أرجوحة المدينة !!!قصة قصيرة:بقلم سعد المصراتى مؤمن
لم يصبر الطفل على اكتشاف معا لم المدينة التي هجرتها منذ ثلاثين سنة عانيت فيها من الضياع عبر المرافئ وعندما هدأت الأمواج قررت العودة مع زوجتي النصرانية وطفلي , لم يمهلني ذلك الطفل المتشوق دوما لمنابت أهله وأجداده, ولم يقدّر عدم تناغم أمه ركيكة اللّغةفى التفاهم مع بني جنسها ودينها الجديد وهن نسوة الحي الذي فيه اهلى وهى المدهوشةمن نظرات الاستغراب والاستفهام, وعلامات الحرج تبدو على وجهها كما قارب صغير رسا على ظهر ميناء كبير غير مختبر .
كل هذه الظروف والمواقف لم يقدرها طفلي لي ولها عندما أصر على حمله إلى مدينة الملاهي وان يطلب لعبة ( الأرجوحة ) التي شغف بها عند أهل أمه
حاولت أن اثنيه عمّا في ذ هنه وذهبت به إلى احد شواطئ مدينتي وما أكثرها لعله ينسى تلك الأرجوحة , واخترت احد الشواطئ التي حفرت خندقا في ذاكرتي هذا الشاطئ الذي طالما اضطجع عليه أخواله وأهل أمه منهم من يستمتع به ومنهم من كان يبنى مجدا بالسلاح لكنهم جميعا مضوا مع الزمن ودست رماله أثارهم بل وابتلعت بعضا منهم, ورغم هذا كله إلا أن غضب طفلي المهجن افقدني الإحساس بهذه المشاعر المتناقضة مع ا اننى وفقت إلى ضالتنا , وتنقلت من شاطئ لأخر بنفس المتناقضات , هذه الشطئان لم تنعم براحة البال مثلنا فقد دأب الناس على ازعاجها قديما وحديثا ولم يتركوا لها فرصة ولو لمرة لكي تنتحى مع نفسها وتغسل شعورها بهذه المياه الزرقاء وليلها المكتسي بعيون السماء يميزها بدر احسبه قريب حتى كانى امسك به.
كل هذا لم يقنع طفلي حتى أتيت المكان وكان الكبار والصغار يتحلقون حول أرجوحة صدئة , أخذت د وري وإنا اكتم غيظي عن ابني حتى لا تصدمه المفاجأة , لكنه كان هادئا يراقب الموقف ويراقب الأطفال الذين كانوا يتباكون سواء الصاعد أم النازل ولم أفسر سر ذلك الأبعد انتهاء اللعبة حيث كان يلفهم الغيظ من مشاركة الآخرين واختصار زمن اللعبة , بعدها انكفاء طفلي على نفسه ولم يطالبني بالذهاب مرة أخرى إلى أرجوحة المدينة * *سعد المصراتى مؤمن ****طبرق
تعليق