النص تحت المراجعة
هارب من الجرذان
تقليص
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة صالح صلاح سلمي مشاهدة المشاركةإنسحب, عائدا, دلف الى باب البنايه, منهيا حديثا قد طال.
صعد درجات السلم, بتمايل بطيء. ثم.. تفازعت في رأسه الأفكار. اجتازدرجات السلم.. الاربع الاخيره, بخطوتين جامحتين. همه, مايزال يحتفظ بها, يؤججها هجوم الأفكار. ساقان طويلتان, تُعينانه. استعجل الولوج الى عالمه, والإنزواء فيه. لكنه, لايطيل. يفعل ذلك, حين يغلب عليه الظيق ( الضيق ), من الخارج. أنه الزمن الرديء, كما يراه, والخارج لا يأتي منه الا الظيق. لطالما, توعد مع نفسه, أن لا يخرج كثيرا, لكنه لايفعل, يتناسى ذلك. وقف عند قمة السلم, يتحسس ألماً اسفل ظهره, وشداً في وركه. حانت منه التفاته. الرجل العجوز.. في الأسفل, يسد مدخل الباب, يترقب منه نظره. رافعا يده, ثم يشير بأصبعه, الى جانب رأسه, بحركات متتابعه, داعيا إياه للتفكير, في ما قاله له. قبل ان يُحيه, بذات اليد ويمضي الى سبيله. لم يرد التحيه, ينظر في شرود وصمت. ثم يتجه الى زاويته التي ينام فيها, تحت سلم البنايه, الصاعد للسطح, وهو يتمتم : يا سلام.. تركنا لهم القد س, وبيروت, فلحقوا بنا الى بغداد.. الى أين سأذهب, بعد؟ هل أعبر الحدود الى الصين.الرجل العجوز, مالك العقار, طلبه في الأسفل, ليوصل اليه, رساله, ويبثه تحذير.[/right][/right][/right]جهات كثيره, تسأل عنك, هم يجمعون عنك الأخبار, رجال ميليشيات, وأفراد, وجهات حكوميه, أنظارهم موجهه اليك. أرى ان تترك المكان, وترحل. أجاب, في ما يبدو أنه استهلال للكلام: الى أين.. وماذا فعلت؟ أنا لا أعرف غير هذا المكان, منذ جئت الى بغداد.أعرف ذلك, وأعرف أنك,لا تمتلك المال. لاأريد منك ما تراكم عليك من الإيجار.. فقط إذهب من هنا,اِن لم يقتلوك.. ستُعتقل. إرحل.. إنفذ بجلدك.
ابتسم في بلاهة, واندهاش, وهو يفتح فمه.. ويقول: أي جلد..وأي شعر, ماذا فعلت؟ أنا لا أُؤذي في البناية حتى صرصور.
أعرف أنك, رجل مسالم, ودرويش. لكن, هم لايعرفون ذلك. ولا يريدون أي غريب. المنطقه مهمه, وهي مستهدفه, وأنت ترى الأحداث, والموت.أنها تحوطات أمنيه, وشكوك, وأظنك كنت عسكريا, وتعرف.
أجاب في برود, وهويمسح بيده على رأسه الأصلع, ويُمعن في التفرس في وجه الرجل العجوز: أنا, كذلك لي تحوطاتي, ولا أُخطئ.. فليأتوا, وليُفتشوا غرفتي.. لاشئ لدي سوى فراشي وأغراضي. حتى مصيدة الجرذان,التي صنعتها بنفسي, تخلصت منها. وأنت لا تعير أهتماما للجرذان, إنها بحجم القطط, ستأكل اقدامنا يوماً تلك الجرذان..ربما يتهمونني بأني أصنع الشراك, ليلا, لأحد ما. كان أبي يصنع المصائد, للثعالب التي تسطو على الكروم.[center]
ولم يخف الرجل أبتسامة, غلبت ظيقه منه, وهو يقول: أي مصائد, وأي جرذان.. أقول لك,أُناس تُقتل, وجثث تُقطع.. وتقول لي صراصير.
بقي صامتا للحظات, ينظر في وجهه بلا معنى, قبل أن يستدير مُنسحبا بلا كلام. لكن الرجل العجوز لم يفقد الأمل في التأثير عليه, فتبعه الى الباب, وهو يشير اليه, أن يفكر في الأمر., ولكن أي تفكير, ستهتدي اليه, تلك البقايا, لذاكرة متعبه, تأطر فيها, الشتات والإنكسار كعنوان.. وتداخلت وتشابكت فيها.. صور, الرحيل, والحنين, والإضطهاد.. حتى عبرت, حدود العقل, وحواجزه. فأصابته, بالإضطراب, والنفس, تلبسها مارد الشتات. وثلاث سنوات, من الإعتقال, في أقبية أحد الأنظمه, بعد الخروج من بيروت, كانت الفأس, التي أتمت, الفصل, الذي بدأت بشرخه, سنوات الشتات, التي سبقتها, بين العقل ووقائعه, والنفس ومحيطها.
ولم يزد العقل, الا أن طور لنفسه, نظرية, التشبث والثبات.كرد فعل لانكساراته. والنفس تحذلقت, تبني عش التسويف والمماطله, ملتحفه, بالامبالاة, حين قالت: دع الأيام تفعل ما تشاء., وعلى بعد مئات الأمتار, من مرقد الأمام موسى الكاظم " عليه السلام". وفي بغداد, حيث أشهر الموت عُهره, وتعرى من كل ستار,ككائن مسخ. فقد بصره واندفع في الشوارع, فاغرا فاه. واصل تشبثه, وبقائه هناك, يسير مسربلا بغربته, وتقيده اضظراباته. في تلك الشورع, والحارات, المسكونة بالخوف والتوجس., فكل نظرة, صامته, مباشره.. هي تهديد, وكل غريب ملتفح.. قنبلة موقوته, حتى يثبت العكس.
تغيرت الدروب والمسالك,بتغير الحواجز التي تعترضه, وتباينت المحطات, التي تستوقفه. ويقظي أوقاته عندها, بتغير الوجوه, والناس, والمكان, بعد الإحتلال. طلاته, المفاجئه.. بعد طول انزواء, وبشيء من البلاهه, تزيد من مشاعر الخوف و التوجس, في عيونٍ ترقبه. يمر كريح, تختار محطاتها, وتثير المشاعر المضطربه, بأ سماله الرثه, وجسده الضخم, وأكتافه العريظه, كأكتاف الحمالين, في الموانئ البعيده, ورأسه الكبير, الخالي من الشعر, إلا في حوافه السفلى, وفوق الأذنين,( نقول فوديه هنا وينتهي أمر الشرح الطويل ) حيث نفرت خصلتان, شعثه. ووجهه المحمر, والعابس عبوس أيامه, وذقنه العريض, وأنفه الكبير, لم يُخفيا تكشيرة, رسمتها شفتان, غاصت العلويه منهما, لتسد فراغ , تركته أسنان هُدمت, في معتقلات أحد الأنظمه. ظيق ( ضيق )الحال, وتقيد حركته, طلبا للقمة العيش.
لم تُسكت نبضات ظمير, يعتد بها, برغم ما يخالج نفسه, من آهات. المقاول الذي عمل معه, منذ سنوات. التقاه, وأجلسه خارج مقهى قريب, وهو يحاذر من أحد, أن يراه. عرض عليه أن يعمل له , هويه عراقيه, بأي طائفة, يشاء. وأن ينظم الى جوقته, التي تنظف الأوساخ, في قاعدة امريكيه, شمال بغداد., يومها تقيء ما فيه معدته الخاويه, سائلا أخضر, على أقدام المقاول, الجالس أمامه. ثم برك مشدوها, يمعن النظر الى اليه. قبل أن ينهض, معتذرا, وهويمسح فمه, بأكمامه, ويقول: أنا آسف.. تخيلت أني آكل تلك الأوساخ.. أليست تلك.. بقايا فضلات خنزير, ومناديل نسائيه, وورق حمامات., ثم استدرك, لكن, أنا أشكرك.. القيء الأ خضر يعني البرد.. سأذهب للفراش., وانحنى مرة اخرى ينزع الحذاء. من قدمه.وهو يقول: أعطني إياه, سأُنظفه, والمقاول, لايدري. مايقول., وانطلق نحو باب المقهى, قبل أن يتوقف, وهو يقلب الحذاء, ويمعن النظرفيه,ثم يستدير, بوجه قد اسود ,ويرمي بالحذاء نحو الرجل وهو يقول في غظب ( غضب ) : خذ حذائك, فأ نا لا أمسح, الأحذية الأمريكيه. واستمر, يلاطم الأيام, في بغداد.. وسحائب موت, توشك أن تهطل مطرا اسودا, فوقه, لولا أن تدفعها, رياح الأقدار. وبدا ان تلك السحائب دُفعت, نحو أرض, أكثر جدبا. ونثرت فيها الأرواح, كبذار, زائرين بالألاف, على جسر الأئمه, في بغداد. فتحركت تلك السحائب, مسرعه, وتكاثفت, لحصاد الأرواح. وانزلت فرق موت, على مدخلي الجسر, وبين الحشود, وفي الأسفل, حيث دجلة, في خلود ينساب., وأثارت بصيحات كاذبه, مشاعر الخوف, وطلب النجاة. من أن انتحاريا, يوشك ان يهطل, بالموت,. فتدافعت الجموع, كأمواج بحر متلاطمه, الى حيث, نصب الموت شراكه.. تحت الأقدام, وعلى جنبات الجسر. وتلقفت,جنوده من سقط الى الماء.. حيث كانت تنصب في دجلة الشِِِِباك., وفي المساء.. وما تلى, من الصباحات, كان الحزن المفجوع, يسير بغضب نحو الانتقام. فرحى الموت, والعنف. قد أسكرت بدورانها, الناس. فكان الغرباء.. هم المتهم الرئيس, في هذا الموت, ذي السحائب الوهميه. وكان احمد كليبي.. الفلسطيني, الذي زرع في غربته, علما يُرى, من كل مكان., فركب رجال ميلشيا, قَتَله, لايُعرف لهم ارتباط, تلك الموجه, وأندفعوا, يُنجزون المهمه, متباهين, في وضح النهار., والتقو في مسيرهم نحو دم احمد كليبي, بالرجل العجوز مالك العقار, وهم يُعنفوه.. ان سمح له بالسكن كل هذا الزمان.سارخلفهم , يحث الخطى, لا يلوى على شيء, ويرجوهم ان لايقتلوه, داخل البناء., فهو في نظره, رجل درويش, وقتله هناك, سيُصيب بااللعنه, هذا المكان. اندفعوا, بأسلحتهم.. مزمجرين, ومتزاحمين, نحو الباب., ولم يكن بوسع الرجل العجوز, أن يصعد معهم . فبقي في الاسفل,يتقلب في التياع, قبل أن ينظر الى الشبال فوق رأسه,يُفتح,فتعالت دقات قلبه. وظن انهم سيُظهرونه, من الشباك., رموه.. من الشباك, مظرجا ( مضرجا ) بدمائه, وسقط على بعد خطوات قليله, من اقدام الرجل., تقدم اطفال, كانوا قد تجمهروا هناك, الى الجثه, يُقلبونها , بأقدامهم..مندهشين من حجمه. وخيوط دماء, انفجرت من منخريه الصغيرين, كان الجرذ الأخير, الذي قتله, احمد كليبي, حين حشره,في زاوية الممر, وانهال على رأسه بعصاه. قبل ان يحمل حقيبته القديمه, تاركا للرجل العجوز, رسالة, عند أحدهم.سأعود يوما لأدفع لك الحساب. لكن, بعد ان أخصم منه, ثمن البدلة, وأغراضي, التي أتلفتها الجرذان.
الزميل القدير
صالح صلاح سليمي
والله أعجبني النص فكرة ومضمونا
لكن
تركت الهمزات تلعب فيه زميلي فأضاعت الكثير منه
ولأني عراقية أعرف تماما عمق ماكتبت وجسامة الأحداث
بودي أن تراجع النص واقتباسي ( أشدد على الإقتباس ) فستجد فيه الكثير مما يفيدك صدقني
النص مؤلم بقدر مصيبة العراق لكنه يحتاج منك لمراجعة
فحذف هنا
وتكثيف هناك
وستجد أن النص أصبح مهولا لأن فيه مادة دسمة وتاريخية أيضا توثق بعضا مما جرى
أشكرك كثيرا بحجم الكون وربما أكثر لأن وجع العراق كان همك ومصيبته والعدوان عليه
حقيقة جعلتني أحس أنك كنت موجودا فعلا هنا
الله عليك
فقط راجع وكثف
ماشاء الله لك مخيلة واسعة وخيال خصب رائع
ولك أن تراسلني كي نناقش النص لأنه تحفة من حيث الحقبة الزمنية المظلمة التي يعيشها العراقيين
ودي ومحبتي لك
لعنة
لعنة اقتحمت أسراب الجراد الأسود، عاصمة السلام ومدينة القباب الزرق المذهبة، فنخرت مآذنها، وتناثرت بعض فسيفسائها بين الأصقاع، واتشحت باقي المحافظات بالقحط المكفهر، فبدت الضواحي على اتساع رقعتها ملعبا للأشباح، لا يسمع فيها سوى أنين الوجع الغائر بين الضلوع، تخالطه رائحة الجثث المتعفنة وصفير الرياح الصفراء، لحظة انبلاج الفجر يوم دقتالشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق
-
-
إنطفأت العزيزة كهرباء
سأعود صباحا أومساءا لها
ودي ومحبتي لك وشكرا على الثقة
http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...مد-نادرالشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 104834. الأعضاء 6 والزوار 104828.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق