حين يترجل الفارس
إلهام إبراهيم أبوخضير
بالأمس كنتُ هنا
بالأمس حلمتُ بك
حين مات السريرفي كهف الانتظار
وغادرت الملاءات اللون الأبيض
بالأمس كنتُ هنا
أبحث عن غبار يدل عليك
وأنفاس على النافذة
هربت منك ساعة الانتظار
مشاجب التعليق تبكي الفراق
أثمر الغياب في حضور الرحيل
لمساتك على الكتاب ملونة
ما زالت دافئة
وعطر الموت يبوح بالابتعاد
اختارت أقدامك الترجل عن مسار الحياة
لذة الروح تناجي السماء
سكنتَ غابات الصمت
لبست عباءات الغياب
لحظة الاشفاق سكنت الحجرات
بسمات القلب أصمتت النبض
بالأمس كنتُ هنا
عزفتُ على دفتر مذكراتك لحن الدمع
أنزلتك منازل الذكرى
أسدلت خلفك ستار العتمة
وباب الولوج إلى الغد مؤصد بالأقفال
وقفتُ في سرب الوداع
أنتظر حافلات النسيان
وركوب أجنحة اليمام
في صفحات الرسائل
تزينتً بالصور
بألوان الأسود المنتشر
على الصفحات الخيرة في الصحف
ومنازل كانت لنا
أسكنتها البيت الأول من المعلقات
أبكي ميادين ترفل فيها الظباء
عز لنا كان
رياض الثمار تنزف في ينابيع العطاء
جفت فيها مآقي العذوبة
حين غادرت الأيام
صوتك النبراس
غيبته اندثارات العواصف
تقلبنا الأيام في لعبتها
ترمي حجرا
تختار مصيرا
نترجل
تغيبنا في ملفات الماضي
وتترك منا الاسماء
تعليق