القص ويرشها بغبار الضباب وكثافة اللون ليجذب لمعانها كل عين تطرف من حولها، وتسلب الصور عقل كل ذي لب.

            ينتسب النص انتسابا للأدب الإسلامي،حيث ألبس جمالية صفاء السماء في محاولة الغوص في بحبوحة الفهم عميقة الأغوار، وسواء أأدرك الكاتب قانون النشوء والارتقاء أم لم يدركه، المهم أنه حام حول الحمى ورفرفت جناحيه في ربى تلك الأجواء.

            تلك إذا كلمة في جنس الكتابة الأدبية تطلبته عتبة المقال النقدي. فإلى هناك...

            [/align]


            يتبع
            http://www.mhammed-jabri.net/

            تعليق

            • محمد جابري
              أديب وكاتب
              • 30-10-2008
              • 1915

              #7
              [align=justify]الأستاذ الياسري؛

              انتظرت تفاعلك مع تساؤلي عن جنس النوع من الكتابة الأدبية حيث التف الحكي بالشعر والإيقاع، وطبعا لكل جنس خصوصيته، ولكل فن سيله. ترى فما جنس ما نحن فيه؟

              يجيب عن تساؤلنا هذا البروفيسور عبد الله الفيفي حيث يقول:

              " أن في مصطلح (القِصّة القصيرة جِدًّا) حسنة الإلماح الضمنيّ إلى أن النصّ هو من جنس (القِصّة القصيرة) إلاّ أنه أقصر من معتاد (القِصّة القصيرة)، وإنْ كان كُتّابه قد يبالغون في اختزاله كثيرًا. والسبب الأهمّ المُعترِض في سبيل اتخاذ بديلٍ عن ذلك المصطلح الطويل (ق.ق.ج) أنه قد استقرّ تداولُه بين الناس، فصار من غير المناسب تعديله، بل قد يكون ذلك محض عبث. فلا مناص إذن من التعلّل بأنْ: لا مشاحّة في الاصطلاح.
              على أن مناقشة المصطلح هنا تلفتنا إلى ما هو أكثر أهميّة منه، وهو النظر في طبيعة النصوص نفسها المندرجة تحت هذا المصطلح، من حيث كونها تتّصف بالقصصيّة أصلاً أو لا تتّصف؟ ما قد يدعو إلى تصنيف بعضها تحت مصطلح آخر، هو: "قَصِيْصَة"، (بقاف مفتوحة وصاد مكسورة)، تركيبًا نحتيًّا من "قصيدة-قِصّة"؛ لأن ما يُسمّى القِصّة القصيرة جِدًّا هو أحيانًا قصيدة نثرٍ في قِصّة قصيرة جِدًّا، أو قِصّة قصيرة جِدًّا في قصيدة نثرٍ- لا فرق- في تزاوجٍ يجعل الفارق بين هذين النوعين شفّافًا جِدًّا، حتى لا يكاد يميّز القِصّة القصيرة جِدًّا سوى التزامها حكائيّةً ما، في حين لا يلزم ذلك قصيدة النثر. كما أن بعض الشِّعر لا يميّزه عن النثر سوى الإيقاع، والإيقاع وحده لا يكفي الشِّعر شِعريّته، كما أن ليس فقدانه هو ما يسلب الشِّعر شِعريّته بالكليّة ويهوي بالنص إلى النثريّة بالضرورة. وإنما الإيقاع عنصر فارق رئيس في الشِّعر، كما يجب أن تكون الحكائيّة عنصرًا مائزًا رئيسًا لكلّ ما يندرج تحت اسم "قِصّةٍ"، طالتْ أم قصرت...."


              فهل نتألق للتأصيل للكتابة الأدبية ؟ أم نبقى على حافة التفرج بينما الموكب يمر عارضا ودراسا لما وقعت عليه عينه وما وقع تحت يديه من كتابات مائزة ومميزة بشعرية وذائقة رفيعة...[/align]
              http://www.mhammed-jabri.net/

              تعليق

              • عبدالكريم الياسري
                شاعر من العراق
                • 20-05-2010
                • 387

                #8
                الأخ الأستاذ محمد الجابري
                السلام عليكم
                سعيد جدا بك
                وبقراءتك لنصي
                فشكرا جزيلا لك
                سيدي الجابري لا ارغب بتوجيه ما يتدفق تلقائيا، ولا أحاول التدخل في ذلك، بل اترك له حرية الحركة بعناصره التي ترافقه، إيمانا مني أن النص يحسن اختيار أدواته التي تمنحه طاقة الوجود والاستمرار، تلك الأدوات التي قد تجعل من النص عملا إبداعيا، والذي ربما لا يكون كذلك حين يكون تحت تدخل الإرادة أو تحت تأثيرها , الإرادة التي إذا تخلى عنها الكاتب لصالح النص، يكون عمله أجمل وأحلى
                شكرا جزيلا لك مرة أخرى
                والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                صفحتي في مركز النور
                http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
                ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
                http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
                صفحتي في دروب
                http://www.doroob.com/?author=1386
                الأيميل k_yasiry@hotmail.com

                تعليق

                • محمد الصاوى السيد حسين
                  أديب وكاتب
                  • 25-09-2008
                  • 2803

                  #9
                  تحياتى البيضاء

                  يمكن القول أننا أمام سرد فى هذا النص التفعيلى ، لكنه السرد الشعرى ، السرد الذى يمنح لقصيدة التفعيلة القدرة على أن توظف طاقة السطر الشعرى والبنية الموسيقية ولوحة التخييل التى تتفاعل مع هذى البنية لإنتاج هذى السبيكة الفنية من شعر يكنز السرد كوسيلة فنية من وسائله فى توصيل رسالته الدلاللية والجمالية ، والحقيقة أن النص التفعيلى يمكنه أن يحتوى السرد بصياغة فنية خاصة به ، كما نرى فى هذا النص الجميل ، فنحن هنا أمام اللحظة الشعرية التى يتم توتيرها لتقدم السرد عبر لوحة التخييل شديدة التكثيف حيث نتلقى المفتتح كختام حين نتلقى سياق " طوبى له " عبر الإسلوب الخبرى الذى يفاجئنا بنهاية السرد منذ أوله ، فبطل النص نال هذى المنزلة ونحن نتلقى هذى البشرى بما يجعلنا أمام تكثيف فنى يدفع المتلقى ويحفزه للدخول إلى لوحة النص لعله يكتشف دلالة هذى اللوحة الخبرية الأولى " طوبى له "

                  - ثم إننا نتلقى هذا المفتتح " طوبى له " عبر تفعيلة واحدة وحيدة تحتل وحدها السطر الأول كاملا وتكنز من مفاعيل الكامل مستفعلن الساكنة الثانى بما يمنحها جرسا قلقا يساهم برهافة فى تكثيف المفتتح

                  - ولنتأمل براح الإيقاع التى يمنحه الكامل بتفعيلته العادية متفاعلن حين نتلقى سياق
                  (فَأَعَارَهُ الْمَلَكوتُ حَرْفاً )

                  حيث نحن أمام جرس أكثر اندياحا وهدوءا بما يتناغم مع دلالة الإعارة والمنح والعطاء ، ثم ولنتأمل العلاقة النحوية التى تتلبس البنية الموسيقية والتخييل حيث نتلقى علاقة حرف الفاء الذى يفيد التعقيب وسرعة المجاوبة حين يتجلى لنا الملكوت بصيرا ببطل النص وبعوزه إلى طاقة الحرف الذى يضىء وينير حين ينهزم الضياء العادى الذى ليس له من روح الحرف ولا طاقته النورانية البديعة

                  - ثم ولنتأمل القافية كيف تتفاعل فنيا فى تكثيف السرد وإضفاء الروح على لوحة النص ولنتأمل جرس السكون فى سياق

                  طُوبى لَهُ
                  سِرّاً توضَّأَ بِالدُّموعِ
                  بِلَحْظَةٍ خَرْسَاءَ
                  بَيْنَ سُبَاتِ عَالَمِهِ
                  وَوَحْيِ الْمَاوَرَاءْ

                  حيث نرى أننا أمام قافية تتغاير فيها الهمزة بين الحركة والسكون ، فنتلقى سياق " بلحظة خرساء بين سبات عالمه " أى أن السياق يختار ان تكون الهمزة متحركة ، فكأننا أمام الرغبة فى طى الخرس سريعا والقفز على وجوده وتجذره فتكون الهمزة متحركة توحى بنا خفيا بهذا الإيحاء بينما عندما نتلقى سياق " ووحى الماوراء " فلفظة الماوراء يريد السياق لنا أن يقيما لنا براحا وسيعا شاسعا ليس وراءه شىء فقد بلغ بطل النص الذورة حين تواثل مع هذا المطلق لذا يكون السكون دالا موحيا على هذى الدلالة ، لذا يمكن القول عبر هذى اللمحة الوجيزة التى نقدمها مثالا يسيرا يمكن القول أن النص التفعيلى حين يكون ساردا فإنما يسرد بفنيته هو وعبر توظيف خاص للبنية الموسيقية من وزن وقافية وجو نفسى وجرس لفظة كما أنه يكون قادرا على تفعيل طاقة السطر الشعرى ، ثم إنه يعمد إلى أن يقبض فى السرد على اللحظة الشعرية الحرجة شديدة التكثيف والتوتير كما رأينا فى بنية السرد فى هذا النص التفعيلى كيف نتلقى سياق المفتتح الذى يمثل تنويرا ختاما ومفتتحا

                  تعليق

                  • محمد جابري
                    أديب وكاتب
                    • 30-10-2008
                    • 1915

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالكريم الياسري مشاهدة المشاركة
                    الأخ الأستاذ محمد الجابري
                    السلام عليكم
                    سعيد جدا بك
                    وبقراءتك لنصي
                    فشكرا جزيلا لك
                    سيدي الجابري لا ارغب بتوجيه ما يتدفق تلقائيا، ولا أحاول التدخل في ذلك، بل اترك له حرية الحركة بعناصره التي ترافقه، إيمانا مني أن النص يحسن اختيار أدواته التي تمنحه طاقة الوجود والاستمرار، تلك الأدوات التي قد تجعل من النص عملا إبداعيا، والذي ربما لا يكون كذلك حين يكون تحت تدخل الإرادة أو تحت تأثيرها , الإرادة التي إذا تخلى عنها الكاتب لصالح النص، يكون عمله أجمل وأحلى
                    شكرا جزيلا لك مرة أخرى
                    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    الأستاذ عبد الكريم الياسري؛

                    الكتابة الشعرية اعتكاف في محراب الفن والنقش والصنعة، بعد الضراعة لبديع السماوات والأرض ليلهم ويسدد الخطى ويثبت الأقدام، وليست الصنعة الشعرية سيلا متدفقا يسيل سيل الهواء رقة، ويسلس الانقياد سلاسة الماء الزلل في يوم قائض فتتقبله القلوب للباقته وتتشربه النفوس لنفاسته وإنما الشعر صنعة كانت محطة ذم عند القداماء وتجد كل الترحيب بها في زماننا، سواء بما تسوقه من رقة، ولطافة، وخيالاته موارة، وفنون تصوير.

                    وعجبي أن لا يدرك المرء وعاء طهيه، وهو يقدم للناس أشهى ما لديه!!!

                    وأخشى أن يدخل النقد قولة النحاة " اجزم تسلم " فنقع في فوضى التصنيف، وفي هذا الصدد أنقل قولة الأستاذ عبد الله الفيفي:

                    "وفي هذا ما يكشف أزمة النقد العربيّ الحديث حينما يتخلّى عن وظيفته العلميّة، وتتجاذبه تيارات المذاهب الأدبيّة، فيمسي هوى الناقد كهوى الشاعر، يخشى أن تصيبه دائرة التقليد، فيترامى لإظهار حداثته، أو تأصيلاته للحداثة تراثًا، في غير موضوعيّة، ولا بحثٍ، ولا تجرّدٍ."
                    http://www.mhammed-jabri.net/

                    تعليق

                    • عبدالكريم الياسري
                      شاعر من العراق
                      • 20-05-2010
                      • 387

                      #11
                      الأستاذ محمد جابري
                      السلام عليكم
                      أخي العزيز انها قصيدة تفعيلة
                      فلقد ذكرت في البداية التالي
                      طوبى له
                      من مجموعتي الشعرية" الاقلام لاتصدأ
                      شكرا جزيلا لك
                      اخي المبدع محمد الجابري
                      صفحتي في مركز النور
                      http://www.alnoor.se/author.asp?id=1740
                      ديواني في ملتقى الحكايا الأدبي
                      http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=9717
                      صفحتي في دروب
                      http://www.doroob.com/?author=1386
                      الأيميل k_yasiry@hotmail.com

                      تعليق

                      • فوزي سليم بيترو
                        مستشار أدبي
                        • 03-06-2009
                        • 10949

                        #12
                        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزي سليم بيترو
                        مساء الخير أخي وشاعرنا الكبير عبد الرحيم محمود
                        في نقدك البديع لنص الزميل عبد الكريم الياسري " طوبى له "
                        ذكرت في بداية نقدكم للنص . أن طوبي لفظة إسلامية لم تكن معروفة قبل ورودها في كتاب الله
                        ولتصحيح المعلومة أخي الحبيب . فإن لفظ طوبى وردت في الإنجيل في الموعظة على الجبل :
                        ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل " المحاذي لبحيرة طبريا " ، فلما جلس تقدم إليه تلاميذه
                        ففتح فاه وعلّمهم قائلا : طوبى للمساكين بالروح ، لأن لهم ملكوت السماوات . ...
                        أحببت أن أوضح لكم الأمر على الخاص . كي لا أسبب إحراجا لأحد .
                        محبتي
                        فوزي بيترو



                        الدكتور فوزي المحترم
                        تحيتي
                        لو قلت هذا التعليق علنا لا يحرجني البتة ، فما تعني طوبى عند المسيحين ؟؟؟
                        هل تعني نفس المعنى الوارد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
                        بالتأكيد لا ، وحبذا لو أدرجت مداخلتك لأرد عليها لأن في النقاش إثراء للثقافة
                        أنتظر نقل مداخلتك من هنا للنص العلني / شكري وتقديري .

                        عبد الرحيم محمود

                        تعليق

                        يعمل...
                        X