السامول
منذ أن تخرجَ من الجامعة، لم ينظرْ إلى خريطةِ وطنِه،
اليوم سمعَ في الأخبار، أنّ خطراً، يتهددُه،
نظرَ إلى الخريطة، لم يجدْه عليها،
"تلك الدولُ مازالت تحيطُ به، فأين ذهب... ؟!"
فتشَ عن مُكبرٍ، لم يجدْ...
فخطفَ النظارةَ عن وجهِ جدتِه
صوّبَها مكانَه على الخريطة،
وجدَ رجلاً يحفرُ حُفراً، ثم يرمي الناسَ بها،
ركّزَ نظرَه، شاهدَ جدَّهُ،
وقد انحنى، يفتشُ بين الركامِ عن بقايا نظارتِه،
نادى : "جدتي، تعالي، انظري مَن هنا!"
صاحتْ به: "رُدَّ حالا إليّ نظارتي!"
اقتربَ أكثر
أشارَ له جدّهُ بظاهرِ يدِه: "ابتعدْ!"
زادَ فضولُه...
اقتربَ أكثر...
كسرَ الحفارُ نظارةَ جدتِه.
.............................
معـاذ العمـري
تعليق