الأمثال والحكم لبنات في بناء الشخصية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عدنان عبد النبي البلداوي
    أديب و شاعر
    • 30-05-2011
    • 319

    الأمثال والحكم لبنات في بناء الشخصية

    الأمثال والحكم لبنات في بناء الشخصية
    عدنان عبد النبي البلداوي
    الأمثال والحكم لها عمق زمني وتكريم ومقام محمود ،وهي كما قيل ( لاترى فيها من الكلام ألفاظا ولكن حركات نفسية في ألفاظ ) تحقيقا لإصلاح اجتماعي يبدأ بشخصية الفرد ،سموا في الأخلاق ولقاء في الوجدان ، ويقظة في الضمير ، وعلوا في الهمة ،ولديمومته وجني ثماره ،حرص السلف على نقل الأمثال إلى الأجيال ، لتصبح لديهم عين ينظرون بها مع عيونهم ،الى عواقب الأمور ، ولتمكينهم من سلوك الصواب ،على وفق ماتحمله تلك الأمثال من تجربة سبقت ودراية سلفت ،إضافة الى احتوائها على ذخائر لفظية ومعنوية لايمكن الاستغناء عنها ،فهي عندهم وشي الكلام وجوهر اللفظ وحلي المعاني ، ولأن في المثل حسبما توصلوا اليه أربعة لاتجتمع في غيره من الكلام هي( إيجاز اللفظ – إصابة المعنى – حسن التوجيه – جودة الكناية ) ولأهمية الأمثال والحكم ،ولكونها خلاصة مركزة لحياة الشعوب في سلسلة معاناتها وشقائها وسعادتها وغضبها ورضاها ،وثمرة من ثمار الفلسفة والتأمل في الحياة ، فقد حظيت بالدراسة والتحليل والتعريف ،فقال المعنيون : سُمي المثل مثلا ، لأنه ماثل بخاطر الإنسان أبدا – أي شاخص منتصب أمام عينيه. أما الحكمة فإنها تفيد معنى واحدا من نهي أو أمر أو إرشاد ، والمثل يفيد معنيين : معنى ظاهرا ،كأن يكون حدثا تاريخيا ، ومعنى باطنا ،أجواؤه الحكمة نفسها ، بصياغة لاتخلو من استعارة او كتابة ، وبهذا يلتقي المثل والحكمة في أداء مهمة التوعية والتقويم، وقد جعلوا الأمثال نوعين : حقيقية وهي ماحدث موردها في الوجود وكان لها أصل معروف نقلت عنه. وفرضية وهي مالم يحدث موردها في الوجود وإنما كانت تمثل على لسان حيوان او غيره .
    ومن المفيد أن نذكر ان أول ظهور تاريخي للأمثال المستقاة من قصص الحيوان ،يسجل في كتاب الأمثال لمؤلفه السدوسي المتوفى سنة (195هـ) وان أول استعمال لهذا النوع من الأمثال بشكل واضح في تراثنا الأدبي يقع في زمن الإمام علي (ع)، وذلك في قصة ( الأسد والثيران الثلاثة) الموجود نصها في كتاب مجمع الأمثال للميداني، وبفضل مايحويه هذا النوع من الأمثال على لسان الحيوان ، فإن مضامين قصصه عادة ما تكون مشوّقة لتصورات الناشئة.
    وبصدد العمق التاريخي للأمثال ، لابد من الإشارة الى أن الكتب المقدسة كان لها نصيب منها ،فقد وردت في الإنجيل سورة باسم (أمثال) وذكر المؤرخون ان أقدم من قال الأمثال هو لقمان الحكيم ، ويروى انه سئل : ممن تعلمت الحكمة ..؟ قال : من الجهلاء ، كلما رايت منهم عيبا تجنبته.
    لاشك في ان لكل عصر نصيبا من الإمدادات الفكرية والثقافية والنفسية ، تتأثر بها الأمثال والحكم حين ولادتها في أجواء ذلك العصر ، فعلى الرغم من قلة الأمثال والحكم التي وصلتنا عن العصر الجاهلي ، فقد أصبحت دليلا على مدى عقلية القوم واتجاهات تفكيرهم ونظرتهم الى الحياة ،اكثرمما يدلنا الشعر على ذلك ، لأن الأمثال كلام أفراد الشعب في جميع طبقاتهم ، والباحث في طبيعة المجتمع الجاهلي مع وقوفه عند أمثالهم وحكمهم ، يجد انها أمثال مستقاة من حياة البدوي المادية والمعنوية والقبلية ،فهي منحوتة من رمال الصحراء وجفاف أرضها، من عادات البدو وتقاليدهم ، فهم ان أرادوا التعبير عن الـ ( إباء والعفة) قالوا : ( تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها) او التعبير عن العمل بلا فائدة ( انه ينفخ في رماد ) وعن السير بلا دراية ( انه يخبط خبط عشواء ) و ( الحديث ذو شجون ) أي ذو طرق ،و( إياكِ اعني واسمعي ياجارة ) وهو قول سهل بن مالك الفزاري ، وقصته انه خرج يوما يريد النعمان ، فنزل ببعض أحياء طي ضيفا ، فوقعت عيناه على أجمل امرأة في ذلك الحي وكانت سيدة نسائها ، فجعل لايدري كيف يرسل إليها ، فجلس بفناء الخباء ينشد قوله:
    ياأخت خير البدو والحضاره
    كيف تريــــن في فتى فزاره
    أصبح يهوى حرة معطاره
    إياك اعني واسمعي ياجاره
    فلما سمعت قوله عرفت انه إياها يعني فقالت :
    اني أقول يافتى فزاره
    لاابتغي الزوج ولا الدعاره
    ولافراق أهل هذي الجاره
    فارحل الى اهلك باستخاره
    فاستحيا الفتى وقال : ما أردت منكرا ..واسوْأتاه.
    إن وجوب ضبط النفس وتوظيف العقل في أجواء كهذه ، من مستلزمات الحفاظ على توازن الشخصية ، ولاشك في ان نتائج قصة هذا المثل بالنسبة للأجيال إنما هي دعوة تربوية الى التنبه والحذر من أي سلوك او تسرع كالذي وقع فيه ابن مالك الفزاري وكان ضيفا، وهذا جانب لصورة او حدث يمكن الاستفادة منه في تجنب سلبياته ، بينما هناك أجواء قد ولدت فيها حكم وأمثال هي حصيلة لحظات من التأمل الجاد فيما تحتاجه الشخصية المستقيمة من مستلزمات ، كالذي أدركه جعفر بن أبي طالب مثلا ، وكان إدراكا مبكرا افرغه في قوله ( ثلاث منعت نفسي عنهن في الجاهلية فمنعها الإسلام (الكذب والزنا والخمرة) اما الكذب فقد علمت ان من كذب مرة كذب مرات.. وأما الزنا فقد علمت ان من طرق باب الناس طرقت بابه، وأما الخمرة فاني لااشتري خبالي بمالي).
    وبعد ان أشرقت شمس الإسلام ، انتقلت كثير من الأمثال الجاهلية الى المجتمع الإسلامي ،ولكن الشخصية الجديدة المستمدة تعزيزاتها من شخصية الرسول الأعظم (ص) قد أحدثت عمقا بلاغيا ومعنويا ونفسيا في مضمون الأمثال والحكم ، يتناسب ومبادئ الإسلام ، ولكي تعمل تلك الأمثال عملها الفاعل في تقويم الشخصية ، وإضافة ما تفتقر إليه ، ولكي تعطي نتائج أفضل في وسائل أسرع،فقد اعتمدت في خطابها منهج مراعاة مقتضى الحال ، فبدأ القران الكريم في تطبيق هذا المنهج ، عندما وجد عقلية قريش متخلفة باتجاهها المادي , ولأن القوم كانوا يتفاخرون بالمال والعقار ، ضرب لهم الأمثال القائلة بأن الممتلكات ظل زائل وان الآخرة خير وابقي ( الآيات في سورة الكهف 32-44). ومن الجدير بالذكر ان الأمثال التي وردت في الذكر الحكيم لم تكن بعيدة من الناحية النفسية والاجتماعية عما يناسب كلام العرب ، فالعرب على سبيل المثال تقول في وضوح الأمر (قد وضح الصبح لذي عينين) فجاء في الكتاب العزيز ما يناسب ذلك ولكن ببلاغة وإيجاز اكبر في قوله تعالى ( الآن حصحص الحق) وقالوا في فائدة المجازاة ( القتل أنفى للقتل) قال تعالى (ولكم في القصاص حياة) ولايسعنا ذكر المزيد ن فقد وردت الحكمة في القران الكريم في نحو عشرين آية والأمثال في نحو خمسين. وسارت الى جانب أمثال القران ما جادت به بلاغة الرسول الكريم من أحاديث جرت مجرى الأمثال ، كقوله (ص) : (إن من البيان لسحرا) و( لايلدغ امرؤ من جحر مرتين) و( مات حتف انفه) أي مات دون قتل وكلمة (انفه) اشارة الى خروج الروح من الأنف،كما كان لحِكم وأمثال الخلفاء الراشدين نصيب في قراطيس التراث الخالد.
    ولما كانت النفوس بطبيعتها تفضل الأساليب البليغة ذات الوقع المنسجم مع ما تصبو اليه ، فقد تألق نجم المتنبي في هذا المجال بعد ان عرف أسرار التوغل في عمق الشخصية ،حتى أصبحت جملة من أشعاره أمثالا سائرة فيها كثير من مستلزمات البناء والتقويم ، فالشخصية الناجحة في أمثال المتنبي تستمد مقوماتها من قاعدة متينة سليمة بقوله:
    فان الجرح ينفر بعد حين
    إذا كان البناء على فساد
    وان الابتعاد عن مقتربات الهوان يصون حيوية الكرامة:
    من يهن يسهل الهوان عليه
    مـــا لــجرح بميت إيـــــلام
    والطموح عند المتنبي تحليق الى القمم:
    وإذا كانت النفوس كبارا
    تعبت في مرادها الأجسام
    ومن الجدير بالذكر ان الصاحب بن عباد جمع أمثال المتنبي في كتاب ضم أكثر من (600 مثل)
    كما حفلت بالأمثال والحكم دواوين كثير من الشعراء في مختلف العصور الأدبية ،وقد ذكرنا المتني على سبيل المثال لكونه سيدهم في الحكمة والمثل.
    ولأن المقال لايحتمل الإطالة ، نخلص الى مايأتي:
    - لما كان لكل مثل قصة او حدث ، ولكون مضمون القصة أشوق للمتلقي ، لتلهفه الى نتائجها، فإن المضامين الخاصة في بناء الشخصية ،جديرة بان يسمعها او يقرأها الناشئة، لكي يحصلوا على رصيدين ثقافيين في ان واحد ( المثل وقصته )ولاشك في ان تحقق ذلك يعتمد على جهود الوالدين في البيت وعلى توجيه المعلمين في المدرسة.

    - إن ما تخلقه الأمثال والحكم من أجواء تربوية وتثقيفية وما تحققه من مسارات تقويمية، فإن حفظها وخزنها في الذاكرة ،تعزز من موقع الفرد وهو يترنم بها حسب مقتضى الحال ، في محفل من الأصدقاء او في جمع في مناسبة ما ، وبهذا تؤدي الأمثال والحكم مهمتين: الأولى هي المساهمة في بناء الشخصية في مراحل نمو الغرس ، والثانية تعزيز مواقف الشخصية من خلال توظيف المثل او الحكمة في ثنايا الحديث، عندما يشتد العود وتتفتح أكمام الفطنة والنباهة .
  • سامي الحمزاوي
    • 12-11-2011
    • 5

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذي عدنان جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع ،أستاذي الفاضل أتسمح لي بهذه الأضافة س1 : ما المثل ؟
    جـ1 : المثل : عبارة موجزة مختصرة مأثورة وردت في حادثة ما - حقيقية أو خيالية - ، وانتشرت على ألسنة البشر ، فأصبح يضرب في كل حالة مشابهة للحالة التي قيل فيها ، ولكل مثل مورد ومضرب .
    س2: لكل مثل مورد ومضرب . فما المورد ؟ وما المضرب ؟
    جـ2: المقصود بمورد المثل :
    المناسبة التي قيل فيها المثل في البداية (أي أول مرة).
    - المقصود بمضرب المثل :
    وهو الحالة الجديدة التي تشبه تلك المناسبة التي قيل فيها المثل في أول مرة ، و يجب أن يقال المثل بلفظه ؛ فالأمثال لا تُغيّر..

    1 - " كأنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ "
    ô مورد هذا المثل :
    صيد الطيور رياضة معروفة ومحببة عند العرب، وتحتاج إلى الاختفاء والسكون والصمت التام، ولذا فإن الصيادين يختبئون تحت الأشجار ساكتين ساكنين ؛ لأن الطيور فوق رءوسهم على الشجر، ولو أحست صوتا أو شعرت بحركة فزعت وطارت ، فأطلق هذا المثل (كأن على رءوسهم الطير) تعبير عن السكون والسكوت .
    ô مضرب المثل :
    - يُضرب هذا المثل : لحالة جماعة من الناس وهم في صمت وسكون كأنهم صائدو الطيور الذين تتطلب مهمتهم الهدوء والسكون ؛ حتى لا تشعر بهم الطيور .
    - وقيل أنه ضُرب في صفة مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إذا تكلَّمَ أطْرَقَ جُلَسَاؤُه كأنما على رؤوسهم الطير" يريد أنهم يسكنون ولا يتكلمون، والطير لا تسقط إلا على ساكن .
    س1 : في هذا المثل دلالة على البيئة. وضح ذلك.
    جـ : دلالة هذا المثل على البيئة :
    1- تعدد أنواع الطيور في الصحراء.
    2- مهارة العرب في صيد الطيور بحيل مختلفة.
    2 - " رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْن "
    ôاللغويات :
    الخف: هو ما يلبس بالرجل ( الحذاء ) ج " أخْفَافِ - خِفَاف " .
    ô مورد المثل :
    أصلُه أن حُنَيناً كان إسكافا (صانع أحذية) من أهل الحِيرة، فساومه أعرابي على ثمن خُفَّين مساومة أغضبته بشدة ، لأنه لم يشترِ الخفين منه، فأراد أن يغيظ الأعرابي، فلما رحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه (فردة) وألقاها في طريق عودة الأعرابي ، ثم ألقى (الفردة) الثانية بعد الأولى بمسافة ، واختبأ بحيث لا يراه الأعرابي . فلما مرَّ الأعرابي بالفردة الأولى وقف أمامها و قال: ما أشبه هذا الْخفَّ بخف " حنين " ولو كانت الفردتان موجودتين لأخذتهما ، ومضى في طريقه فلما رأى الفردة الثانية من الخف نَدِمَ على تركه الأولى، فعقل (ربط) ناقته ورجع مسرعاً ؛ ليحضر الفردة الأولى ، فانتهز حنين الفرصة فأخذ الناقة وما عليها وفر بها هارباً ، فلما عاد الأعرابي ولم يجد ناقته رجع إلى قومه خائباً وليس معه إلا الخُفَّان ، فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟ فقال: جئتكم بِخُفَّيْ حُنَين فصار قوله مثلاً.
    ô مضرب المثل :
    يضرب هذا المثل في الرجوع بالخيبة والفشل .
    س : في هذا المثل دلالة على البيئة. وضح ذلك.
    جـ : دلالة هذا المثل على البيئة :
    1 - كثرة المساومات في البيع والشراء.
    2- اشتغال بعض العرب بصناعة الأحذية وإصلاحها.
    3- جشع بعض التجار واستغلالهم سذاجة العوام و البسطاء.
    3 - " جَزَاهُ جَزَاءَ سِنِمَّارٍ "
    ô اللغويات : جزاه : كافأه × عاقبه .
    ô مورد المثل :
    سِنِمَّارٍ مهندس رومي بنى قصراً عظيماً لا مثيل له للملك النعمان بين المنذر ملك الحيرة ، فلما فرغ من بنائه اصطحبه الملك إلى أعلاه ؛ لينظر عظمة البناء ثم دفعه على الأرض فسقط ميتا ؛ حتى لا يبني قصرا مثله لأحد.
    ô مضرب المثل :
    للشخص الذي يُحسن ويخلص في عمله، ثم يُكافأ بالإساءة والشر .
    س1 : ما الصورة البلاغية في هذا المثل؟ وما سر جمالها؟
    جـ : الصورة : تشبيه بليغ، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها.
    س2 : علام يدل هذا المثل من ملامح بيئته ؟
    جـ : ملامح البيئة التي يدل عليها هذا المثل:
    1- رغبة بعض الملوك في التشبه بالعجم في بناء القصور.
    2- الاستعانة بأهل الخبرة في البناء كالمهندسين لتنفيذ المطلوب.
    3- براعة الروم في فن البناء والتشييد .
    4- أنانية بعض الملوك - كالنعمان - ورغبتهم في الانفراد بالجمال.
    5- ظلم النعمان، ومقابلته الإحسان بالإساءة.
    ôقال الشاعر العربي القديم :
    جزاني جزاه الـلـه شر جـزائه جزاءَ سـنمار ومـا كـان ذا ذنـبِ
    بنى ذلك البنـيان عـشـرين حِـجّة تعالى عليه بالقراميد والـسكـبِ
    فلما انتهى البنيان يوم تمـامه وصار كمثل الطود والباذخ الصـــعبِ
    رمى بسنمـار عـلـى أم رأسـه وذاك لعمر الله من أعظم الخــطـبِ
    [حِـجّة : عام - القراميد : م القرميد ، وهو كل ما طلي به للزينة ، أو حجارة يُغطى بها البناء ]
    4 - " خُذْ الرَّفِيقَ قَبْلَ الطَّرِيق "
    ô مورد هذا المثل :
    أن شابا أراد السفر إلى مكان بعيد فسأله أبوه عمن سيرافقه في سفره، فقال : لا أحد معي، فقال له أبوه : (خذ الرفيق قبل الطريق) فصار هذا القول مثلا يضرب لمن يريد السفر دون الاستعانة برفيق يصحبه ؛ ليكون عوناً له وسنداً .
    ô مضرب المثل :
    يهدف هذا المثل لحسن اختيار الأصدقاء، وخصوصا حين السفر؛ فهذا دليل ذكاء وبعد نظر ، فهو العون و السند لصاحبه.
    5 - " إِنَّكَ لا تَجْنِي مِنَ الشَّوْكِ العِنَبَ "
    أي أنك لا تجد من أهل الشر أي فعل جميل ..
    ô مضرب المثل :
    ôيضرب هذا المثل لمن يحاول إصلاح شخص خسيس الأصل ، سيئ التربية .
    ôأو لمن يرجو المعروف من غير أهله .
    ôأو لمن يفعل الشر وينتظر من ورائه الخير .

    س 1: هل يجوز ضرب أي مثل في أي موقف ؟ وضح ما تقول.
    جـ : لا يجوز ضرب أي مثل في أي موقف، بل يضرب المثل في موقف يشبه الحالة التي ورد فيها أول مرة، مع المحافظة على لفظه وضبطه .
    س 2 : ما السر في انتشار الأمثال في البيئة الجاهلية ؟
    جـ : السر في انتشار الأمثال في البيئة الجاهلية :
    1 - انتشار الأمية، وحاجة الناس إلى تجارب صافية في جمل قصيرة صادقة المعنى يتقبلها معظم الناس .
    2 - ارتباط المثل بحادثة او بحكاية ساعد على انتشاره .
    3 - كما أن الأمثال تتميز بقلة الألفاظ ، وكثرة المعاني ، وجمال العبارة و التشبيه مما ساعد على حفظها وانتشارها على الألسنة
    4 - كما أن الأمثال تعبير صادق عن البيئة ، ومرآة لما يحدث فيها من أحداث .
    س 3: ما أهم سماتها الأسلوبية؟
    جـ 3 : أهم السمات الأسلوبية للأمثال (خصائصها الفنية) ما يلي :
    (1) إيجاز الألفاظ.
    (2) دقة التصوير وروعته.
    (3) قوة العبارات.
    (4) سلامة الأفكار والمعاني.
    س4 : لماذا تعد الأمثال أصوات الشعوب؟
    جـ4 : بالفعل الأمثال صوت الشعب ؛ لأنها :
    1 - مرتبطة بالبيئة وما فيها من حرب ، وصلح ومفاوضات .
    2 - تعبر عن صفات العرب وأخلاقهم وعاداتهم دون تكلف .
    3 - وترتبط بحياتهم و أحداثها وتعبر عن طرق تفكيرهم ودقة ملاحظاتهم ، ولهذا تتنوع الأمثال من أمة إلى أخرى تبعاً لاختلاف البيئة و الثقافة و العصر .
    س6 : للأمثال أنواع . وضح .
    جـ6 : بالفعل للأمثال أنواع فمنها :
    1 - ما ارتبط بقصة واقعية .
    2 - بعضها يرتبط بقصة خيالية .
    3 - وبعضها حكاية رمزية على ألسنة الحيوان و الطير .
    4 - وبعضها يحمل توجيهاً خاصاً .
    5 - وبعضها يرتبط بأشخاص اشتهروا بصفات خاصة .
    تدريب :
    * تخير الإجابة الصحيحة لما يلي مما بين القوسين :
    - " كأن " من أخوات : (كان - إن - كاد).
    - مفرد "الطير" : (طائرة - طيار - طائر).
    - "الخف" يلبس في : (اليد - الرأس - الرِّجْل).
    - "حنين" كان يعمل : (زارعا - صانعا - تاجرا).
    - مضاد "جَزَاهُ" : (عاقبه - أبعده - أكرمه).
    - "سِنِمَّار" مهندس من : (الفرس - الروم - مصر).
    - بين "الرفيق" و "الطريق" : (سجع - جناس - تصريع).
    " الحكم "
    س1 : ما الحكمة ؟
    جـ : الحكمة : قول موجز مشهور صائب الفكرة ، دقيق التعبير يهدف إلى الخير والصواب ، و الحكمة تعبر عن خلاصة خبرات صاحبها بالحياة .
    س2 : فيمَ تتفق الحكمة مع المثل ؟ و فيمَ تختلف عنه ؟
    جـ2 : تتفق الحكمة مع المثل في : الإيجاز - الصدق - قوة التعبير - سلامة الفكرة .
    - وتختلف الحكمة عن المثل في أمرين :
    1 - أن الحكمة لا ترتبط في أساسها بحادثة أو قصة .
    2 - أن الحكمة تصدر عن إنسان له خبرته وتجاربه العميقة في الحياة .
    س3 : ما خصائص أسلوب الحكمة ؟
    جـ3 : خصائص أسلوب الحكمة :
    1 - سلامة العبارة . 2 - الإيجاز . 3 - دقة التشبيه . 4 - جمال الصياغة .
    1 - " مَصَارِعُ الرِّجَال تَحْتَ بُرُوقِ الطَّمَع "
    ô مَصَارِعُ : مهالك م مصرع - بُرُوقِ : ضوء ولمعان م برق - الطَّمَع : الجَشَع × القناعة
    ôمعنى الحكمة :
    دعوة إلى القناعة فالطمع قد يؤدي إلى قتل صاحبه ؛ لأنه يغريه ببريقه الزائف، ويؤدي لخسارته في النهاية.‏
    2 - " أوَّلُ الحَزْمِ المَشُورَة ُ "
    - الحَزْمِ : ضبط الأمر وإتقانه - المشورة : التشاور ، وما ينصح به من رأي وغيره .
    ôمعنى الحكمة :
    دعوة إلى استشارة الآخرين فهذا دليل على حسن التصرف ، فلا خاب من استشار .
    وقديماً قيل : (إذا شاورت العاقل صار عقله لك).
    3 - " اتْرُكِ الشَّرَّ يَتْرُكْكَ "
    ôمعنى الحكمة :
    أن من ابتعد عن الشر و الفساد نجا من شرور غيره .

    4 - " رُبَّ مَلُومٍ لاَ ذَنْبَ لَهُ "
    رب : حرف جر شبيه بالزائد ، بمعنى احتمال - ملوم : مُعاتب .
    ôمعنى الحكمة :
    دعوة إلى التثبت من حقيقة أي أمر قبل توجيه اللوم للبريء ؛ حتى لا نظلم غيرنا فنندم.
    س1 : علل : الحكمة صوت العقل ، والمثل صوت الشعب .
    جـ : لأن الحكمة تنبع من الخبرة والتجربة، وهذا يقتضي أن يكون فيها تأمل وتفكير وموازنة بين الأمور واستخلاص العبرة منها، ولذلك فهي تعبر عن الرأي والعقل، مثل : (أول الحزم المشورة).
    - أما المثل فيأتي تلقائيا من حادثة تدفع إلى النطق به في عبارة قصيرة تشير إلى مغزى قصته، مثل : (كأن على رءوسهم الطير).
    تدريب :
    (أ) تخير الإجابة الصحيحة لما يلي مما بين القوسين :
    - مفرد "مصارع" : (مصارع - مصراع - مصرع).
    - معنى "مصارع" : (مجالس - مهالك - مكاسب).
    - مضاد "الطمع" : (الشبع - الجوع - القناعة).
    - "ملوم" من المشتقات : (اسم فاعل - اسم مفعول - صيغة مبالغة).

    التعديل الأخير تم بواسطة سامي الحمزاوي; الساعة 13-11-2011, 17:07.

    تعليق

    • عدنان عبد النبي البلداوي
      أديب و شاعر
      • 30-05-2011
      • 319

      #3
      اضافة مفيدة

      الاخ سامي الحمزاوي
      اشكر مرورك الكريم الذي قدمت فيه للقارئ مالم اقدمه في (مقال) وكانت اضافتك البحثية قيمة ومفيدة جزاك الله خيرا وزادك من فضله.

      تعليق

      • سعاد عثمان علي
        نائب ملتقى التاريخ
        أديبة
        • 11-06-2009
        • 3756

        #4
        الأستاذ المبدع عدنان عبد النبي البلداوي
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        لك جزيل الشكر على التعريف الراقي والشرح الوافي للأمثال والحكم
        وكم ه رائع ان نحظى منك بتلك الموسوعة الغالية المعاني
        فجزاك الله خيراً
        والشكر موصول أيضاً للأستاذسامي الحمزاوي فقد أضاف إضافة رائعة
        تحياتي لكما وشكري وتقديري
        سعادة
        ثلاث يعز الصبر عند حلولها
        ويذهل عنها عقل كل لبيب
        خروج إضطرارمن بلاد يحبها
        وفرقة اخوان وفقد حبيب

        زهيربن أبي سلمى​

        تعليق

        • عدنان عبد النبي البلداوي
          أديب و شاعر
          • 30-05-2011
          • 319

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سعاد عثمان علي مشاهدة المشاركة
          الأستاذ المبدع عدنان عبد النبي البلداوي
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          لك جزيل الشكر على التعريف الراقي والشرح الوافي للأمثال والحكم
          وكم ه رائع ان نحظى منك بتلك الموسوعة الغالية المعاني
          فجزاك الله خيراً
          والشكر موصول أيضاً للأستاذسامي الحمزاوي فقد أضاف إضافة رائعة
          تحياتي لكما وشكري وتقديري
          سعادة
          ببالغ السرور اشكر مرورك الكريم وتفاعلك الجاد مع الموضوع ومشاعرك الطيبة .. دام تألقك .. تحياتي واعزازي

          تعليق

          • عدنان عبد النبي البلداوي
            أديب و شاعر
            • 30-05-2011
            • 319

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سعاد عثمان علي مشاهدة المشاركة
            الأستاذ المبدع عدنان عبد النبي البلداوي
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            لك جزيل الشكر على التعريف الراقي والشرح الوافي للأمثال والحكم
            وكم ه رائع ان نحظى منك بتلك الموسوعة الغالية المعاني
            فجزاك الله خيراً
            والشكر موصول أيضاً للأستاذسامي الحمزاوي فقد أضاف إضافة رائعة
            تحياتي لكما وشكري وتقديري
            سعادة
            ببالغ السرور اشكر مرورك الكريم وتفاعلك الجاد مع الموضوع ومشاعرك الطيبة. دام تألقك .. تحياتي واعزازي

            تعليق

            • محمد فهمي يوسف
              مستشار أدبي
              • 27-08-2008
              • 8100

              #7
              [frame="13 98"]قال تعالى : ( ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم )
              وقال سبحانه وتعالى :( يؤت الحكمة من يشاء ، ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا )
              وقال عليه الصلاة والسلام :( إنما مثلي ومثل الأنبياء قبلي ؛ كرجل ابتنى دارا فأتمها وأحسنها إلا موضوع لبنة فيها ؛ فصار الناس كلما مروا بتلك الدار قالوا : ما أحسنها وأجملها لولا هذه اللبنة ؛ فأنا اللبنة ..وأنا خاتم الأنبياء ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ( ( فالدار هي الدين ، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو اللبنة )
              وقال عليه الصلاة والسلام ( الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها اقتنصها )
              و قال الشاعر:
              ابدأ بنفسك فانهها عن غيها = فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
              =================
              سعدت بكما أخي الفاضل الأستاذ عدنان عبد النبي البلداوي ، والأستاذ الفاضل سامي الحمزاوي
              بما أضفتموه من بيان طيب على الحكمة والمثل في اللغة العربية ، وأثرهما ومفهومها اللغوي والاصطلاحي
              وبالأخت الفاضلة الأستاذة سعاد عثمان على مرورها وتعليقها بالثناء المستحق لصاحبي المساهمتين القيمتين
              *****************

              ولقد طرحت موضوعي عن ( الحكمة بترتيب الأبجدية ـ ضع حكمتك أو تعليقك ) منذ يونيو 2009 وحتى اليوم
              وصدرته بمقدمة متواضعة عن الحكمة والمثل ، وأشرت إلى وجودهما في القرآن الكريم كتاب الله الحكيم وفي
              حديث المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي الشعر العربي وأقوال الحكماء من العرب كأثم بن صيفي
              وغيرهم من أقوال الأقدمين والمحدثين السديدة المعبرة والموجهة لمعنى من معاني الخير والصلاح
              وبدأت الموضوع كمسابقة في طرح أفضل حكمة أو مثل هادف ينمي السلوك ، ويصقل الشخصية العربية المسلمة
              ثم استمر بفضل جهود الأفاضل من الأعضاء الكرام في الملتقى حتى أصبح الموضوع من الموضوعات المميزة
              التي صار ينقل منها مئات المواقع الرقمية الأخرى في نفس الباب تحت عناوين متعددة
              وكنت أود أن يكون الأخوين الفاضلين من أعمدة هذا الموضوع بمساهماتهما الرائعة في تقريب مفهوم الحكمة والمثل
              إلى الأعضاء ، وما زلت آمل أن يقود مركبها أحد هذين الأخويين الغاليين بالتفضل بالإشراف معي عليها في ملتقى اللغة العربية
              ( قسم الحكم والأمثال ) ويثريها بمساهماته التي تنبعث من خبراتهما المتراكمة على مدار الحياة ليستمر العطاء والنفع للآخرين
              وما زالت دعوتي باقية ورجائي أخوي نابع من حب الخير للجميع

              ولكم الشكر والتحية


              [/frame]

              تعليق

              • عدنان عبد النبي البلداوي
                أديب و شاعر
                • 30-05-2011
                • 319

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
                [frame="13 98"]قال تعالى : ( ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون )
                وقال سبحانه وتعالى :( يؤت الحكمة من يشاء ، ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا )
                وقال عليه الصلاة والسلام :( إنما مثلي ومثل الأنبياء قبلي ؛ كرجل ابتنى دارا فأتمها وأحسنها إلا موضوع لبنة فيها ؛ فصار الناس كلما مروا بتلك الدار قالوا : ما أحسنها وأجملها لولا هذه اللبنة ؛ فأنا اللبنة ..) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ( ( فالدار هي الدين ، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو اللبنة )
                وقال عليه الصلاة والسلام ( الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها اقتنصها )
                و قال الشاعر:
                ابدأ بنفسك فانهها عن غيها = فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
                =================
                سعدك بكما أخي الفاضل الأستاذ عدنان عبد النبي البلداوي ، والأستاذ الفاضل سامي الحمزاوي
                بما أضفتموه من بيان طيب على الحكمة والمثل في اللغة العربية ، وأثرهما ومفهومها اللغوي والاصطلاحي
                وبالأخت الفاضلة الأستاذة سعاد عثمان على مرورها وتعليقا بالثناء المستحق لصاحبي المساهمتين القيمتين
                *****************
                ولقد طرحت موضوعي عن ( الحكمة بترتيب الأبجدية ـ ضع حكمتك أو تعليقك ) منذ يونيو 2009 وحتى اليوم
                وصدرته بمقدمة متواضعة عن الحكمة والمثل ، وأشرت إلى وجودهما في القرآن الكريم كتاب الله الحكيم وفي
                حديث المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي الشعر العربي وأقوال الحكماء من العرب وغيرهم
                وبدأت الموضوع كمسابقة في طرح أفضل حكمة أو مثل هادف ينمي السلوك ، ويصقل الشخصية العربية المسلمة
                ثم استمر بفضل جهود الأفاضل من الأعضاء الكرام في الملتقى حتى أصبح الموضوع من الموضوعات المميزة
                التي صار ينقل منها مئات المواقع الرقمية الأخرى في نفس الباب تحت عناوين متعددة
                وكنت أود أن يكون الأخوين الفاضلين من أعمدة هذه الموضوع بمساهماتهما الرائعة في تقريب مفهوم الحكمة والمثل
                إلى الأعضاء ، وما زلت آمل أن يقود مركبها أحد هذين الأخويين الغاليين بالتفضل بالإشراف معي عليها في ملتقى اللغة العربية
                ( قسم الحكم والأمثال ) ويثريها بمساهماته التي تنبعث من خبراتهما المتراكمة على مدار الحياة ليستمر العطاء والنفع للآخرين
                وما زالت دعوتي باقية ورجائي أخوي نابع من حب الخير للجميع
                ولكم الشكر والتحية

                [/frame]
                مرورك مبارك سيدي الكريم ..لك جزيل الشكر على ثنائك وطيب مشاعرك..
                بخصوص الإشراف يسعدني لولا توعك الصحة ،وسعادتي أكثر لو تولى المهمة الأستاذ الحمزاوي.
                لي استفسار إن سمحت حول مايأتي:
                - هل يصح أن نقول : نفس الباب او الباب نفسه
                -الخطاب موجه الى اثنين فما تعليل قولكم( بمااضفتموه).
                - ما موقع (الأخوين الفاضلين) من الإعراب في عبارة( وكنت اود ان يكون الاخوين الفاضلين من اعمدة هذه الموضوع..
                ابغي الفائدة ولك خالص التقدير.

                تعليق

                يعمل...
                X