**** إغتصاب ميتافيزيقى ****

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمال عمران
    رئيس ملتقى العامي
    • 30-06-2010
    • 5363

    **** إغتصاب ميتافيزيقى ****

    ليس معنى اننى (خطيبتك) أن أسمح لك بنيل مثل تلك الأمور التى تطمع فى نيلها..!!
    لكن حبيبتى ..!
    ليس هناك لكن..................
    وتركته واقفاً ..وإنصرفت..
    غابت عنه أيام ..كانت تمنى النفس خلالها بأن يقوم بزيارة لمنزلها ويعتذر لها ..فتسامحه مع قليل من التمنع والتدلل ........
    لكنه لم يفعل..
    ................................................
    إستدعاها فى يقظته وفى منامه فأتته طوعاً..قدمت له مايريد بكل رضا النفس وخضوع الجسد..
    طاف بخديها ..وأحرق شفتيها ..وأشعل جسدها ..ونال منها ماتهفو إليه نفسه ..وأشبع رغباته بكل ذرة من جسدها ...
    ...........................
    بعد أيام إلتقاها فى الطريق مصادفة..وقف مذهولاً أمام ما إعتراها من تغيير...لقد إسود خداها ..وذبلت شفتاها ..وغارت عيناها..وهزل جسدها ..حتى ليكاد الناظر إليها أن ينكرها..
    وقفت أمامه فى صمت..فسألها فى تعجب وخوف عما حدث لها..
    نظرت إليه فى إحتقار وقالت له ( سل نفسك ماذا فعلت بى فى الأيام الماضية ) ؟؟؟؟
    ثم تركته واقفاً وإنصرفت للمرة الأخيرة..
    التعديل الأخير تم بواسطة جمال عمران; الساعة 14-10-2011, 16:44.
    *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***
  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
    ليس معنى اننى (خطيبتك) أن أسمح لك بنيل مثل تلك الأمور التى تطمع فى نيلها..!!
    لكن حبيبتى ..!
    ليس هناك لكن..................
    وتركته واقفاً ..وإنصرفت..
    غابت عنه أيام ..كانت تمنى النفس خلالها بأن يقوم بزيارة لمنزلها ويعتذر لها ..فتسامحه مع قليل من التمنع والتدلل ........
    لكنه لم يفعل..
    ................................................
    إستدعاها فى يقظته وفى منامه فأتته طوعاً..قدمت له مايريد بكل رضا النفس وخضوع الجسد..
    طاف بخديها ..وأحرق شفتيها ..وأشعل جسدها ..ونال منها ماتهفو إليه نفسه ..وأشبع رغباته بكل ذرة من جسدها ...
    ...........................
    بعد أيام إلتقاها فى الطريق مصادفة..وقف مذهولاً أمام ما إعتراها من تغيير...لقد إسود خداها ..وذبلت شفتاها ..وغارت عيناها..وهزل جسدها ..حتى ليكاد الناظر إليها أن ينكرها..
    وقفت أمامه فى صمت..فسألها فى تعجب وخوف عما حدث لها..
    نظرت إليه فى إحتقار وقالت له ( سل نفسك ماذا فعلت بى فى الأيام الماضية ) ؟؟؟؟
    ثم تركته واقفاً وإنصرفت للمرة الأخيرة..

    أهلا بك أخي جمال

    نص يحمل الكثير من الأحداث والعبر

    أراك وقد قسمته إلى ثلاثة أجزاء

    وبسبب الجزئين الأوليين رأيت النص ابتعد عن التكثيف والخطف!

    أعتقد أنه بالإمكان اختزال هذين الجزئين ببضع كلمات خلال القسم الثالث وبهذا تدخل حيز الق ق ج

    لكني لا أخفي إعجابي بالنص وطريقة صياغته

    دمت مبدعا

    تحيتي وتقديري
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 15-10-2011, 07:27.
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]

    تعليق

    • جمال عمران
      رئيس ملتقى العامي
      • 30-06-2010
      • 5363

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة


      أهلا بك أخي جمال

      نص يحمل الكثير من الأحداث والعبر

      أراك وقد قسمته إلى ثلاثة أجزاء

      وبسبب الجزئين الأوليين رأيت النص ابتعد عن التكثيف والخطف!

      أعتقد أنه بالإمكان اختزال هذين الجزئين ببضع كلمات خلال القسم الثالث وبهذا تدخل حيز الق ق ج

      لكني لا أخفي إعجابي بالنص وطريقة صياغته

      دمت مبدعا

      تحيتي وتقديري
      مرحباً بك أخى مصطفى
      اشكرك لأنك هنا ..( جبرت بخاطر قصتى ) بردك ( الحلو )
      شرفت بمرورك الكريم استاذنا الفاضل..
      *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

      تعليق

      • موسى الزعيم
        أديب وكاتب
        • 20-05-2011
        • 1216

        #4
        الفكرة العذبةالنبيلة ذات المنبت الروحي عندما ... تدنس بما هو مادي تفقد بريقها وتختفي كما الشرف
        نص امتعني حتى الثمالة اخي جمال
        دام قلبك وقلمك دفّاقاً بالحب والابداع
        التعديل الأخير تم بواسطة موسى الزعيم; الساعة 17-10-2011, 08:27.

        تعليق

        • عبدالرحيم التدلاوي
          أديب وكاتب
          • 18-09-2010
          • 8473

          #5
          علاقة شابتها الرغبات المادية في غياب اللمسات الحنية
          مودتي

          تعليق

          • فايزشناني
            عضو الملتقى
            • 29-09-2010
            • 4795

            #6

            العنوان جاء معبراً جداً
            لو بالميتافيزيقيا نفكراً خيراً
            ربما أفكارنا تنجب أجيالاً طاهرة ومؤمنة
            أغلبنا يمارس مثل هذا الاغتصاب يومياً
            وليس بالضرورة مع إناث فقط
            بل مع العديد من الماديات
            تحيتي ومودتي أخي جمال
            هيهات منا الهزيمة
            قررنا ألا نخاف
            تعيش وتسلم يا وطني​

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              يعني ايه .. اغتصاب ميتا فيزيقي ؟
              لم أفهم المعني حقيقي !

              لكن هذه ليست قصة قصيرة جدا

              لنرحل بها إلى هناك

              محبتي
              sigpic

              تعليق

              • يحي الحسن الطاهر
                أديب وكاتب
                • 20-03-2011
                • 111

                #8
                الثُّقب
                قصة قصيرة- يحي الحسن الطاهر

                "1"

                الهدوء كان يُغلّفُ كلَّ شيء، بغلالاتٍ شفافة ولا مبالية بتلك الخروق (التيكانت تحاول أن تكون، بفعل الرّيح، وبفعلِ أشياءٍ أخرى، منافذاً لضجيجِ ِالمدينة العتيقة.) كانت لا مبالاة الهدوء هادئة كعهدها دوماً. كما كانت خروق الضّجيجِ أقلّحماساً: (بل كانت متصالحةً في نفيِ ذاتها والذوبان في بحيرةِ الهدوءِ بشكلٍ رائعٍحقّاً.) وصنعت- بشكلٍ خارقٍ في حدّ ذاتهِ- نوعاً من الضجيج الصامت!-... في ذلكالساح اللا منظور- تقريباً- جلس شخصٌ ما في مقعده (الذي كان وثيراً فيما مضى). كانمستأنساً بذلك الصمت والهدوء اللذين إنداحا بحيرةً صافيةً أغرق فيها ضجيج يومٍ منأيام العمل الرتيبة. "فلأذهب إلى البحرِ إذاً! لكي أننشى بتدخينِ سيجارةٍ بينماينثال فوح الأعشاب الساحلية الجريئة: لأنها انتهكت بوجودها قوانين"الإستنبات" العادية فنمت بذاتها ولذاتها أيضاً!... آهٍ.. كم كنتُ أحمقاً حين خطّطتُ للذّةٍقادمةٍ تهبني إيّاها سيجارةٌ قرب البحر سأدخّنها.. ولكن.. لا يهم.. فهنالك الكثيرمن الحماقات التي- عادةً- ما تمثّل اكتفاءاً معقولاً لكلّ طيشٍ أحلامنا وخيالاتناالباسلة.." أشعل سيجارته إذاً: (نسيتُ أن أقول إنّ ثمةَ ظلامٍ خفيفٍ يتخلّلُهُقليلٌ من الضّوءِ المرتعش، بعد أن قذفت الشمس سائل لذتها ورحيق وجودها، كان يغلّف- في رداءٍ غيرِ متصنّعٍ للوقار- ذلك المشهد!) أشعل سيجارته إذن! كان يتطلّع، فيلذّةٍ، إلى الطيوفِ الرائعةِ التي يشكلّها الدخان المنبعث من السيجارة، حتى رآهابغتةً كانت تبتسم ويشعّ ضيءُ عينيها كنجمةٍ حالمةٍ، كان وجهها بالذات، كانت هي، حتىتفاصيل ملامحها الدقيقة، وكانت ترتدي ذات الفستان الذي قابلته به بالأمس، (وقدشبّهها حينها بقطةٍ ذات فراءٍ، يتغازلُ في وداعةٍ جنسية عذبةً فيه اللون الأسودجدّاً، مع الأبيض قليلاً، وتتكوّر هذه القطة بين نتف ثلجٍ خلّفها جليدُ أحزانها "هي" حين كان "هو" بعيداً هناك، (وكان تبحث: كما أخبرته حين أتى!) عنه بينما كان "هو" يبحث عنه أيضاً، إلا أنّه لم يجده!.. إنه لم يجيء إذاً! ولكنّها تمارس حضوراًأكيداً في كلِّ شيء، وها هي الآن تشكّلها طيوف دخان سيجارته (كان يحاول أن يبتدعطريقةً ما في امتصاص السيجارةِ حتى تبعث دخاناً له خاصيّة رائعة: أن يُجسّد عريها،ليرى جسدها الرائع، ولكنه لم ينتبه إلى شيءٍ بسيطٍ جداً وهو أنّ سيجارته: بحكماللهب الخافت الذي هو سرّ وجودها وانطفائها معاً! قد سكبت هي الأخرى، مثل الشمستماماً، رحيقَ وجودها. أشعل، في لهاثٍ محمومٍ، سيجارةً أخرى، وظلّ يرقب المشهدالمحتوم إذ حتماً سيرى جسدها الرائع، نهديها السامقين، وجيدها المنساب في رقّةِلحنٍ موسيقيٍّ صافٍ، وفخذيها: (مبعث دفئه وشعوره الخلاق بامتلاكهِ للعالم، لمجرّدِتصوّرهِ بفعله لشيءٍ ما فيما بين الفخذين!).. كانت السيجارة، ويا للأسف، مثلسابقتها عاجزة وخائبة! إذ شكّلت وجهه "هو" بالذات، مرتسمةً في ملامحه تعابيرٌالتّرقُّبِ للحضور البهيِّ لجسدها الرائع، سيمفونيّته المشتهاة. شعر بشعورٍ دفيءٍمن الخدرِ المباغت (يسمّون عادة: الخجل!) قذف ببعضِ الحجارةِ الصغيرةِ هذه المرآةاللعينة، وأحدثت حجارته ثقوباً وانكساراتَ متعرّجة في زجاج المرايا، رأى، للغرابةِ،فخذها الأيمن عارياً، وكان جزءٌ صغيرٌ من فخذها الأيسر، أعلاه تماماً، يطلُّ فيتوقٍ لاكتمالِ البروز، شعر "بشيئه" ينتصبُ قليلاً.. قليلاً.. أخذ في التلصّصِبلهفةٍ كي يرى من خلال الثقب (الذي كان صغيراً جدّاً) فخذها الأيسر، بكاملِ فتنته "الفِدْيَاسِيَّة"، وجسدها الأعلى، إلا أنّ الثقب كان ماكراً جدّاً!، إذ صار يدورحول نفسه بعبثيةٍ ماجنةٍ، وغيّب حتى ما كان مرئيّاً، نفث دفعةً أخرى من دخانِالسيجارةِ كي يهب شلالاً من الحياةِ للثّقبِ ليصير أكثر تماسكاً وليشكر فعلته تلكفيجسّد- بدورهِ- عريها البهي، ولكن كان ارتشاؤه للثّقبِ خائباً!

                قذفبحجارةٍ أخرى، هشّمت ثقوبا أكبرَ في المرايا، أطلّ من واحدٍ منها وجه شرطيٍّيُلوّح بسوطه (وأشيائه الأخرى) في جماعةٍ من المتظاهرين، ورأى في ثقبٍ آخرٍ عجوزاًيستجدي، أعطاه قليلاً من النقود كي يمضي، إلا أنّ العجوز أصرّ على البقاءِ بمكابرةٍتركه ينشد: (يا ليلى ليلك جنَّ، معشوقك أوّه وأنَّ" بينما كان هو ينشد رؤيتهاعارية، نظر في ثقبٍ آخرٍ، رأى أحد الطهاة يقلي بيضاً (أحسّ بجوعٍ مفاجئٍ، كفكرةٍخاطئةٍ، كان جوعاً إليها "هي" بالذات، سيمفونيّته التي أضاع الدخان نوتاتهاالرائعة!، كان هنالك ثقب ينادي عينيه المتلصصتين في لهفة، وفي هذا الثقب بالذات،رأى ناهديها، ويا للروعة!، (تحلّب ريقه لامتصاصِ رحيقِ روحه المدنفة من هذينالثديين، اللذين يتكورا وعداً وبشرى بزمنٍ ديونوزييسيٍّ سيأتي!) كانا متيقظين للتو،وكانت حلمتاها تنظران إليهِ في نداءٍ (خجولٍ بالطّبع)... أدخل يده من خلال الثقب،كي يمسّ ناهديها، ولكن أحدثت شروخ الثقب بعض الجروح في يده أسالت دماً كان قصيدةَحزنٍ لغيابِ نهديها خلف غماماتِ حياءٍ أثارته محاولة يده في لمسها. وكانت دماؤهقصيدةُ هجاءٍ لثقبٍ لعينٍ لم يتواطأ مع رغبته السّاذجة والحادّة أيضاً، ثم حاولت آخرقطرات دمه، في غنائيّةٍ مرتعشةٍ، استجداء الثقب كي يكون أكثرَ حنوّاً، فكّر أخيراًفي إغراء الثقب بالمزيد من دخان السجائر (كان عضوه قدانتصب بشكل كاملٍ الآن!،وكانت أعصابه قد توتّرت جيّداً (فجاء عزفها لإيقاعِ الشّهوةِ رائعاً!) توتّرت بفعلِالشّهوة التي أثارها نهدٌ لطيفٌ وأكثرَ حنوّاً من الآخر، إذ لم يغب بالكامل، كمافعل ذلك بمكابرة، أشعل سيجارةً أخرى، وأخرى أيضاً، وأخيرة... (كانت المتعة البديهيةفي التدخين قد انتفت عنه، وهو يحاول لذّةً أخرى (من الطبيعيّ أن تحتجَّ السّيجارةُلهذا الاستخدام الأداتِي! أليسَ كذلك؟) كانت هذه آخر سيجارة، تصعّدت فيه الرّغبةالمحمومة في أن تهبَ السّيجارةَ الأخيرةَ ما لم تهبه الأخريات: جسدها العاري تماماًوبكاملهِ. رأى طيوفاً أحرى كثيرةً، ولكن "العجوز المستجدي" لم يغبْ أبداً، أعطاهُنقوداً أخرى، لم يغب أيضاً، انتهره لاعناً، لم يغبْ أيضاً!، تركه تماماً، غابَأخيراً، ثم عاد أيضاً يستجدي بإلحاحٍ مُلحٍّ، الثقوب الأخرى بها طيوف أخرى غير الذييود. ارتخى عضوه، ولكن، وللغرابة، تصاعدت شهوته حتّى تشكّلت جسداً عارياً، ولدهشته،كان جسدها، هي، مارس اغتصاباً ذهنيّاً لِطَيْفِ جسدِها العاري، كان "البحر" يضحكعالياً- كما هي عادته دوماً إذلا يتجهّم "البحر" أبداً. لأمرٍ ما كان البحريضحك... انثالت اللذة في جسده، كانت وثنيّة بشكلٍ وثني!... تصاعد جسده هو، من دخانِسيجارتهِ الأخيرة، وذابَ في جسدِها المتصاعد من شهوته في عناقٍ صوفيٍّ، لم تكن لهقمّة سوى تلكَ "الوخزة" الحادّة "بالطّبع" التي أحدثها لهب سيجارته في يدهِ التيكانت تحوط جسدها السّاحلي، (كان الألمُ البديهيُّ للهبِ "السّيجارةِ" مَنْفِيّاً فيذاتِ منفى المُتْعَةِِ الخاصّةِ بالتّدخينِ وبأشياءٍ أخرى!..

                "2"

                موقف البحر...

                كان البَحْرُ يضحكُ- في محاولةٍ طفوليّةٍ- لإغاظةِذلكَ "الشّخص الما" حيثُ كان يمكنه وببساطةٍ- حسب ما يرى البحر- أن يرى جسدهاالرّائع وقد عكسته المرايا، يضاجع جسد البحر في حنانٍ مرتعش- بفعلِ الخجلِ، وبفعلِأشياءٍ أخرى، كما كان يستطيع- لو استطاع- أن يرى مشهده وهو في حوزة تعابيرِالتّرَقُّبِ والتّلصّصِ من خلالِ ثقبٍ قد يطلّ منه جسدها العاري كما يود.

                يحيى الحسن الطاهر "سايح"
                ليل الاثنين 4/12/1989م
                الساعة الواحدةليلاً، الواحدة صفاءاً!
                لندن



                ملاحظات متسّكعة على رصيف الرّوح
                أو... خروق في عباءة الصّمت
                قصة قصيرة- يحي الحسن الطاهر

                وقف طويلاً أمام مقلاةٍ للبيض:- تُرى كم من الصّمت أزاحه ضجيج الزيتالمقلي؟... البيضة ذلك الكائن الغريب تشدّه كثيراً ويُمثِّل صمتّها المحتوي ضجيجالحياة وعداً بانكشافِ ما يُخفيه وجوده من غرابة.. مثل غرابتها.. ؟ ربّما!...
                رأى عربةً تسير في الطريق التي رصفتها أمطار الأمس وكانت مصابيح العربةتضيء وتخفت كعيني نمرٍ في ظلامِ غابةٍ في خطّ استواءِ روحهِ على مقامِ ذعرٍ مفاجئكبرقٍ خريفيٍّ.

                همس:- ما أروع الدفء الذي تتمتع به اللوزة داخل صدفتها! امتدّ صمته واستطال وتثاءب؛ آهٍ كم أنا مُتعب فالذباب يتواطأ بمكرٍ على أن يُنسّجَبطنينه شباكاً لاصطيادِ صفائي، الشبكة تتّسع وباتّساعها تزيح نسيج عناكب السكينة فيداخلي... تغرقني في أمواجها اللّزجة فأحتمي بخروقٍ في نسيجها حين يصمت الطنين فتغيبغرزة في برهةِ هدوءِ الذبابِ ليُنوّع معزوفتهِ ويواصل نسج شباكه.

                صامتاًكنتُ أتسمَّع طيفكِ ينسابُ خَلِسَاً كحفيفِ الثّوبِ في ليلةٍ صبيّةِ الرّيحِ، كهمسِالساحراتِ في ليالي الطفولةِ العذبةِ أتى طيفكِ خَلِسَاً ولم تأتِ، فهلاّ تأتينلتتحوّر شباكُ الذّبابِ مرايا يَسكُنُها وجهكِ الصّبوح؟!

                كان يرقبُ الشّمسَوهي تستحمُّ في النّهرِ من إرهاقِ النّهارِ حينَ سمع "صوتها"... كان "صوتها" جناحينحملاه وطارا به بعيداً... بعيداً حيثُ شهد احتفال النّجوم بزفافِ عطرها الأثير إلىقلبه... ضحك في هناءةٍ حين رأى قارورةَ السّكينةِ تسكبُ آخرَ قطراتِها في نفسهِ بعدأن سمع صوتها الجناح.

                لا يهم. كلّ النّجومِ ليست واحدة؛ هنالكَ نجومٌ للأسى، (وهنالكَ ذلك النّوع النّادر من النّجوم الزّاجلة التي تحمل أشواق العاشقينومناجاتهم الجَّسورة التي تخترقُ وهم "المكان" وتعبثُ بإرهاقِ المسافة

                عفواً، هنالكَ أيضاً النّجوم/الثقوب التي تطلُّ منها عينا الإله على دنياالإنسان، هل هنالكَ نجومٌ أخرى غير تلك الناثرة لعصارةِ بريقها الذي تهفو شرايينكإلى الإغتذاءِ به فتشعُّ الحياةُ فيكَ إنخطافاتٌ من السّحرِ، وتتسوسنَ في قلبكَيرقاتُ رؤى نبيّة؟!...
                والنّجوم عذارى السّماءِ التي ما فضّ بكارتها "ذكرروحنا" الشّعرُ بعد. والنّجومُ أيضاً آثارُ أقدامِ الغموضِ التي تُطرقع فتنخطفُعيناكَ إلى الأعلى في حيرةٍ لن تُفَضَّ!...
                ليلاً كان المنزلُ يستحمُّ فيظلامٍ مُغلقٍ وطريٍّ كأنه صمتُ العرَّافة... كان المنزلُ سفينةً والظّلامُ بحر... اعتقل نفسه طويلاً داخل "الحمّام" وأضاءَ المصباح الكهربائي ثمّ رأى الظلام فيالخارج ينظر إليهِ في تحديقٍ مجوّفٍ كقاعِ البئر. أحسَّ "بالحمّامِ" كتلةً مضيئةًفي قلبِ ظلامِ المنزلِ وكأنّهُ إشراقةٌ مفاجئةٌ لفكرةٍ طموحٍ في عقلٍ يائسٍ تسكّعتْفيه عناكبُ الإحباطِ ونسَّجتْ شرايينه وأفرزت في خلاياه عصارة وجودها. تساءلَ، كممن الظّلامِ أزاحه "الحمّام" المُضيء؟! وكم من العتمةِ في روحهِ شقشقت في أحراشهاعصافيرُ حضورِها البهيجة؟! تذكّرَ أنّ الرّنينَ الفضيَّ الذي تُنغِّمُهُ عصفورةٌمرحةٌ ينثالُ في وجدانهِ قمراً يضحكُ من انعكاس وجههِ في مرآةِ نهرٍ سعيد.

                نظرَ إلى السّماءِ، إلى السّحابِ المتناثرِ في سماءٍ خريفيّةٍ كأنّه شحوبالعالم الأرضيّ ثم انتشرت في جلده لذّةٌ وثنيّةٌ راعشةٌ كأنّها بخارُ الشّايِالمتصاعد في نشوةٍ شيطانيّةٍ حين يصدمُ أنفك... كان ذلك مساءٌ أذهلتهُ المُماثلةُالرّائعةُ بين السّحابِ وشعوبِ العالمِ، فحينما تصطدم سحابةٌ بأخرى، يُدوّيالرّعدُ/القنبلةُ ويبرقُ البرقُ... ولكن.. ينزلُ المطر!.. بينما تُعشعشُ الفواجعحين تصطدمُ الشّعوب، وحده الإنسان ذلك الكائن البهيج المليء بالغبطة المُبارَكَةالذي حينما يصطدمُ ذكرهُ بأنثاه تُولدُ الحياةُ كالنّبعِ الدفيءِ من ثديٍ جبلٍمُقدّس.

                مساء الأربعاء 20/7/1986.
                يحيى الحسن الطّاهر، الخرطوم
                نشرت القصتان في هذا الموقع :
                http://www.sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?p=20819&highlight=&sid=97abd0e132182 9dbd111c90d19b43323#20819




                دراسة حول هذه القصة ..نشرت بذات الموقع:

                http://www.sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?p=20819&highlight=&sid=97abd0e132182 9dbd111c90d19b43323#20819


                الأستاذ حامد بخيت الشريف لك الشكرالجزيل على هذا الفيض من كتابات أبناء بلادي ، وهنا أود أن أطرح هذه القراءة لأحدىالقصص التي تفضل الأستاذ إبراهيم جعفر بتزويدنا بها وهي من تأليف القاص يحى الحسنالطاهر بعنوان ملاحظات متسّكعة على رصيف الرّوح أو... خروق في عباءة الصّمت .. فإلىهذه القراءة ..


                ابتدر القاص فكرته لهذه القصة – بساكن – وهو هنا البيضةحينما وضعها على الزيت وسبقها ضجيج الزيت ليحدث ذلك جلبة في دواخل الراوي مما جعلهيتساءل عن صمت البيضة رغم أنها تنضح بالحياة . هل حقا هي كدواخل الراوي / الإنسانتخفي شيئا من الغرابة ؟!
                وبوضوح المنولوج الداخلي في القصة تعمّد القاص إلىإشباع هذا الحوار ببعد فلسفي تخّيّر له الأبعاد والزوايا وقد ساعده في ذلك سخريتهالصارخة وشاعريته الخفية في انتقاء العبارات ذات البعد الخيالي الواسع مما يرشحهالأن تكون نصا آخر يوازي الشعر لغة وبيانا ..
                القص بضمير الغائب دايما يخلقشخوصا ثلاثة أولها الراوي حيث يكون حاضرا وثانيها البطل (الهو ) في سرد الراوي ثمالشخص الثالث هو القارئ نفسه الذي يحس بنفسه وقد تقمص دور شخصية القاص والغائب ليصلمن كل هذا إلى الهدف من القصة وحل عقدتها وكأنها من نسيج خياله .. وذلك عكس القصبضمير المتكلم فإنه يجعل القصة في بعد أحادي مما يصعب على القارئ المشاركة .. وعليهيكون القاص قد وفق تماما في هذا الإختيار ..
                مع ملاحظة أنه قد يغيب الضمير ( هو ) منك إن لم تفلح في الإمساك بزمامه في هذه القصة ليجعلك أمام سيل من التصاويرالفلسفية تظن أنها نابعة منك وأسئلة مشروعة ما تلبث أن تغوص معها لتعيش دور الراوي / القاص / الهو.. وكل هذا يجعلك تقتفي أثر الصمت على رصيف روحك أو خروقها في أعماقالراوي / القاص ..
                يخلص القاص إلى فكرة مهمة جدا تهم الإنسانية جميعا وهي لماذاعندما تصطدم الشعوب ببعضها تعشعش الفواجع ؟! رغم مماثلة التصادم بين سحابة وأخرىمما يخرج الودق من خلالها ويخرج كذلك جبالا من الخير يصيب الله بها من يشاء ماعباده ! مع الإشارة إلى أن الإنسان ساعة التصادم الذكر / الأنثى تولد الحياة .. وهنا يكون القاص قد طوع سيل أسئلته الفلسفية لتخدم الفكرة الأساسية من كل هذاالمنولوج الداخلي الشيق ليكون نقدا للحروب والدمار وبشاعة الإنسان عندما يتخلى عنإنسانيته .. وهي كذلك دعوة للرجوع لصفو التصادم المبرر ذكر / أنثى لتكون الحياة ..
                حقا كان القاص مبدعا واستطاع توظيف كل أدواته الفلسفية والخيالية والشعريةواللغوية لخدمة نصه ليخرج هذا النص بهذا الشكل المقبول والذي بلا شك يحتاج لقراءةدقيقة ومعرفة لما بين السطور .
                يعاب على القاص الإغراق في خواطره الفلسفيةوتفرق مواضيعها مما يضعف البناء القصصي للقصة ( شخوصا ومكانا وزمانا ) ويجعلها تبدومجرد ملاحظات كونية عالقة بالنفس البشرية يفجرها القاص لتصبح أسئلة دون إجاباتواضحة .. ولكن بحق استطاع القاص أن يوظف حنكته ومهارته السردية وسخريته القويةلخدمة نصه البديع ..

                sigpic

                سارة..توتا..نونا ...حوتة ..والله وبس!!!
                yahia.change@gmail.com
                http://truthsekkers.blogspot.com/201...g-post.html#!/
                https://groups.google.com/forum/#!forum/yahiahassan

                تعليق

                • إيمان الدرع
                  نائب ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3576

                  #9
                  كلّ ما يمسّ الروح يحافظ على توهّجه ، وبريقه
                  وعندما تدخل الأمور الحسيّة ، الماديّة
                  تضمحلّ السعادة حدّ التلاشي ..
                  نصّ رائع بمضمونه أخي جمال ..
                  إليك أحلى أمنياتي ...وتحيّاتي

                  تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                  تعليق

                  • عائده محمد نادر
                    عضو الملتقى
                    • 18-10-2008
                    • 12843

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
                    ليس معنى اننى (خطيبتك) أن أسمح لك بنيل مثل تلك الأمور التى تطمع فى نيلها..!!
                    لكن حبيبتى ..!
                    ليس هناك لكن..................
                    وتركته واقفاً ..وإنصرفت..
                    غابت عنه أيام ..كانت تمنى النفس خلالها بأن يقوم بزيارة لمنزلها ويعتذر لها ..فتسامحه مع قليل من التمنع والتدلل ........
                    لكنه لم يفعل..
                    ................................................
                    إستدعاها فى يقظته وفى منامه فأتته طوعاً..قدمت له مايريد بكل رضا النفس وخضوع الجسد..
                    طاف بخديها ..وأحرق شفتيها ..وأشعل جسدها ..ونال منها ماتهفو إليه نفسه ..وأشبع رغباته بكل ذرة من جسدها ...
                    ...........................
                    بعد أيام إلتقاها فى الطريق مصادفة..وقف مذهولاً أمام ما إعتراها من تغيير...لقد إسود خداها ..وذبلت شفتاها ..وغارت عيناها..وهزل جسدها ..حتى ليكاد الناظر إليها أن ينكرها..
                    وقفت أمامه فى صمت..فسألها فى تعجب وخوف عما حدث لها..
                    نظرت إليه فى إحتقار وقالت له ( سل نفسك ماذا فعلت بى فى الأيام الماضية ) ؟؟؟؟
                    ثم تركته واقفاً وإنصرفت للمرة الأخيرة..
                    الزميل القدير
                    جمال عمران
                    وأجدني مساقة نحو النهاية بالتحديد وسؤالها
                    لقد تركها لأنه لم تعطه ما أراد
                    واستحضرها في منامه فلبت
                    وابتعد عنها لأنها لم تلب دعوته فرآها قد إسود وجهها وهو يلاقيها ( صدفة ) أي خطيب هذا او حبيب )؟
                    ويحه
                    أنه مفترس كبير
                    وهي تشكوه الهجر وهو لاه عنها
                    وحسنا فعلت حين تركته وانصرفت
                    لأنه لايستحق عناء الوقوف معه!
                    ربما أكون وصلت المعنى واللب وربما ..لا
                    ودي ومحبتي لك زميلي

                    و

                    أكره ربيع
                    أكره ربيع فاجأني ربيع حين كنت ساهمة بملامح وجهه يرمقني عميقا أحسست بالجليد يقتحم جسدي، فارتعشت مذعورة، وعيناه الثاقبتان تخترقان قفصي الصدري المحموم كتنور مسجور، وأنا أتفحص تلك القسمات الحادة، التي..... !! كم كان عمري حين أنجبته خالتي خمسة سنين؟ غضة طرية كورقة وردة لم تتفتح أوردتها بعد! أذكر أني كنت في المرحلة التمهيدية لا
                    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                    تعليق

                    يعمل...
                    X