لمن تقرأ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حنين حمودة
    أديب وكاتب
    • 06-06-2010
    • 402

    لمن تقرأ؟


    قلت له: لمنتحب أن تقرأ؟

    قال باستثارة: المتنبي و.. محمود درويش.

    قلت له باعتراف الجاهل الذي يدري بأنه جاهل: للأسف أنا لا أفهم كثيرا فيشعر محمود درويش. ثم استطردت بإعجاب: المتنبي من أبدع الشعراء!

    قال لي: هو أبدعهم وأروعهم.

    حركت رأسي صعودا ونزولا وقلت له: نعم.

    نظرت إليه.

    كان طفلا لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره.

    اهتززت من الفرح وقد خطرت لي اشعارأذوب بها عشقا. قلت: هل تقرأ لأحمد شوقي؟

    قال باستهجان: هل هو أروع من المتنبي؟!

    أجبته باستهجان مقابل: لا.. لكنه أمير الشعراء!

    قال باستهجان لا مثيل له: أمير على المتنبــــــــــــــــــــيييييييييي؟!‍!

    ملكتني طفولته!

    قلت وأنا أكتم بسمة: لا، لكنهما كل في زمن.

    وشرحت له مختصرا مفيدا.

    قال لي: أنا أقرأ لنزار قباني..

    وكتمت غصة.

    قلت بانشراح وأنا أتخيل الصفحات:ياااااااااااااه لو قرأت حكايات أحمد شوقي!

    قال: أحضريها معك غدا.

    قلت له: سأعيرك إياها، لكن على بابا أن يحضرها.. لا يجوز أن تخلو مكتبة منالشوقيات!!



    **

    لفني شعور كئيب وأنا أرى ساحة الأطفال بهذا الخواء!

    ربما ما كانت خاوية، لكنها منزوية نوعا !!

    كان الوحيد الذي أبدى اهتماما بالشعر، وصرح بحبه له، ولكن.. في أي مجال؟!

    وحين قابلت والده ذاك الأستاذ المثقف عرفت:

    لم يكن هذا الصغير يمثل نفسه وإنما كان ظل أبيه وصداه!

    تذكرت أيام الطفولة: كانت أمي تحب الموسيقى، ولهذا فرضت عليّ تعلمها

    ففشلت فشلا ذريعا!!

    بينما كان أبي - رحمه الله - يحفظ الشعر ويتغنى به في كل أوان، وتفسر حركاتيديه الصورة البلاغية فيه، فأراني أهيم لهيامه.

    ما كان يفسر بأكثر من حركات يديه لأنه ما كان يلقي القصيد لنا نحن الأطفال.كان ببساطة يتغنى.. ويستمتع.. وأظنه لهذا اخترق قلبي!

    حين كبرنا قليلا صرنا نسأله التفاصيل.. وكان أروع مفسر. كان صوتا وصورة وروحا!

    كان رحمه الله يعشق الشعر العمودي، ويكره الشعر الحلمنتيشي!

    في المدرسة كان درس أخي قصيدة لفدوى طوقان.

    حين عاد إلى البيت أحضر الكتاب وجاء سريعا إلى والدي، قال:

    اسمع يا أبي هذا الشعر الحلمنتيشي.

    ضحك أبي ملء فيه.

    قال: إذا كان حلمنتيشيا فلماذا تسمعنيه؟ ثم قال: اقرأ.

    قال: على أبواب يافا يا أحبائي

    وفي فوضى حطام الدار

    بين الردم والشوكِ ..



    انتفض أبي وقال بانفعال مهاجما أخي: هذا شعر!

    هذا شعر جميل. أكمل.

    واسترخى في جلسته على الكنب، وأصاخ السمع.

    كانت متعته معدية.

    حين أنهى أخي القصيدة سأله والدي عن اسم الشاعر، فهناك بعض الأشعار التييتوجب عليك أن تعرف اسم مبدعها. أما إن كان شويعرا فلا حاجة لأن تثقل رأسك بأسماءلا وزن لها.. ولا نهاية لسلسالها!

    **

    **

    ما أجمل أن نعلم أبناءنا كيف يتذوقون! يستسيغون! ويتمتعون!!

    وما أجمل أن تكون مكتبتنا روضة نزرع فيها أطيب الثمار من كل نوع وصنف..

    حنين حمودة
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    حقيقة هذا المقال الهام يذكرنا بسؤال آخر ليس فقط لمن تقرأ ماذا تريد ان تفهم من قراءتك وهل يستفيد من يقرأ؟
    سوف انشر آخر حلقة من سلسلتي صباح الخير ارجو ان تقرئيها فهي هامة واظنها ترفد هكذا موضوع
    شكرا لك

    تعليق

    • أحمد على
      السهم المصري
      • 07-10-2011
      • 2980

      #3
      نعم صدقتِِ يجب علينا توجيه أطفالنا حتى نكون جيلا مثقفا
      قادرا على صنع القرار الصحيح

      أستاذة حنين حمودة
      شكرا لك

      تعليق

      • آمال يوسف
        أديب وكاتب
        • 07-09-2008
        • 287

        #4
        الأخت العزيزة حنين حمودة
        دائماً تأتين بأفكار بناءة جميلة
        الأهل بشكل عام مقصرون في حق الشعر، بل وفي حق اللغة العربية
        لذا نرى هذا الابتعاد من أطفالنا عن الشعر واللغة إلى غيرها
        علينا أن نزرع فيهم الذوق العالي من خلال ما نقدمه لهم في طفولتهم من قراءات.
        لك الشكر والتحية


        آمال يوسف شعراوي




        تعليق

        • عباس مشالي
          مستشار في الترجمة المرئية
          • 22-12-2011
          • 117

          #5
          شكرا جزيلا للأخت الفاضلة حنين حمودة على الموضوع الهام
          فالقراءة هي وسيلة اتصال رئيسية للتعلم والتعرف على الثقافات والعلوم المختلفة
          وهي مصدر للنمو اللغوي للفرد ومصدر لنمو شخصيته يكسبه القدره على استيعاب
          الظواهر وإدراك العلاقات فيما بينها.

          والقراءة من أهم مجالات النشاط اللغوي في حياة الفرد والجماعة، باعتبارها من
          الأدوات الهامة في اكتساب المعرفة والثقافة، والاتصال بما أنتجه العقل البشري.

          حيث أن القراءة تصل الإنسان بالمصادر التي سيأخذ منها علمه وثقافته، وتزيد من
          قدرته على التفكير والنقد فتنمي فكره وعواطفه، وتثري خبراته، وتعينه على التعامل
          مع مشكلات الحياة المختلفة، بما تمده من أفكار وحقائق وآراء، كما تساعده في تنمية
          شخصيته، وميوله، واتجاهاته، وتعمل على تأسيس مفاهيمه المختلفة.

          وعن طريق القراءة يستطيع الفرد أن يمتلك مهارة " التعلم الذاتي " التي أصبحت
          ضرورة من ضرورات الحياة، إذ بدونها لايمكن مواكبة التطور العلمي والفني والتقني .

          وحين يجيد الفرد القراءة،ويتمكن من مهارتها، فإنه يتفهم أوضاع مجتمعه، ويستجيب
          لمطالبه، ويعمل على حل مشكلاته، ويسهم بفاعلية في تقدم المجمع وتنميته.

          ومع النمو الاقتصادي والاجتماعي والعلمي في العصر الحديث، ظهرت مطالب متنوعة،
          ملقاة على عاتق الأفراد والجماعات، وتؤدي القراءة هنا دورا أساسيا مهما جدا في
          عملية اكتساب المعارف الجديدة.

          وكذلك في ميدان التعليم، تعمل القراءة في التربية المعاصرة على توثيق الصلة بين
          التلميذ والكتاب، وتجعله يقبل عليه برغبة، وتهيئ الفرص المناسبة له كي يكتسب
          الخبرات المتنوعة، وتكسبه ثروة من الكلمات، والجمل، والعبارات، والأساليب،
          والأفكار، فكل ذلك يجب الأهتمام به من قبل القائمين على تربية أبنائنا منذ نشأتهم.

          وتقبلي عذري على الإطالة ولكِ شكري وتحياتي الخالصة


          التعديل الأخير تم بواسطة عباس مشالي; الساعة 30-12-2011, 16:50.

          تعليق

          • إبتسام ناصر بن عتش
            أديب وكاتب
            • 19-02-2011
            • 194

            #6
            مقال رائع جدا ومفيد

            فعلا ليس المهم الهيام في نوع أو عنوان القصة أو الرواية أو الشعر

            الأهم قوة الكاتب الأدبية

            ومبارك أنك طلعتي مثل والدك لأن الكتابة الأفضل

            سلمت أناملك




            سبحآن الله وبحمدهـ سبحآن الله العظيم

            تعليق

            • فاطيمة أحمد
              أديبة وكاتبة
              • 28-02-2013
              • 2281

              #7
              لمن نقرأ ولمن يقرأ أبناءنا ؟ إنه لسؤال وجيه ..
              القراءة ، ذاك الشيء الذي استهل الله العزيز به كتابه الكريم .. ما أجمل أن تكون في إتجاهها وتوجهها الصحيح
              عالم التكونولوجيا يطغى على المعرفة لدى القارئ العربي فلا يقرأ إلا لمامًا وعندما يقرأ
              يستقي معارفه من أقلام تنضح أفكارا غربية في بعض الأحيان.. باسلوب غير مباشر
              لبناتنا الصغيرة بحاجة لعناية أكبر بالإعداد لها كل فكر طيب وحرف شفاف
              تنوع الأقلام رائع وفي بدايات قراءات إالطفل حبذا أن يقرأ قراءات إسلامية وعربية وسطية الفكر
              حتى يكون الوقت الذي يميز فيه الغث من السمين
              المشكلة الأكبر تبقى في تأثير الإعلام الموجه للطفل والذي لا تُبذل إزاءه الجهود .. الكافية على أقل تقدير

              يقع على الأهل متابعة ما يقرأه الطفل وتوعيته رويدا رويدا بما يجري حوله في هذا العالم

              أشكرك حنين لهذه الروح الواعية والشخصية المعطاء
              ولهذا الاسترسال الوجداني الذي عبر عن الكثير مما يجول في أفكارنا من تفكير وقلق نحو أجيال يقع على عاتقها بناء المستقبل
              فالقراءة ليست مجرد متعة فبالإضافة إلى أنها فن وتذوق ومعرفة وأفق .. تحدد في بعض الأحيان معالم الشخصية
              تقديري.
              التعديل الأخير تم بواسطة فاطيمة أحمد; الساعة 06-11-2013, 07:54.


              تعليق

              يعمل...
              X