وان قلت إني أكاد
فذاك لأني
جننت
فتنت
وطار صوابي
بمر الفتن
كطير رمته رياح الشتاء
أراد الحياة
فنال الوهن
أكاد أجن
لأن بلادي
رمتها الأيادي
أياد...تسمي الخراب جهادا
تحث المطايا لوأد الوطن
لطمس عيون تحن لنور
تحن لخبز
تحن لعزّ
تحن لعدل يسود المدن
أكاد أجن
فكيف ربيعي اعتراه الذبول
وخضر المراعي رماها الشجن
معاناة أهلي
وحقلي وسهلي
غدت كالرماد وعاد الحزن
دماء الشهيد
ومر النضال
وعذب النشيد
هباء.. هراء
بهذا الزمن
تعيش ...الأفاعي
وتحيا ...الذئاب
وحلم ...النجاة
بصدري ارتهن
أكاد أجن
ومن فرط أني فتنت... جننت
أحس بأني أكاد اجن
وأمشي على حافة الموت
أبغي الحياة
وكنت إذا ما أردت الحياة
استجاب الإله
وصافى الزمن
فمن أين حل الجفاء سريعا
وبيني وبين حياتي سكن
ومن أين حل البلاءمريعا
ومن باع عمري .. ونال الثمن
وكيف تهاوت جموع الربيع
بباب الخريف وصمّت أذن
أكاد أجن
وأشقى بحزني
ولا من مجير
ليبعد عنا دعاة الفتن
بعهر تصدوا لعزة شعب
وهاجوا وماجوا
جهارا علن
ووردة فجر ربيع الأباة
تموت
تموت
بكل الفصول
وكل الحلول
وكل الفلول
بكل المحن
فرحماك ربي
سئمنا الشقاق
سئمنا النفاق
سئمنا المزامير
تشدوا بكل طريق
لمجد الوثن
غزاة .. غزاة
على كل لون
على كل زرع
على كل غصن
وكل فنن
جموع...جموع
بكل صلاة
وكل التفات
بكل فلاة
وكل المدن
فمن جاء يحبو حديثا رقيعا
ومن جاء يروي حديثا بديعا
ومن قد خلعنا وعاد سريعا
ومن قد دفنا ولا ما دُفن
قصدناك ربي
أجرنا ..أجرنا
ويسر بلادي ليسراها برقا
بآية "كن"
وأشفق لحالي لأني جننت ..فتنت
وطار صوابي