حين تكون الشاة مكسورة تتخلف عن بقية القطيع نتيجة ما تلاقيه من ألم جراء هذا الكسر الذي قد يكون الراعي السبب الرئيسي فيه وحين لم تجد العناية والمراقبة من قبل هذا الاخير تبتعد رويدا رويدا عن بقية القطيع لتصبح خارج المجال الحراسي للراعي الذي نام مع كلبه تحت صخرة في الوادي نومه أصحاب الكهف لتجد نفسها وحيدة في البراري و الذئاب تعانقها من كل جانب . ذاك هو حال الإدارة العربية التي تخلفت عن ركب التقدم الحضاري في ظل غياب المراقبة الحكومية لها فعانقتها ذئاب الرشوة والفساد بألوانه وأشكاله المتعددة ..
فحين تكون متواجدا في برلين أو في ستوكهولم أو في أي دولة من الدول الغربية واحتجت الى وثيقة ما مهما كان نوعها كتجديد جواز سفر انتهت مدة صلاحيته او غيره من الوثائق التي عادة ما نحتاجها لقضاء شؤوننا المعتادة فانها تاتيك على جناح السرعة بدون تدخلات وبدون انتظار. وذلك نظرا لتقدمهم وقطعهم لأشواط وأشواط في ميادين التنظيم الإداري وفنونه .أما عندنا في الوطن العربي فاننا قطعنا أشواطا وأشواطا لكن رجوعا الى الخلف في ميدان الإدارة وفنونها فحين تقصد إحدى الإدارات العربية لاستخراج وثيقة فانك ترى العجب العجاب حيث تقف أولا بطريقة بدائية في صف طويل من البشر وأحيانا في الحر تحت لفح الشمس الحارقة أو تحت المطر .وحين يأتي دورك بعد ما لايقل عن الساعة أو الساعتين من الانتظار وتقف أمام الموظف الاداري وتطلب منه الوثيقة التي ترغب فانه يحدق في عينيك مرة أولى ثم ثانية ثم ثالثة فاذا لم تفهم مقصده وتدخل يدك في جيبك لاداء واجب الرشوة فانه سوف يجيبك بنبرة حادة : (إرجع بكرة ). وتعود في الغد وتنتظر كالمعتاد حتى يأتي دورك فيقال لك بكل برودة دم أن المسئول عن التوقيع غير موجود : (إرجع بكرة ) وفي الغد تعود متشنج الأعصاب وتقف كالعادة في الصف الطويل ويطول انتظارك وعذابك . وفجأة يأتي شخص من خارج الصف فيسلم على الموظف الإداري ويتبادل معه الحديث والذكريات أنه أحد أقربائه أو أصدقائه فيبجله عليك وعلى جميع المنتظرين ويقضي له شأنه غير عابئ لا بمشاعر الناس التي من المفروض أن تمر قبله ولا باللافتة الحائطية الموقعة من قبل وزير الشؤون الادارية حيث يلتزم بموجبها كل موظفي الادارة بأداء واجبهم على الوجه الأكل ازاء المواطن والوطن . وهنا تفقد أعصابك وتوجه توبيخا حادا للموظف الذي فضل أحد أقاربه على المجموعة فيتهمك بالتهكم عليه وهو بصدد اداء مهامه الادارية لينادي أحد الحراس الاداريين فيشهر هذا الاخير في وجهك هراوته التي هي عبارة عن عصا غليضة لو هوى بها على رأس أحد المنتظرين لتناثرت شظاياه ثم يقول لك :اخرج من الصف( إرجع بكرة). و تظل مترددا أياما وأياما على هذه الادارة أو تلك ممنيا نفسك في كل مرة أن لا يقال لك (إرجع بكرة )وتوعد نفسك وتأمرها بمسك الأعصاب حين ترى الموظف يهمل المنتظرين وينشغل بمهاتفة زوجته والحديث معها حول غداء اليوم فتستمع إلى الحديث عن الملوخية بالأرانب والكسكسي بالخروف والكبسة بالضأن والفول و الطعمية وغيرها من المأكولات العربية المعروفة فينتابك الغضب. لكنك تلعن الشيطان وتمسك أعصابك وقد تدخل فجأة ابنة خالته أو ابنة عمه أو إحدى الجميلات فيفضلها عليك وعلى الجميع وإياك أن تتكلم فيكون مآلك (إرجع بكرة ) . و قد تتطلب الوثيقة التي جاءت من أجلها هذه الجميلة قرابة الساعة من تبادل الحديث والابتسامات وربما ذكريات الطفولة وتبادل الهدايا والصور أو ربما الاستماع الى احدى أغاني عبد الحليم حافظ الطربية . .وهذا هو حال الإدارة الشاة المكسورة في ظل غياب رقابة الراعي الحكومي الذي ظل نائما رغم استيقاظ الجميع بما فيهم أصحاب الكهف .
فحين تكون متواجدا في برلين أو في ستوكهولم أو في أي دولة من الدول الغربية واحتجت الى وثيقة ما مهما كان نوعها كتجديد جواز سفر انتهت مدة صلاحيته او غيره من الوثائق التي عادة ما نحتاجها لقضاء شؤوننا المعتادة فانها تاتيك على جناح السرعة بدون تدخلات وبدون انتظار. وذلك نظرا لتقدمهم وقطعهم لأشواط وأشواط في ميادين التنظيم الإداري وفنونه .أما عندنا في الوطن العربي فاننا قطعنا أشواطا وأشواطا لكن رجوعا الى الخلف في ميدان الإدارة وفنونها فحين تقصد إحدى الإدارات العربية لاستخراج وثيقة فانك ترى العجب العجاب حيث تقف أولا بطريقة بدائية في صف طويل من البشر وأحيانا في الحر تحت لفح الشمس الحارقة أو تحت المطر .وحين يأتي دورك بعد ما لايقل عن الساعة أو الساعتين من الانتظار وتقف أمام الموظف الاداري وتطلب منه الوثيقة التي ترغب فانه يحدق في عينيك مرة أولى ثم ثانية ثم ثالثة فاذا لم تفهم مقصده وتدخل يدك في جيبك لاداء واجب الرشوة فانه سوف يجيبك بنبرة حادة : (إرجع بكرة ). وتعود في الغد وتنتظر كالمعتاد حتى يأتي دورك فيقال لك بكل برودة دم أن المسئول عن التوقيع غير موجود : (إرجع بكرة ) وفي الغد تعود متشنج الأعصاب وتقف كالعادة في الصف الطويل ويطول انتظارك وعذابك . وفجأة يأتي شخص من خارج الصف فيسلم على الموظف الإداري ويتبادل معه الحديث والذكريات أنه أحد أقربائه أو أصدقائه فيبجله عليك وعلى جميع المنتظرين ويقضي له شأنه غير عابئ لا بمشاعر الناس التي من المفروض أن تمر قبله ولا باللافتة الحائطية الموقعة من قبل وزير الشؤون الادارية حيث يلتزم بموجبها كل موظفي الادارة بأداء واجبهم على الوجه الأكل ازاء المواطن والوطن . وهنا تفقد أعصابك وتوجه توبيخا حادا للموظف الذي فضل أحد أقاربه على المجموعة فيتهمك بالتهكم عليه وهو بصدد اداء مهامه الادارية لينادي أحد الحراس الاداريين فيشهر هذا الاخير في وجهك هراوته التي هي عبارة عن عصا غليضة لو هوى بها على رأس أحد المنتظرين لتناثرت شظاياه ثم يقول لك :اخرج من الصف( إرجع بكرة). و تظل مترددا أياما وأياما على هذه الادارة أو تلك ممنيا نفسك في كل مرة أن لا يقال لك (إرجع بكرة )وتوعد نفسك وتأمرها بمسك الأعصاب حين ترى الموظف يهمل المنتظرين وينشغل بمهاتفة زوجته والحديث معها حول غداء اليوم فتستمع إلى الحديث عن الملوخية بالأرانب والكسكسي بالخروف والكبسة بالضأن والفول و الطعمية وغيرها من المأكولات العربية المعروفة فينتابك الغضب. لكنك تلعن الشيطان وتمسك أعصابك وقد تدخل فجأة ابنة خالته أو ابنة عمه أو إحدى الجميلات فيفضلها عليك وعلى الجميع وإياك أن تتكلم فيكون مآلك (إرجع بكرة ) . و قد تتطلب الوثيقة التي جاءت من أجلها هذه الجميلة قرابة الساعة من تبادل الحديث والابتسامات وربما ذكريات الطفولة وتبادل الهدايا والصور أو ربما الاستماع الى احدى أغاني عبد الحليم حافظ الطربية . .وهذا هو حال الإدارة الشاة المكسورة في ظل غياب رقابة الراعي الحكومي الذي ظل نائما رغم استيقاظ الجميع بما فيهم أصحاب الكهف .
تعليق