تم الحذف القصة
تم الحذف
تقليص
X
-
يمكن القول أننا أمام نص نثرى يحمل رسالة اجتماعية هامة وهى ذكورية المجمتع وما ينجم عن هذى الذكورية من أثر على الحياة وما يعتمل فى المجتمع من تسلط هذى الذكورية
- يمكن القول أيضا أننا هنا على مستوى الفكرة نتحرك فى فلك الفكرة العامة حيث تدور الأفكار الرئيسة التى تشكل فى مجملها بنية الفكرة فى مجال دلالى نعرفه وتلقيناه قبلا ويمكن تحديده فى فكرة ذكورية المجتمع وقهره للأنثى
- بمعنى أننا لن نجد هناك مغامرة كبيرة على مستوى الفكرة التى تختاار أن تعيد إنتاج ذات الخطاب حول ذكورية المجتمع أى أننا سنجد السياق السردى يتجه لفكرة صدمة الأب من ولادة البنت ، عدم ثقة الرجل الطالب لزوجة فى عقل وقيمة عمل المرأة ، بل سنجد فكرة العجز الجنسى واتهام المرأة حتى لو لم تكن مسئولة وهى كلها بنية فكرية تلقيناه كما أشرت مسبقا ويكسب النص هنا من حيث قدرته على يتحرك فيما نعرفه ، لكن هذا لا يجب أن ينسينا أننا كان من الممكن أيضا أن نتلقى التجربة عبر مغامرة فى الفكرة أو محالوة إنتاج تفاصيل جديدة أخرى لم نكن نراها فى الفكرة العامة
- لكن هناك نقطة هامة فيما يخص الفكرة وهى أن المعالجة فى بداية النص استطاعت أن تقدم لنا عبر التخييل سياقا يحمل دلالة تراكم الوعى لدى الأنثى حيث نتلقى هذا السياق
" أخفيت وجهي آنذاك وأنا أشعر بالحزن الذي تسرّب إليّ عبر الحبل السرّيّ "
- حيث إننا فى السياق السابق أمام وعى الجنين الأنثى بما ينتظره فى الحياة ، حيث يستحيل الجنين هنا عبر التخييل إلى صورة نقية من تراكم وعى الأنثى عبر تجاربها المختلفة مع المجتمع الذكرى وهى التجارب التى تشف فيها بصيرة هذا الوعى إلى حد هذى الرهافة التى نرى فيها الجنين فى حالة الحزن والأسى وهو بعد لما يكن واعيا بصيرا
- فى الحقيقة هذى المعالجة وحدها كام يمكن أن تبقى قصة وحدها ،
أى كان من الممكن أن تكون هذى هى فكرة النص الرئيسة المتفردة التى يشتغل عليها ، لكن امتداد البناء السردى بعد ذلك فى عموميات الفكرة ربما جعل هذا الخيط الدلالى الرهيف الباهر يبهت قليلا ويعبر خافتا
- يمكن القول أن هناك نقطة هامة أخرى فيما يخص الفكرة وهى أن هناك " تجميعا " لمظاهر الذكورية وتكديسا لها فى سياق السرد فالبطلة التى تولد أنثى سابعة فى أسرتها تكون المصادفة أن كافة من يتقدم لها لا يصلح ولا هم له إلا مرتبها أو شراءها كامرأة للطهى والطبخ ، ثم حين يأتى الحب يكون الحبيب عاجزا جنسيا ، بما يجعلنا أمام امرأة واحدة تكابد كافة مظاهرة الذكورية بمناحيها المتعددة من رفض الوجود إلى العجز الجنسى
- والحقيقة أن هذا التجميع لمظاهر الذكورية لتصب فى بؤرة شخصية واحدة لا يخدم النص بل يجعلنا ببساطة أمام شعور بالافتعال يشوب المعالجة الفنية خاصة أن الفتاة هى وحدها دون إخوتها لم تتزوج بينما تتزوج أخواتها كلهن ، بما يجعلنا أمام إيحاء أنها وحدها حالة خاصة تختلف مشكلتها عن مشكلة الأنثى المقهورة ، لذا كان على النص فى رأيى أن يوزع بنية الفكرة على إناث النص ، فرؤية الأخوات يكابدن ربما عنوسة ما يجعلنا على سبيل المثال أمام امتداد للفكرة وانتشار أفقى لمظاهر الذكورية والنظرة للأنثى ،
- وهذى النقطة تحيلنا إلى فكرة العنوان فالبطلة هى الثالثة عشر بعد ست فتيات وستة أزواج لأخواتها بما يجعل الأسرة كلها فى كفة وتعيش حياتها المختلفة بينما البطلة فى كفة وحدها معزولة لا ندرى لعنوستها أم لأنها تواجه قدرا خاصا وهى الذى يحيلنا لسؤال هام لماذا تواجه هذا القدر دون أن تكابده أخواتها الإناث مثلها ؟ ولماذا يكون الأزواج كذكور لأخواتها فى كفة الموازنة بين حضورها وحضورهن
- ربما تكون دلالة الرقم التراثية على الشؤم إذن ؟ هى التى تجعل بطلة النص تحاول أن تفسر بها عنوستها وابتلاءها ، لكن هذى الفكرة تجعلنا أمام أنثى غير واعية مازال عقلها يدور فى فلك الخرافة وثقافتها وهو المظهر الذى يتنافر مع حالة الوعى العامة التى تمتاز بها بطلة النص حين تختار من بين من يتقدمون لها بل تتنافر أمام مشهدية الجنين الذى كان مدركا لقدره فى مفتتح النص
- لذا أرى أنه من حيث المعالجة الفنية فإن الفكرة التى قام عليها العنوان ودلالتها على ثقافة الخرافة ربما تكون قد أضرت بالفكرة العامة التى حاول النص أن يقدمها لنا حيث وعى الأنثى وبصيرتها التى تكابد الذكورية وقهرها
- فيما يخص التخييل ، نحن أمام لوحات جمالية باهرة فى هذا النص مثل سياق الجنين الذى نراه واعيا بصيرا ، كما نتلقى سياق " عيناها تقطران جمراً من دمع وكأنّها تحمل عاراً هو من زرعه في حقولها الخصبة.
" وهو السياق الذى يرسم لنا صورة للأم المقهورة لكنه القهر الذى نراه على شفا الانفجار فالدمع جمر وليس مجرد قطرة كسيرة مهزومة ، فنحن هنا أمام التخييل الذى ينداح أثره الجمالى إلى ما هو أبعد من مجرد الصورة الفنية إلى رسم الجو النفسى الخفى فالجمر يدل برهافة على حالة الغضب والاحتراق الداخلى التى تكلل مشهدية البكاء الذى يبدو فى ظاهرة انكسارا وهويمة بينما يحتضن الثورة التى تتحرق جمرا
- كما يتجلى لنا فى اللوحة السابقة كيف أن السرد يقدم عبر النعت " حقولها الخصبة " كيف يقدم لنا انحيازا فنيا دالا تجاه براءة الأنثى وقدرتها على أن تكون أمَّا تماما كما هى الحياة من حولنا حين تهب ثمارها الطيبة ، بما ينشر ظلا من إيحاء رهيف هو أن الخصوبة فى السرد هنا محاصرة متهمة لأن البطل الأب يفرض عليها شروطه الخاصة فهو يريدها خصوبة تهب له ثمرة مشروطة بما يريده هو ، والأنثى كالحياة ليست كذلك وهى الدلالة التى يمكن ان نتلقاها برهافة أمام فنية المنعوت " حقولها " وهى الفنية التى تحيلنا إلى دلالة الأنثى الحياة فى آن واحد
-
-
استاذي الكريم كنت انتظر تعليقك على النص ،ووضعته لاني كنت أحسب أن في تعدد الأفكار خطوة جيدة لصالح القصة وكانت هناك أكثر من ملاحظة من قبل الزملاء فالقصة تحمل أكثر من فكرة تصلح كل منها لموضوع ربما غروري وإعجابي بها جعلني أتمسك دون أن أحذف منها ،لكن حين تُوجت القصة بنقدك البناء وقراءتك الهادفة عدت من جديد إلى النص
أضعه من جديد وأمل أن أكون قد استفدت من ما قدمته لي من نصائح معتذرة منك إن أخذت وقتا من حضرتك شاكرة إياك على جهودك طامعة في وقوفك مرة أخرى
شكرا لك
الرّقم ثلاثة عشر
قدّما الأضاحي والدّعوات كي يأتي الطّفل المنتظر بعد ستّ فتيات، قاما بكل
مايلزم،فاتبعا النّصائح الشّعبيّة والطبيّة، واجتنبا الكثير من الأطعمة
التي توصّل إليها الطبّ لتحديد جنس المولود.
في النهاية فرّت شفاه الطّبيب عن ابتسامةٍ خجولة وهو يلتقطني عبر جهاز التّصوير،
أخفيت وجهي آنذاك وأنا أشعر بالحزن الذي تسرّب إليّ عبر الحبل السرّيّ.
خرجا من العيادة، هو يمشي بسرعة ورأسه في الأرض وهي وراءه ،عيناها تقطران
جمراً من دمع وكأنّها تحمل عاراً هو من زرعه في حقولها الخصبة.
وجئت نتيجة خطأ ما، هكذا قال أبي فأمّي لم تتّبع الحمية المخصّصة لتحديد جنس المولود.
وكنت الطّفلة السّابعة وسط حزن عانق القلوب، الطّفلة المنبوذة لأنّها طفلة
بفارق تاء فقط في اللّغة.
كانوا دائماً يخبرونني ضاحكين كيف هجر أبي أمّي لأشهر بعد ولادتي فأضحك
باكيةً على أنوثتي كما لو أنّ والدي كان ينتظر معجزة ما
.لطالما كانت نظراته ترهقني كلما همى شعري الغجري الطويل على ظهري أو أطلت ركبتاي من تحت تنورة قصيرة ،لطالما هربت من سوط كلماته التي يجلد بها روحي المتعبة فأهروب إلى عيادتي أخذ جرعة من الراحة .
لطالما تضرعت للرحيم أن يأتي يوم خلاصي وجاء ذلك اليوم ففي عيد ميلادي
حضر مع زوج أختي صديق قديم له التقاه مصادفة وهو ينتظر سيّارة أجرة،
وما كان منه عندما أوصله بسيارته إلا أن دعاه إلى فنجانٍ من القهوة ، وفور
دخوله من الباب التهم وجهي بنظرة دافئة ،كدت أصرخ في داخلي :
هذا هو
إنّه هديتي .
اعتذر خجلاً حين وجد نفسه في حفل عيد ميلاد لشخص لا يعرفه، في حين دعوت
أن يكون هو الرّقم أربعة عشر لتُختتم القائمة به.
كنتُ أحيطه بنظراتي وأنا أهمس لنفسي عليّ أن أفعل كما قالت صديقتي:
سأتصيّده وأوقع به.
المشكلة أنّي لا أستطيع وبهذا العمر أن أقوم بحركات الدّلع ففي حركات كهذه
إهانة لشخصي وخصوصاً أمام أخواتي ، وبرغم استنفار حواسي بقيت كما أنا .
حين أخبرنا أنّه مهندس، همست في داخلي رائع إنّه طلبي .
كان أجمل هدية في عيد ميلادي إذ استطاع أن يتشرّب بحضوره البهي إلى حياتي ,
كلّ النّقمة التي كادت تلتهمني وتتفجر في وجه أبناء أخواتي الصغار, وهم
ينثرون فُتات الحلوى في كلّ مكان .
و غادر معتذراً للمرّة الثانية عن هدية لم يحضرها , دون أن يدرك أنّه كان أغلى هدية.
هي باقة بيضاء تدخل بدل مريض في موعدٍ مسبق ويطلّ هو من وراءها .
بقيت للحظةٍ على كرسي الدّهشة ،كدتُ أصرخ أهذا أنت ؟ لم أكن أدرك أن
لعينيه كلّ ذلك التّأثير على قلبي لم أستطع إخفاء ضحكتي المجنونة به عندما
قبّلتني عيناه العسليّتان .
كما" أليس في بلاد العجائب" وجدت نفسي في بلاده، كيف وصلت؟ كيف انزلقت
إليه في لحظة خدر؟
وعندما فتحت عينيّ وعانقتني روحه ازددت ثملاً،لم يكتف بإعطائي كأسِ هواه بل
حقن أوردتي به، وطوّقني بسلاسل لهفته وفي كلّ لحظة أحاول فيها أن أستردّ
روحي منه أراه يضمّها بقوة، وتخونني قدماي فأسقط أكثر، ولأنّه مثل الماء
يحيط بي من كافة الجهات يسحبني نحو قاعه وأكاد أموت غرقاّ، بعصاه السحريّة
يحوّلني إلى حوريّة لا تستطيع الحياة إلا في محيط روحه.
هو يوم زفافي الذي انتظرته عمراً ، أدخل القاعة كعروس أسطورية أتأبّط
ذراع رجل أحببته وتصدح أغنية لطالما حلمت بها..
طلّي بالأبيض طلّي ، يا زهرة نيسان ..........
طلّي يا حلوة وهلّي بها الوجه الريّان
وأميرك ماسك إيديك، وقلوب الكلّ حواليك ....
.والحبّ يشتّي عليك ،ورد وبيلسان .. طلّي بالأبيض طلّي.. يا زهرة نيسان ..
انتهى الحفل وأنا الفرح ذاته, وهناك حين جمعنا ذلك المساء سقف من حبّ,
ارتعدت أوصالي وغدوت غير قادرة على التفكير، وكأنّ الحياة توقّفت عند هذه
اللحظة الّتي أغلق فيها الباب ..وكأنني به انفصلت عن العالم الخارجي،
ووقفت أمام قدري كعصفور صغير، أحاول إخفاء تلك الهزة التي اقتحمت جسدي
وهو يقترب مني، وأنا أهمس لنفسي:
ماذا سيحدث لي؟ هل سيرفق بأنوثتي؟.
في كلّ خطوة كان يخطوها كنتُ أشعر به وكأنّه يخطو على قلبي المضطرب.
ابتسامتهالدّافئة هي نفسها لكن مع بريقٍ قلّما لمحته، أتراه بريق الشّهوة؟
من بين ثقوب الطرحة البيضاء التي أسدلتها كي أخفي جمرة وجنتي تعانقت أعيننا, ومن تحتها امتدت أصابعه السّمراء ملامسة أصابعي النّحيلة ، تناولها
وأخذ يقبّلها بلهفة، ثم أخذ يلتهمها واحدة تلوى الأخرى , أكان يلتهمها أم
ينفث فيها ترياق اللّهفة أكان يلتهمها أم يلتهمني؟.
خدر اجتاح قدمي .. كدت للحظة أرمي بجسدي على صدره هامسة في أذنه..
لم أعد
قادرةً على الوقوف ، لكنّه أحاط جسدي بكلتا يديه, ولثم وجهي بنارٍ تنينيّة
خرجت من جمرة شفتيه لتذيب ثلج وجهي.
أغمضت عيني وهو يُنقّب في عنقي عن كنزٍ ما يلامس أذنيّ ويتمتم لي بكلمات
تصل متقطعة إلى أذني وسط تسارع أنفاسه المحمومة.
عن جسدي ينزلق ثوب طهارتي , ومع جسده أتّحد في كينونة واحدة، أذوب بين يديه
في خطواتها المتعثرة بتضاريس جسدي الأبيض، وفي اتّحادنا معاً يقف مندهشاً
من فشله في اقتحام حصوني.
كغريقٍ يرتمي جانبي بأنفاسٍ هادئةٍ وعيون محدّقة في السّقف، أحاول مدَّ يدي
المشلولة إلى جسده فيردعني صمته، هو صمت المقابر الكئيب يجثو ثقيلاً
بيننا، وكثور هائج يثور في فراشي من جديد ليثبت لي فحولته .
أرتعدُ خوفاً من رجلٍ اقتحم فراشي .. يشبه الرّجل الذي أحببت .
ومن جديد وأمام أنوثتي يخلع ثوب العواطف والحبّ, ويبقى بجسدٍ بهيمي مبتغاه
إثبات رجولته.
من فراشي يخرج رجل يشبه الرّجل الذي ربطتني به وثيقة .
على حواف القهر أسير إليه وأنا أرمي ثوب الشّيفون الأحمر على كتفي، أجد
مقعداً لي في أحضانه، أحيطه بشوقي، آلفه بيدي وأجمع بين يدي ما تبقى من
أمل لأنثره من جديد.
تتعلّق عيناه بالفراغ وتتجمّد الكلمات على شفاهه، أبحث في حنايا الرّوح عن
كلماتٍ من عطرٍ تنسكب بلسماً لقهره فلا أجد، أفضّل الصّمت، وأحنو إليه
أرشُّ قبلاتي فيدفعني عنه بقسوة وأسقط لتحتضنني الأرض.
بين لحظة وأخرى يثور يمسك بي كدمية ويرمي بي أمام سطوة تزول كالبرق
ويعقّبها أنينٌ ودمعةٌ مكابرة تسقط خلسة.
أمدُّ يدي البيضاء فيردعني، أسكبُ حبّي في إناء قلبه فيرميه، يكفيني أن
تكون بقربي ،سأكون معك فالطبّ وصل لعلاج حالات كهذه ولن يدخل ابن امرأة
في خصوصيّتنا ،لكن لا تبعدني عن قلبك.
يتحول شهر العسل إلى شهر من العلقم، وتبدأ مرحلة من الغيرة القاتلة، من
الشك المميت، ساحباً من تحتي بساط الثقة الواسع الذي مدّه ذات يوم.
بطرف عينيه رماني حين دخل وكانت أجهزة التحكم بالتلفاز بين يدي، انتزع الأجهزة
بطريقة هستريّة وعاد إلى المحطّات البريئة التي كانت قد استوقفتني .
وحين أحضر سلاسل الشك لتقييدي رفضت وخرجت من قصرٍ كاد يقتلني بفخامته مدةثلاثة أشهر من الصّبر، إذ عليّ أن أكتب على باب مكتبي للنّساء فقط ،ألا
أبتسم ،ألا أهتم بنفسي ،أن أكون خيالاً في هذا العالم لا أكثر.
وعدت إلى ركني هناك في بيتنا وأنا ألعن نفسي لأنّي لم أكن" نبراس" الصّبي
الذي أراده والدي أن يكون.
التعديل الأخير تم بواسطة وسام دبليز; الساعة 05-12-2011, 15:11.
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 71933. الأعضاء 4 والزوار 71929.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق