
مستقبل تقهره ابجديات الماضي
لا شيء يحمل أملاً في الغد القادم
ولا أحد يحلم باكثر من انتهاء يومه دون كابوس مفاجيء
امنيات تغرق في المجهول
سكون موحش يخّيم في نفوس الناس
وصمت مخيف يفزعه
هكذا كان يحدث نفسه
ولا يجرؤ ان يحرك شفتيه
فالكلام ممنوع ...
وهو لا يريد ان يصبح كادرا ثوريا اثناء تشييعه الى الموت
هو لا يحب الموت
وروح افكاره تقوده الى الموت المحقق
اذن كيف النجاة ...؟؟!!
كان هذا ما يشغله كثيرا ...
ولاجله يعزل روحه وجسده عن محيطه ....
تاركا امه في نحيب وانين بلا انقطاع ...
يسمعها تشكو لجاراتها ..
" ابني معموله عمل .. بل اكيد واحدة سحراه ... !! "
اخذ يضحك في اعماقه ...
ويود ان يخرج لها ليهدأ من روعها ...
لكنه تمنى ان يكون بالفعل خارج هذا الزمان والمكان ....
بكاء متحشرج مكبوت ...
يقطع امنياته وحبل افكاره ....
حاول ان يكتب ما يشعر به ...
لربما صنع " ملحمة من هلوسات "
او فوضى مفردات ...
اراد ان يمزق ذاك الشعاع الذي اغرق عينيه ..
وحين تأكد انه لن يستطيع ان يهزمه ...
قرر اغلاق الشباك تماما ....
ولكن المأساة كانت اكبر من ذاك الشعاع ...
فحتى ضوء الكهرباء اصبح بجدول يومي ..
الغرفة اظلمت ...
واخذ يسب ويشتم ...
واعاد فتح الشباك ...
وبدا يرتب بقايا الاجزاء المتناثرة من اوراقه " الفوضوية "
التي كان دائما يخلو بروحه ليدون فيها
احزانه واشجانه ورفضه ان يكون " لا شيء "..
وبعد ان يأس من ترتيب افكاره من جديد ..
منح نفسه اجازة من عزلته ...
واطل من الشباك ليغسل شروده وذهوله ..
وظهرت من بعيد سيدة عجوز تبكي وتصرخ
وتسال في حالة حزن وضياع
" ابني مسحور يا ناس .. مين يدلني على مين يفكه ... ابني لسه شباب ... ابني حبيبي .... خرج عقله ولم يعود حتى الان ...؟؟!! "
/
/
/
/
/
ماما .. اصحى يا ماما .. بنت خالتك لميس اجت تفطر معاك ... قوم اصحى علشان تروحوا مع بعض على الجامعة .. انا جهزتلك الحمام وشوية والفطار راح يجهز
بقلمـ " د. مازن ابويزن
غــزة_فلسطين
3-4-2008
تعليق