تويت
خير الناس من نفع الناس
جلست جدتي ترنو إلي ، تحاول إرضائي ، بأي وسيلة بعدما رفضت أن تحكي لي حكاية مثل كل يوم ..وفجأة سمعت صوتها يهمس في أذني أتريد أن أقص عليك حكاية ......؟
(لم تسعني الفرحة جلست قريبا منها لأنصت لما ستقوله )
.. كان ما كان في قديم الزمان يقال إن امرأة بخيلة ,دميمة الخلق ، الكل ينفر منها، ويتجنب شرها ، كانت تخبز عصر يوم شتائي بارد...
رائحة الخبز الخارج من التنور تعبق بأنوف، أصحابها لم يذوقوا طعاما منذ ليلة الأمس ، امرأة وطفل وصبية جلسوا ينظرون إلى لظى النيران التي راحت تتراقص منذ إن أوجر التنور ، ينتظرون رغيف خبز قد تجود به تلك المرأة، وما إن انتهت حتى حملت طبق الخبز على رأسها و تركتهم دون أن تنبس بكلام ، قفزت الصبية إلى التنور لم تجد فيه غير بقايا خبز متفحم ، تحاملوا على أنفسهم ، وأكملوا مسيرة الجوع ،خرج زوجها يبحث عنهم بعد أن خبرته الزوجة ،أمتد بصره وامتداد الأفق رأى أشباح في عتمة الليل لا يصل إليهم الصوت ، كانت تنظر إليه من فتحة الباب ، حمد ت الله لأنه لم يجدهم وفرحت لأن تعبها لم يذهب للغير( هكذا قالت في نفسها ) ، جلس الرجل مهموما معكر المزاج ،ولم يخف امتعاضه من سوء ما فعلته زوجته ،فلم ينل من الطعام شيئا، ونام حزينا ، لم تأبه المرأة لغضبه، بل راحت تأكل وتأكل حتى التخمة ، عند منتصف الليل أحست بأوجاع في بطنها ، وراح الألم يزداد ، حتى ظلت تصرخ ، وتبكي من شدة المغص ، خرج زوجها في الليل يبحث عن عربة تقلهم إلى المستشفى ، فلم يجد أحدا في هذا الليل ، طرق الباب على جارهم الحوذي ... الذي أسرع بلا تردد لنجدتها
خرجت امرأة من بيتها بعدما أوقظها الطرق الشديد على الباب ، هرعت مسرعة لمعرفة ما ألم بجارتها ، أخرج الحوذي عربته ليقلها إلى المستشفى ، اتكأت المرأة على كتف الجارة وهي تداري وجهها حياءً منها بعدما كانت تنعتها بأسوأ نعوت
وبذل الحوذي جهدا لإيصالها بأسرع وقت ؛ رغم أنه كان متحاملا عليها بسبب عراكها الدائم مع زوجه، ورغم إنها لم تساعد أحدا في حياتها لكن الجميع سارعوا لخدمتها بلا ضغينة ، وعند الظهر عادت إلى بيتها ، بعدما تماثلت للشفاء ،في طريق العودة لاحت لها المرأة وولديها تسير الهوينى بعدما أضناهم التعب ، طلبت من الحوذي أن يقف ، ترجته أن يقلهم إلى بيتها ، إلا إن المرأة اعتذرت ، أعطتها النقود فرفضت ، وبعد إلحاح أخذتها وهي تداري حيائها ، أحست بارتياح كبير وهي ترى ابتسامة الرضا والشكر لها وكلمات الدعاء التي راح لسان المرأة ينطق بها ، جاء لعيادتها كل الجيران ، رأت في عيونهم حب لم تره من قبل .. رأت في ابتسامتهم شفاء لقلبها من كل الأحقاد ....
شعرت بندم كبير ، حينها قررت في داخلها ألا تؤذي جارا، ولا ترد محتاجا ، تزور من مرض ، وتشارك الناس أفراحهم وأحزانهم ... أحست أنها أكثر سعادة من ذي قبل وأن حياتها أصبحت أكثر ثراء وممتلئة بأفعال الخير وصارت سعيدة بكل ما تقدمه لأنها تسمع كلمات الشكر والإمتنان من قبل الجميع ، حتى صارت مضربا للأمثال ...
حينها كتبت هذه العبارة على بيتها
خير الناس من نفع الناس ...
شكرت جدتي .. ثم ذهبت لفراشي لأنام .....بعدما وعدتني بأنها ستحكي لي حكاية أخرى ......
جلست جدتي ترنو إلي ، تحاول إرضائي ، بأي وسيلة بعدما رفضت أن تحكي لي حكاية مثل كل يوم ..وفجأة سمعت صوتها يهمس في أذني أتريد أن أقص عليك حكاية ......؟
(لم تسعني الفرحة جلست قريبا منها لأنصت لما ستقوله )
.. كان ما كان في قديم الزمان يقال إن امرأة بخيلة ,دميمة الخلق ، الكل ينفر منها، ويتجنب شرها ، كانت تخبز عصر يوم شتائي بارد...
رائحة الخبز الخارج من التنور تعبق بأنوف، أصحابها لم يذوقوا طعاما منذ ليلة الأمس ، امرأة وطفل وصبية جلسوا ينظرون إلى لظى النيران التي راحت تتراقص منذ إن أوجر التنور ، ينتظرون رغيف خبز قد تجود به تلك المرأة، وما إن انتهت حتى حملت طبق الخبز على رأسها و تركتهم دون أن تنبس بكلام ، قفزت الصبية إلى التنور لم تجد فيه غير بقايا خبز متفحم ، تحاملوا على أنفسهم ، وأكملوا مسيرة الجوع ،خرج زوجها يبحث عنهم بعد أن خبرته الزوجة ،أمتد بصره وامتداد الأفق رأى أشباح في عتمة الليل لا يصل إليهم الصوت ، كانت تنظر إليه من فتحة الباب ، حمد ت الله لأنه لم يجدهم وفرحت لأن تعبها لم يذهب للغير( هكذا قالت في نفسها ) ، جلس الرجل مهموما معكر المزاج ،ولم يخف امتعاضه من سوء ما فعلته زوجته ،فلم ينل من الطعام شيئا، ونام حزينا ، لم تأبه المرأة لغضبه، بل راحت تأكل وتأكل حتى التخمة ، عند منتصف الليل أحست بأوجاع في بطنها ، وراح الألم يزداد ، حتى ظلت تصرخ ، وتبكي من شدة المغص ، خرج زوجها في الليل يبحث عن عربة تقلهم إلى المستشفى ، فلم يجد أحدا في هذا الليل ، طرق الباب على جارهم الحوذي ... الذي أسرع بلا تردد لنجدتها
خرجت امرأة من بيتها بعدما أوقظها الطرق الشديد على الباب ، هرعت مسرعة لمعرفة ما ألم بجارتها ، أخرج الحوذي عربته ليقلها إلى المستشفى ، اتكأت المرأة على كتف الجارة وهي تداري وجهها حياءً منها بعدما كانت تنعتها بأسوأ نعوت
وبذل الحوذي جهدا لإيصالها بأسرع وقت ؛ رغم أنه كان متحاملا عليها بسبب عراكها الدائم مع زوجه، ورغم إنها لم تساعد أحدا في حياتها لكن الجميع سارعوا لخدمتها بلا ضغينة ، وعند الظهر عادت إلى بيتها ، بعدما تماثلت للشفاء ،في طريق العودة لاحت لها المرأة وولديها تسير الهوينى بعدما أضناهم التعب ، طلبت من الحوذي أن يقف ، ترجته أن يقلهم إلى بيتها ، إلا إن المرأة اعتذرت ، أعطتها النقود فرفضت ، وبعد إلحاح أخذتها وهي تداري حيائها ، أحست بارتياح كبير وهي ترى ابتسامة الرضا والشكر لها وكلمات الدعاء التي راح لسان المرأة ينطق بها ، جاء لعيادتها كل الجيران ، رأت في عيونهم حب لم تره من قبل .. رأت في ابتسامتهم شفاء لقلبها من كل الأحقاد ....
شعرت بندم كبير ، حينها قررت في داخلها ألا تؤذي جارا، ولا ترد محتاجا ، تزور من مرض ، وتشارك الناس أفراحهم وأحزانهم ... أحست أنها أكثر سعادة من ذي قبل وأن حياتها أصبحت أكثر ثراء وممتلئة بأفعال الخير وصارت سعيدة بكل ما تقدمه لأنها تسمع كلمات الشكر والإمتنان من قبل الجميع ، حتى صارت مضربا للأمثال ...
حينها كتبت هذه العبارة على بيتها
خير الناس من نفع الناس ...
شكرت جدتي .. ثم ذهبت لفراشي لأنام .....بعدما وعدتني بأنها ستحكي لي حكاية أخرى ......
تعليق