ذهبيات أدبية ( 4 ) / المختلفات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دينا نبيل
    أديبة وناقدة
    • 03-07-2011
    • 732

    ذهبيات أدبية ( 4 ) / المختلفات

    الأخوة الأدباء والأخوات الأديبات

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أهلاً بحضراتكم في مسابقة ذهبيات أدبية ( 4)

    هنا تدرج النصوص غير المصنفة أدبياً ( المختلفات )

    رابط المسابقة

    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?88323-ذهبيات-أدبية-(-4-)&p=734486#post734486




    برعاية نادي اصالة للإبداع الأدبي,والأستاذة ماجي نور الدين من الصالون الصوتي..

    والأساتذة أعضاء اللجنة التي سيتم الإعلان عن أسمائهم قريبا جداً إن شاء الله.

    تحياتنا للجميع وتمنياتي للجميع بالتوفيق .
    التعديل الأخير تم بواسطة دينا نبيل; الساعة 15-10-2011, 08:24.

  • يحي الحسن الطاهر
    أديب وكاتب
    • 20-03-2011
    • 111

    #2
    سوناتا الحروف- كتابة


    (1)


    جدل الفراغ والملاء


    يحي الحسن الطاهر



    جلست الحروف - ذاتصفاء- تتسامر حول مواقعها في الكتابة ، كانت البهجة تغمر الجميع، من هذا التآلف البديع الحميم، الذي يلفها جميعا بعباءته الدفيئة ، كانت الصغار منها ،مثل الدال والباء تتضاحك جزلى، وتكركر ضحكاتها فقاقيع ملونة ، تتحول غماما متراقصا، يحجب عن الحروف شمس العدم، وفراغ الملاء السحيق ، كان الجميع في بهجة ومسرة عميمة ، لا يكدر صفوها الا من ازيز بدا خفيضا وصار يتعالى شيئا فشيئا ، احتار الجميع من مصدر ذلك الصوت الغريب ، الذي يشبه انينا مكتوما يضمر غيظا دفينا ، علم الجميع بعد مدة طويلة، تساقطت فيها برهات الزمان، قطرة اثر قطرة، في الوادي السحيق للأبدية ، علموا ان مصدر هذا الصوت، هو من بعض ذوات الاسنان والاضراس من الحروف: الظاء والطاء والضاد ، التي انبرت خطيبا:


    فليعلم الجميع هنا ان العدالة هي ما ننشد ، ولا تغرنكم هذه الهناءة العابرة ، انظروا الي ما حسبتموه تجانسا ، اين هذا التجانس؟ الا تتبادلون المواقع بكيفية خارجة عن ارادتكم ؟ الا يمتن بنو الفانين عليكم بالوجود نفسه ، الا يزيحون بفوضى وجودكم شعورهم بالعدم ، ثم أين هذه الكيميائية العذبة لانسجامكم المزعوم ؟ الا تتناحرون حينا، حتى يخفي بعضكم بعضا فيما تزعمونه بلاغة وتجويدا ؟ ثم انظروا الي أنا : على الرغم من انكم تتسمون باسمى، لغة الضاد ، فما ذاك بميزة لي : فأنا أقلكم ورودا ، وغالبا ما تستقبحون صوتي، فلا تدعوني افتتح الكتابة ، تحاولون زجي بينكم ، في وسطكم ، كي تضبطون ايقاعكم المشروخ، برنينى العميق، فيالها من غفلة وحيف! علا حينها صياح الحروف واشتد ضجيجها ، كانت بعضها تشتكي من البرد، لكونها تأتي في مفاتح الجمل ، وأخرى تتذمر من الضيق والاختناق والانحباس، لتوسطها بين أحرف حارة، تتلظى بمشاعر الغيظ والمرارة ، اما التي غالبا ما تأتي في أواخر الكلام، فخوفها من حافة العدم التي تطل عليها أصاب الجميع برعدة بالغة ( لعلمهم بأن ذلك مصير محتمل للجميع) علا الصياح وضج السامر بالشجار ، وتشابكت الحروف بالأيدي والأرجل فهنا ترى حرف( الألف) ينتصب عصى غليظة تنهال ضربا ،على ظهر الحروف المنبسطة مثل (الغين، والعين والجيم والحاء والخاء) حتى تدميها وتتقاطر دمائها مشكلة نقاطا للثاء والتاء والنون ، فما تلبث هذه الأخرى، أن تنالها عضات الأحرف المسننة مثل الشين والسين ، فتتلوى الما حتى تصير مرة (كافا ومرة دالا وزالا - ) حتى اذا بلغ بها الألم منتهاه وأشتد بها الوجع ،



    فرت هاربة واختفت، في تضاعيف مجوفة مثل، التشديد أو التسكين أو حتى الاضمار والاقلاب ، ومن طريف ما يروى من أمرها ، أنه يحكى ان بعضها ينقلب محض أحرف ناعمة لينة، لا تستفز نعومتها شرا ، بل يسعى بعض الاحرف اليها رغبة في شميم فائح انوثتها الانيقة، وتتأبى هي في دلال وغنج ، ولعل هذه النعومة وذاك الدلال، هو ما زين لها ان تنبري لفض هذا الاشتجار ، اقترحت الياء خطيبا :


    قالت الياء ، بعد ان تنهنهت طويلا حتى كادت تنقلب باءا ، ولكنها انحنت بسرعة تلملم نقطتها، التي تطايرت من تنورتها الضيقة ، ثم قالت في نعومة مخاطبة الضاد:


    انظروا الي : انا آخر كم ورودا في الابجدية ، وليس في ذلك عيب ، اذا وجد الطموح والحيوية ، فهاأنتم تروني آتى في اشد لحظات وجودكم وثوقا ، اليس بي تصاغ كل راهن حركة الكائنات ؟ يجري ، يبكي، اليس في بركة موضعي، انبثاق الفعل من جوف السكون؟ ما افعالكم غيري سوى ماض غائب؟ جرى، بكى ، نام ، فيا أيتها الضاد لا يحزنك موضعك ، فما يقعد بك هو قصور همتك لا بعد موضعك ، ثم هيا أخبريني:


    أين هذا الرنين العميق الذي به تفاخرين ؟ أين هو من عذوبة رنين السين وهمس الشين ، ورقة الحاء ودفئها ، التي أوحت الى بنو الفانين بأن يفتتحوا بها كل مفردة دفيئة، مثل، حلم وحب وحرية وحنان وحسن ؟ أين انت من ذاك بل دعينا من هذه المراقي التي لا تطيقين واخبرينا : أين أنت من جلال وجمال الميم ؟ وسكونها العميق ، اليست هي اشارة وعبارة علي الطمأنينة اذ بها كل ما يأوي اليه بنو الفانين، فهي مهد ، منزل ، مسكن ، موطن ، حسنا ..لنترك كل ذلك ..فهيا أخبرينا ..أين أنت من طلاوة وحلاوة العين؟ عسلها ، عنبرها ، عبقها ، عشقها ؟


    جلست الياء في زهو وخيلاء وقد رأت ما يتخايل من اعجاب من مقالتها، في الاخاديد العميقة، للسين والشين ، ولشد ما أعجبها تقوس النون فرحا، حتى كادت أن تنكفئ على وجهها باءا ممسوخة ، أو يذهب بها التمايل فرحا، الى حد أن تصير الفا ممدودة ، ولأمر ما تشابهت الألف الممدودة نطقا وشكلا بالدودة ، فزعت الياء من هذه الخواطر واستعاذت بالألف والام مرتين وبالهاء، من الخيلاء والغرور، وما سيجره عليها من ويل وثبور ، الم يرسم لها كل هذه المسوخ المحتملة؟


    فجأة شق ضجيج الحروف وتشاكسها صياح عظيم:


    جفلت الحروف ووجفت ، ثم سكنت تتصنت ما كنه هذا الصوت المريب ، تبينت انه آت من جب عميق ، انه داعي النوم ، تواثقت على أن لا يؤذين بعضكم بعضا حتى الغد ، دعونا ننام ولنا ملتقى غدا لا نخلفه.



    سوناتا الحروف- كتابة – جريدة المدينة- ملحق الأربعاء الثقافي

    يحي الحسن الطاهر

    التعديل الأخير تم بواسطة دينا نبيل; الساعة 16-10-2011, 07:46.

    sigpic

    سارة..توتا..نونا ...حوتة ..والله وبس!!!
    yahia.change@gmail.com
    http://truthsekkers.blogspot.com/201...g-post.html#!/
    https://groups.google.com/forum/#!forum/yahiahassan

    تعليق

    • منتظر السوادي
      تلميذ
      • 23-12-2010
      • 732

      #3
      الرسالة الثانية

      الرسالة الثانية
      الموسومة بـــ " مع شيخ الجنِّ "
      [align=justify]

      غمرَ شمسُ الحياةِ حَسَدُ الأعادي ، فَتَبعْثَرتْ صَباحَاتُ فُؤادي ، أحْلامِي جرةٌ تكسرتْ بِحَجَرِ الهجرِ ، قَلبِي تَهَشَّمَ بِسِهامِ نَظرَتِكِ ، فَنَثرْتُهُ لآلئَ عَلَى دُرُوبِ الانتظارِ ، أنصَتتْ رُوحِي لِصَوتِكِ فَذَابَ كيانِي فِي بوتقةِ الهيامِ ، وامتزجت رُوحِي فِي خيوطِ أنوثتكِ المَائِسةِ ، جَمَالُكِ زَاحمَ الشمسَ فأرقَدَها خِدرِها ، والبدرُ خَجلاً رافقَ سريرَه ، علوتِ مكانَها فزادَتِ السَّماءُ بَهاءً ، والأرضُ ضياءً ، لكنَّ ظَلاماً يُطوقني ، وجنونَاً يُبصرني عَوَالِمَ الهيامِ ، وهَمسَ خَيَالٍ يُسامرني ، كُنتُ أسْتَحمُ بشعاعٍ من الشمسِ ... ؛ أأُحرَمُ من بَراءةِ عينيكِ !
      دَقَاتُ السَّاعَةِ أَحْلامٌ ، رَقصاتُ العقربِ آمَالٌ ، تذوبُ وتثملُ أَنْغَامَاً لِلسَّهرِ ، الزَّهُورُ بِالنَّدَى تَسْتَحمُ ، وَتَتَمسحُ بِنُورِ الصُّبْحِ ، ثم تلبسُ إكليلَ العِطرِ ، وتَحلَمُ بِثَغرٍ يُقبِلُها – وَنَحلةٍ تتمرغُ بِسَمَاواتِ أَريجِهَا - تَرقِبُ مَن يَقطفُها هَديةً لِقرَّة عينِهِ ، وأزاهيرُ نَافِذَتِي شَاخَتْ ، وَابْيَضَ سَاقُهَا .
      الحَبيبةُ فِي عَرائشَ بَابِلَ ، تُرَاقِصُ حَبَّاتِ المَاءِ بِخصلاتِ شَعْرِهَا ، تستنشقُ نَدَى العبيرِ ، ثُم تنفثه قُلُوبَاً فِي نَسَائمَ وردية ، وَتُدَاعِبُ بِأَنَامِلِهَا النَّسيمَ فَتجعلُه غَمَائِمَ سِحرٍ وترسلُه أَنّى شَاءَ الهَوى ، يُسَامرُهَا سَاحِرٌ مِن سَلالةِ نمرود ، لَاهيةٌ وَشَمسُ العُربِ تَغْرِبُ فِي شَعرِها ، تَمرَحُ جَذلى ، وَقَلبِي تَقوسَ ظَهرُه ، يَتكئُ عَلَى أحْلَامٍ مُصفرةٍ ، ويتعثرُ بِأقدَامِ أمانٍ ثَكلَى ، وَتُطفأُ بَسمتَهُ دَمعَةٌ ثَقيلَةٌ أَيْتَمَهَا الدَّهرُ .
      أخذتني أُمِّي إلى شَيخِ أطباءِ الجنِّ ، رآني ... فَرَاحَ يُتَمتمُ بِعَجلةٍ مُستعيذاً مِن آلامي ، أخرجَ كومةَ عِظامٍ مِن قَانِصةِ الخفاش المُعَلقة بِذَيلِ عَقْرَبٍ فِي سَقفِ الكُوخِ ، وأخذَ سلسلةَ كَأَنَّها هَيكَلُ أَفعى ، وَبَدأتْ رُوحُه تَمتزجُ مَع أنفاسِ تَعويذاتِه ، لِيَستَحضرَ أَرْواحَ بَابِلَ وسُومر ، ثُم أخرَجَ صُحفَاً دخانية ، مِن تَحتِ سَريرِه ، كُتِبَ عليها بِخطوطٍ ملتويةٍ متشابكةٍ ، كَلامٌ لَا يفهمُه البشر ....
      أَصطكت أسنانُهُ من حكاياتي ، ثم رمقَ السماءَ بلحظِه ، فَحدقَ إلى مغيبِ النورِ ، سكنتْ أصابِعُه المائة التي تداعبُ المسبحةَ العظمية ، والفحيحُ من عينيه بَثَّ اليَأسَ في أرجاء ما نأمُلُ ، ذيله خطَّ على التُرابِ خَرائِطَ جنونيةً ، سَقَطَتْ من يدِهِ ، هدأتْ حجرتُه الريشيةُ وكأنَّها من صلدِ الحجرِ ، رعبٌ داهمَ مدينته ، فتجمهرت حولنا أَشباحٌ وَظلالٌ ، عيناهُ الطويلتانِ سُمَّرتا ، وَغَمرَهُمَا الشحوبُ .
      ذعرٌ أصابَ أُمي وأرجفَ فُؤادَهَا ، وروحِي كادَتْ تُزهقُ ...
      ناديناه ... ثم هممْنَا بالرحيلِ هروباً بأنفسنا ، بغتةً حَضَرَ معاوناه ، وهما يحملانِ قارورةً لا لون لها ، داخلها سائلٌ أُرجواني ، وفيه يعومُ إخطبوط شفاف ، رجُّوها ، وَأَلقَوا داخلَها عظماً لينا أخضَرَ الرأسِ ، تَلَقفَهُ الإخطبوطُ ثُم تحولَ إلى فُقَاعَاتٍ خضراء ، فغسلُوا وجهَه ، وخاتماً يضعُهُ في إصبعِ قَدمِه ، وبعدَ اللتيا والتي أفاقَ ، وقد سُحِرَ شيخُ الجنِّ .
      يا عمُ أنبئني ...
      قالَ : لا تسلْ ، حُوريةٌ .. مجدولةٌ .. جذلى .. تتغنى بها الطفولةُ عُشقاً و شَباباً ، منها الشمسُ تختبئ خجلاً ، ومن ثغرِها يتناثرُ اليَاسَمين ، يتقاطرُ نُورُ البَدرِ لِيَرسمَ سُلمَاً لِعَرْشِهَا ، تَطْرِبُ الدُّنيا إنْ تَمايَلتْ ، ذُخرِتْ ميزاناً للجمالِ ؛ لستَ وحيداً طَالِبها ، أُمي صفْ لنا دواءً علَّهُ ينالها ...
      هيهاتَ لو وُجِدَ لداويتُ نفسي ؛ لكنَّه نظرَ للشَّمسِ هامساً " رفقاً بِعَاشقِكم يَا من تحبونه " ، بَعدَها عَانقني بَاكياً و يُهمهمُ : " صبراً يا فتى فقد يجمعُ اللهُ المحبينِ ، بعد كُلِّ الظَّنِّ أَن لا تلاقيا "
      منتظر السوادي 29 / 1 / 2011م .





      [/align]
      ارجو المعذرة على الفراغ بين الفاصلة
      التعديل الأخير تم بواسطة منتظر السوادي; الساعة 16-10-2011, 05:08.
      الدمع أصدق أنباء من الضحك

      تعليق

      • دينا نبيل
        أديبة وناقدة
        • 03-07-2011
        • 732

        #4
        الأخوة والأخوات
        رواد مسابقة ذهبيات أدبية (4)

        يرجى من كل من يسمح للأخوة من خارج إدارة المسابقة أو إدارة نادي أصالة للإبداع الأدبي بالتعليق على نصه المدرج ضمن متصفحات المسابقة.

        ** أن يشير إلى ذلك بمشاركة واضحة مكتوبة باسمه ( أنه يسمح للأخوة الغير أعضاء بتناول نصه بالنقد ),او ينسخ نصه إلى باقي أقسام نادي اصالة ليقوم الأخوة بالتعليق عليه كما يرغبون ودون أن يكون ملزماً لتقييمه كنص متسابق في ذهبيات أدبية(4)


        تحياتي للجميع

        نادي الأصالة للإبداع الأدبي
        التعديل الأخير تم بواسطة دينا نبيل; الساعة 18-10-2011, 03:35.

        تعليق

        • دينا نبيل
          أديبة وناقدة
          • 03-07-2011
          • 732

          #5

          O Romeo!.. Where art thou, Romeo?!
          روميو .. أين أنت يا روميو ؟!
          قِفِي خَلفَ السُّورِ
          اخفِضِي رَأسَكِ .. ورِاقِبِي طَريقيِ اللَبنيّ
          هناكَ ستجِدِينَني عند زَيزَفُونَة .. أبزغُ مع الشُّعاعِ الذهبيِّ!
          ....
          تَلسَعُنِي إِبَرُ العَقَارِبِ
          تَتَأرجحُ الدَّقاتُ بي ذِهَاباً وإِيَاباً
          كدميةٍ يَقذفُني " البَندولُ " .. أتعلقُ بالسُّورِ
          في انتظارِ الشُّعاعِ الذَّهبيِ !
          ***
          السُّورُ يَزحَفُ تَحتَ رَاحَتَيّ
          يَلُفُّنِي مِن حَولِي .. رَاحَ يُطبقُ عَليّ
          يلقمُني رَحيقَ أزهارِهِ
          أَتَجَرعُهُ شَهقَاتٍ ذَائِبةً في حريقِ زَفَرَاتٍ
          أعوَادُها مَشجُوبةٌ في عُرُوقِي
          بَتلاتُها البَلسَميَّةُ تَخدِشُ سَفحَ وَجنَتيّ
          عَينَاي تَهمِيان
          في انتظارِ الشُّعَاعِ الذَّهبيِ !
          ***
          يا فَارسًا من زَمَنِ " سَاكسُون "
          أَعَارَه طَائشٌ سَهم " دُون جُوَانَ "
          أَصَابَ عَرُوسًا في السُّويدَاءِ
          فاخَّضَبَّ شعرُ رَأسِهَا ..
          رَسَمَ جِيدَها تَفَاصِيلَ لَيالٍ
          من غَارَاتِ " نُورمَانَ " دَامِيَةٍ
          تُزجِي تَنَانِينَ إلى شُطآنِهَا النُّورَانِية
          فَتَستَعِر منها لَهِيبًا
          كَلَهِيبِ الشُّعَاعِ الذَّهَبيِّ!
          ***
          وَحدِي أنَا عَلى مَسرَحِي
          أَينَ من أشارِكُهُ !!
          قد خُطَّ لنا أَن نَكُونَ سَويًّا
          هَلْ عَزَمتَ تَغييرَ أُسطُورَتِي
          أن أَتَجَرَّعَ الزُّعافَ قَبلكَ !
          هَلْ ستَحْمِلُنِي وتَرتَشِفُ بَقيتِي؟
          هَلْ ستَغْزِلُ تَنَاهيدَ احتِضَارِي قَصِيدًا
          على السُّورِ تُعَلِّقُهُ؟
          أنا خَلفَ السُّورِ أَقِفُ ... تَلَثَّمْتُ بِالانتِظَارِ
          قد تَنَاثَرتُ أشْلاءً عَلى أَعتَابِ
          الشُّعَاعِ الذَّهبِيِّ !
          ***
          دينا نبيل 8 / 10 / 2011

          تعليق

          • سعاد ميلي
            أديبة وشاعرة
            • 20-11-2008
            • 1391

            #6
            تمنياتي لكم بالتوفيق فانتم تسحتقون الأفضل وأكثر.. و حظ موفق لكل المشاركين هنا...
            مودة لا تبلى
            التعديل الأخير تم بواسطة سعاد ميلي; الساعة 18-10-2011, 22:36.
            مدونة الريح ..
            أوكساليديا

            تعليق

            • دينا نبيل
              أديبة وناقدة
              • 03-07-2011
              • 732

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سعاد ميلي مشاهدة المشاركة
              تمنياتي لكم بالتوفيق فانتم تسحتقون الأفضل وأكثر.. و حظ موفق لكل المشاركين هنا...
              مودة لا تبلى
              اشكرك استاذتنا العزيزة سعاد ميلي على دعواتك الجميلة

              ربي يوفقنا وإياك في سائر الأعمال

              تقبلي فائق الحب والتقدير

              تعليق

              • دينا نبيل
                أديبة وناقدة
                • 03-07-2011
                • 732

                #8
                الإخوة الأدباء .. الأخوات الأديبات

                الآن يغلق باب إدراج نصوص المختلفات .. ولن تدخل أي نصوص تدرج بعد ذلك ضمن هذه الفعاليات ..

                وسيتم عرض النصوص على الأساتذة النقاد وأعضاء نادي الأصالة الأدبي لإبداء آرائهم ووضع قراءاتهم حول النصوص المشاركة

                أتمنى التوفيق للجميع


                نادي الأصالة لإبداع الأدبي



                تعليق

                • منتظر السوادي
                  تلميذ
                  • 23-12-2010
                  • 732

                  #9
                  [align=justify] قراءة في نص ( روميو .. أين أنت يا روميو )
                  O Romeo!.. Where art thou, Romeo?!
                  روميو .. أين أنت يا روميو ؟!
                  قِفِي خَلفَ السُّورِ
                  اخفِضِي رَأسَكِ .. ورِاقِبِي طَريقيِ اللَبنيّ
                  هناكَ ستجِدِينَني عند زَيزَفُونَة .. أبزغُ مع الشُّعاعِ الذهبيِّ!

                  نص كلاسيكي ، ذو أجواء غربية واضحة بدءاً من العنوان ، مروراً بالرموز التي يحملها ، ومن ثمَّ فالنص يحتاج إلى فكّ بعض رموزه ليتسنى للمتلقي فهمه بيسر ، سنوضح الرموز في حينها ، العنوان يتناص مع المسرحية الشهيرة لشكسبير[1] ، وهو يمثل ثنائية بين روميو العاشق وجولييت ، الحوار الذي في النص هو بين البطلين روميو وجولييت ، عنوان النص عبارة " أين أنت ؟ " ، العنوان يبيّن الحال النفسية المسيطرة على البطلة وهي مناجاة الحبيب وانتظاره ، نجد في المقطع الأول أفعال الأمر من روميو لكن على لسان حبيبته ، إذ لم يظهر على ساحة النص إلا عن طريق الاستعذاب والتلذذ به من قبل البطلة ، فبعد أن طال غيابه ، عادت تناجي نفسها عبر المنولوج الداخلي لتبيّن للقارئ ما دار بينهما من حوار ، يلاحظ القارئ سيطرة أفعال الأمر على قول البطل الغائب خلف عتمات المجهول ( قفي – اخفضي – راقبي ) وهناك فعل الاستقبال ( ستجديني ) فهو قد وعدها بأنه سيقدم بازغاً كالنور الذهبي ، هنا يظهر مدى حبها له ، فهي تعتبره نورها الوحيد الذي يبزغ ويمزق عتمات الانتظار الخانقة ، يبدو أنها هنا تستلذ بهذه اللفظ لذا نجده ( الشعاع الذهبي ) قد تكرر في النص لما له من وقع عذب على نفسية البطلة المنتظرة .
                  بعض ما اتسم به المقطع
                  - خلوه من الشعرية ، فالكلام خالٍ من الانزياحات والصدمات ، وهو أقرب إلى المقدمة العادية .
                  - الاستفهام في العنوان ، ربما يحتمل بعض التأويلات ، مثلاً يدل على اليأس وطول الانتظار ، ربما سؤال حقيقي ، وعندها يكون الجواب بتلك الأفعال الأَمرية الثلاثة ، وان كانت الأفعال أقرب إلى صدى للسؤال في عالم الحلم ، لأنه شاغلها فمن الطبيعي ان تتصوره في المنام .
                  - " طريقي اللبني " هنا الياء مع طريقي تفتح بعض التأويلات منها أنه كثير الارتياد لهذا الطريق ، ومنها ان الطريق له خاص فالياء ياء التملك .
                  - " اخفضي رأسك " ، نتساءل هل حبا بها قوله اخفضي رأسك ، كي لا يراك احد ، أو خوفاً عليها ، أم كي لا يعذلها الآخرون .... النص مفتوح هنا .
                  - الزمان هو ليل وعتمة والليل له دلالات الحزن ، الوحدة ، الظلام الوحشة ، الصمت ، الضيق ... ويستشف القارئ الزمان من عبارة ابزغ مع الشعاع ، فمعنى ذلك أنها في الظلام ، وكل هذه تتلاشى مع طلوع روميو .
                  - تَلسَعُنِي إِبَرُ العَقَارِبِ
                  - تَتَأرجحُ الدَّقاتُ بي ذِهَاباً وإِيَاباً
                  - كدميةٍ يَقذفُني " البَندولُ " .. أتعلقُ بالسُّورِ
                  - في انتظارِ الشُّعاعِ الذَّهبيِ !
                  الانتظار دقائقه أطول الدقائق وساعاته من أطول الساعات ، فجاء تعبير البطلة عن حالها النفسي لانتظار روميو ، عصيب إذ هي على جمر الانتظار تلسعها الثواني فالدقائق ، فكل دقة صامتة للساعة تلسعها لسعا عسيرا ، العقرب من طبيعته اللدغ لا اللسع ، اللسع للحرارة ، من هنا نعرف كم الانتظار يحرق روح البطلة ويلسعها مع هزات العقارب ، يا له من وقت عصبصب ، أضف أنها غير مستقرة ، وإنما متراقصة فوق حصى الانتظار المحرقة ذهابا وإياباً منتظرة ، وروحها متعلقة بالسور ، لا تبارحه ، رغم ان الموقف مميت بل الموت دونه .
                  - هل وفقت الكاتبة في التشبيه في قولها ( كدميةٍ يَقذفُني " البَندولُ " ) ؟ نتوقف قليلا عنده .... يبدو أنه لم يضف شيئاً إلى المعنى فالحركة مستمرة قلقة ، وهي إلى الحركة النفسية أقرب منها إلى الحركة الجسدية , لكن كلمة " دمية " تستوقف القارئ ، البطلة تصور حالها النفسية ، ومن ثمَّ فهي بلا روح وبلا نبض تماما كالدمية ونبض روحها هو ذلك الشعاع الذي لا تعرف متى سيبزغ ، يَظُنُّ القارئُ أنَّ لفظة " دمية " هي ما أضفت على التشبيه روعته وشاعريته مع بيان مدى جمال البطلة الحسيّ لأَنَّ في الأعم الأغلب توصف الفتاة الجميلة بالدمية .

                  السُّورُ يَزحَفُ تَحتَ رَاحَتَيّ
                  يَلُفُّنِي مِن حَولِي .. رَاحَ يُطبقُ عَليّ
                  يلقمُني رَحيقَ أزهارِهِ
                  أَتَجَرعُهُ شَهقَاتٍ ذَائِبةً في حريقِ زَفَرَاتٍ
                  أعوَادُها مَشجُوبةٌ في عُرُوقِي
                  بَتلاتُها البَلسَميَّةُ تَخدِشُ سَفحَ وَجنَتيّ
                  عَينَاي تَهمِيان
                  في انتظارِ الشُّعَاعِ الذَّهبيِ !
                  الروح متعلقة في السور تنظر وتنتظر شعاعاً طال غيابه ، والجسد خاوٍ في حركة مستمرة مع لسعات الوقت ، لشدة الشوق إلى الشعاع باتت متعلقة على ذلك السور ، رغم معرفتها أن الشعاع عند بزوغه لا يحجبه السور ، بعدها يتحول السور إلى أُفعوان متحرك فهو في البدء يزحف ثم أخذ يلتف على البطلة ويخنق لحظاتها ويأسرها ، فما لديها سوى زفرات الروح المحترقة ، ومن المفارقة حتى قطع الأزهار بدت تخدش وجه البطلة ، بالطبع إِنَّه حالها النفسي المتمزق الذي حطمته الدقائق .
                  رغم جماليات المكان الرائعة إلا أنَّ البطلة تستشعر بالضيق والاختناق ، وعدم الاستقرار ، ذلك بسبب الحال النفسية .
                  ***
                  يا فَارسًا من زَمَنِ " سَاكسُون "
                  أَعَارَه طَائشٌ سَهم " دُون جُوَانَ "
                  أَصَابَ عَرُوسًا في السُّويدَاءِ
                  فاخَّضَبَّ شعرُ رَأسِهَا ..
                  رَسَمَ جِيدَها تَفَاصِيلَ لَيالٍ
                  من غَارَاتِ " نُورمَانَ " دَامِيَةٍ
                  تُزجِي تَنَانِينَ إلى شُطآنِهَا النُّورَانِية
                  فَتَستَعِر منها لَهِيبًا
                  كَلَهِيبِ الشُّعَاعِ الذَّهَبيِّ!

                  تبدأ هنا الرمز الغربية في الظهور على مسرح النص ، الساكسون هم جماعة سكنوا برطانية في زمن سحيق ، ونسبة لهم لغة الساكسونية ، فتعود البطلة بحبيبها إلى ذلك العصر ، والعودة إلى الجذور القديمة له دلالات عدة أهمها الأصالة والبراءة ، التي يتوقع الإنسان المعاصر أنها كانت موجودة في تلك الأزمان ، إذ الوفاء والحقيقة متجذرة في نفوس البشر آنذاك ، " دون جوان " شخصية أسطورية اسبانية امتازت بالعشق الطائش أو عشق عبثي ، ومن ثم فالبطلة تخبره باستنكار أعاره دون جوان سهمه الطائش ليوقع في حبه هذه المرة فتاة في زيّ الزفاف عروساً ، كانت الكاتبة موفقة في اختيار لفظة عروس لأَنَّ العروس تكون منشغلة تماما ومنتظرة لزوجها ولا يخطر على بالها مطلقاً التفكير في حبٍّ جديد ، لكن هذا الفارس أوقعها في حبه إذ أصابها في القلب " السويداء " ، وتغيرت ملامحها ظاهرة على شعرها والمتلقي يعلم أن الشعر لا تظهر عليه التغيرات الداخلية للنفس عكس الوجه ، فاختيار لفظة " عروس " هنا دلالة على شدة الوقوع في شباكه ، هذه العروس ذات الجيد الأبيض الذي شبهته الكاتبة بــــ " شطآنها النورانية " لأَنَّ شواطئ النورمان وهم قبائل أوربية كانت تقوم بغارات على إنكلترا في ذلك العهد وعند رجوعهم يصلوا إلى تلك الشواطئ الثلجية ، الصورة إذن روميو رسم على جيدها أحلامه بدمائها ثم هذه الرسوم كانت أشبه بشقوق البراكين تسعر بالنيران ، وهذه النيران تشبه الشعاع لأنها تشقُّ صدرها الثلجي لونا لتخرج منه زفرات الأَلم والعذاب المحرقة ، الصورة غاية في الروعة كما يبدو للقارئ بعد التعرف على الرموز لكنها متشحة بالغموض والبعد بسبب تداخل الصور وتوالد المعاني ، فتحتاج كدَّاً ذهنيّاً للوصول إلى المعنى المحتمل .
                  وَحدِي أنَا عَلى مَسرَحِي
                  أَينَ من أشارِكُهُ !!

                  قد خُطَّ لنا أَن نَكُونَ سَويًّا
                  هَلْ عَزَمتَ تَغييرَ أُسطُورَتِي
                  أن أَتَجَرَّعَ الزُّعافَ قَبلكَ !
                  هَلْ ستَحْمِلُنِي وتَرتَشِفُ بَقيتِي؟
                  هَلْ ستَغْزِلُ تَنَاهيدَ احتِضَارِي قَصِيدًا
                  على السُّورِ تُعَلِّقُهُ؟
                  أنا خَلفَ السُّورِ أَقِفُ ... تَلَثَّمْتُ بِالانتِظَارِ
                  قد تَنَاثَرتُ أشْلاءً عَلى أَعتَابِ
                  الشُّعَاعِ الذَّهبِيِّ !
                  المقطع الأخير تتضح دلالة النص ويبدأ العتاب والعذل واضحاً جلياً ، البطلة وحيدة وتناشد من يشاركها في حياتها ، تخاطب روميو بمرارة قائلة خُطَّ لنا العيش سوية فلمَ تريد تغيير مجرى الرسم الأسطوري لعشقي إياك ، هل ستتركني أتجرع الهجران سما ، أم تأتي وتحمل أحلامي وتخلص روحي من أفعوان الانتظار الذي أطبق على أنفاسي ، ها أنا يا من تدعو نفسك بالشعاع الذهبي قد فتَّتَ أفعوان الانتظار كياني وروحي ، وما أنا سوى فتات في دروب الانتظار .

                  منتظر السوّادي 30/10/11

                  [1] - تُعدّ قصة تقليدية (كلاسيكية) تعبر أصدق تعبير عن الحب لدى الشباب ، والمسرحية تخص عاشقيْن من ذوي الحظ العاثر ، لذا كان متوافقا مع مضمون النص .



                  [/align]
                  الدمع أصدق أنباء من الضحك

                  تعليق

                  • سالم وريوش الحميد
                    مستشار أدبي
                    • 01-07-2011
                    • 1173

                    #10
                    الأستاذ منتظر المحترم . حياك الله.أرجوا تصحيح العبارة الأنكليزية O Romeo!.. Where art thou, Romeo?!
                    ..O Romeo!.. Wher are you, Romeo?!,وهي تعني المعنى المقصود أما الأولى فليس لها معنى (غير روميو أين الفن ، وروميو ) شكرا
                    على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                    جون كنيدي

                    الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                    تعليق

                    • دينا نبيل
                      أديبة وناقدة
                      • 03-07-2011
                      • 732

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
                      الأستاذ منتظر المحترم . حياك الله.أرجوا تصحيح العبارة الأنكليزية O Romeo!.. Where art thou, Romeo?!
                      ..O Romeo!.. Wher are you, Romeo?!,وهي تعني المعنى المقصود أما الأولى فليس لها معنى (غير روميو أين الفن ، وروميو ) شكرا

                      أ / سالم الحميد

                      أولا ان يسمح لي أ / منتظر السوادي بالرد بدلا عنه لأن النص نصي وإن كان به لبس فإنه خطأي

                      بالنسبة للجملة الإنجليزية Where art thou, Romeo فهي نفس معنى Wher are you, Romeo وذلك لأن art = are و thou = you وهذه هي اللغة الشكسبيرية الانجليزية التي كان يكتب بها شكسبير مسرحياته .. فاستخدمتها بالنص هنا لأنها تتناسب مع روميو وجولييت .. في محاولة لإضافة شيء جديد للنص

                      اشكر لك تفاعلك أ / سالم وحرصك على كل ما هو كامل


                      تقبل فائق التحايا

                      تعليق

                      • سالم وريوش الحميد
                        مستشار أدبي
                        • 01-07-2011
                        • 1173

                        #12
                        الأستاذة دينا
                        رغم اتقاني اللغة الأنكليزية ومعرفتي بإن شكسبير يكتب بلغة خاصة بعصره

                        لكن لم يدر بخلدي أن الفرق يصل الى هذه الدرجة من الأختلاف ...

                        أعتذر عن هذا اللبس ، وأشكرك على معلومة لم أكن أعرفها لولا

                        أثارتي لهذا الموضوع وهي معلومة قد تغيب عن الكثير ...
                        .
                        شكرا لك ... وأرجو لك دوام الموفقية
                        على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                        جون كنيدي

                        الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                        تعليق

                        • دينا نبيل
                          أديبة وناقدة
                          • 03-07-2011
                          • 732

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
                          الأستاذة دينا
                          رغم اتقاني اللغة الأنكليزية ومعرفتي بإن شكسبير يكتب بلغة خاصة بعصره

                          لكن لم يدر بخلدي أن الفرق يصل الى هذه الدرجة من الأختلاف ...

                          أعتذر عن هذا اللبس ، وأشكرك على معلومة لم أكن أعرفها لولا

                          أثارتي لهذا الموضوع وهي معلومة قد تغيب عن الكثير ...
                          .
                          شكرا لك ... وأرجو لك دوام الموفقية


                          لا عليك أ / سالم الفاضل

                          هذه واحتنا كلنا .. نتعلم فيها من بعضنا

                          أشكرك شكرا جزيلا

                          تقبل التحايا

                          تعليق

                          • دينا نبيل
                            أديبة وناقدة
                            • 03-07-2011
                            • 732

                            #14
                            قراءتي على
                            الرسالة الثانية الموسومة ب " مع شيخ الجن " :
                            للكاتب / منتظر السوّادي


                            الرسالة الأدبية هي مخاطبة الغائب بلسان القلم ..وهي من أعذب الفنون الأدبية لما تحمله من معنى جميل .. " الرسالة "؛ فهي تربط بين أشخاص تبعد بهم الأقطار ويجمعهم الحب والمودة .. . إلا أنها من الفنون التي بدأت في التراجع بسبب تطور العصر وبداية اختفاء الرسائل بمعناها المعروف .. ولكنها تبقى كفن أدبي ذي طابع مميز.

                            والرسالة التي بين أيدينا الآن على ما تحمله من المعنى الطبيعي للرسالة كما أسلفت فقد كان لأسلوب الكاتب فيها ما يضيف معان أخرى للرسالة من سرد وخيال وحسن تصوير وهذا سيأتي في التحليل التالي ..

                            العنوان:


                            الرسالة الثانية الموسومة " مع شيخ الجن ".. يلاحظ المتلقي عند تعرضه لعتبة النص " العنوان " أنه على مقربة من الدخول إلى عالم غرائبي من خلال " شيخ الجن " فيلج المتلقي عالم الجن وليس ذلك فحسب وإنما يؤخذ في معية شيخ الجن ، فينجذب المتلقي منذ البداية كي يتعرف على هذا العالم الغريب الذي هو وشك الدخول فيه .

                            المرسل والمرسل إليه :

                            كما يتضح للمتلقي أن المرسل هو الراوي أو البطل لهذة الرسالة وهو يتكلم عن نفسه بلسانه "... فَتَبعْثَرتْ صَباحَاتُ فُؤادي ، أحْلامِي جرةٌ تكسرتْ بِحَجَرِ الهجرِ ، قَلبِي تَهَشَّمَ بِسِهامِ نَظرَتِكِ".. أما المرسل إليه فكما يظهر في مطلع الرسالة " أنصَتتْ رُوحِي لِصَوتِكِ فَذَابَ كيانِي فِي بوتقةِ الهيامِ ، وامتزجت رُوحِي فِي خيوطِ أنوثتكِ المَائِسةِ " فهنا يظهر المرسل إليه وهي المحبوبة التي يكلمها الراوي فيصف لها حاله في حبها وكيف فعل به الوجد والانتظار .. أما المغزى من الرسالة فكما سيتضح لاحقا من خلال تحليل الرسالة وتقسيمها إلى مقاطع .. أنه يصف حالة حبه لمحبوبته فقد يكون ذلك استعطافا لها " رفقاً بِعَاشقِكم يَا من تحبونه " أو فقط مجرد وصف حاله إليها وكيف أنه قد يئس من العلاج عند البشر فتحامل على نفسه وحملته أمه كما الطفل العليل إلى شيخ الجن يطببه "أخذتني أُمِّي إلى شَيخِ أطباءِ الجنِّ ، رآني ... فَرَاحَ يُتَمتمُ بِعَجلةٍ مُستعيذاً مِن آلامي"

                            المضمون :

                            تنقسم هذه الرسالة إلى قسمين رئيسين ( المقدمة – الفحوى )

                            ** المقدمة :

                            يصف الراوي حالته النفسية على أثر انتظار محبوبته التي طال غيابها ويرد ذلك لحسد الأعادي في صور غاية في الإبداع كما سيتضح لاحقا ، فها هو فؤاده مبعثر وأحلامه تكسرت وقلبه تهشم قد تعلقت روحه بأصداء صوتها الناعم وذاب كيانه في أنوثتها المائسة ويأخذ يعلل ما أصابه فهذه المحبوبة طاغية الجمال قد غطى جمالها على الشمس والقمر وحازت ضياءهما جَمَالُكِ زَاحمَ الشمسَ فأرقَدَها خِدرِها ، والبدرُ خَجلاً رافقَ سريرَه ، علوتِ مكانَها فزادَتِ السَّماءُ بَهاءً ، والأرضُ ضياءً ، لكنَّ ظَلاماً يُطوقني"فلما غابت عنه اسودت الدنيا في عينيه وصار هائما على وجهه أأُحرَمُ من بَراءةِ عينيكِ

                            ويبدأ الراوي يقارن بين حاله وحال ما حوله دَقَاتُ السَّاعَةِ أَحْلامٌ ، رَقصاتُ العقربِ آمَالٌ ، تذوبُ وتثملُ أَنْغَامَاً لِلسَّهرِ " فهذا هو حاله الذي يسيطر عليه الترقب لظهور محبوبته التي طال غيابها بينما الطبيعة حوله ، "الزَّهُورُ بِالنَّدَى تَسْتَحمُ ، وَتَتَمسحُ بِنُورِ الصُّبْحِ ، ثم تلبسُ إكليلَ العِطرِ ، وتَحلَمُ بِثَغرٍ يُقبِلُها – وَنَحلةٍ تتمرغُ بِسَمَاواتِ أَريجِهَا - تَرقِبُ مَن يَقطفُها هَديةً لِقرَّة عينِهِ " أما طبيعته وأزهاره هي قد هرمت حتى ماتت على نافذة انتظاره ،" وأزاهيرُ نَافِذَتِي شَاخَتْ ، وَابْيَضَ سَاقُهَا"

                            وبينما هو على هذه الحال إلا أن محبوبته على العكس منه تماما " الحَبيبةُ فِي عَرائشَ بَابِلَ ، تُرَاقِصُ حَبَّاتِ المَاءِ بِخصلاتِ شَعْرِهَا ، تستنشقُ نَدَى العبيرِ ، ثُم تنفثه قُلُوبَاً فِي نَسَائمَ وردية ، وَتُدَاعِبُ بِأَنَامِلِهَا النَّسيمَ فَتجعلُه غَمَائِمَ سِحرٍ وترسلُه أَنّى شَاءَ الهَوى... " فلا تعبأ بحاله وما صار إليه مآله وَقَلبِي تَقوسَ ظَهرُه ، يَتكئُ عَلَى أحْلَامٍ مُصفرةٍ ، ويتعثرُ بِأقدَامِ أمانٍ ثَكلَى ، وَتُطفأُ بَسمتَهُ دَمعَةٌ ثَقيلَةٌ أَيْتَمَهَا الدَّهرُ"

                            ** الفحوى:

                            بعدما وصف حالته النفسية وكيف أصابه اليأس من الحياة رغم شبابه وانطفأت جذوة الأمل والأحلام .. حارت في حاله أمه فاخذته إلى شيخ أطباء الجن بعد أن يأس من العلاج عند البشر وهذا ما يستشفه المتلقي من العالم الذي اضطر البطل الدخول إليه .. أخرجَ كومةَ عِظامٍ مِن قَانِصةِ الخفاش المُعَلقة بِذَيلِ عَقْرَبٍ فِي سَقفِ الكُوخِ ، وأخذَ سلسلةَ كَأَنَّها هَيكَلُ أَفعى ، وَبَدأتْ رُوحُه تَمتزجُ مَع أنفاسِ تَعويذاتِه ، لِيَستَحضرَ أَرْواحَ بَابِلَ وسُومر ، ثُم أخرَجَ صُحفَاً دخانية ، مِن تَحتِ سَريرِه ، كُتِبَ عليها بِخطوطٍ ملتويةٍ متشابكةٍ ، كَلامٌ لَا يفهمُه البشر" فهو عالم خليطه الغرابة والرعب به حيوانات ميتة و
                            أخرى سامة وثالثة مخيفة الطلعة وصحف من دخان بها كلام ملتو مطلسم لا يفهمه البشر ثم ما لبث أن شاركه هذا الجني على منظره وجوه المخيف آلامه فازداد الأمر سوءا " فَحدقَ إلى مغيبِ النورِ ، سكنتْ أصابِعُه المائة التي تداعبُ المسبحةَ العظمية ، والفحيحُ من عينيه بَثَّ اليَأسَ في أرجاء ما نأمُلُ ، ذيله خطَّ على التُرابِ خَرائِطَ جنونيةً ، سَقَطَتْ من يدِهِ .. رعبٌ داهمَ مدينته ، فتجمهرت حولنا أَشباحٌ وَظلالٌ ، عيناهُ الطويلتانِ سُمَّرتا ، وَغَمرَهُمَا الشحوبُ ."


                            فهمّ البطل وأمه بالهرب .. لكنه سأل شيخ الجن في النهاية عن حالته فأخذ يشخص له العلة قالَ : لا تسلْ ، حُوريةٌ .. مجدولةٌ .. جذلى .. تتغنى بها الطفولةُ عُشقاً و شَباباً ، منها الشمسُ تختبئ خجلاً ، ومن ثغرِها يتناثرُ اليَاسَمين" اما عن الدواء "هيهاتَ لو وُجِدَ لداويتُ نفسي"

                            والمفارقة الكبيرة أن شيخ الجن هذا المفترض منه العلاج انه هوالآخر واقع تحت تأثير سحر هذه المحبوبة فعانق البطل باكيا ! .. صبراً يا فتى فقد يجمعُ اللهُ المحبينِ ، بعد كُلِّ الظَّنِّ أَن لا تلاقيا
                            وهذا يشبه قول الشاعر ابن الدمينة "وقديجمع الله الشتيتين بعد ما ... يظنان كل الظن أن لا تلاقيا"
                            لتكون الخاتمة جزلة تاركة في المتلقي أثرا نفسيا كما البطل وهذا يحسب للكاتب


                            اللغة :

                            وهي أهم ما يميز الرسالة أولا اللغة ملائمة جدا للجو العام .. الوحدة والحزن واليأس والسقم
                            ..ويظهر في مطلع الرسالة أن الأفكار متوالدة والكلمات متتابعة والمقاطع قصيرة تسلم بعضها .. ولا يوجد كلمات مكررة الألفاظ سهلة جزلة جدا بليغة في مواضع كثيرة "غمرَ شمسُ الحياةِ حَسَدَ الأعادي ، فَتَبعْثَرتْ صَباحَاتُ فُؤادي ، أحْلامِي جرةٌ تكسرتْ بِحَجَرِ الهجرِ ، قَلبِي تَهَشَّمَ بِسِهامِ نَظرَتِكِ ، فَنَثرْتُهُ لآلئَ عَلَى دُرُوبِ الانتظارِ ، أنصَتتْ رُوحِي لِصَوتِكِ فَذَابَ كيانِي فِي بوتقةِ الهيامِ ، وامتزجت رُوحِي فِي خيوطِ أنوثتكِ المَائِسةِ "

                            هناك استخدام للسجع غير متكلف في مواطن قليلة .. "علوتِ مكانَها فزادَتِ السَّماءُ بَهاءً ، والأرضُ ضياءً" ----" أخذتني أُمِّي إلى شَيخِ أطباءِ الجنِّ ، رآني ... فَرَاحَ يُتَمتمُ بِعَجلةٍ مُستعيذاً مِن آلامي"

                            الرسالة مليئة بالتصوير الراقي من استعارة وتشبيهات بليغة والتي تصف الحالة النفسية للبطل في الرسالة وما فعله به الانتظار من أفاعيل مثل : أحْلامِي جرةٌ تكسرتْ بِحَجَرِ الهجرِ --- قَلبِي تَهَشَّمَ بِسِهامِ نَظرَتِكِ

                            كما استخدم الكاتب الصور في شكل ثنائيات ضدية حيث يصف اولا الفرق بين حاله وحال الطبيعة حوله ليبين مدى غربته وأنه حتى الطبيعة لا تشاطره أحزانه كما هي العادة في الكثير من النصوص الزَّهُورُ بِالنَّدَى تَسْتَحمُ ، وَتَتَمسحُ بِنُورِ الصُّبْحِ ، ثم تلبسُ إكليلَ العِطرِ ، وتَحلَمُ بِثَغرٍ يُقبِلُها – وَنَحلةٍ تتمرغُ بِسَمَاواتِ أَريجِهَا - تَرقِبُ مَن يَقطفُها هَديةً لِقرَّة عينِهِ ----" وأزاهيرُ نَافِذَتِي شَاخَتْ ، وَابْيَضَ سَاقُهَا" .

                            كذلك الفرق بين حاله وحال محبوبته ليظهر مدى يأسه وعذاباته في مقابل عدم مبالاتها "..تُدَاعِبُ بِأَنَامِلِهَا النَّسيمَ فَتجعلُه غَمَائِمَ سِحرٍ وترسلُه أَنّى شَاءَ الهَوى ، يُسَامرُهَا سَاحِرٌ مِن سَلالةِ نمرود ، لَاهيةٌ وَشَمسُ العُربِ تَغْرِبُ فِي شَعرِها ، تَمرَحُ جَذلى ،---- وَقَلبِي تَقوسَ ظَهرُه ، يَتكئُ عَلَى أحْلَامٍ مُصفرةٍ ، ويتعثرُ بِأقدَامِ أمانٍ ثَكلَى ، وَتُطفأُ بَسمتَهُ دَمعَةٌ ثَقيلَةٌ أَيْتَمَهَا الدَّهرُ


                            يظهر الخيال والتصوير الدقيق رائعا في وصف عالم الجن الغرائبي " .. بغتةً حَضَرَ معاوناه ، وهما يحملانِ قارورةً لا لون لها ، داخلها سائلٌ أُرجواني ، وفيه يعومُ إخطبوط شفاف ، رجُّوها ، وَأَلقَوا داخلَها عظماً لينا أخضَرَ الرأسِ ، تَلَقفَهُ الإخطبوطُ ثُم تحولَ إلى فُقَاعَاتٍ خضراء ، فغسلُوا وجهَه ، وخاتماً يضعُهُ في إصبعِ قَدمِه ، وبعدَ اللتيا والتي أفاقَ ، وقد سُحِرَ شيخُ الجنِّ!"


                            كان رائعا تشكيلُ الكلمات حيث اكسب النص حلية جميلة .. وهذا يجعل المتلقي ينتبه إلى العلامات والإعراب .. وكان الكاتب موفقا في بعضها لكنه أخفق في كلمات بسيطة في الإعراب وبنية الكلمات وكذلك علامات الترقيم مما شكل بعض الإرباك للقارئ في التعرف على المتكلم من المخاطب ..

                            لك كل الشكر
                            أ / منتظر السوّادي
                            دام قلمك مبدعا





                            تعليق

                            • سالم وريوش الحميد
                              مستشار أدبي
                              • 01-07-2011
                              • 1173

                              #15
                              الأستاذة دينا نبيل المحترمة
                              مع التقدير لكل الأساتذة المحترمين في هذا المنتدى
                              لما بذلوه من جهد متميزفي هذه المسابقة ، وماتناولوه من نقد بناء للنصوص وبشكل لافت للنظر
                              ولكن قصتي المشاركة لم يشر لها لامن بعيد أوقريب
                              أهي خارجة عن المسابقة ...؟ لسبب أجهله ، ربما لأنها لم تتقيد بشرط من شروط المسابقة ..
                              وربما لم تكن موضوعة (بلغة الأنا )وهذا مافهمته من شكل النصوص المطروحة ، وكان بذلك لازاما على
                              الأخوة في هذه المسابقة أن يشيروا إلى ذلك حتى أستطيع المشاركة بموضوع آخر ،أو سحبه
                              ,والشيء الآخر إن لم يكن بالمستوى المطلوب فكان مجرد التنويه هو خدمة لي كي أرى حجم نفسي ......!
                              أعرف إن ماينقل في ملتقى القصة لايخضع إلى المعايير الحقيقية للنقد الأدبي العلمي لذا فهي مجرد فقاعات
                              ينتهي أثرها لمجرد قراءتها،
                              ولكني أردت بهذه المسابقة أن أعرف القيمة الفنية والأدبية لكتاباتي وهل وفقت
                              بأن أرتقي سلمة من سلم هذا الصرح الكبير فيقال إن مسيرة 9000ميل تبدا بخطوة واحدة
                              فما دام الطموح والأمل
                              لايقف أي عائق بوجه الذي يروم الوصول ....
                              وشكرا لكم جميعا ..
                              وأرجو أن يكتب للجميع عيدا سعيدا
                              كل عام
                              وأنتم بألف ألف خير .............
                              التعديل الأخير تم بواسطة سالم وريوش الحميد; الساعة 07-11-2011, 01:22.
                              على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                              جون كنيدي

                              الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X