ليلة السبت !
مَنْ حدّث الشمس عن بَدرٍ ونجماتِ!؟
مَنْ ناقش الصبح في فوضى المساءاتِ!؟
وذوَّبَ الثلج في حضن الشتاء!؟، ومن
أذاع لليل أخبار النهارات!؟
مَنْ صبَّ في مسمع الإلهام أمسيةً
للشِعْرِ والذوقِ في أقصى المسافاتِ!؟
مَنْ شرَّد الأمنَ مِنْ قلب الغزالة مذ
أوحى لها باهتمامات الغزالاتِ!!
مَنْ أوقدَ النار من حول الفراشة ، هل
تقوى على النار أجنحة الفراشاتِ!؟
مَنْ أيقظ الرمز!؟ مَنْ أذكى فراسته!؟
لطالما احترتُ في تلك الفراساتِ!!
فراسةٌ لم تزل تقفو خبيئةَ من
ألقى على مِشْجَب الماضي الخبيئاتِ!!
لكنّها كلّما صحّتْ ، رأيتُ لها
على الخبيئاتِ فضلاً بالخبيئاتِ!!
حتى أتتْ ليلة السبت التي مَسَخَتْ
ملامحَ الحِلم من وجه الصباباتِ!!
في ليلة السبت قالت للحماقة ما
تُلقى الحماقات إلاّ بالحماقاتِ!!
وأسفرتْ عن فؤادٍ نبضه هَدَرٌ
وعن ظنونٍ وقد باءت بخيباتِ!!
وعن سجل المواثيق التي كُتبتْ
بريشة المكر ، مسوّد الوريقاتِ!!
واغرورقتْ عينها حُزْناً ، فقال لها:
وفي الذي قال إحساس النداماتِ!!
أمّا وقد أشرف الحبُّ الكبير على
هذي النهايات ، مَوْتي في النهاياتِ!!
وما على مثلها لومٌ إذا طَفقتْ
عليه مسحاً بآهاتٍ ودمعاتِ!!
يكفي ، وما قلتُها كاليوم محترقاً
كأنها توبةٌ تمحو الخطيئاتِ!!
وقال في نفسه : خيراً صنعتَ بها
فهاهي الآن هاجتْ كالجِمالاتِ!!
وهاهي الغيرة البيضاء قد نبتتْ
في قلبها!؟ ، عشتِ يا أحلى النباتاتِ!!
وعاد للحيرة الكبرى يفتّشُ عن
بعضِ الإجاباتِ عن تلك السؤالاتِ!!
حامد أبوطلعة
1432/12/2
1432/12/2
تعليق