اختيارات أدبيّة وفنّيّة ليوم 18-2011

ناح الحمام
م.ماهر المقوسي
م.ماهر المقوسي
ناحَ الحمامُ..
و ناحَ مكتئباً و سافرَ في الرخامِ..
هديلهُ كان المسافةَ
و الهوى كان الحكايةَ
حيثُ تلتحفُ الجراحُ نشيدَها الرسميّ
من هَوَسِ الحجارةِ والكلامْ.
هل نحنُ كنَّا قد تأخَّرنا فصرنا وحدنا؟!
أمْ هل وُجِدْنا هكذا مثلَ الشموعِ
فلا يضيءُ وجودنا غير الظلامِ؟!..
تكون واضحةً هي الأشياءُ عن بعدٍ
فخبِّرْنا بشيءٍ أيُّها الحضنُ
المعلق في الغمامْ.
أوكلما لهثَ الطريقُ حرائقاً
كَبُرَ السؤالُ؟!
و لم نجدْ في القربِ غير عواء ذئبٍ
و الرياحُ بلا اكتراثٍ ترتوي
من همسِ أحلامِ الأجِنَّةِ
ثم تقذفها لتذويَ في البعيدِ
كأنَّها المطرُ المهاجرُ
تحتَ أروقةِ الزحامْ.
من أيِّ مقتولٍ يقيسُ الماءُ
حاجةَ بردِنا لزنابقٍ وقتَ الحصارِ،
بأيِّ ماءٍ نغسلُ الزيتونَ
في أفُقٍ تظلَّلَ بالجدارِ
-يصيحُ جرحٌ بالمدى-
فيردّ للصوتِ الصدَى
غبشٌ توزَّع في الركامْ.
قال الحصى
–ولكلِّ شيءٍ في مهبِّ الحربِ قصَّتَهُ- :
هنا الأطفال قد غنُّوا
و بعد هنيهةٍ صعدُوا المراحلَ
في تعاليمِ المكانِ..
هنا كأنَّ الحزنَ قد ذرفَ النخيلَ
فصارَ مئذنةً
و مقبرةً و عشَّاً لليمامْ.

ما قيمَةُ الدّنْيا
خالد شوملي
خالد شوملي
لا تبْخلي بالزّيْتِ والْحَطَبِ
رُشّي عليَّ النّارَ والْتَهِبي
رُشّي عليَّ النّارَ والْتَهِبي
هذا دَمي لِلأرْضِ أُنْذِرُهُ
فالْماءُ يغْلي في فَمِ السُّحُبِ
فالْماءُ يغْلي في فَمِ السُّحُبِ
حُريَّةُ الأوْطانِ بُرْعُمُها
ينْمو على غُصْنِ الفِدا الخَصِبِ
ينْمو على غُصْنِ الفِدا الخَصِبِ
شَجَرُ البِلادِ يصيحُ مُنْتفضاً
هبّتْ عَليْها مَوْجةُ الغَضَبِ
هبّتْ عَليْها مَوْجةُ الغَضَبِ
والْبحْرُ هاجَ على شواطئِها
رشَقَ اللظى في لُجّةِ اللهَبِ
رشَقَ اللظى في لُجّةِ اللهَبِ
غرِقَ الظّلامُ بِطيشِهِ وَطفا
يرْميهِ مَوْجُ الفجْرِ كالْخَشَبِ
يرْميهِ مَوْجُ الفجْرِ كالْخَشَبِ
وسَلاسِلُ السجّانِ قَدْ صدأتْ
قُطِعتْ حِبالُ الظُلْمِ والْكذِبِ
قُطِعتْ حِبالُ الظُلْمِ والْكذِبِ
حَفَرَتْ حِجارَتُنا مَلامِحَها
في دَفْترِ التاريخِ والتُّرَبِ
في دَفْترِ التاريخِ والتُّرَبِ
هذا كتابٌ سوْفَ تَقْرؤهُ
أجْيالُ أمّتِنا مَدى الْحُقَبِ
أجْيالُ أمّتِنا مَدى الْحُقَبِ
نهْرُ الشّعوبِ يَسيرُ في ثِقةٍ
فَوْقَ السّدودِ وسادَةِ الْعَجَبِ
فَوْقَ السّدودِ وسادَةِ الْعَجَبِ
تِلْكَ الطّحالبُ سَوْفَ يَجْرِفُها
لا فَرْقَ عِنْدَ الْمَوْتِ في الرُّتَبِ
لا فَرْقَ عِنْدَ الْمَوْتِ في الرُّتَبِ
وَعَواصِفُ الأقْدارِ ساخِرَةٌ
بِسَفينَةِ الْقُبْطانِ والنّسَبِ
بِسَفينَةِ الْقُبْطانِ والنّسَبِ
في كلِّ حُلْمٍ يُقْسِمونَ لنا
سَيُطرِّزونَ الليْلَ بالشّهُبِ
سَيُطرِّزونَ الليْلَ بالشّهُبِ
أوَ لمْ يقولوا سَوْفَ نُرْجعُكمْ
ويُحاكُ ثوْبُ القُدْسِ بِالْقَصَبِ؟
ويُحاكُ ثوْبُ القُدْسِ بِالْقَصَبِ؟
حَتّى صَداهُمْ لا يُصَدّقُهُمْ
والشّعْبُ ضاقَ بِلُعْبةِ الْخُطَبِ
والشّعْبُ ضاقَ بِلُعْبةِ الْخُطَبِ
حُرِيّتي صَلبوا وأُغْنيتي
قدْ غلّفوا الأحْزانَ بالذّهَبِ
قدْ غلّفوا الأحْزانَ بالذّهَبِ
لَنْ يهدأَ الْبُرْكانُ في كبِدي
فدَواؤنا يا داءُ في السّبَبِ
فدَواؤنا يا داءُ في السّبَبِ
أُخْتاهُ أنْتِ ضميرُ أُمّتِنا
والْحُلْمُ في لَيْلاءِ مُغْتَرِبِ
والْحُلْمُ في لَيْلاءِ مُغْتَرِبِ
خضْراءَ في قَلْبي وذاكِرَتي
تبْقينَ دَوْماً دُرّةَ الْعَرَبِ
تبْقينَ دَوْماً دُرّةَ الْعَرَبِ
لا تخْجلي... يا دَمْعتي انْسَكبي
هذا عبيرُ النّصْرِ لا الْوَصَبِ
هذا عبيرُ النّصْرِ لا الْوَصَبِ
إبْريقُكِ الْقَمَريُّ مُمْتَلئٌ
بِشُعاعِ حُبِّ النّحْلِ لِلْعِنَبِ
بِشُعاعِ حُبِّ النّحْلِ لِلْعِنَبِ
يا نَجْمةً في العَيْنِ ساهِرَةً
صُبّي عَليَّ الصُّبْحَ وَاقْتَرِبي
صُبّي عَليَّ الصُّبْحَ وَاقْتَرِبي
يا تونسُ الْخَضْراءُ سَيّدَتي
يا قامَةَ الشّعَراءِ والأدَبِ
يا قامَةَ الشّعَراءِ والأدَبِ
يا تونسُ الْعَذْْراءُ مَعْذِرَةً
سَئِمَتْ حُروفي السّجْنَ في الْكُتُبِ
سَئِمَتْ حُروفي السّجْنَ في الْكُتُبِ
ما قيمَةُ الدّنْيا بِلا وَطَنٍ
تشْدو الطّيورُ بِمَرْجِهِ الرّحِبِ؟
تشْدو الطّيورُ بِمَرْجِهِ الرّحِبِ؟

كدمع الكــرز أو أجمل
أُحِبُّكِ .. قَمَـراً , تَحتَ سَماءٍ صَغِيرَةْ ؛ لِأَغفُو عَلَى كَفَّيكِ كَزَهرِ اللَّوزِ ؛ ..
كَدَمعِ الكَرَزْ ؛ ..
كأُغنِياتِ الرِّيفِ عندَ زَخِ الـمَطَرْ .
أُحِبُّكِ .. جِناناً , وأَفتَحُ عَلَيكِ جَمِيعَ الـمَرايا , نُوراً , وعِشقاً , ..
لأَدنُو من بَريِقِ عَينَيكِ , بابتِسامَةِ النَّورَسِ الـمُبَلَلِ ؛ ..
فيَنمُو فَوقَ العُشبِ عُشبٌ ؛ ويَحتَفِلُ بِكِ عَبَقُ الياسَمِينْ .
يا أَنتِ , يا عَيناكِ لِي :
لتَغمرَكِ عافِيَةُ البَنَفسَجِ , ولِتَدخُلِي بِقَدَمَيكِ قَفَصَ الضِّياءِ .. لِي .
أُحِبُّكِ .. وأَعرِفُ مِنكِ كلَّ طُقُوسِ الغَرَقِ , فَأنتِ مَوجٌ , ودُوّارٌ , .. وعَرُوسُ بَحَرْ .
كَأني بِحُسنِكِ عَشِقتُ الخُـلُودَ الـمُحَلِّقَ , كانفِلاتِ الزَّعْفَرانِ ..
عندَ صَحوِ الأَيايِل فِي مَرئِيَـةِ حُلُمْ .
أنتِ السُّهادُ , وأنتِ الرُّقادُ , وأنتِ السَّحابُ ؛ يُعانِقُ ظِلاً , بِعُمْقِ السَّماءِ , ..
بِعُمْقِ الشَّجَنْ .
وهَذا الثَّـغْرُ الـمُطَيَّبُ باحتِفالاتِ الأُقـحُوانِ , يُـقَبِلُ الوَجْهَ الصَّبُوحَ فِي صَفْحَةِ الـمَاءِ , ..
عندَ شُرُوقٍ يَسكُبُـنِي شَفَقاً , فِي قَدَحِ شَهْدِكِ والعِناقْ .
لكِن لِماذا .. لِماذا .. يَمُرُ الرَّبـِـيعُ , عابِرَ سَبِيلٍ , ..
لِأيامِ الورُودِ تَحتَ خَدِّ الحَبَقْ ؟ .
وأنا الَّذِي أُحِبُ أيْكَ الأراكِ ؛ أمشِي بِظلِي فَوقَ عُرْشِ الأَمانِي , ..
لِأدنُو قَرِيباً مِن قُطُوفِ العِنَبْ .
أسْمَعُ الآنَ رَعْشَ هَمْسِكِ , وخَفْقَ الـمَسافَةِ ؛ فَتَسقُط الأيامُ مِنِّي , ..
لِتَنبُضَ الخَلْجَ عَسَلاً فِي شِفاهِ الوَردِ الأخِيرْ .
تُرهِقُنِي نَظَراتُكِ الـمُتَدَحرِجَةُ عَلَى سُفُوحِي .
يُرهِقُنِي أكثَرُ ؛ عَطَشُ الثَّلجِ الـمُعَتَّقِ فِي سَرحَةِ الإجاصِ العَنِـيدْ .
قَلبِي مَدِينَةُ زَنابِقٍ تَتَفَتَّحُ , ..
صَدرِي حُرشُ صَنَوبَرٍ يُراهِقُ , ..
وفَوقَ ضُلُوعِي تَنبُتُ أجنِحَةٌ لِلحِدَأ , ..
وهَذا النَّهرُ يَلِدُّنِي ..
شَوقاً ..
يَطِيرُ مِن شِدَّةِ الـخَرِيرْ .
تَأتِي القَصِيدَةُ , وتَأتِي الرِّياحُ , ويُنجِبُ النُّوّارُ سَعَفاً ..
يُخرِجُنِي مِن بَطنِ الصَّمتِ ظِلالاً لِلنَخِيلْ .
مَن يُـقَبِلُ ثَغرَ النّارِ مِثلِي ؟! , لِتَهفُو " هستيا " هَشِيماً ..
يَنكَمِشُ عَلَى صَوتِ النَّواعِيرِ القَدِيمَـةْ .
أسرِقُ البُخارَ مِن جَسَدِ الـمَواقِد ؛ لأَغلِي ؛..
ويَخرُجُ السَّحابُ مِنِّي ..
مُعانِقاً الغَيمَ الـمُقَدَّسَ فِي أُفُقِ الهُطُولْ .
يَغفُو الكَلامُ , يَصحُو الكَلامُ , ويَهرُبُ الأزرَقُ مِن لَوحَةِ الفَيرُوزِ العَتِيدَةْ , ..
لِتَحُطَ اليَمامَةُ عَلَى تَضارِيسِ الزَّمانِ مَلِيكَةً رُومِيَّةً تَطِيرُ .
أَقراطُ غَزالَتِي أَجْراسٌ تَحتَرِقْ , وأنا أَتَشَظَّى فِي عُرُوقِ النَيازِكِ أشطاراً مِن لَهَبْ .
لَمْ يَكُ كَافِياً أنْ أَهطُلَ عَلَى قَلبِي سَنابِلَ ! .
لَمْ يَكُ كَافِياً أنْ يَطِيرَ طَوقُ الفُلِ مِن نَومِهِ مُبَكِرا ! .
أُرِيدُ مِيلاداً جَورَسِياً لِلقَصِيدَةْ ؛ ..
لِأُطِلَّ عَلَى "روما " مِن شُرُفاتِ " فستا " الأَنِيقَةِ .
سَيِّدَةُ البَرقِ أَنتِ , ..
سَيِّدَةُ الـمَطَرِ أَنتِ , ..
وأنا طالِعُكِ فِي بُرجِ الخِصْبِ .
سَيِّدَةُ الأَرضِ أنتِ ؛ وأنا جَوادُكِ الرّاكِضُ عَبرَ الأَثِيرِ .
شَغَفِي يَمشِي مُتَفائِلاً فِي حَضرَةِ الصَّخَبِ , والـحَقِيقَةُ قَمحٌ مُشاغِبٌ .
رُبَما أَلقَى الدُّبَّ الأَنِيقَ هَذا الـمَساء , رُبَما .... ! .
رُبَما يَلِدُّنا الـمَساءُ أَغصانَ تِـينٍ ! .
سَأَجلِسُ عَلَى القُطبِ الشَّمالِي وأَنتَظِرُ رائِحَةَ التِّلالِ .
سَوفَ يَأتِي لَونُ التَرَدُّدِ عَلَى أقدَامِهِ طاوُوساً يَتَمَختَرُ .
اكتِنازُ الكَلامِ في تَعَرُجاتُ الأُنــُوثَــةِ يَصُبان فِي حَوصَلَةِ اللِقاءِ ؛ لِيَختَرِقَ الدُّخانُ جَسَدَ الـحَنِينِ أكثَر .
سَأَستَلُ مِن غِمدِ الهَوَى عُودَ ثِقابٍ , ..
لأُشعِلَ أَصابِعَ القَمَرِ عِشقاً , وصَهَداً , وحُباً "قُرمُزِياً" , ..
فالقَرَنفُلُ بَدَأَ يَخلَعُ عِطرَهُ عَلَى الطَرِيقِ السّاحِلِيِّ ... !
ليس إلاّ قطرة
اخترتها فقط لكلماتها العميقة
كَدَمعِ الكَرَزْ ؛ ..
كأُغنِياتِ الرِّيفِ عندَ زَخِ الـمَطَرْ .
أُحِبُّكِ .. جِناناً , وأَفتَحُ عَلَيكِ جَمِيعَ الـمَرايا , نُوراً , وعِشقاً , ..
لأَدنُو من بَريِقِ عَينَيكِ , بابتِسامَةِ النَّورَسِ الـمُبَلَلِ ؛ ..
فيَنمُو فَوقَ العُشبِ عُشبٌ ؛ ويَحتَفِلُ بِكِ عَبَقُ الياسَمِينْ .
يا أَنتِ , يا عَيناكِ لِي :
لتَغمرَكِ عافِيَةُ البَنَفسَجِ , ولِتَدخُلِي بِقَدَمَيكِ قَفَصَ الضِّياءِ .. لِي .
أُحِبُّكِ .. وأَعرِفُ مِنكِ كلَّ طُقُوسِ الغَرَقِ , فَأنتِ مَوجٌ , ودُوّارٌ , .. وعَرُوسُ بَحَرْ .
كَأني بِحُسنِكِ عَشِقتُ الخُـلُودَ الـمُحَلِّقَ , كانفِلاتِ الزَّعْفَرانِ ..
عندَ صَحوِ الأَيايِل فِي مَرئِيَـةِ حُلُمْ .
أنتِ السُّهادُ , وأنتِ الرُّقادُ , وأنتِ السَّحابُ ؛ يُعانِقُ ظِلاً , بِعُمْقِ السَّماءِ , ..
بِعُمْقِ الشَّجَنْ .
وهَذا الثَّـغْرُ الـمُطَيَّبُ باحتِفالاتِ الأُقـحُوانِ , يُـقَبِلُ الوَجْهَ الصَّبُوحَ فِي صَفْحَةِ الـمَاءِ , ..
عندَ شُرُوقٍ يَسكُبُـنِي شَفَقاً , فِي قَدَحِ شَهْدِكِ والعِناقْ .
لكِن لِماذا .. لِماذا .. يَمُرُ الرَّبـِـيعُ , عابِرَ سَبِيلٍ , ..
لِأيامِ الورُودِ تَحتَ خَدِّ الحَبَقْ ؟ .
وأنا الَّذِي أُحِبُ أيْكَ الأراكِ ؛ أمشِي بِظلِي فَوقَ عُرْشِ الأَمانِي , ..
لِأدنُو قَرِيباً مِن قُطُوفِ العِنَبْ .
أسْمَعُ الآنَ رَعْشَ هَمْسِكِ , وخَفْقَ الـمَسافَةِ ؛ فَتَسقُط الأيامُ مِنِّي , ..
لِتَنبُضَ الخَلْجَ عَسَلاً فِي شِفاهِ الوَردِ الأخِيرْ .
تُرهِقُنِي نَظَراتُكِ الـمُتَدَحرِجَةُ عَلَى سُفُوحِي .
يُرهِقُنِي أكثَرُ ؛ عَطَشُ الثَّلجِ الـمُعَتَّقِ فِي سَرحَةِ الإجاصِ العَنِـيدْ .
قَلبِي مَدِينَةُ زَنابِقٍ تَتَفَتَّحُ , ..
صَدرِي حُرشُ صَنَوبَرٍ يُراهِقُ , ..
وفَوقَ ضُلُوعِي تَنبُتُ أجنِحَةٌ لِلحِدَأ , ..
وهَذا النَّهرُ يَلِدُّنِي ..
شَوقاً ..
يَطِيرُ مِن شِدَّةِ الـخَرِيرْ .
تَأتِي القَصِيدَةُ , وتَأتِي الرِّياحُ , ويُنجِبُ النُّوّارُ سَعَفاً ..
يُخرِجُنِي مِن بَطنِ الصَّمتِ ظِلالاً لِلنَخِيلْ .
مَن يُـقَبِلُ ثَغرَ النّارِ مِثلِي ؟! , لِتَهفُو " هستيا " هَشِيماً ..
يَنكَمِشُ عَلَى صَوتِ النَّواعِيرِ القَدِيمَـةْ .
أسرِقُ البُخارَ مِن جَسَدِ الـمَواقِد ؛ لأَغلِي ؛..
ويَخرُجُ السَّحابُ مِنِّي ..
مُعانِقاً الغَيمَ الـمُقَدَّسَ فِي أُفُقِ الهُطُولْ .
يَغفُو الكَلامُ , يَصحُو الكَلامُ , ويَهرُبُ الأزرَقُ مِن لَوحَةِ الفَيرُوزِ العَتِيدَةْ , ..
لِتَحُطَ اليَمامَةُ عَلَى تَضارِيسِ الزَّمانِ مَلِيكَةً رُومِيَّةً تَطِيرُ .
أَقراطُ غَزالَتِي أَجْراسٌ تَحتَرِقْ , وأنا أَتَشَظَّى فِي عُرُوقِ النَيازِكِ أشطاراً مِن لَهَبْ .
لَمْ يَكُ كَافِياً أنْ أَهطُلَ عَلَى قَلبِي سَنابِلَ ! .
لَمْ يَكُ كَافِياً أنْ يَطِيرَ طَوقُ الفُلِ مِن نَومِهِ مُبَكِرا ! .
أُرِيدُ مِيلاداً جَورَسِياً لِلقَصِيدَةْ ؛ ..
لِأُطِلَّ عَلَى "روما " مِن شُرُفاتِ " فستا " الأَنِيقَةِ .
سَيِّدَةُ البَرقِ أَنتِ , ..
سَيِّدَةُ الـمَطَرِ أَنتِ , ..
وأنا طالِعُكِ فِي بُرجِ الخِصْبِ .
سَيِّدَةُ الأَرضِ أنتِ ؛ وأنا جَوادُكِ الرّاكِضُ عَبرَ الأَثِيرِ .
شَغَفِي يَمشِي مُتَفائِلاً فِي حَضرَةِ الصَّخَبِ , والـحَقِيقَةُ قَمحٌ مُشاغِبٌ .
رُبَما أَلقَى الدُّبَّ الأَنِيقَ هَذا الـمَساء , رُبَما .... ! .
رُبَما يَلِدُّنا الـمَساءُ أَغصانَ تِـينٍ ! .
سَأَجلِسُ عَلَى القُطبِ الشَّمالِي وأَنتَظِرُ رائِحَةَ التِّلالِ .
سَوفَ يَأتِي لَونُ التَرَدُّدِ عَلَى أقدَامِهِ طاوُوساً يَتَمَختَرُ .
اكتِنازُ الكَلامِ في تَعَرُجاتُ الأُنــُوثَــةِ يَصُبان فِي حَوصَلَةِ اللِقاءِ ؛ لِيَختَرِقَ الدُّخانُ جَسَدَ الـحَنِينِ أكثَر .
سَأَستَلُ مِن غِمدِ الهَوَى عُودَ ثِقابٍ , ..
لأُشعِلَ أَصابِعَ القَمَرِ عِشقاً , وصَهَداً , وحُباً "قُرمُزِياً" , ..
فالقَرَنفُلُ بَدَأَ يَخلَعُ عِطرَهُ عَلَى الطَرِيقِ السّاحِلِيِّ ... !
ليس إلاّ قطرة
اخترتها فقط لكلماتها العميقة

د.فوزي سليم بيترو
يوماً , , , ,
قال لي صديقٌ عائدٌ من هناك .
ان الزنازين كلها متشابهة .
اربعة جدران , وسقف .
وأرضية بردها كالثلج .
ما أروع ان ترقص داخل زنزانة .
كل الزنازين وُجِدَتْ للرقص .
رقص منفرد على آلة وَتَرِيَّة .
ورقص مع مجاميع وفرقة سيمفونية .
ما اجمل إيقاع حبات المطر
تهبط فوق خِوَذ الحراس .
كعذوبة تراتيل عيد القيامة .
وما اشهى كسرة الخبز
المغمسة بالنبيذ .
تذكرني بآخر وليمة .
وآخر صديق .
وآخر نميمة .
آهٍ , , , ,
على قطعة من الجبن .
وليذهب الصوم عني بعيداً .
الزنازين والصيام لا يلتقيان .
اذا اشتهيت الحرية ؟
نلتها .
لهذا تجد مُحْتَرِفِي الصيد لا ينامون .
فليس بكل زنزانة مرآب لسيارتك الفارهة .
ومقصف يُعِدُّ الشاي والكاباتشينو .
في الزنازين , , ,
لك ان تحلم .
وتحلم فقط .
آهٍ , , , ,
على فنجان قهوة .
وسيجارة مشتعلة .
بعيدا عن نعيب الضباع الآتي من الخلاء .
هل تذكر مواسم جد الزيتون يا صديقي ؟
سياط الحراس ليس لها مواسم .
لكن , , , ,
اغصان الزيتون دائما تثمر
في كل موسمٍ جديدٍ قادم .

رسالة مرّة
سلام الكردي
اعذروني هنا فجبهتي تؤلمني من كثرة ارتطام الجدار بها،
هذه مساحة للنيل من كل الأوغاد ، مساحة أتركها لوطن فقد عيونه ، و تمترس بوضوءٍ كافر.
سألعن نفسي ألفا , و لا تدعوا لي بالمغفرة و الهداية ، فأنا قررت الانتحار عارا أمام حانات عواصم القرار العربي .
لي في الموت جحيم أتمناه .
إرفعوا نخب دمشق عاليا ، لتصطك الكؤوس و يندلق الخمر على طاولات نبيل العربي و اليتم .
فالرصيد بعد كل الشهداء سيكون تحت الصفر, إضافة إلى هامش غواية شمطاء .
و ألف شريف سيبكي حسرة ما يجري.
حسيرا سيمضي النورس .
و تعيسا سوف يسدل الستار.
وقح أنا سوف أكون, نذلٌ جدا ، أتمرغ في وحل الرذيلة امامكم يا سادة القرار.
فأرسلوا ملائكتكم لتلعنني جهراً و أنـا في طريقي إلى حمص .
أحمل نعشي على كتفي ,و أنتشي بجراحاتي .
العنوني إن أتيتم إلى هنا .
صوبوا رماحكم إلى صدري ,و ظهري .. لكني سأصل إلى البرتقال في اللاذقية, وطرطوس.ورفح, قبل أن يسقط .
وألتقم حبات اللوز في رنكوس,وصيدنايا وتلفيتا,قبل أن تجف.
و سأموت حينما أنهي تراتيل سور سخطي الطويلة .
أتحرك كالموتى و فاقدي الإدراك. أحاول أن أتشبث بخيوط تتدلى من السماء ، و من نوافذ القمر ،
من بركة الدماء تلك التي أرى وجهي ينعكس عليها ، وطنا فقد رئته و ازدان بالبكاء .
أتلقف عمى روحي وسط ظلام المحاق ، أغرس ضلعي الأيمن زيزفونا أصفر، و أناضل على الطريق بقدميَ هاتين اللتين فقدتهما على رصيف مدجج بالشوك ، ووجه أبي الراحـل .
أطرق حانة المدينة المهمشة، تزكمني رائحة الوجع المنتشية على أغصان الأمل ، أقبل جبهة السقوط طويلا ، و أطلب لي قدحا من نبيذ مسكر، فيه قطع ثلج سوداء ، أغطي بها الكثير من ضياع أمتي .
هنا . أحتاج لأن أهرب مني ، من جلدي ، أسلخه عن عظمي ، و ألوذ من أفكاري و أشيائي الصغيرة ، من أرجوحة الأطفال ، و غيرة النساء ، و انسيابية الموت على كف ضئيلة معلقة في الهواء تلوح للشهداء , للجرحى.
سأنتحر و أطلب شنقي على جذع زيتونة، و أعلق تهمتي على جبهتي .
أسلم مفاتيح القلب لأبطال حماه ، و أدعو اللاهثين لقطرة لعاب الظمأ, أن يبتلعوني .
سأثمل الليلة و غدا , لن أنفك أبرح ضجيج اللحد و الخيبة العتيدة بداخلي .
سأستقيم كمسطرة طالب هندسة ، أرقم الاتجاهات ، و أستأنف المضي ارتفاعا.
أنـا سيء جدا , قريب من الشراسة ، و عمري آفل لا تسعه قبضة اتزان .
أنا بضع من بضعة هفوات خافتة ، ترمق الشر يتأجج من عيون جاحدة , و لا أدري هل يجوز فتح فمي ؟
و إطلاق الماء من حنجرتي ، و البكاء !!
هل هنا من يمنحني بكاءً يليق بي فحسب,بهوية اتهموها ب " اللانتماء ؟؟ "
يحملون موتي قطعة قماش بالية ، و شوارع بلدتنا ترزح تحت القتل ، و الندى لم يعد يسقي الزهر و لا يروي عطش البرية.
نوافل الربيع اصفرت و نامت عيون الأطفال و هي مبتلة بحلم لم يكتمل.
سأرفع قبعتي ، و أتسلق حجرا ضخما ، و أحفر عليه اسما عابرا ، قضم طبشوري ، و استباح عري يرقاتي ، سأقف عاريا إلا من الانتكاسات العشر ، سأوزع نيشان الصفعات على جند الطغاة ، و أنقذ الشقيق من سيف أخيه ، و ألثم يد القدر أن ترحم صرخة أم ثكلى ، سأجرنبيل العربي من تلابيبه ، و أدعوه ليؤخر قطارات المرافيء ،
أنفخ في الريح صرختي و أشرد أفكاري على حبل الغسيل المهتريء.
ألتهم قطع لحمي .. فإني جائع و لا أستلذ مائدتك أيها العربي يا صاحب البندقية العاتية .
أمنحني لزبانية الجحيم عن طيب خاطر ، و أنتشي بالنار و ألكز قوارير السخط ليندلق أوار اللعنة على الجميع .
بما فيهم أنا .
و أخيرا بعدما سحقتني حوافر الصمت العربي ، و اصطكت بي جدران تميد على خاطري , و بعدما حلفت يمينا أنني اكرههم جميعاً ، و بعدما رفعت رأسي عاليا لأقيس ارتفاع رايات العرب و لازلت الأضخم و الأطول.
و بعدما تورطت في سيجارة مسمومة أنفث دخانها في قلبي ، و بعدما سجلت انتسابي الساحق للصعاليك و الفقراء .
و بعدما لم يعد يهمني شيء , لا أنثى , و لا وطن , و لا أهل.
قررت أن آتي إلى هنـا ، لأتمم ثمالتي ، أنحر براءتي ، و أرتكب مجازر في مدن أشعاري.
و أبصق في وجه السادة ثلاثا .
و "طز" في وطنيتي , و في انتمائي و في هويتي .
طز في مباديء القومية ، و شعارات الانتصار ، و في المجد المبين ، و مؤتمرات القمة و مؤتمرات السلام .
طز من المحيط إلى الخليج .. من بيت لحم إلى الجليل.
و عذرا للشيخ " ياسين ", عذرا لأطفال الحجارة فقد صرنا حجارة , الأجدر أن تقذف في قعر الجحيم.
عذرا لكل الشرفاء .
و أصحاب الهمم العالية في العالم.
عذرا " لناجي " ، و " الماغوط " ، و الأقلام الحزينة.
و عذرا للأنبياء .
عذراً يا دمشق.

دمي الرّاقد في النسيان..
مـــات الحـــلـــم
أبتغي حماماً
سريع الخطى..
أبتغي هامة عربية..
أبتغي..
لا شيءْ..
مات الحلم.
بعيدا عن الشمس
سنبلة ُعائشة
أضاعـَتْ ضفيرتها
في فكِّ اليـّـاء..
والهديرُ الأحمرْ
يشدُّها بعيدا عن الشمس..
دائـــرة..
الهلوكست الأفعى
تلتهم الفراغ في العش
تتقيَّأ جلدها..
لتلتهم الدائرة من جَديدْ..
أعدْتُ دمي..
دمي .. النسيان..
يصيحُ أيا دمي..
دمي الذي أعدْتُه
ضاع داخلي..
نقطة..
دمي الرَّاقد في النسيان..
يبكي نقطه الأربع
النقط الأم،
أضاعت إحدى عشرة نقطة..
دم بارد
أحمر بلون النقطة
النقطة في بياض القدس
هي الذاكرة..
تُحاربُ دمـَـهـَـا البــَــاردْ
حــذاء..
نملة داستها الأرجل..
- لم تمت !
- الحذاءُ حليفها..
النجدة..
غادرت رأسي
هربًا من فسفور من الأفكار..
لمْ أجد مكاناً غيْرَ رأسـِي
بحثا عن أشلاءٍ من الأفكار..

بقلم
ياسر طويش
ياإخوتي أمتي صارت تحيرني = طورا فاكتم في أحشائي اللهبا
وجمرة الدمع ماكانت لتسبقني = خوفا عليها اداري العين والهدبا
ماذا نقول لأهل المكرمات سوى = أنا جرحنا وجرحنا في الهوى التهبا
وكيف نبسط راحا كي نصافحهم = وقد اعابوا علينا الفهم والأدبا
كرامة النفس ندري صون عزتها = نستمطر الشهب إن فجر لها غربا
ونحن في الشام والتاريخ يعرفنا = لاندعي غير حق الحق مكتسبا
أبا عدي وأنت حبيب نخوتنا = يفاخر المجد من أحسابكم نسبا
كرمى لعينيك راحي جئت ابسطها = جاءت تحيي على أكتافك الرتبا
وأنت ساري ستبقى نور أعيننا = فأنت دفق الدما بعروقنا انسكبا

تعليق