تحولات الأفق..ق.ق.ج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صدى الخالدي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 25

    تحولات الأفق..ق.ق.ج

    تَحوّلات الأُفق....
    (ق.ق.ج)

    عَلى شاطئ الذكرى مَشَتْ حافيةً تَطبَعُ قدميها في رمالٍ رَطِبَةٍ
    تَغسلُها المويجاتُ في مَدِّها ويَشَفُّها الهواءُ في جَزرِها.
    رأتْني خطّاً شَفيفاَ يَكادُ لايُرى "يَفصلُ زُرقَةَ السّماءِ عن الماءِ في الأفُق البعيد
    بينما كانتْ تجمَعُ المحارَ والأصدافَ "تَعرضُها لِعين الشّمس*تَتَفَحّص بَريقَها ولمعانَها
    قبلَ أن تضَعَها في الكيس."حتّى إذا أغمَضَتْ الشّمسُ جَفنَها اقتَرَبَ الأُفق وتّدلّى قريبا منها
    حَمَلَتْ كيسَها وَغادَرَتْ لِتترُكَهُ وَحيدا"في الظلام.
  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    كاتبنا الكريم
    أحداث القصة القصيرة جدا لا تتعدد إلا في أقل قدر ممكن ، والتكثيف الشديد سمة مهمة ، ثم الالتفات من المتكلم ( رأتني ) إلى الغائب ( تركته ) لا مسوغ له وأرى توحيد الصورة الخطابية أمرا ضروريا ، وأرى ضرورة غياب الخطاب في لغة ق ق ج كون الكاتب يجب أن يبقى بعيدا عن الحدث يقول ولا يظهر ، يرمي الحجر في الماء الراكد ويسارع بالهرب حتى لا يصيبه الرذاذ فإن أصابه فقدت ق ق ج أحد ركائز وجودها / تحيتي .
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #3
      التخييل والعلاقة النحوية

      يمكن القول أننا هنا فى هذا النص السردى أمام توظيف متميز للعلاقة النحوية فى إنتاج التخييل وتشكيل لوحته الجمالية والعلاقة الأولى الفارقة فى السياق والتى هى حجر أساس لتلقى التخييل هى التى تتمثل فى هذا السياق

      عَلى شاطئ الذكرى مَشَتْ حافيةً تَطبَعُ قدميها في رمالٍ رَطِبَةٍ

      - هنا وفى هذا السياق المفتتح يمكن القول أننا أمام علاقة المضاف إليه التى تنشر ظلها وإيحاءها على النص بكامله وهى العلاقة التى تتمثل فى سياق ( شاطىء الذكرى ) فعلاقة المضاف إليه والتى تكنز التخييل على تأويلين أولهما الاستعارة المكنية حيث تجسد لنا الصورة كيف أن للمشاعر كونها الخاص وها هى الذكرى لها شاطىء يتجسد أمام بصائرنا ، كما أنه يمكن تلقى الصورة على تأويل التشبيه البليغ فيكون التأويل ( الذكرى التى كشاطىء ) أى أن المشهد هنا ينداح أمامنا فى تناغم بين الشاطىء وتفاصيله الحقيقه وبين الذكرى كشبيه بهذا الشاطىء الحقيقى وبالتالى نتلقى التفاصيل على أنها مجازات وتخييل ينداح براحا أمام التأويل وتعدد القراءات

      - لذا يمكن القول أن الاستعارة أو التشبيه التى تكنزها علاقة المضاف إليه هى التى تنبع منها لوحة التخييل وهى الجسر الجمالى الذى تعبر إلينا عبره الصورة الشعرية ، أى أن علينا أن نتلقى حركة بطل النص على الشاطىء فى خصوصية علاقة الإضافة أنه شاطىء الذكرى بما يجعل من الرمال الرطبة والأفق والشمس والأصداف جميعها مجازات وتفاصيل تخييل تنعكس عليها علاقة المضاف إليه ودلالة " الذكرى "

      - والحقيقة أن ذكاء هذى الإضافة أى إضافة الشاطىء لذكرى هو قدرة العلاقة على توظيف الجو النفسى الذى يتجلى لنا فى تفاصيل اللوحة حيث تستدعى دلالة خلو الشاطىء وبراحه وحرية البطلة وبساطة حركتها تلك الحالة من التذكر التى هى سر مغلق على صاحبه يتهادى فى أنحائه كيف يشاء تماما كما تتهادى بطلة النص على شاطىء تبدو وكأنها تملكه وحدها ، وكيف لا وهو ذكراها التى تتجسد حقيقة أمام بصيرتها المرتحلة فى ماضيها الذى يبدو وارفا بالفرح الراحل والحب

      - يمكن القول أن علاقة ( رأتنى خطا شفيفا يكاد لا يُرى يفصل زرقة السماء عن الماء فى الأفق البعيد ) هى علاقة تخييل يمكن عبر العلاقة النحوية أن نكتشف تفاصيلها وثراءها الفنى

      - حيث نتلقى السياق عبر علاقة الفعل الماضى " رأتنى " بما يجعلنا منذ مفتتح اللوحة أمام حالة من اليقين والتحقق تكنزها لنا بصيرة بطلة النص
      - ثم ولنتأمل علاقة الحال المفردة ( رأتنى خطا ) وهى العلاقة التى تقوم على التشبيه البليغ المتحول من علاقة الجملة الفعلية حيث يمكن تأويل التشبيه فى صورتها الأولى ( كأنى خط شفيف ) لكن علاقة الماضى ( رأتنى ) تجعلنا أمام حالة جديدة من التصور أو تغاير الصورة فهو ليس خطا شفيفا وإنما هو فى إدراكها الوجدانى يتجلى بهذى الهيئة الجديدة التى تدل ربما على حالة من المسخ والتلاشى
      - وهى الدلالة تحيلنا إلى الجو النفسى الذى يكتنف نفس بطلة النص فهى من بين تفاصيل الذكرى الجلية الواضحة المتحققة ترى الحبيب مجرد خيط شفيف بل يكاد لا يرى
      - ثم ولنتأمل جمالية النعت التى نتلقاها عبر النعت المفرد والذى نتلقاه عبر الصفة المشبهة على صيغة فعيل بما لها من رسوخ وثبات فى كيان الموصوف ( رأتنى خطا شفيفا ) ثم يكثف السياق جمالية النعت عبر علاقة النعت الجملة الفعلية المضارعة ( رأتنى خطا شفيفا يكاد لا يرى ) أى أن علاقة النعت تعمد إلى تتوالى لإنتاج دلالة هذا التلاشى والمسخ الذى صار إليه ذلك الحبيب حتى أنه ما عاد يرى
      - بل إن هذى الصورة الجلية على الوجدان وما يكابده تكثف لنا هذا التلاشى أكثر فنتلقى تلك اللوحة
      (رأتْني خطّاً شَفيفاَ يَكادُ لايُرى "يَفصلُ زُرقَةَ السّماءِ عن الماءِ في الأفُق البعيد
      بينما كانتْ تجمَعُ المحارَ والأصدافَ "تَعرضُها لِعين الشّمس*تَتَفَحّص بَريقَها ولمعانَها )

      - هنا نتأمل علاقة الظرف ( بينما ) نجد أن رؤية بطل النص إنما هى رؤية عابرة لا تكاد تستوقف بطلة النص ولا تثير فيها أى تغير فى حركتها داخل اللوحة فهى ما زالت تجمع الأصداف فى دأب وبساطة بينما ذلك الذى يبدو عند الأفق لاشىء ، إننا هنا أمام فكرة رئيسة هى ان تفاصيل الحب وذكراه ربما تكون أهم من شخص الحبيب ذاته حين يمضى ذلك الشخص وينأى

      تعليق

      • صدى الخالدي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 25

        #4
        الأخ الأستاذ الكريم
        عبد الرحيم محمود المحترم

        تحية تليق بكرم مرورك وبعد:

        أحسنت أخي الكريم بملامسة التنظير والإطار العام لمفهوم ال(ق.ق.ج)
        كنت أنتظر من قدرتك النقدية ان تضع النص تحت التشريح وتتفحص مواطن القوّة والضعف فيه من زوايا متعدددة اللغة.الصورة.الفكرة.السرد.الاسلوبية..الخ
        لتفيدني من تجربتك النقدية..ولولا تلك الغاية ماعرضته هاهنا .

        بوركت.وكل عام وانت بخير.

        تعليق

        • صدى الخالدي
          عضو الملتقى
          • 07-05-2011
          • 25

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
          التخييل والعلاقة النحوية

          يمكن القول أننا هنا فى هذا النص السردى أمام توظيف متميز للعلاقة النحوية فى إنتاج التخييل وتشكيل لوحته الجمالية والعلاقة الأولى الفارقة فى السياق والتى هى حجر أساس لتلقى التخييل هى التى تتمثل فى هذا السياق

          عَلى شاطئ الذكرى مَشَتْ حافيةً تَطبَعُ قدميها في رمالٍ رَطِبَةٍ

          - هنا وفى هذا السياق المفتتح يمكن القول أننا أمام علاقة المضاف إليه التى تنشر ظلها وإيحاءها على النص بكامله وهى العلاقة التى تتمثل فى سياق ( شاطىء الذكرى ) فعلاقة المضاف إليه والتى تكنز التخييل على تأويلين أولهما الاستعارة المكنية حيث تجسد لنا الصورة كيف أن للمشاعر كونها الخاص وها هى الذكرى لها شاطىء يتجسد أمام بصائرنا ، كما أنه يمكن تلقى الصورة على تأويل التشبيه البليغ فيكون التأويل ( الذكرى التى كشاطىء ) أى أن المشهد هنا ينداح أمامنا فى تناغم بين الشاطىء وتفاصيله الحقيقه وبين الذكرى كشبيه بهذا الشاطىء الحقيقى وبالتالى نتلقى التفاصيل على أنها مجازات وتخييل ينداح براحا أمام التأويل وتعدد القراءات

          - لذا يمكن القول أن الاستعارة أو التشبيه التى تكنزها علاقة المضاف إليه هى التى تنبع منها لوحة التخييل وهى الجسر الجمالى الذى تعبر إلينا عبره الصورة الشعرية ، أى أن علينا أن نتلقى حركة بطل النص على الشاطىء فى خصوصية علاقة الإضافة أنه شاطىء الذكرى بما يجعل من الرمال الرطبة والأفق والشمس والأصداف جميعها مجازات وتفاصيل تخييل تنعكس عليها علاقة المضاف إليه ودلالة " الذكرى "

          - والحقيقة أن ذكاء هذى الإضافة أى إضافة الشاطىء لذكرى هو قدرة العلاقة على توظيف الجو النفسى الذى يتجلى لنا فى تفاصيل اللوحة حيث تستدعى دلالة خلو الشاطىء وبراحه وحرية البطلة وبساطة حركتها تلك الحالة من التذكر التى هى سر مغلق على صاحبه يتهادى فى أنحائه كيف يشاء تماما كما تتهادى بطلة النص على شاطىء تبدو وكأنها تملكه وحدها ، وكيف لا وهو ذكراها التى تتجسد حقيقة أمام بصيرتها المرتحلة فى ماضيها الذى يبدو وارفا بالفرح الراحل والحب

          - يمكن القول أن علاقة ( رأتنى خطا شفيفا يكاد لا يُرى يفصل زرقة السماء عن الماء فى الأفق البعيد ) هى علاقة تخييل يمكن عبر العلاقة النحوية أن نكتشف تفاصيلها وثراءها الفنى

          - حيث نتلقى السياق عبر علاقة الفعل الماضى " رأتنى " بما يجعلنا منذ مفتتح اللوحة أمام حالة من اليقين والتحقق تكنزها لنا بصيرة بطلة النص
          - ثم ولنتأمل علاقة الحال المفردة ( رأتنى خطا ) وهى العلاقة التى تقوم على التشبيه البليغ المتحول من علاقة الجملة الفعلية حيث يمكن تأويل التشبيه فى صورتها الأولى ( كأنى خط شفيف ) لكن علاقة الماضى ( رأتنى ) تجعلنا أمام حالة جديدة من التصور أو تغاير الصورة فهو ليس خطا شفيفا وإنما هو فى إدراكها الوجدانى يتجلى بهذى الهيئة الجديدة التى تدل ربما على حالة من المسخ والتلاشى
          - وهى الدلالة تحيلنا إلى الجو النفسى الذى يكتنف نفس بطلة النص فهى من بين تفاصيل الذكرى الجلية الواضحة المتحققة ترى الحبيب مجرد خيط شفيف بل يكاد لا يرى
          - ثم ولنتأمل جمالية النعت التى نتلقاها عبر النعت المفرد والذى نتلقاه عبر الصفة المشبهة على صيغة فعيل بما لها من رسوخ وثبات فى كيان الموصوف ( رأتنى خطا شفيفا ) ثم يكثف السياق جمالية النعت عبر علاقة النعت الجملة الفعلية المضارعة ( رأتنى خطا شفيفا يكاد لا يرى ) أى أن علاقة النعت تعمد إلى تتوالى لإنتاج دلالة هذا التلاشى والمسخ الذى صار إليه ذلك الحبيب حتى أنه ما عاد يرى
          - بل إن هذى الصورة الجلية على الوجدان وما يكابده تكثف لنا هذا التلاشى أكثر فنتلقى تلك اللوحة
          (رأتْني خطّاً شَفيفاَ يَكادُ لايُرى "يَفصلُ زُرقَةَ السّماءِ عن الماءِ في الأفُق البعيد
          بينما كانتْ تجمَعُ المحارَ والأصدافَ "تَعرضُها لِعين الشّمس*تَتَفَحّص بَريقَها ولمعانَها )

          - هنا نتأمل علاقة الظرف ( بينما ) نجد أن رؤية بطل النص إنما هى رؤية عابرة لا تكاد تستوقف بطلة النص ولا تثير فيها أى تغير فى حركتها داخل اللوحة فهى ما زالت تجمع الأصداف فى دأب وبساطة بينما ذلك الذى يبدو عند الأفق لاشىء ، إننا هنا أمام فكرة رئيسة هى ان تفاصيل الحب وذكراه ربما تكون أهم من شخص الحبيب ذاته حين يمضى ذلك الشخص وينأى
          الأخ الكريم
          الأستاذ محمد الصاوي السيد حسين
          تحية تليق بمقامك النقدي الرائع

          أكاد أجزم أنه لم أجد إلا القلائل من النقاد المتميزين في تشريح النص وبهذه الطريقة الرائعه
          وصدقني ليس مدحا ولا لأني أعتقد ان النص الذي عرضته هنا مثارأعجابي شخصيا
          ولكن وبكل تأكيد لأنك تفوقت على النص وقدمت لنا نصا نقديا متميزا ينم عن قدرات ثقافية
          ورؤى ادبيه واسعة الآفاق.

          شكرا وأكثر

          تعليق

          يعمل...
          X