الجــــريــمــة المــشـــروعــــــــــــــــــة ..
ألقى السُّنَّارة في الماء ..
وغرزها في الرملِ وأطرق ..
الليلُ يودع ساحتهُ ، والصبح بمقدمة أبرق..
عبثت بالموجِ خيوطُ الشمس
تنعكس خطوطاً صفراء
تتغلغل في الفجر الأزرق
تخطو من فوق جبين الماء ..
والظلمة تركض بعناء ..
إذ ضوء الشمس بها يلحق ..
لا يعرف .. هل يهزأ بالليل ؟
أم يحتقر الفجر الأحمق ؟
شخصٌ يطغى كيف يشاء ..
إذ شخص آخر يتمزق..
يبتسم وتأخذه الأضواء . فالشقوة لذتها أعمق ..
ويتمتم لاه بغناه :
الظـــالــم لا بد يواجـــه .. ..
حتى لا يطغى كيف يريد .
إنسان فقد الإحســاس .. ..
لـــن يجـــدي معه التهـــديد .
حَمَل السّـنَّارة ووقف .. وتقدم بهدوء للماء
شعر بوخز في كفيه .....
وكأن السّنَّارة قلبٌ ..
يخفق خوفاً بين يديه ..
جذب السّنَّارة بإبــــاء ..
والخيط يشد إلى الأسفل ...
والسمكة تذهب للأعمـــــــق ...
أحكم قبضته وجذبها
كي يخرجها ...
لكن .. أخفق .
وأعاد الكرة مرات ..
أخرجها وعليها أطبق ..
السمكة كانت صفراء ..
ويحددها لون أزرق..
تنتفض حنيناً وشقاء ..
أشباح الخوف بها تلحق ..
أدرك في تلك الأثناء .. صوتاً في الأجواء يحلق
ألقى في أذنيه نداء ..
تعقبه آلاف الأصداء ترجوه :
" ارحمها وترفق "
أرسل عينيه إلى الماء ..
فتش في كل الأنحاء ..
والتفت إلى كل الأرجاء ..
فلرب يرى شخصاً يغرق ! ..
لو يعرف سراً للصوت ..
حَــبَس الأنفاس وأرجعها ..
صف الأحرف والأسماء ...
والكلمة ... يلفظها أجزاء ..
يتساءل : من ذا يتكلم ؟!
ما مصدر تلك الأصداء ؟ !
السمك ؟ الرمل ؟ أم الماء ؟
خفتت في الكون الأضواء ..
والصمت تفشى فيالأجواء ..
وتفاجأ بظلالٍ سوداء ..
سألته :
لماذا تقلعها ؟ من عمق البحر ؟ وتنزعها ؟
أم سوف تعيد المأساة !!
فهوى جاثٍ فوق الأرض ..
بعثر صورته فوق الماء ..
وبكى ... لكنّ الدمع دماء ..
تقطر من جرح في الأحشاء ..
غطته الغربة بغشاء ..
من .. وهن .. ألم.. وشقاء ..
عادت لتحدثه الأصداء :
" نرجوك ارحمها وترفق "
أولا يكفيك مصيرك أنت؟!
أنسيت زماناً ماذا قلت:
" لا وطن لنا .. لا نسب لنا ..
لا نملك نصف جواز سفر ..
لا يعترف العالم بي ..
يهزأ بشهادة ميلادي ..
يعبث بالماضي والآتي .. "
العــابث ..
ليس سوى أنت ..
تهزأ بمصير السمكة ..
تعبث بحياة ممتلكة ..
انظر وتمعن في يدك ..
... السمكة ... خوفاً مرتبكة !
ألقى السّنّارة من يده ..
أقبية الذاكرة اختنقت ..
شربت بؤساً حتى شرقت ..
في قبو الأفكار احترقت ..
ويفكر ... ماذا لو نطقت ؟!
أدركه وهن ودوار ..
وصداع أعتا من إعصار ..
همّ لكي يلقي بالسمكة ..
في البحر ، وترجع للحركة ..
وتعاد حقوقٌ منتهكة ..
لكنَّ شعوراً أوقفه ..
فتسائل : ولماذا أخضع ؟
ولماذا من أرضي أنزع ؟
في العمق لماذا أتوجع ؟
في يومي ، ومصيري أفجع !
أتركها ؟! من ذا يتوقع ؟
ظنٌ أعمى بل مجنون ...
بل ... أكثر من ذلك بكثير ..
أتركُها كي تصبح حره ؟!
إذ أبقى للأبد أسير ؟!
مشلــــــولٌ هذا التفكير ..
أأعيد السمكة للبحر !؟
وأظل أنا قيد الأســـــــر ؟!
فأواجه قدري المحتوم ..
أظل ذليلاً معدوم ..
أُنزع من أرضٍ أعشقها ..
كي أزرع في وطن مزعوم ..
فأحسُ بأني مذموم ..
حتى في نصري مهزوم...
سيفٌ قد رصع بعقيق ..
لكنّ أيضاً هو متلــوم ..
لن أبقى وحدي المظـــلوم ..
فالظلم لمثلينا مقسوم ..
رفع السكين ...
رفع السمكة ..
ومراراً غرز السكين ..
أدخل في مقلتها مسمار ..
علقها في يده كســـوار ..
5/ 9 /1996م
عائشة المغربي
* أنالم أنشر هذه القصائد من قبل .. ولا أدري لما قررت البوح بها الآن ....
ألقى السُّنَّارة في الماء ..
وغرزها في الرملِ وأطرق ..
الليلُ يودع ساحتهُ ، والصبح بمقدمة أبرق..
عبثت بالموجِ خيوطُ الشمس
تنعكس خطوطاً صفراء
تتغلغل في الفجر الأزرق
تخطو من فوق جبين الماء ..
والظلمة تركض بعناء ..
إذ ضوء الشمس بها يلحق ..
لا يعرف .. هل يهزأ بالليل ؟
أم يحتقر الفجر الأحمق ؟
شخصٌ يطغى كيف يشاء ..
إذ شخص آخر يتمزق..
يبتسم وتأخذه الأضواء . فالشقوة لذتها أعمق ..
ويتمتم لاه بغناه :
الظـــالــم لا بد يواجـــه .. ..
حتى لا يطغى كيف يريد .
إنسان فقد الإحســاس .. ..
لـــن يجـــدي معه التهـــديد .
حَمَل السّـنَّارة ووقف .. وتقدم بهدوء للماء
شعر بوخز في كفيه .....
وكأن السّنَّارة قلبٌ ..
يخفق خوفاً بين يديه ..
جذب السّنَّارة بإبــــاء ..
والخيط يشد إلى الأسفل ...
والسمكة تذهب للأعمـــــــق ...
أحكم قبضته وجذبها
كي يخرجها ...
لكن .. أخفق .
وأعاد الكرة مرات ..
أخرجها وعليها أطبق ..
السمكة كانت صفراء ..
ويحددها لون أزرق..
تنتفض حنيناً وشقاء ..
أشباح الخوف بها تلحق ..
أدرك في تلك الأثناء .. صوتاً في الأجواء يحلق
ألقى في أذنيه نداء ..
تعقبه آلاف الأصداء ترجوه :
" ارحمها وترفق "
أرسل عينيه إلى الماء ..
فتش في كل الأنحاء ..
والتفت إلى كل الأرجاء ..
فلرب يرى شخصاً يغرق ! ..
لو يعرف سراً للصوت ..
حَــبَس الأنفاس وأرجعها ..
صف الأحرف والأسماء ...
والكلمة ... يلفظها أجزاء ..
يتساءل : من ذا يتكلم ؟!
ما مصدر تلك الأصداء ؟ !
السمك ؟ الرمل ؟ أم الماء ؟
خفتت في الكون الأضواء ..
والصمت تفشى فيالأجواء ..
وتفاجأ بظلالٍ سوداء ..
سألته :
لماذا تقلعها ؟ من عمق البحر ؟ وتنزعها ؟
أم سوف تعيد المأساة !!
فهوى جاثٍ فوق الأرض ..
بعثر صورته فوق الماء ..
وبكى ... لكنّ الدمع دماء ..
تقطر من جرح في الأحشاء ..
غطته الغربة بغشاء ..
من .. وهن .. ألم.. وشقاء ..
عادت لتحدثه الأصداء :
" نرجوك ارحمها وترفق "
أولا يكفيك مصيرك أنت؟!
أنسيت زماناً ماذا قلت:
" لا وطن لنا .. لا نسب لنا ..
لا نملك نصف جواز سفر ..
لا يعترف العالم بي ..
يهزأ بشهادة ميلادي ..
يعبث بالماضي والآتي .. "
العــابث ..
ليس سوى أنت ..
تهزأ بمصير السمكة ..
تعبث بحياة ممتلكة ..
انظر وتمعن في يدك ..
... السمكة ... خوفاً مرتبكة !
ألقى السّنّارة من يده ..
أقبية الذاكرة اختنقت ..
شربت بؤساً حتى شرقت ..
في قبو الأفكار احترقت ..
ويفكر ... ماذا لو نطقت ؟!
أدركه وهن ودوار ..
وصداع أعتا من إعصار ..
همّ لكي يلقي بالسمكة ..
في البحر ، وترجع للحركة ..
وتعاد حقوقٌ منتهكة ..
لكنَّ شعوراً أوقفه ..
فتسائل : ولماذا أخضع ؟
ولماذا من أرضي أنزع ؟
في العمق لماذا أتوجع ؟
في يومي ، ومصيري أفجع !
أتركها ؟! من ذا يتوقع ؟
ظنٌ أعمى بل مجنون ...
بل ... أكثر من ذلك بكثير ..
أتركُها كي تصبح حره ؟!
إذ أبقى للأبد أسير ؟!
مشلــــــولٌ هذا التفكير ..
أأعيد السمكة للبحر !؟
وأظل أنا قيد الأســـــــر ؟!
فأواجه قدري المحتوم ..
أظل ذليلاً معدوم ..
أُنزع من أرضٍ أعشقها ..
كي أزرع في وطن مزعوم ..
فأحسُ بأني مذموم ..
حتى في نصري مهزوم...
سيفٌ قد رصع بعقيق ..
لكنّ أيضاً هو متلــوم ..
لن أبقى وحدي المظـــلوم ..
فالظلم لمثلينا مقسوم ..
رفع السكين ...
رفع السمكة ..
ومراراً غرز السكين ..
أدخل في مقلتها مسمار ..
علقها في يده كســـوار ..
5/ 9 /1996م
عائشة المغربي
* أنالم أنشر هذه القصائد من قبل .. ولا أدري لما قررت البوح بها الآن ....
تعليق