ختامها ... تبارك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الله راتب نفاخ
    أديب
    • 23-07-2010
    • 1173

    ختامها ... تبارك

    ختامها تبارك :

    قصة واقعية ، سمعتها إذ أنا صغير
    من بطلتها أم أحمد ، و عرفت بطلتها
    الأخرى حق المعرفة ، فقد كانت
    جدتي لأمي .

    وضعت يدها على صدر صديقتها الممدد بلا حراك على السرير الحديدي، فيما عيناها تغرورقان بدموع أسىً غير متناه .
    ما أصعبه موقفاً !! ، لم تكن تحتمل التفكير به ، فإذا بها اليوم تعيشه ، لم يكن ما بينهما صداقة فحسب ، بل أخوة ، رابطة عميقة لم تزدها الأيام إلا قوة و متانة ، علاقة راقية لا عنوان لها إلا الصفاء المطلق .
    تحاملت على حزنها ، فتحت مصحفها العتيق محاولةً أن تكتم دموعها ، أو تداريها على الأقل ، قصدت سورة تبارك ، فلكم سمعت أن لهذه السورة بركة خاصة تنال من تقرَأ عليهم و لا سيما المرضى .
    بدأت بالتلاوة فغاصت في بحر ذكريات ، في مسلسل أخذ يتداعى شيئاً فشيئاً لصداقتهما الطويلة العميقة ، منذ التقتا في أحد المساجد القديمة ، فهفت كل روح إلى أختها ، و طابق صفاء النفس في إحداهما صدق النية و الإخلاص في الأخرى ، فغُرست بذرة المحبة التي لم تحسبا أن الأيام ستحفظها كل هذه السنين .
    باتتا على قلب واحد لم تؤثر فيه حوادث الحياة منذ ذلك اليوم ، أنجبتا الأولاد ، كبروا ، درسوا ، سافر بعضهم ، و عمل الآخرون في بلدهم ، لكنَّ ذلك الخيط النوري العجيب الرابط بين السيدتين لم ينقطع و لم يهن لأيٍّ من الأسباب ، بل طفق يشتد ، و أولادهما تصادقوا و تحابوا ، فغدت العلاقة أسرية لا شخصية .
    آه يا خيرية ، لا تعلمين كم أعاني في هذه اللحظات ، قالتها أم أحمد و لم تظن أن صديقتها ستسمعها ، ففاجأتها يدها الشلاء ترتفع لتقبض على يدها و تشد عليها بقوة و دفء لم تحس بمثله يوماً .
    نبتت العزيمة و الإصرار فجأة في صدرها ، فمسحت دموعها على عجل ، و أخذت في إكمال ما تبقى من السورة بحماسة و صوت مرتفع و هي تشد على يد صديقتها ، كأنها بذلك تشفيها مما هي فيه ، و خُيِّل إليها أنها حين تفرغ من التلاوة ستلقاها جالسة و قد تلاشى عنها كل مرض و ألم ، و عادت شابة فتية كما كانت حين التقتا قبل قريب من أربعين عاماً .
    تابعت التلاوة و أمل عجيب يحدوها ، إحساس ملؤه اليقين أن نهاية هذا المرض ستكون مع نهاية السورة ، حتى وصلت إلى الآية الأخيرة فانفرجت أساريرها ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين ) .
    حين أتمتها وجدت صدر صديقتها يسكن ، ثم ارتخت يدها التي كانت في يد أم أحمد ، و برد جسدها في لحظة ، فعمت الغرفة وحشة غريبة .
    أرادت أم أحمد أن تصرخ ملء الكون ، لكن صرختها لم تخرج من فمها ، بل دوت في أنحاء جسمها النحيل فكادت تمزق أحشاءها .
    الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ

    [align=left]إمام الأدب العربي
    مصطفى صادق الرافعي[/align]
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    عبد الله راتب نفاخ
    وختامها تبارك
    ونعم بالله
    نأوي لله تعالى بأحلك الظروف لأنه المعين الوحيد لنا
    أنت ناسك زميلي
    أحب فيك روحك الصافية
    ودي ومحبتي لك
    و
    عاشقين

    عاشقين حكايات ملتهبة نسبت إليها، كتبت عنها. أساطير، تداولها الأبناء عن آبائهم. قالوا: - طاغية تسطر تاريخ العشق، بأحرف من جمر منحوتة من نور و نار.. وحمم، تصطلي الأرواح فيها فحذار، حذاري منها! فاتنة فتاكة ترمي بسهام سحرها فتغوي الرجال بفتنتها وبهاء طلتها، يهيمون فيها يشرئبون بأعناقهم نحوها وقلوبهم واجفة، خوفا عليها.. لكنهم لا
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    يعمل...
    X