تحياتى البيضاء

يمكن القول أننا أمام محاولة شعرية تدل على شاعر بحق ، الفكرة فكرة عذبة تعبر عن حالة الحنين والوجد للحبيبة النائية ، والعاطفة على مباشرتها نحس بحالة الصدق التى تكنزها وتفوح من ثناياها ، لكن المعالجة الفنية التى هى المصهر الذى تنسبك فيه سبيكة التجربة الشعرية ويذوب الفكر فى الوجدان ، هذى المعالجة الفنية بحاجة للكثير من المران والدربة والممارسة ، فهناك الحاجة لضبط البنية اللغوية حيث ظهر خطاب المؤنث بإظهار الياء مثل " رحلتى" والصواب بالطبع " رحلت " ، كما أن البنية الموسيقية غير جلية وتميل إلى التأرجح بين إيقاع النص النبطى وإيقاع النص الكلاسيكى وهذى ليست المشكلة لكن المشكلة هى ضبط البنية وحسمها تجاه فنية واحدة تعبر عن الفكرة والوجدان ، ثم الصورة الشعرية التى على جمالها ودلالتها على خصوبة الروح الشاعرة يظلمها اختلال عناصر المعالجة الفنية وصياغتها التى لاتزال بحاجة لجهد حتى يتمكن الفكرو الوجدان اللذان تلقيناهما فى هذا النص من التحليق والتعبير بروعة أكثر وإبداع أعمق وأشف ، والحقيقة أن النص واعد بشاعر متميز لو اشتغل أكثر على المعالجة الفنية عبر القراءة والنشر والممارسة الأدبية للكتابة بما يصقل الموهبة ويجلو التجربة الشعرية الصادقة