المشاركة الأصلية بواسطة محمد زعل السلوم
مشاهدة المشاركة
في إحدى قرى صعيد مصر ، كان هناك شاب متعلم ذهب إلى المدينة وأكمل دراسته الجامعية وعاد إلى قريته وقرر العمل في السياسة والدخول إلى مجلس الشعب من أجل تحسين واقع قريته وكان منافسه الوحيد للترشح عن القرية هو العمدة كالعادة ، وبسرعة كبيرة كسب هذا الشاب تأييد سكان القرية بسبب الفارق التعليمي والعمري بينه وبين العمدة
العمدة بدوره فكر في كيفية سحب هذا التأييد من هذا الشاب المتعلم ، الأمر الذي جعله يستدعي شابا متعلما آخر من المدينة ليستشيره في ذلك ، فقال له المستشار بأن فرصة هزيمة منافسه ضئيلة لأن الشاب "تقدمي" في أفكاره ومتنور وفي مقتيل العمر ، فسأله العمدة ما معنى "تقدمي" فقال له أنها كلمة تعني التقدم إلى الأمام ورح المستشار كيف يكون الإنسان "تقدميا" وليس "رجعيا" ، وهنا لمعت عينا العمدة الذي قال في سره أنه إذا كنت أنا العمدة لا أعرف معنى كلمة "تقدمي" فكيف بباقي الأهالي
وعلى فوره شكر الشاب الذي استشاره وجمع ثلاثة من مساعديه وقال لهم "أنا عرفت حاجه خطيرة قوي ومش عايز حد منكم يقولها لأي مخلوق" وفي ظل تشوق المساعدين لسماع السر الخطير وتأكيد العمدة لهم بعدم إذاعة السر ، قال وبصوت خافت "الولد ده اللي عاوز يترشح بدالي عن الدايرة ، عرفت مبارح انه تقدمي !!!" وأيضا وفي ظل ذهول المساعدين وعدم معرفتهم لمعنى الكلمة كما توقع العمدة ، قال وبصوت أكثر خفوتا "تقدمي يعني عايز يقدم قرآن جديد وبيسميه التقدم العلمي ، وعايز يبقى قادر يتقدم من أي بنت في الدايرة غصب عن أهلها ويتجوزها شهرين حسب القرآن التقدمي بتاعو ما يحكم ، وبعدين يرميها ويتقدم لغيرها زي ما هو عاوز" ، وأثناء ارتسام علائم الغضب والإستنكار على وجوه المساعدين رفع صوته أكثر وقال "لكن الحاجة دي مش هتم يعني مش هتم ولو على جثتي ، أنا هابقى رجعي يعني هابقى رجعي" وأردف شارحا معنى "رجعي" وهو يحوقل "لازمن ولابد اننا نرجع للقرآن طول عمرنا ، والرجوع إلى الإسلام مهواش عيب ولا حرام وحفظ الشرف واجب ع الرجالة ، أدي الرجعية ولا بلاش" ، وقر في ذهن المساعدين أن "الرجعية" هي الرجوع إلى الإسلام وضمان شرف البنات ، وتبادل المساعدون نظراتهم وبدا أنهم مزمعون على مجابهة الشاب ، فقال العمدة "زي ما وصيتكم السر ده متقولوش لحد عليه لغاية ما اعرف هعمل ايه مع العيل التقدمي ده"
وكما توقع العمدة ، فعل التنبيه بضرورة كتمان السر مفعوله المناسب ، وبدأت الهمسات في القرية ومحيطها كله تدور حول الشاب "التقدمي" وتجرأ البعض على التأكد من الشاب بسؤاله "يافندم ،هو حضرتك صحيح تقدمي ومش مع الرجعية" ويجيب الشاب الذي لا يعلم أية حفرة يقع فيها وبكل ثقة "ايوه يافندم ، أنا تقدمي وعاوز نتخلص من الرجعية" ، وآخر يسأله "هو التقدم لازمن يكونوا النسوان موجودين فيه" ويجيب الشاب بكل إنفعال "طبعا يا أخي النسوان هما لازم يكونوا أساس التقدم وخاصتن التقدم العلمي" يقول ذلك في كل مرة ودون أن يدري ما سر الدهشة الشديدة التي تعلو وجه سائله ودون أن يتجرأ السائل على مواجهته بما يعرفه عن "التقدم" و"الرجعية" وشرع يهاجم "الرجعية" ويدعو إلى "التقدم" في حواراته مع الناس الذين صاروا يقلون يوما بعد يوم في مقابل تزايدهم بشكل كبير في مقر العمدة الذي ظل يقول عن نفسه أنه "رجعي" ويكره "التقدم" وسط حيرة الشاب الذي لم يفهم سبب انفراط الناس عنه وتحلقهم حول العمدة الذي يفاخر "برجعيته"
وفي يوم الإنتخابات لم يحصل الشاب سوى على أصوات أفراد عائلته وفاز العمدة بباقي أصوات القرية ومحيطها ، العمدة المنتشي بالفوز خرج من مقر التصويت ورمق الشاب المذهول بنظرة المنتصر وقال له "ابقى خلي التقدم ينفعك" ، ووسط هتافات الناس "تحيا الرجعية وتسقط التقدمية" خرج العمدة محمولا على الأكتاف ووقف الشاب المذهول من هتافات الناس أكثر مما ذهلته نتيجة التصويت وجعل يضرب كفيه ويقول "هو فيه ايه يا عالم ، حد يقولي فيه ايه"
لا أميل عادة إلى الدخول أو المشاركة في المواضيع التي تتعلق بتحريض العرب على إيران أو تركيا أو التي تتحدث عن الأعراق والطوائف والمذاهب والأديان وذلك لأن معظمها تدور خارج سورية ، ولكن هذه المرة هي من المرات القليلة التي أجد أحدا من داخل سورية يكرر هذه العبارات الخارجية
لذلك أخي الكريم
فإن كنت لا تعلم أن الفرس كقومية هم أقل من 3 بالمائة من سكان إيران وأن الفرس يتناقصون دوما بسبب إنغلاقهم عرقيا ومعلوم تأثير زواج الأقارب الدائم على المجتمعات وأظنك تقصد بهذه التسمية الإيرانيين أو سكان هضبة إيران وليس سكان أقليم فارس جنوب بحر قزوين
وإن كنت لا تعلم أن الإيرانيين هم نصف سكان ايران وأن الآذريين والبلوش والأكراد والعرب والجيلاك والتركمان يشكلون النصف الآخر
وإن كنت لا تعلم أن الصفويين هم عرقيا عرب من أردبيل وأن موطنهم إلى الآن هو العراق وليسوا ايرانيين وأن تسميتهم تعود إلى صفي الدين الأردبيلي والد مؤسس الدولة الصفوية اسماعيل وأن أهم حلفائه في مواجهته مع الأتراك في ما قبل معركة غالديران سنة 1516 هم السنة في حلب وديار بكر وأربيل وجيشه كان من العرب والأكراد وبعد هزيمتهم على يد الأتراك رحل إلى إيران ومات في أذربيجان
وأن كنت لا تعلم أن إيران بقيت تتبع المذهب الحنفي السني لمدة ألف عام وأنه بعد أن دمرها المغول سنة 1400 وصارت إسماعلية لمدة قرن وأنها تتبع المذهب الشيعي الجعفري الإثناعشري فقط منذ ثلاثة قرون وأن الذي نقل إليهم هذا المذهب هم سكان جبل عامل في لبنان
وإن كنت لا تعلم أن الفرق الأساسي بيننا وبين الشيعة هو خلاف سياسي وأن أهم نقطة في الخلاف معهم هي أن الحكم الشرعي والسياسي يجب أن يكونا بيد أبناء حفيدي محمد عليه الصلاة والسلام العربي ، وأن خامنئي عربي وأنه لا يجوز عندهم جمع الزكاة إلا لهاشمي وأن أصول الدين وفروعه واحدة لدينا ولديهم وأن لهم نفس النبي ونفس القبلة ونفس الصلاة ونفس الصيام ونفس الحج
إن كنت لا تعلم هذا كله فأظن والله أعلم أنه يجب أن نحارب الفرس المجوس الصفويين الشيعة اليهود المتسترين بالإسلام والداعمين للشيطان والسبب هو أن العلم الصهيوني يرفرف فوق القدس ويافا منذ 63 سنة ولذلك الفلسطينيون فاشلون وهم الذين نقلوا المذهب الصهيوني إلى الإغريق وهذا هو السبب الأساسي لخسارة الأندلس لأنها أموية وهؤلاء الصفويون هم الذين وجدوا أمريكا الجنوبية ولولا ذلك لما إحتلتها شعوب المايا والأزتيك ، وكل هذا يجب أن يتم بالتحالف مع الغرب وإمام الهدى ايهودا باراك اوباما لأنه جعل أهلنا في دروزستان يتعلمون اللغة القرغيزية
صحيح أننا جربنا الحرب مع إيران طوال ثماني سنوات ، وصحيح أن الغرب كله ساعدنا وقتها ، وصحيح أن الجيش الإيراني وقتها كان عبارة عن هلهلات وليس لديه حتى عربات نقل مهلهلين وصحيح أن قادة الجيش الإيراني ومهندسيه وأطبائه قد هربوا وقتها مع الشاه ، وصحيح أن أعداء الله والبشرية والأمة والدين وأعداء الخير الأيرانيون لم يحتموا من الغرب والعرب بروسيا التي كانت على عداء مع الغرب وقتها وكانت بأمس الحاجة إلى أي قرش من مبيعات الأسلحة وصحيح أن الجيش العراقي كان في أوج قوته وكانت خرائط الأقمار الصناعية الأمريكية تزود هذا الجيش بما يلزم من ساحة المعركة وصحيح أن دول النفط العربي ساندت العراق بمشتريات كل ما يلزمه من أسلحة من فرنسا وبريطانيا وأمريكا ، وصحيح أننا خسرنا المعركة في النهاية ، ولكن الوقت الآن تغير وأصبح الوضع في صالحنا تماما ، فإيران أصبح لديها جيش قوي وأصبح لديها أكبر سلاح صواريخ في الشرق كله وأصبح لديها أقمار صناعية وغواصات وطائرات ذات صنع محلي وأخيرا أصبح لديها قدرات نووية وقد تكون لديها قنابل وصواريخ نووية ، وتقف معها الصين وروسيا وتسيطر على العراق وأفغانستان جيدا كذلك أمريكا وأوروبا الآن أضعف من قبل ، بينما جيوشنا في أسوأ الأوضاع ، لذلك هذه هي الفرصة المناسبة ويجب إنتهازها بشن الحرب على إيران والتخلص من أزلامها في المنطقة وخاصة بشار الصفوي المجوسي الشيعي الشيوعي الشعبي الذي صرعنا بالمقاومة ولم يقاتل لا في العراق ولا لبنان ولا فلسطين والذي يكذب علينا بحرب العام 1978 وأول إجتياح للبنان ويكذب علينا بحرب العام 1982 ومعركة السلطان والعرقوب ويتخيل من عنده استشهاد 12500 سوري على أرض لبنان لمنع تطويق دمشق عبر البقاع ويكذب علينا بمعارك تحرير لبنان منذ 1996 وعناقيد الغضب حتى كذبة تحرير الجنوب اللبناني سنة 2000 فكل هذه مسرحيات معروفة ، وآخر كذباته هي تسليح المقاومة الفلسطينية ومن المعروف أن البطل الرئيس حسني مبارك هو الذي كان سلح غزة ولا يجوز لنا أن ننخدع بما كان يقوله هذا البطل في الإعلام وعلاقته بالصهاينة هي للخداع فقط ، وكذلك الأمر مع المقاومة في العراق وما انسحاب الأمريكيين الآن إلا بسبب الدعم الملكي السامي الذي كانت تتلقاه هذه المقاومة من ملوك وأمراء الدول المجاهدة في سبيل الله ، ولا يجب أن نصدق ما تعلنه محطات التشويه الإعلامي من علاقة أولي الأمر بأمريكا والصهاينة ، فالملكين العظيمين هما من كان يسلح العراقيين ، أما في لبنان حيث لاحدود إلا مع سورية فإن من الضروري أن نعرف أن نوعية الأسلحة التي كانت تستخدمها المقاومة اللبنانية هي من النوع العضوي ، إذ يكفي زراعة رصاصة والصبر عليها عدة أيام وتسميدها جيدا حتى تنمو وتكبر وتصبح قذيفة وبعد أسبوع تصبح صاروخا ، ويتم استيراد هذه البذور الرصاصية من جيبوتي والمالاوي حاليا ، ولذلك كل كذب ودجل النظام السوري وتخيلاته حول حرب 2006 وحرب 2009 هي خيلات مريضة وكاذبة وأوهام يحاول أن يبيعها لنا على أنها مقاومة وعداء للصهاينة بينما هو متحالف معهم حتى النخاع ، صحيح أنني لا أعرف سبب إخفاء هذا التحالف على وجه الدقة ولكنني متأكد أن هناك سبب ما يدفع هذا النظام إلى هذا السلوك ، المهم في الموضوع يجب الحرب مع ايران ويجب تخليص سورية من الإحتلال الصفوي الشيعي الشيوعي المجوسي الفارسي الآن الآن وليس غدا ، ويجب أن نستخرج رفات أسماعيل الصفوي من أربيل بعد 500 سنة على وفاته وأن نحرقها ونعلن تحرير سورية ونهتف بأعلى صوتنا "يجب الذي يجب - ندعو لأندلس أن حوصرت حلب"
مع حبي أخي محمد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وأنا إليه راجعون بمناسبة وفاة محمود درويش
تعليق