ففي زمني ( لكلِّ زمنٍ زرقاؤه )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هشام مصطفى
    شاعر وناقد
    • 13-02-2008
    • 326

    ففي زمني ( لكلِّ زمنٍ زرقاؤه )

    [align=center] ففي زمني
    ( لكلِّ زمن ٍ زرقاؤه )
    [/align]
    [align=center]وجِئْتُ إليك ِ سيّدتي
    بنزْفِ جراحِنا الثَكْلى
    بصمْتِ دموعِنا الحُبلى
    بشوق ِ غد ٍ
    سرى ذكرى
    بذات ٍ ملؤها أمل ٌ
    تغرّب خلْفَه الحيرى
    أسافر حيثُ لا أدري
    بأيّ خطىً ... تسير بنا
    لأيِّ نهاية ٍ نمضي
    ودرْبي مِنْ دمي مَسْرى
    و أحْمِلُه على ظهري
    كوزر ٍ ما له عاف ٍ
    تنوء يدي به ... تتْرى
    ،،،
    و جِئْتُ ...
    وفي فمي حُلْم ٌ
    مُمَدَّدُ فوقَ أذْرعِنا
    تمزَّق وجهُهُ يوما
    على دربِ المنى الأعْمى
    يموتُ
    وفي يد ٍ غصن ٌ
    و أخْرى
    تُمْسِكُ القلم َ
    عرفْناه ...
    وليدا لم يزلْ يحبو
    مِنَ الآلام ِ أرْضعْنا
    حملْناه ...
    سجينا بين أضْلُعِنا
    يخاف ُ حفيف َ مسْمَعِنا
    دفنّاه ...
    و كنّا الآلة َ الحَدْبا
    و كنّا الشاة َ و الذئب َ
    و كنّا ـ قبْله ـ الجُبَّ
    ،،،
    ففي زمني
    يعاند ُ حرفُهُ سطري
    فيكْسِرُ كلَّ أشعاري
    و يُهْتَكُ فيه أسراري
    فليْس لنا سوى ألم ٍ
    يواري سوءة َ العارِ
    فلا نبش الغرابُ ثرى ً
    و لا أطْعمْته ناري
    ،،،
    وفي زمني
    فقأنا عيْنَكِ الزرْقا
    سخرْنا مِنْ مَدى الرؤيا
    صلبْنا الحرف َ و الفكْرَ
    رجمْنا الذات َ و الصدْق َ
    و أقْسمْنا
    بأنّ مدى رؤاها
    كذْبة ٌ كُبْرى
    أثمَّ على الدروب ِ عِدا ؟ !!
    أثمَّ عيون ُ ترْقُبُنا ؟ !!
    فنحنُ بني السيوفِ لنا
    أياد ٍ
    تعْرف النصر َ
    قسمْنا ظهْرَها خوفا
    مِنَ الأيام ِ تقصِمُنا
    وقال سُراتُنا : عجبا !!
    ألِلأحلام ِ مَرْجِعُنا ؟ !!
    أليس لعقْلِنا وعي ٌ ...
    لِيرْشِدَنا ؟ !!
    تمنْطقَنا ...
    تشدَّقَنا ..
    فكنّا الكذْبة َ الكُبْرى
    ،،،
    و عُدْنا
    نبْتغي جبلا
    مِنَ الطوفانِ يعْصِمُنا
    فلا سُفُن ٌ بنيْناها !
    ولا نوح النبيٌّ هنا
    خلعْنا ذاتَنا أملا
    كأنّ الذاتَ تمْمَعُنا
    فأصْبحنا
    بلا ذات ٍ
    بلا جسد ٍ
    بلا أمل ٍ يُجمّعُنا
    ،،،
    و جِئْت ُ
    أسوقُ أسْئلتي
    على سطر ٍ
    غَدا مُهْلا
    فلا وارى المِدادُ لظى ً
    يهدْهد ُ أحْرفي الخَجْلى
    تعرّتْ حينَ أسْكرها
    زمان ُ التيه و الثُمْلى
    وفوق شِفاهِنا عبثٌ
    يُسابِقُ زيفُهُ القوْلَ
    أنا يا مُنْيتي الشجرُ
    و حدُّ السيفِ و القتْلى
    أنا المصلوب ُ و الصّلْبُ
    و صبْحٌٍ يشبهُ الليل َ
    أنا بعضُ الذي سَمَلَ
    وبعْضي عيْنُكِ السَّمْلى
    [/align]

    [align=right]شعر / هشام مصطفى[/align]
  • سليمان بن تملّيست
    عضو الملتقى
    • 25-10-2010
    • 108

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة هشام مصطفى مشاهدة المشاركة
    [align=center] ففي زمني
    ( لكلِّ زمن ٍ زرقاؤه )
    [/align]
    [align=center]وجِئْتُ إليك ِ سيّدتي
    بنزْفِ جراحِنا الثَكْلى
    بصمْتِ دموعِنا الحُبلى
    بشوق ِ غد ٍ
    سرى ذكرى
    بذات ٍ ملؤها أمل ٌ
    تغرّب خلْفَه الحيرى
    أسافر حيثُ لا أدري
    بأيّ خطىً ... تسير بنا
    لأيِّ نهاية ٍ نمضي
    ودرْبي مِنْ دمي مَسْرى
    و أحْمِلُه على ظهري
    كوزر ٍ ما له عاف ٍ
    تنوء يدي به ... تتْرى
    ،،،
    و جِئْتُ ...
    وفي فمي حُلْم ٌ
    مُمَدَّدُ فوقَ أذْرعِنا
    تمزَّق وجهُهُ يوما
    على دربِ المنى الأعْمى
    يموتُ
    وفي يد ٍ غصن ٌ
    و أخْرى
    تُمْسِكُ القلم َ
    عرفْناه ...
    وليدا لم يزلْ يحبو
    مِنَ الآلام ِ أرْضعْنا
    حملْناه ...
    سجينا بين أضْلُعِنا
    يخاف ُ حفيف َ مسْمَعِنا
    دفنّاه ...
    و كنّا الآلة َ الحَدْبا
    و كنّا الشاة َ و الذئب َ
    و كنّا ـ قبْله ـ الجُبَّ
    ،،،
    ففي زمني
    يعاند ُ حرفُهُ سطري
    فيكْسِرُ كلَّ أشعاري
    و يُهْتَكُ فيه أسراري
    فليْس لنا سوى ألم ٍ
    يواري سوءة َ العارِ
    فلا نبش الغرابُ ثرى ً
    و لا أطْعمْته ناري
    ،،،
    وفي زمني
    فقأنا عيْنَكِ الزرْقا
    سخرْنا مِنْ مَدى الرؤيا
    صلبْنا الحرف َ و الفكْرَ
    رجمْنا الذات َ و الصدْق َ
    و أقْسمْنا
    بأنّ مدى رؤاها
    كذْبة ٌ كُبْرى
    أثمَّ على الدروب ِ عِدا ؟ !!
    أثمَّ عيون ُ ترْقُبُنا ؟ !!
    فنحنُ بني السيوفِ لنا
    أياد ٍ
    تعْرف النصر َ
    قسمْنا ظهْرَها خوفا
    مِنَ الأيام ِ تقصِمُنا
    وقال سُراتُنا : عجبا !!
    ألِلأحلام ِ مَرْجِعُنا ؟ !!
    أليس لعقْلِنا وعي ٌ ...
    لِيرْشِدَنا ؟ !!
    تمنْطقَنا ...
    تشدَّقَنا ..
    فكنّا الكذْبة َ الكُبْرى
    ،،،
    و عُدْنا
    نبْتغي جبلا
    مِنَ الطوفانِ يعْصِمُنا
    فلا سُفُن ٌ بنيْناها !
    ولا نوح النبيٌّ هنا
    خلعْنا ذاتَنا أملا
    كأنّ الذاتَ تمْمَعُنا
    فأصْبحنا
    بلا ذات ٍ
    بلا جسد ٍ
    بلا أمل ٍ يُجمّعُنا
    ،،،
    و جِئْت ُ
    أسوقُ أسْئلتي
    على سطر ٍ
    غَدا مُهْلا
    فلا وارى المِدادُ لظى ً
    يهدْهد ُ أحْرفي الخَجْلى
    تعرّتْ حينَ أسْكرها
    زمان ُ التيه و الثُمْلى
    وفوق شِفاهِنا عبثٌ
    يُسابِقُ زيفُهُ القوْلَ
    أنا يا مُنْيتي الشجرُ
    و حدُّ السيفِ و القتْلى
    أنا المصلوب ُ و الصّلْبُ
    و صبْحٌٍ يشبهُ الليل َ
    أنا بعضُ الذي سَمَلَ
    وبعْضي عيْنُكِ السَّمْلى
    [/align]

    [align=right]شعر / هشام مصطفى[/align]
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأخ المبدع
    هشام مصطفي
    نصّ نسج بأسلوب محكم البناء
    لغويّا وعروضيّا
    مشحون بما في هذا الزمن
    من خيبات ومعاناة
    لكن علينا أن لا نيأس
    وأن لا نكتفي بالبكاء على الأطلال
    فأبواب الأمل ما زالت مشرعة
    و ما زال في العمر متّسع
    كي نكون الحياة
    تقبّل باقة تحيّااااتي
    أيّها الجميل
    أخوك سليمان
    [motr1][B][I][CENTER][SIZE="6"][COLOR="DarkGreen"]مسكون بالصمت
    تفضحني
    خطوات الكلمات[/COLOR][/SIZE][/CENTER][/I][/B][/motr1]

    تعليق

    • هشام مصطفى
      شاعر وناقد
      • 13-02-2008
      • 326

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سليمان بن تملّيست مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      الأخ المبدع
      هشام مصطفي
      نصّ نسج بأسلوب محكم البناء
      لغويّا وعروضيّا
      مشحون بما في هذا الزمن
      من خيبات ومعاناة
      لكن علينا أن لا نيأس
      وأن لا نكتفي بالبكاء على الأطلال
      فأبواب الأمل ما زالت مشرعة
      و ما زال في العمر متّسع
      كي نكون الحياة
      تقبّل باقة تحيّااااتي
      أيّها الجميل
      أخوك سليمان

      أخي الشاعر الجميل / سليمان
      أشكرك أولا لأنك اعدتني لهذه القصيدة والتي أعتقدت أنها نسيت هنا
      وأشكر ثانيا لأنك تبحث وتبحر في النص لا الشاعر وهذه علامة الشاعر الحقيقية الباحث عن الشعر لا الشعراء
      وأشكرا ثالثا لأنك أبحرت وتعمقت في إبحارك في نص يملك في نفسي الكثير إذ يعبر عن مأساة أمتنا في إهمالها لزرقائه / شعرائه والذين يمكن لهم وهم يفعلون بالفعل ما قامت به زرقاء اليمامة وللأسف يقوم سراة القوم بما فعلوه سابقا معها / معنا
      لك من الحرف أجمله ومن الفكر أعمقه ومني كل التحايا والتقدير
      مودتي

      تعليق

      • محمد الصاوى السيد حسين
        أديب وكاتب
        • 25-09-2008
        • 2803

        #4
        تحياتى البيضاء

        أنا بعض الذى سَمل
        وبعضى عينك السَّملى

        ما أجمل هذا الختام ، الذى يكتنز فى ذكاء الفكرة الشعرية التى انداحت على مدى السياق ، إن الدلالة هنا تشى بجلاء عن وعى بطل النص بمكن العلة والثغرة الأليمة التى نفذت منها هزيمة العقل العربى وتغييب وعيه ، هى أن المتفرجين على الفجيعة هم شركاء ربما بنفس القدر فى ما آل إليه الحال ، تماما كما وقف أهل مدينة زرقاء يتفرجون عليها وهم يعرفون صدقها وصفاء روحها ، إننا هنا نكاد نبصر لوعتهم القديمة تواشجت مع لوعتنا الحالية فى أنين واحد
        أنا بعض الذى سمل
        فما أجمل هذا الختام

        تعليق

        • هشام مصطفى
          شاعر وناقد
          • 13-02-2008
          • 326

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
          تحياتى البيضاء

          أنا بعض الذى سَمل
          وبعضى عينك السَّملى

          ما أجمل هذا الختام ، الذى يكتنز فى ذكاء الفكرة الشعرية التى انداحت على مدى السياق ، إن الدلالة هنا تشى بجلاء عن وعى بطل النص بمكن العلة والثغرة الأليمة التى نفذت منها هزيمة العقل العربى وتغييب وعيه ، هى أن المتفرجين على الفجيعة هم شركاء ربما بنفس القدر فى ما آل إليه الحال ، تماما كما وقف أهل مدينة زرقاء يتفرجون عليها وهم يعرفون صدقها وصفاء روحها ، إننا هنا نكاد نبصر لوعتهم القديمة تواشجت مع لوعتنا الحالية فى أنين واحد
          أنا بعض الذى سمل
          فما أجمل هذا الختام
          الرائع / محمد
          ما ذهبت إليه يشي بمقدرة فذة للإبحار ومعرفة كيف يتم البناء المعرفي للنص
          مودتي وخالص تقديري

          تعليق

          يعمل...
          X