ثلاث ليال إبتدائيات للحب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الرحمن محمد الخضر
    أديب وكاتب
    • 25-10-2011
    • 260

    ثلاث ليال إبتدائيات للحب

    ثلاث ليال إبتدائيات للحب
    النسيم في ظلمة السحر كالقبل . الكوخان أمامي يتدثران بالثمام ويتقرفصان حول بيتها . الزقاق نائم بيني وبينها 0
    عندما تفج النار..... هل سأشاهد النار؟
    ستفج الناروتدورباللهب في جوف التنوروتشرق بألستها في عيني . كيف لن أرى النار في عيني ؟
    حين تطلع النار من التنورهذايعني أنها عند النار . عندئذ سأتقدم نحوها
    " لن تلقاني في بيتي ولن تلقاني في بيت أحد , سيروننا داخلين أويرونني داخلة سيروننا خارجين أويرونني خارجة .... إنما في الغبش بين الأذانين بعد الأذان الأول بقليل وقبل الأذان الثاني بقليل قبل السحوربالضبط عند النارعند أول النار" ..... سأكون أنا كامنا في موقع يسمح لي أن أشاهد النارحين تطلع من تنورها .... حينذاك أتقدم ونلتقي عند النار 0
    " أبي يسهرعند أصدقائه ولايعود إلاعند السحوربعد أن تنطفئ النارحين الأذان الثاني , وتدري أن أختي زفت إلى عريسها في الخمس الأخيرة من شعبان . أمي هي من تطبخ لهما السحوروسنكون وحدنا عند التنورقبل أن أخبز, عند أول النارحين تشاهد أنت أول النار" سأتقدم نحوها 0
    وهاأنذا كامن بين الأذانين وسيشتعل عود الثقاب ربما الآن وترميه في جوف التنور. لن أنتظرالنارمن التنورسأتقدم بين نارالثقاب ونارالتنور.... وسنلتقي ... كيف ؟ سيشتعل عود الثقاب وسأتقدم ... ماذا نبدأ؟ .... سأقول ماذا أقول ؟ سنتحدث ... كيف ؟ . هكذا ... كيف ؟ . سأهس التراب من خلفها هسا . هي إلي التنور . بيني وبين التنور... ماذا ؟ سأنقربأصبعي .. ماذا؟ أين ؟ كتفها ؟ ظهرها ؟ نحرها؟ .... سأخلط عليها الورق وستشهق وستلتفت هاه من ؟ أنت ؟ وآتي بها إلى صدري . لكن هذه النارفي عيني ليست نارها . جاشت منابعي حين طلعت النارلكنها ليست نارها والنارتطلع من كل التنانيرإلا تنورها وحين ستطلع النارمن تنورها سأتقدم لكن النارلم تطلع من تنورها هذه النارليست نارها وأي نارتعنيني غيرنارها وهاهوالمؤذن يصدح بالفجر هل يطلع الفجرقبل نارها ؟
    أي جرأة واتتني ؟ ماذا لوأحد رآني هنا بين الأذانين
    - ألم تتسحرياولدي ؟
    · سأصوم عطوفا ياأماه . الكذب على أمي أملس يمر لايحتك بشيئ
    كانت تراقب الزقاق حتى لمحتني . سألتني وهي تحترق : ولماذا لم تأت البارحة ؟ . أتيت بين الأذانين ومن الأذان إلى الأذان لم تطلع النارمن تنوركم . قلت لها بين شوق واعتذار . بل كنا الناروأنا إلا أنت . قالتها ولازالت تحترق
    وهاأنذا كامن بين الأذانين . ولن تمرالليلة كالبارحة . وعود الثقاب اشتعل . والنارتدور في التنور . نارها هي النار. تطلع من التنور. تنورها هي . وتلك هي .... أتقدم . ماذا أبدأ . لم تمهلني . هي تبدأ :
    - من ؟
    · هاه من ؟
    - من أنت ؟
    · من ؟ أنا . نعم أنا
    - أعرف أنك أنت . ماذا تريد؟
    · لاشيئ .. أعني ... أبي ...
    - ماله أبوك ؟
    · أنا أنا ليس أبي
    - ومالك أنت ؟
    · لالاأنا .... لست أنا ... أمي لم تخبزالليلة أرسلتني تطلب منكم خبزا ياحاجة
    " ليس ذنبي . كنت عند أختي . بادلتني أمي . لم يكن لدى وقت لأخبرك . كل شيئ تم بليل . حتى أبي كان عند أمي البارحة . هكذا كل خميس . عاد مبكرا على غيرعادته "
    - دعينا نلتقي في مكان آخر
    · أين ؟ تعال الليلة . أمي وأبي لايجتمعان ليلتين متتابعتين .
    وكأن كل شيئ زال من محله . الأشياء كلها غيرالأشياء . وأنا لست ذلك الأنا . أنا شيئ جديدغيري أنا . نعم هاهي هي هي عند التنور. والنارتطلع من تنورها هي . النارنارها هي .وتلك هي هي هي .عند التنور .عند النار. ماعاد في نفسي سواها . هي كل الأشياء وقلبي يحلق كطيورالدنيا قاطبة
    والنارتطلع من تنورها والقرية عارية وكل التنانيرفي القرية تشتعل وكل القائمات عند التنانيريروننا ومامن فقاعة من ظلام لنندس فيها وكل الظلام احترق

  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    ربما ستكون هذى المداخلة مداخلة أولى أعبر فيها عن انطباعى الشخصى حول النص ، حيث يمكن القول أن النص يقوم على لحظة حرجة تتمثل فى رغبة الصغيرين فى اللقاء الخفى وما تحمله هذى اللحظة الحرجة من ذكاء فنى فى المعالجة فهى تضعنا مباشرة فى فوهة الحدث ، والحقيقة أن هذى المعالجة تدل على كتابة سردية تستحق القراءة والتأويل لما تكنزه من عذوبة وفن

    تعليق

    • لينا الحسن
      أديب وكاتب
      • 11-03-2011
      • 114

      #3
      مساء السرور سيدي .. أن تعرض نصّك للنقد فهذا يعني انك تفتح نوافذ كثيرة وتترك الحياة تنتعش بأرجاء فكرك ومساحات قلمك التي أراها شاسعة .. من منظومة الأمانة سأعرض نقدي بوضوح ولن أهادن .ثقتي كبيرة بسعة صدرك ولكني أتمنى أن يتسع وقتك لخوضي ببعض التفاصيل من منظور قارئ متذوق .. العنوان جميل وإن كان على صلة بعيدة قليلاً بمضمون الخاطرة ... بمعنى أن الثلاث ليالِ كانت عائمة بالنص ومختلطة


      المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحمن محمد الخضر مشاهدة المشاركة
      ثلاث ليال إبتدائيات للحب
      النسيم في ظلمة السحر كالقبل . لاعامل مشترك واضح بين النسيم والقُبل .. وإن بدت العبارة باللفظ جميلة غير أنها ليست غنية بالمحتوى ...

      الكوخان أمامي يتدثران بالثمام ويتقرفصان حول بيتها . الزقاق نائم بيني وبينها 0
      " الزقاق نائم بيني وبينها " توظيف لايتقنه الا فحول الأدباء
      عندما تفج النار..... هل سأشاهد النار؟
      ستفج الناروتدورباللهب في جوف التنوروتشرق بألستها في عيني . كيف لن أرى النار في عيني ؟
      حين تطلع النار من التنورهذايعني أنها عند النار . عندئذ سأتقدم نحوها... عبارة تحتاج المزيد من العمل لتخرج بإطار أكثر فصاحة
      " لن تلقاني في بيتي ولن تلقاني في بيت أحد , سيروننا داخلين أويرونني داخلة سيروننا خارجين أويرونني خارجة .... إنما في الغبش بين الأذانين بعد الأذان الأول بقليل وقبل الأذان الثاني بقليل قبل السحوربالضبط عند النارعند أول النار" ..... سأكون أنا كامنا في موقع يسمح لي أن أشاهد النارحين تطلع من تنورها .... حينذاك أتقدم ونلتقي عند النار 0
      هذه التفصيلية تليق أكثر برواية أو قصة .. بينما هذه الخاطرة تحتاج لمعاني مكثفة بإطار الكلمات البسيطة .. أضف على ذلك أن بعض الكلمات المكررة كثيرا بالنص تعطي إنطباع ركيك تعيق التركيز بفحوى المعنى وتربك ذائقة المتلقي .. أيضاً توصيفك للغبش الذي بين الأذانين ثم تكرار توضيح المعنى بشكل تفصيلي " بعد الأذان الأول بقليل وقبل الأذان الثاني بقليل قبل السحور " لاتهمني هذه التفاصيل بخاطرة بل هي ستضيع عليّ متعة السفر في نصك لكثرة التكرار عدا عن أنها شغلت تركيزي بعدة خيالات وسحبتني من الفكرة الرئيسية وصرفتني للبعثرة
      " أبي يسهرعند أصدقائه ولايعود إلاعند السحوربعد أن تنطفئ النارحين الأذان الثاني , وتدري أن أختي زفت إلى عريسها في الخمس الأخيرة من شعبان . أمي هي من تطبخ لهما السحوروسنكون وحدنا عند التنورقبل أن أخبز, عند أول النارحين تشاهد أنت أول النار" سأتقدم نحوها 0 ايضا هنا توصيف زواج الأخت بآخر خميس من شعبان والترميز لمعاني أخر يشتت ذهن القارئ وإن كنت لاأنكر عليك جمالية بعض العبارات بشكل ملفت ...
      وهاأنذا كامن بين الأذانين وسيشتعل عود الثقاب ربما الآن وترميه في جوف التنور. لن أنتظرالنارمن التنورسأتقدم بين نارالثقاب ونارالتنور.... وسنلتقي ... كيف ؟ سيشتعل عود الثقاب وسأتقدم ... ماذا نبدأ؟ .... سأقول ماذا أقول ؟ سنتحدث ... كيف ؟ . هكذا ... كيف ؟ . سأهس التراب من خلفها هسا . هي إلي التنور . بيني وبين التنور... ماذا ؟ سأنقربأصبعي .. ماذا؟ أين ؟ كتفها ؟ ظهرها ؟ نحرها؟ ....
      سأخلط عليها الورق وستشهق وستلتفت هاه من ؟ أنت ؟ وآتي بها إلى صدري . " لله درك من أديب توقفت كثيراً عند الشطر المعنى السابق واعجبني هذا الحرفنة البلاغية .. " لكن هذه النارفي عيني ليست نارها . جاشت منابعي حين طلعت النارلكنها ليست نارها والنارتطلع من كل التنانيرإلا تنورها وحين ستطلع النارمن تنورها سأتقدم لكن النارلم تطلع من تنورها هذه النارليست نارها وأي نارتعنيني غيرنارها وهاهوالمؤذن يصدح بالفجر هل يطلع الفجرقبل نارها ؟
      أيضاً تكرار كلمة نار وكلمة تنور ببعض بباقي النص وكثرة الإستفهامات التي لايتوقف عندها القارئ كما توقفت عندها أنت حين كتابتها .. والإهتمام بجزيئات لاتخدم الفكرة الأم بقدر ماتملئ تركيزي
      أي جرأة واتتني ؟ ماذا لوأحد رآني هنا بين الأذانين
      - ألم تتسحرياولدي ؟
      · سأصوم عطوفا ياأماه . الكذب على أمي أملس يمر لايحتك بشيئ
      " الكذب على أمي أملس لايحتك بشيء " سأصدقك القول لو لم أخذ من نصك الا هذه العبارة لكانت رصيد كافي يرتقي بذائقتي ...
      كانت تراقب الزقاق حتى لمحتني . سألتني وهي تحترق : ولماذا لم تأت البارحة ؟ . أتيت بين الأذانين ومن الأذان إلى الأذان لم تطلع النارمن تنوركم . قلت لها بين شوق واعتذار . بل كنا الناروأنا إلا أنت . قالتها ولازالت تحترق
      وهاأنذا كامن بين الأذانين . ولن تمرالليلة كالبارحة . وعود الثقاب اشتعل . والنارتدور في التنور . نارها هي النار. تطلع من التنور. تنورها هي . وتلك هي .... أتقدم . ماذا أبدأ . لم تمهلني . هي تبدأ :
      - من ؟
      · هاه من ؟
      - من أنت ؟
      · من ؟ أنا . نعم أنا
      - أعرف أنك أنت . ماذا تريد؟
      · لاشيئ .. أعني ... أبي ...
      - ماله أبوك ؟
      · أنا أنا ليس أبي
      - ومالك أنت ؟
      · لالاأنا .... لست أنا ... أمي لم تخبزالليلة أرسلتني تطلب منكم خبزا ياحاجة
      " ليس ذنبي . كنت عند أختي . بادلتني أمي . لم يكن لدى وقت لأخبرك . كل شيئ تم بليل . حتى أبي كان عند أمي البارحة . هكذا كل خميس . عاد مبكرا على غيرعادته "
      - دعينا نلتقي في مكان آخر
      · أين ؟ تعال الليلة . أمي وأبي لايجتمعان ليلتين متتابعتين .
      وكأن كل شيئ زال من محله . الأشياء كلها غيرالأشياء . وأنا لست ذلك الأنا . أنا شيئ جديدغيري أنا . نعم هاهي هي هي عند التنور. والنارتطلع من تنورها هي . النارنارها هي .وتلك هي هي هي .عند التنور .عند النار. ماعاد في نفسي سواها . هي كل الأشياء وقلبي يحلق كطيورالدنيا قاطبة
      والنارتطلع من تنورها والقرية عارية وكل التنانيرفي القرية تشتعل وكل القائمات عند التنانيريروننا ومامن فقاعة من ظلام لنندس فيها وكل الظلام احترق



      النهاية أتت واهنة بعض الشيء ..

      تكرار بعض الألفاظ يضيع فرصة التركيز ويوحي ان الكاتب مفلس نسبياً .. عدا عن كون " التكرار" يفجر حالة انفصال بين ال نص والقارئ

      الخوض بتفاصيل تفصيلية يسرقك من التركيز بالفكرة الأم ويشعر القارئ أن المحتوى فارغ المضمون .. لعدم تماسك المعنى بالفكرة الأساسية ..

      هذا النص مظلوم إن لم يقرأهُ الكثيرين .. لأنه ببساطة مسجون ببعض الأخطاء الشكلية والضمنية ..ويحتاج للغوص لنخرج بمكنونه في ظل التسارع الذي يمنعنا من تناول وجبة غوص ... ونفضل ان نلتهم النصوص التي يسبح الإبداع ويطفوا على سطحها ..

      أستاذ عبد الرحمن ... أصدقك القول .. أنت أديب وحسب !

      تعليق

      • عبد الرحمن محمد الخضر
        أديب وكاتب
        • 25-10-2011
        • 260

        #4
        أستاذة لينا
        دائما أتعلم .... ومنك سأتعلم ... أشكرلك بذخ المديح ........... أرجوتكرمك بالمرورعلى عروضي الأخرى في " إعرض نصك للنقد " كل تقديري

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          لا أدري لمَ تذكّرت هنا قيسا عندما جاء يطلب نارا..!
          مازالت نصوصك تدهشني أخي الكريم..
          السطور الأولى للبداية رائعة حقا ..
          و مازلت لا أفهم سر اعتمادك على التكرار..
          هل هو تقنية تتعمّد استعمالها ؟
          لأني لا أعتقد أنّ مردّها لإفلاس لغوي أو فكري ..لا ..
          هل تتعمّد إدخال القاريء في حالة من التشويش بكثرة الإستفهامات و التكرار؟
          لا أدري إلا أنّي أتمنى لو يلتفت النّقاد إلى نصوصك فهي تستحق حقا ..
          هذا ليس نقدا..
          هي وجة نظر فقط.
          تحية و تقدير.
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • عبد الرحمن محمد الخضر
            أديب وكاتب
            • 25-10-2011
            • 260

            #6
            العزيزة : الأستاذة آسيا
            التكرار ليس هوالتكرار بالمفهوم المباشر... هناك معنى لايجد تشكيلته إلا في تكراره ... ذاك خيار للكاتب بين خيارات عدة . لكننا أحيانا ولخلق صورة ما ... أنت الكاتب تريدها لدى القارئ كما هي لديك .. أن تضعها بين يديه ناضجة عند المستوى الذي تريده أنت ليطعم هوماتتذوقه أنت لا أدري هل أوصلت ماأريد
            بالمناسبة " ثلاث ليال إبتدائيات للحب " كتبتها في 2003م . وبين يدي الآن كتاب عن عصورالأدب الألماني إشتريته من بائع كتب على الرصيف وليس من مكتبة ..... بالتأكيد أن أحد القراء القدامى باعه لمتعهد الرصيف هذا ليأكل شيئا بقيمته
            وفيما يتعلق بضرورة أو القيمة الفنية التي ستكون لازمة في التكرار سأقتبس لك هذا المقطع الصغيرجدا من مسرحية فولفجانج بورشرت " خارج الباب " والتي يحاول أن يفسرفيها فنيا حال الالمان العائدين بعد العالمية الثانية وهو من أدباء ألمانيا الاتحادية سابقا - وهاهو المقطع - :
            رجل يأتي من ألمانيا
            كان قد مرعليه وقت طويل بعيدا عنها . وقت طويل للغاية . ربما وقت أطول مما ينبغي . ثم يعود مرة أخرى . ولكنه يعود مختلفا تماما عما كان عليه عندما ذهب ....
            واحد من هؤلاء الذين عادوا إلى بيوتهم والذين لم يعودوا مع ذلك إليها . لأنه لم تكن هناك بيوت يعودون إليها . وأصبحت بيوتهم خارج الأبواب . ألمانيا بلدهم أصبحت خارج المنازل . ليلا تحت المطر. في الشارع . هذه هي ألمانيا بلدهم ( إنتهى المقطع )
            العزيزة آسيا : لن أتطرق إلى ذلك الحضورالذي زرعه فينا هذا الفولجانج بورشرت بتلك المأساة للألمان العائدين بعد الحرب - ( وكأن ألمانيا هي التي لم تجد ألمانيا لتسكن إليها )لقد نقلت المقطع كما هووبذات التنسيق من عالم المعرفة المشرف على الترجمة تأليف باربارا باومان .. وبريجيتا أوبرله وترجمة د0 هبة شريف ... لاحظي كم كرر مفدردتي الوقت والعودة وصفة الطول ومعاني الوقت والعودة طول الزمن من أجل استحضارتلك المعاناة فالوقت والعودة وهما كالبروتون والنيترون في ذرة الزمن هنا هما الثيمتان التي تدورحولها هذه المعاناة ..... بالمناسبة لم أكن بصددنصي لأنقده فذاك متروك للآخرين ..... أستاذة آسيا كم أنت متقدمة علينا في خلقك وكرمك عندما طلبت من النقاد أن يلتفتوا إلى هذا الكاتب الذي يراسلك الآن
            إستمتعت كثيرا بهذا الأخذ منك لأني لم أعطك شيئا ... ودائما أنت تبادرين وتتفوقين كل تقديري

            تعليق

            • محمد الصاوى السيد حسين
              أديب وكاتب
              • 25-09-2008
              • 2803

              #7
              ربما يمكن القول أننا أمام فكرة تشير برهافة إلى حالة الطفولة عندما تبدأ فى التفتح والإزهار ، حين تستعر الرغبة والنشوة فى اكتشاف الحياة بعيون المراهقة اليافعة المتحفزة للمغامرة والتجريب ، هذى فى رأيى هى الفكرة التى يقوم عليها النص السردى

              - ويمكن القول أن الكاتب قد اختار لمعالجة هذى الفكرة مشهدية الطفلين الأنثى والذكر فى قرية مازالت تتشح بروح البداوة والفطرة وهو الإيحاء الهام الذى يخدم الفكرة ، من حيث مشهدية القرية الخضراء اليافعة والتى تهب روحها أو بعضا من روحها الخضراء المتقدة لتنسرب عنفوانا ونزقا ومغامرة تنبض كلها فى وجدان الشبيبة الذين يدرجون إلى نيران النضج وجناته الواعدة فى خيالهم الأخضر الفتِى

              - والحقيقة أن القرية تستحيل عبر المعالجة الفنية للفكرة تحفيزا لحالة النشوة وعذوبة الهوى الأول حيث نتلقى هذا السياق كمفتتح

              - النسيم في ظلمة السحر كالقبل

              وهو التشبيه الذى يستحيل تعبيرا كنائيا عن حالة النشوة التى تسود وجدان بطلى النص الصغير حيث يستحيل الكون حولهما هوى ورغبة وعذوبة واعدة ، لكنها من جهة أخرى عذوبة ونشوة تحرق وتستعر فى النفس تماما كما تشتعل النار فى التنور

              - وهنا لابد أن نشير إلى رمزية التنور والنار ورمزية التكرار وهو التى تستحيل تعبيرا مجازيا عن استعار الوجدان بنار الأنوثة ونار الذكر كليهما ، وهما يتفتحان أمام بصائرنا يحترقان برغبة الاكتشاف وعذوبة التجربة والرغبة فى المعرفة والتى تنبع من الفطرة الإنسانية حيث يحن كل إلى نصفه الذى يكتمل بالذوبان فى وجوده

              - نحن هنا أمام رغبة خضراء تستعر حريقا فى كيان الفتى والفتاة لكى يمتزجا كيانا واحدا ، وهذى الرغبة العذبة الحارقة هى رغبة ضاغطة لا ترحم ولا تكاد تبقى ولا تذر ، وهنا تكون رمزية التنور الذى يستحيل معادلا جماليا لاستعار الوجدان واتقاده الدائم أى أننا أمام تجسد الاستعارة عبر مظهر حسى دال

              - وعلى هذا يكون التكرار عبارة عن دلالة على حالة تنفيس عن هذى النار ودلالة على حرقة الوجدان وضغط حالة الهوى الأول ورغبته فى أن يكتمل ويتحقق حتى ترتوى ناره الأولى الخضراء التى مازالت نارا بكرا تشتهى أن تحرق وتحترق
              - ربما هذا ما يفسر لنا فنية التكرار والتى تجلو لنا ذلك الثقل الضاغط على نفسى بطلينا الصغيرين حيث نتلقى سياق

              عندما تفج النار..... هل سأشاهد النار؟
              ستفج الناروتدور باللهب في جوف التنور وتشرق بألسنتها في عيني . كيف لن أرى النار في عيني ؟


              والسياق السابق والذى يقوم من حيث المعالجة الفنية على تيار النجوى الداخلية يقدم لنا بجلاء هذى الدلالة دلالة الوجدان المثقل برغبته فى الآخر والتى تسعر نارا تتجلى برمزية فى نار التنور التى تواعد الحبيبان على اللقيا فى حضوره وكأنهما يريدان أن يزاوجا بين نارين نار ظاهرة هى نار التنور ونار خفية تحرق أفئدة غضة صغيرة

              -وهى بالطبع مشهدية جلية دالة نتلقاها عبر المعالجة الفنية تجعل الحياة من حول البطلين وقد استحالت صدى لما يكابده الوجدان وهى فنية تستحق التقدير من حيث المعالجة وذكاء الإيحاء

              - لكن هناك ملاحظة هامة على هذى المعالجة الفنية وهى أنها بدلا من أن تقف على فنية هذا الإيحاء ورمزية دلالة النار وسلاسة تاويلها وكونها معادلا دلاليا وجماليا لاستعار الوجدان بدلا من ذلك خطت خطوة أخرى حيث اتجهت لمحاولة إنتاج تجربة صوفية ما، أو إلى محاولة إنتاج خيط دلالى أعلى من ذهنية الطفلين ، فنحن نتلقى هذا السياق

              سألتني وهي تحترق : ولماذا لم تأت البارحة ؟ . أتيت بين الأذانين ومن الأذان إلى الأذان لم تطلع النارمن تنوركم . قلت لها بين شوق واعتذار . بل كنا النار وأنا إلا أنت .

              أو كما نتلقى هذا السياق

              تعال الليلة . أمي وأبي لايجتمعان ليلتين متتابعتين .
              وكأن كل شيئ زال من محله . الأشياء كلها غيرالأشياء . وأنا لست ذلك الأنا . أنا شيئ جديد غيري أنا . نعم هاهي هي هي عند التنور


              وهذان السياقان كما هو جلى ليس من السهل أن نتلقاهما على أنهما من إنتاج ذهنية الطفلين اللذين يدرجان إلى المراهقة ، ولاع عبر لغة طفلين صغيران يتكلمان بهذى الحيرة والقلق الوجدانى الموغل فى الفلسفة ، هذان السياقان يقدمان لنا ربما لغة متصوفة عرفوا الوجد والحب والحقيقة والباطن والحلول والاتحاد وغيرها من تراث المتصوفة وأدبياته ووجدانه العميق الخاص

              - فى الحقيقة أرى أن هذا الخيط الدلالى لا يخدم النص ويؤدى إلى ارتباك المتلقى وتشوش رسالة النص الفنية الذكية التى استطاعت أن تقدم لنا فكرة الطفولة وعذوبة تحولاتها عبر لحظة فنية حرجة وعبر وجدان شفيف يستعر بناره ورغبته

              - لكن هذى الطفولة تتحول أمامنا عن لسانها إلى لسان الكاتب نفسه فنسمع لغة فنية أعلى من من لغة الطفلين اللذين كنا قد كونا عنهما مشهدية أخرى تتجلى فيها القرية كيانا حيا ينسرب فيه حسهما ويحس بنارهما فتكون كأن ناره انعكاس جلي لما يكابدانه من ألم ، هذه الرمزية الجميلة لم تكن بحاجة إلى معالجة تنحو نحو هذى اللغة الكثيفة المتشحة بنفحة صوفية لا تناسب تكوين الأطفال الذهنى ولا الوجدانى فى السياقين السابقين

              ربما من حيث البنية اللغوية لى هذى الملاحظات

              - وكأن كل شيئ والصواب شىء
              - سأصوم عطوفا يا أماه حيث لا تبدو علة نصب عطوفا
              - يتدثران بالثمام ربما أجد أن الثمام هنا لفظ معجمى يعوق من حيث غرابته سلاسة التلقى وكان من الممكن تكثيف فكرة بداوة القرية عبر لفظ آخر أكثر سلاسة

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحمن محمد الخضر مشاهدة المشاركة
                العزيزة : الأستاذة آسيا

                إستمتعت كثيرا بهذا الأخذ منك لأني لم أعطك شيئا ... ودائما أنت تبادرين وتتفوقين كل تقديري

                ربما في مجالات أخرى لكن..
                في مجال الأدب يكون العطاء و الأخذ ..معا ..

                شكرا لك أخي الكريم ...
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                يعمل...
                X