كانت هذه القصيدة ردّا على الأفاعي
لأخي الشاعر صلاح الحديثي
مَنْ هنّ؟ هنّ الشذا والعِطرُ والأدبُ
وهنّ أمّك أو أمّي فلا عجَبُ
وهنّ أرقى الورى روحاً ومنزلةً
عند الكبارِ, وهنّ القطرُ واللهبُ
فكم سَهِرنَ وأيّامُ النوى عبرتْ
ونحنُ نلهو وما لفّ الرؤى النصَبُ
وكم تجافى لهنّ الدهرُ وامتطرتْ
سودُ المآقي دموعاً لُجُّها لَجِبُ
هنّ القواريرُ طهرُ الروحِ عابقة
شذا الغرام الذي رقّت له الحِقَبُ
فارفقْ بهنّ ستشتار الهوى عسلاً
ما رفّت العينُ أو ماست بها الهدُبُ
نثرْن طيبَ الهوى في خمرةٍ ثمِلتْ
بها الحياةُ ولَذّ الشرْبُ والعبَبُ
نهلنَ من زهرةِ القندولِ رقّتَها
فكُنّ نخلاً وفي أعبابِهِ الرطبُ
وكنّ صُبحاً أضاء الأفقَ وانتشرتْ
طيوبُهنّ فلجّ الشعرُ والخطبُ
ما الشعرُ فيهنّ إلا الحسنُ مُجتلباً
منهنّ, والحبُّ بالتحنانِ مجتلَبُ
والشعرُ فيهنّ يحلو حين تبرقُهُ
عيونُهنّ التي تزهو بها النقُبُ
ما أجملَ الشعرَ في عيني فاتنةٍ
بدَتْ "حديثَةُ" فيها أو بدتْ "حلَبُ"
لا الشمسُ تسطعُ ما افترّتْ مباسِمُها
عن العوارضِ بيضاً حين ترتضِبُ
هنّ الملائكُ أضفى اللهُ حكمتهُ
على وجوهٍ الغواني زانَها الأرَبُ
فهنّ أمضى من الأسيافِ تصقُلُها
أيدي هذيلَ إذا " ما غاصت الركَبُ"
فلا تلومَنّ من صدّتْ ومنْ هجرَتْ
قلباً, وصانتْ حقوقاً ليس تُسْتَلَبُ
فحقُّها الذودُ عن كِبرٍ بهِ فخرَتْ
مدى الزمانِ فكانتْ دونَها السحُبُ
لا يصلُحُ الناسُ دون الغيدِ حالمةً
فالجسمُ يذوي إذا ما يتلفُ العصبُ
فكمْ حَلِمْنا بليلِ السهْدِ واختمرتْ
فينا الخيالاتُ حيرى هدّها التعَبُ
وسامَرَتنا طيوفٌ إذْ يجنُّ بنا
ليلٌ, ونخلو بها والقلبُ يرتعبُ
نهوى الظلامَ ليأتي الطيفُ في دَعَةٍ
يُدغدِغُ الروحَ إنْ أغرى بها الصبَبُ
يا بنتَ حوّاءَ كوني كالفضاءِ وما
تستسلِمينَ لشعرٍ بعضُهُ الكذِبُ
فأنتِ نبعُ الهوى القدْسِيّ مربُعُهُ
حلٌّ عليكِ, حرامٌ لي كما رَجَبُ
لأخي الشاعر صلاح الحديثي
مَنْ هنّ؟ هنّ الشذا والعِطرُ والأدبُ
وهنّ أمّك أو أمّي فلا عجَبُ
وهنّ أرقى الورى روحاً ومنزلةً
عند الكبارِ, وهنّ القطرُ واللهبُ
فكم سَهِرنَ وأيّامُ النوى عبرتْ
ونحنُ نلهو وما لفّ الرؤى النصَبُ
وكم تجافى لهنّ الدهرُ وامتطرتْ
سودُ المآقي دموعاً لُجُّها لَجِبُ
هنّ القواريرُ طهرُ الروحِ عابقة
شذا الغرام الذي رقّت له الحِقَبُ
فارفقْ بهنّ ستشتار الهوى عسلاً
ما رفّت العينُ أو ماست بها الهدُبُ
نثرْن طيبَ الهوى في خمرةٍ ثمِلتْ
بها الحياةُ ولَذّ الشرْبُ والعبَبُ
نهلنَ من زهرةِ القندولِ رقّتَها
فكُنّ نخلاً وفي أعبابِهِ الرطبُ
وكنّ صُبحاً أضاء الأفقَ وانتشرتْ
طيوبُهنّ فلجّ الشعرُ والخطبُ
ما الشعرُ فيهنّ إلا الحسنُ مُجتلباً
منهنّ, والحبُّ بالتحنانِ مجتلَبُ
والشعرُ فيهنّ يحلو حين تبرقُهُ
عيونُهنّ التي تزهو بها النقُبُ
ما أجملَ الشعرَ في عيني فاتنةٍ
بدَتْ "حديثَةُ" فيها أو بدتْ "حلَبُ"
لا الشمسُ تسطعُ ما افترّتْ مباسِمُها
عن العوارضِ بيضاً حين ترتضِبُ
هنّ الملائكُ أضفى اللهُ حكمتهُ
على وجوهٍ الغواني زانَها الأرَبُ
فهنّ أمضى من الأسيافِ تصقُلُها
أيدي هذيلَ إذا " ما غاصت الركَبُ"
فلا تلومَنّ من صدّتْ ومنْ هجرَتْ
قلباً, وصانتْ حقوقاً ليس تُسْتَلَبُ
فحقُّها الذودُ عن كِبرٍ بهِ فخرَتْ
مدى الزمانِ فكانتْ دونَها السحُبُ
لا يصلُحُ الناسُ دون الغيدِ حالمةً
فالجسمُ يذوي إذا ما يتلفُ العصبُ
فكمْ حَلِمْنا بليلِ السهْدِ واختمرتْ
فينا الخيالاتُ حيرى هدّها التعَبُ
وسامَرَتنا طيوفٌ إذْ يجنُّ بنا
ليلٌ, ونخلو بها والقلبُ يرتعبُ
نهوى الظلامَ ليأتي الطيفُ في دَعَةٍ
يُدغدِغُ الروحَ إنْ أغرى بها الصبَبُ
يا بنتَ حوّاءَ كوني كالفضاءِ وما
تستسلِمينَ لشعرٍ بعضُهُ الكذِبُ
فأنتِ نبعُ الهوى القدْسِيّ مربُعُهُ
حلٌّ عليكِ, حرامٌ لي كما رَجَبُ
تعليق