أخي منتظر السوادي
أوافقك الرأي فيما ذهبت إليه عن اختلاف الفكرة عن الصياغة
فمهما ابتكر الأديب من أشكال للصياغة قديمة أو جديدة لم يسبقه إليها أحد
فتبقى الفكرة المُتناولة هي هي لم تتغير
وتظل معها أسئلتي المطروحة التي تفضلت ونقلتها من الرابط
===============

أما عن تساؤلك عن جودة الفكرة من؛ ( وضوح ، وعمق ، وترتيب أو تسلسل مع غيرها يقويها ويؤكدها وشمولية لتغطية الموضوع المطروح )
دون أن تكون الصياغة جيدة !!
والعكس بالنسبة لجودة الصياغة دون ما أشرتُ إليه من عناصر ضرورية للأفكار وضربتَ لذلك أمثلة :(مثلا النجار لا يضر جودة صناعته سوء الخشب)
باعتبار أن مهارة النجار في صناعة المادة أو الصنعة كرسيا كان أو غيره تقابل الصياغة ، والكرسي أو الشيء المصنوع يقابل الفكرة وهي الخشب لديه إذا كان رديئا
فإن : النظريتين في النقد عند القدماء موجودتان في كتب الأدب المختلفة مثل كتاب ( صناعة الشعر / لقدامة بن جعفر ) وغيره
أما النقد الحديث فوضع مدارس جديدة تختلف عن نظرة القدماء الذين لم يتعمقوا في فهم النقد المتطور بأصوله الفنية المستحدثة في الغرب ونقلها نقاد العرب وأضافوا إليها
وهي ترتكز على دمج النظريتين التي تحدثتَ عنهما مشكورا ، فالنقد اليوم لايعطي أحد عناصر تحليل النص وبيان محاسنه وعيوبه من فكرة أو صياغة أو موضوع درجة
أعلى مما يولي بها العناصر الأخرى حتى يصل الأمر إلى إضافة ما يطلق عليه بالنقد اللغوي أو التدقيق والمراجعة النحوية للقصيدة أو المقال أو أي فن من فنون الكتابة الأدبية

كتبت إحداهن

لــيست الـثقه بـمعني ان أغــمض عـيني وأســـير خــلفك . .
أنــمــا الــثقه هــي :
ان لــا أســير الـا خــلفك ولــكــني ( مــفتوحه الــعينين )
لــأري جــمال مـا تفعله مــن أجــلي

بإمكانك أستا ذ منتظر
أن تلاحظ هنا بأن الصياغة تقليدية للغاية لكن الفكرة مبتكرة وعميقة للغاية أيضا
فلتر بنفسك أين يكمن الجمال.
كل التقدير لحضرتك وللاستاذ محمد فهمي يوسف

لو لا خشيتي أن اغضب الجميع لرأيت جمال الفكرة

تحياتي للجميع

أستاذي الغالي سلام
لك تحية خالصة
وبعد
لا يخفى عنك أن الشاعر الجاهلي قال : ما ترانا نقول إلا معاداً
وقرأت ذات أن كاتب روائي من الارجنتين يقول ما عاد لنا شيء نقوله

ومن ثمَّ فالمعاني شبه المنتهية ، والمعنى هو الفكرة ذاتها التي يحملها النص ، وانت تعلم قد فضل القدماء امرئ القيس لانه ابتكر بعض المعاني ، المجيد من الشعراء والمبدعين أن يأتي الى الافكار ويلبسها ثوبا فتظهر كأنها جيدة للمتلقي ، هنا يكمن الابداع الحقيقي ، يعرف القارئ أن كل عاشق يقول في حبيبته بأنها الاجمل والاحلى على الارض ، لكن بعض القصائد تجعل القارئ ينصت الى النص بصورة عجيبة لان المبدع أضفى شيئا جديدا في صياغته الى المعنى العام .
أيها العزيز اريد ان يكون صدرك رحبا كما عهدتك
لك تحيتي

" هلا وميت هلا بيك معنا "

مرحبا لا عليك قل ما تشاء ، لنتعلم ونلاقح افكارنا

لك تحية كبيرة لا يسعها الا المحب

شكرا لترحيبك الحار أخي منتظر

عندي شك كبير في أمر "الأفكار" المسبقة التي تأتي من أجلها الألفاظ فتنقلها. فكثير من النقاد العرب يرون أن الألفاظ خدم المعاني، والجاحظ يقول إن الأفكار مطروحة على قارعة الطريق يعرفها البدوي والحضري. وفي المشاركة القادمة سأرى جمال الفكرة إن شاء الله.

اسمحوا لي أن أدخل في هذا النقاش (دون أن يغضب مني أحد)، لعلني استفيد. فأنا منذ زمن وأنا أعاني من صعوبة الامساك بالفرق بين الفكرة والصياغة، وهذه فرصة أن أجد من يعينني على تحقيق ذلك. والمثال التالي أثار لدي أكثر من سؤال:

الجواب طبعا يقول: "فلتر بنفسك أين يكمن الجمال" وكأن العبارة نفسها تفرزالفكرة تماما مثل الخشب الذي بيد النجار يتحول إلى كرسي، أو كأن سبك العبارة هو الذي يفرز الفكرة التي كان المفترض أن تكون سابقة قائمة بذاتها لا تحتاج سبك أو تصنيع. فما هي الفكرة حتى نرى جمالها؟

وكما أراها هاهنا، فلا فكرة فيها إلا الدلالة التي أفرزها السبك، فلا هي سابقة ولا وجود لها قبل هذا السبك، بل هي شأن اللغة الثقافية في مسيرة الرجل والمرأة (أو مسيرة البلاغة العربية). فجمالها، إن كان لها جمال: امرأة لا بد أن تسير خلف الرجل إما بعينين مفتوحة أو مغمضة. فهل الدلالة في العينين المغمضة أم المفتوحة أم في هذا الهيكل السائر خلف الرجل، أم في المسير نفسه، أم في أن ترى الجمال فيما يقدمه لها الرجل وهي ترى أو لا ترى؟ في هذا الخضم المتلاطم من الطاعة العمياء أو المبصرة، ما هي الفكرة؟ وأين عمقها/عقمها؟ حتى في تعيين الكاتبة، أصبحت مجهولة: "كتبت احداهن"، وهنا هي فعلا عمياء في هويتها، امرأة بدليل تاء التانيث وضمير الجمع (هن: إحداهن) لا أكثر. إن كان ثمة ابتكار عميق فهو فقط في العينين المفتوحة!

أحبتي
عفوا نسيت أمرا
هناك فرق بين الفكرة والمعنى ، فمثلا :
نجد لمدح الرسول ( ص ) قصائد كثيرة جدا وهي تحمل الفكرة نفسها مدح الرسول ( ص ) .
أما المعنى يختلف باختلاف الصياغة ، فيكون المعنى دقيقا مع التقديم مثلا ، ويكون غامضا مع الحذف ، يكون شاملا مع الرمز الاسطوري ، وهكذا
ومن ثم فيغلبني الظن أن الصياغة هي التي توجه المعنى أنى تشاء وبالخصوصية التي تريد

لكن كما قال استاذ الحبيب فهمي يوسف
قد تجاوز النقد المعاصر هذه الثنائية ، إذ جاءت المدارس الحديثة لتبحث عن الادبية ، وما هي الادبية ؟ وستكون لنا وقفة ان شاء الله مع الادبية والشعرية


اساتذتي لكم مودتي المعتقة بالاعتذار على التقصير والزلل

اشكركم على القراءة والتفاعل

تلميذكم