نصوص تحت الضوء

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سلام الكردي
    رئيس ملتقى نادي الأصالة
    • 30-09-2010
    • 1471

    نصوص تحت الضوء

    نادي الاصالة للإبداع الأدبي
    بالتعاون مع الإدارة الأدبية للمركز الصوتي في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب

    يقدم برنامجاً نقدياً بعنوان"نصوص تحت الضوء"
    يعني بإلقاء الضوء على النصوص الأدبية المتاحة للقراءات النقدية,وتقديم قراءات لها,تكون جادة إلى حد ما كبير
    ويتم التحاورحول تلك القراءات لا النصوص في المركز الصوتي.
    ذلك في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف من مساء الثلاثاء بتوقيت القاهرة
    يقدم البرنامج كل من:


    الأستاذ الناقد الكبير محمـــد ثـــلجي

    وســــــلام الكردي

    بالتعاون مع الاستاذ الشاعر والناقد الكبير صــــادق حــمزة مـــنذر,مدير الفترة الأدبية في المركز الصوتي

    وتعتبر الدعوة تلقائية لأصحاب النصوص المطروحة وللاساتذة النقاد الذين قدموا لها قراءات جادة,بينما الدعوة عامة لجميع الأخوة والأخوات الذين نسعد بتواجدهم وبكل تاكيد


    نــادي الأصالة للإبداع الأدبـي.
    التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 01-11-2011, 21:15.
    [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
    [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
    [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [COLOR=#0000ff][/COLOR]
  • سلام الكردي
    رئيس ملتقى نادي الأصالة
    • 30-09-2010
    • 1471

    #2
    الحلقة الأولى


    النص الأول : " أحببت فيك صراحة الصبار " للشاعر خالد شوملي

    قراءة محمد ثلجي


    بما أننا أمام منافسة لنيل لقب علينا أن نتحلى بالمصداقية والأمانة عند تناول المواضيع بغية تفنيدها نقدياً ولكي نتحلى بهذه الميزة يجب أن نخضع المواضيع للنقد بعيداً عن المجاملات والمزايدات .. ومن هنا سأعمل على تفنيد النص وتوضيح مكامن الجمال والإخفاق فيه ما أمكن .

    هذا النص الموسوم بــ " أحببت فيك صراحة الصبار " سنلاحظ أن العنوان مقتطع من أحد أبيات النص وهو البيت الأول . وهذه حقيقة مشكلة تواجه الكثير من الكتاب إذ أنهم لا يبذلون جهداً عندما يتعلق الأمر بعنوان النص ويعتبرونه خارج نطاق الأهمية .. مع أن الحداثة في الشعر تركز تركيزاً مهماً على طبيعة العناوين . ويمكن أن نشبه العنوان بشاخصة مرورية ترشد المارّة إلى الأماكن الصحيحة حيث يريدون الذهاب . من هنا كان لا بد من الاهتمام بالعنوان من قبل الشاعر مصاحباً ذلك الاهتمام بإحداث تغيرات ما عليه كــَ أن يكون مشفراً أو غارقاً في تجليه ورمزيته .

    أحْبَبْتُ فيكِ صَراحَةَ الصّبّارِ
    وَبَراءَةَ الصَحْراءِ وَالنُّوّارِ


    نلاحظ أن الشاعر في هذه البيت اعتمد كلياً على الانزياح في الشعر وعلى وجه الخصوص ما يسمى بالاستعارة التنافرية . صورة بلاغية تقوم على الجمع بين متنافرين لا علاقة جامعة بينهما لتحقيق غرض شعري ذا دلالة. لكني أرى أن الشاعر لم يوفق أبداً في الجمع بين المتنافرين .. فما علاقة الصبار بالصراحة!! وأظن الصبار يُعنى أكثر بالوحدة بالتحمّل بالقوّة والجلد . أمّا الصراحة فليس ثمّة معنى صريح أو خبيء في نهاية الأمر يعمل على التدليل بشكل ما على الصورة المجترحة من الجملة المركبة تنافرياً . وقس على ذلك براءة الصحراء .. فالصحراء ليست بريئة لأنها على الأغلب مكاناً موحشاً نظراً لطبيعتها المناخية وصعوبة الحركة والعيش فيها. ومن هنا أجد أن الشاعر لم يوفق أبداً في التعبير المجازي المستخلص من البيت الأول خاصة مع أهمية القول أن الشاعر لم يبذل أيضاً جهداً بالاستعانة بالدلالة الصحيحة لإبراز عامل الدهشة والقوّة بدلاً من الاعتماد الكلي على الارتجال لحظة الكتابة.


    حَتّى السّكوتُ على شِفاهِكِ حِكْمَةٌ
    فَالشَّمْسُ تُكْسَفُ في ذَرا الأقْمارِ


    يعني لا أجد أبداً علاقة بين السكوت والذي شبهه الشاعر بالحكمة وهذا جيد وجميل وما بين كسوف الشمس . فليس من واقعية في التخيّل والتشبيه . وليته أبقى كل بيت منفصل عن الآخر ولم يربطه كدلالة أو تشبيه . فالنهاية ضعيفة والفكرة بعيدة عن الواقع . مع أهمية أن التخيّل في الشعر يجب أن يقوم على احترام الواقع من خلال طبيعة الجمل المركبة وعلائقيتها مع بعضها لكي لا ندخل بما يسمى الهذر والكلام لمجرد الكلام. وحتى لو فرضناً جدلاً أن المعنى المراد قوله هو أن : السكوت على شفاه المحبوبة هو أشبه بحكمة، بدلالة الخشوع والعظمة . مستدعياً لنا صورة واضحة وهي ظاهرة كسوف الشمس . فليس من معنى جميل يستخلص من هذا الربط والاستدلال .. وحتى لو أجزنا ذلك من باب الشعرية . فأنا أرى أن لون الصورة جدّ غامق وثمة ضبابية وإبهام يحوزان المساحة الأكبر من هذا الربط .

    وَكَرامَةُ الثُوّارِ فيكِ تَشُدُّني
    نُبْلُ الْفِداءِ وَرَمْزُ كُلِّ فَخارِ


    لا يوجد شعر حقيقي يشدّ القارئ في هذا البيت غير كرامة النّوار هذا التعبير المجازي الجميل ولكن باقي البيت وما يليه أضعفه كثيراً وقلل من أهميته .

    الليْلُ زَيّنَ شَعْرَهُ بِنُجومِهِ
    وَأنا أُكَلّلَهُ شَذا أشْعاري


    في قَهْوةِ الْخَدّيْنِ سُكَّرُ فَضَّةٍ
    وَفَمُ الْقَصيدَةِ جَمْرَةٌ مِنْ نارِ



    وَالشِّعْرُ مِثْلُ الْغَيْمِ يَحْمِلُهُ الْهَوى
    حُرّاً يُحَلّقُ فَوْقَ كُلِّ جِدارِ


    لا أدري كيف تم ربط تحليق الغيم بعد حمله من قبل الهواء فوق الجدران .. ولماذا الجدران؟ هنا يدخل ما يسمى في النقد التكلف والصنعة غير المتقنة . فهما عنصران يحضران في الشعر الحديث ولكن بشروط أهمها أن تكون الصنعة على مستوى عالي بعيد عن الخضوع للقافية أو الوزن .. وإذا ما حصل ذلك فهذا سيضعف من بنية البيت وبالتالي من الصورة الكليّة الحاضرة.

    يَعْلو وَيَرْقُصُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِنا
    مُسْتَهْزِئا بِالْقَيْدِ وَالْأسْوارِ


    هذا البيت يكمّل الذي سبقه في المعنى .. والمعنى جميل في نهايته مع أن كلمة جدار في البيت الذي يسبقه وكلمة أسوار تحمل نفس المعنى على الأغلب .. والتكرار هنا تكرار في المعنى وليش في اللفظ وهذا غير محبب في الشعر الحديث خاصة إن لم يكن ثمة مساحة في اتجاهٍ عمودي لترك الانطباعات والإحالات تأخذ مجراها على الذائقة .

    ذِكْراكِ لَمْلَمَتِ الْفُؤادَ فََقَشُّهُ
    هَشٌّ إذا لَمْ يَحْتَرِقْ بِشَرارِ




    فَاسْتَيْقِظي حُلُماً يُبَشّرُ بالنّدى
    بِرَبيعِ حُبٍّ مُزْهِرٍ مِعْطارِ



    رُشّي رَذاذَكِ فَوْقَ صَدْرِ حُقولِنا
    فالشَّوْقُ مِثْلُ الشَّوْكِ والْمِسْمارِ

    بيت جميل رغم بساطة النظم وعفويّة اللغة والمعنى .. فالشاعر أراد أن يقول بشكل صريح أن الحب يتخلله ألم وأحزان نتيجة الصد والبعد والفراق وما إلى ذلك .. المعنى دارج ولكن الصياغة جاءت بثوب جديد وجميل.

    لا تَطْرُقي الأبْوابَ في وَجْهِ الْفَتى
    ما كُنْتِ قَدْ غادَرْتِ قَلْبَ الدّارِ



    هَيّأْتُ روحي لِلشّتاءِ فَما أتى
    مَطَرٌ يَفيضُ هَوىً عَلى أشْجاري


    كَمْ تُهْتُ مُتَّهَماً بِحُبِّ سَحابةٍ
    بَخِلَتْ عَلى الْبَيْداءِ بِالْأمْطارِ


    وَلَمَحْتُ نَحْلَتَها تُغادِرُ رَوضَتي
    يا لَيْتَها حَطّتْ عَلى أزْهاري


    وَعَزَفْتُ ذِكْرى الْحُبِّ مِنْ وَجَعِ الصّدى
    كَمْ آلَمَتْ ألْحانُها أوْتاري


    هذي الْقَصيدةُ طائرٌ وَسَفينةٌ
    أنْتِ الْمَدى وَجَناحُهُ وَبِحاري


    بيت جميل جداً .. من جهة الاستعارة حيث وصف القصيدة على أنها طائر يحلق في المدى الذي أحاله على المحبوبة. وسفينة تشق عباب بحاره .. مع أنني أجد أن المفرد لا يتواءم مع الجمع أو يتماهى على أبعد تقدير .. فالمدى واحد والجناح واحد .. والبحار مجموع .. ولكن الشاعر اضطر لهذه التراتيبية خضوعاً للقافية.


    أبْحَرْتُ في لُغَةِ الْعُيونِ فَلَمْ أصِلْ
    في سِحْرِها لا يَنْتَهي إبْحاري


    ما أوْسَعَ الدُّنْيا بِمُقْلَةِ حالِم ٍ!
    هَلْ تَلْتَقي بِبِحارِها أنْهاري ؟


    وَكَمِ اقْتَرَبْتُ مِنَ الْقَصيدَةِ حائراً !
    ثُمَّ ابْتَعَدْتُ مُبَعْثَرَ الأَفْكارِ


    وَأَعَدْتُ تَرْتيبَ الْحُروفِ مُجَدّداً
    فَقَرَأْتُ ما بَيْنَ الرَّمادِ دَماري


    فَأَدَرْتُ نَرْدَ الشِّعْرِ أرْجو حَظَّهُ
    فَرَأَيْتُ بَدْراً ساحِراً بِمَداري


    وَتَأَرْجَحَتْ مُدُني عَلى أمْواجِها
    وَالْمَوْجُ عالٍ ساخِرُ الْأَطْوارِ

    تكرار رتيب في أحرف العطف وأفعال المضارع تتابعاً . وهذا يدل على ضعف في قاموس الكاتب وانحسارية لغته وعدم قدرته على جذب مفردات تغنيه عن عطف الجمل الشعرية على بعضها البعض لتحسين السردية في الفكرة العامة. والربط بين جزيئات الفكرة الواحدة. أو وحدة المعنى .


    وَتَغَوْرَقَتْ مُقَلي بِبَحْرِ دُموعِها
    قَلْبُ الطُّفولَةِ جاهِلُ الأخْطارِ


    إنّي غَرِقْتُ على مَشارِفِ حُبِّها
    وَتَحَطّمَتْ سُفُني مِنَ الْإعْصارِ


    إنْ مُتُّ حُبّاً فَالْحَياةُ جَميلةٌ
    يا إخْوتي لا تأْخُذوا بِالثّارِ


    " إنّي أُحبّكِ " لَمْ أقُلْها سابِقا
    لا لَنْ أبوحَ لِغَيْرِها أسْراري


    خَبّأْتُ أشْعاري وَكُلَّ مَشاعِري
    وَمُذَكّراتِ الْحُبِّ في آباري


    الأبيات الثلاثة منذ إن متّ أظنها تصلح لتكون مقالة عن الحب أكثر من كونها شعر .. فليس هنالك أي أهمية للمعنى ولا يوجد انزياح ولا تشبيه ولا جزالة ولا عنصر مفاجئة أو خروج عن نطاق اللغة العادية المستعملة من العامة والعاديين من الناس .. فأي واحد بإمكانه لو أتقن العروض أن يأتي بمثلها . إني أحبك لن ابوح باسراري لغيرك , إن مت لا تأخذوا بثاري من محبوبتي لأن الحياة جميلة بعد موتي !! , لم أفهم ما المقصود هنا!! خبأت أشعاري ومذكراات الحب في آباري !! وأين تكون هذه الآبار على الأغلب!! وحتى المجاز منه لا يصلح أن يكون كدلالة. فالآبار تنسجم مع الفيض والتجدد والظهور .. وهذا يخالف معنى البيت الذي وضّحته مفردة " خبأت " أي أرادها آسنة وغارقة في السكون.


    بَعْضُ الْكَلام ِ يُصانُ حَتّى يَهْتَدي
    ثَمَراً يَذوبُ على فَم ِ الْمُحْتارِ


    فَهَمَسْتُ ثُمَّ صَرَخْتُ ثُمَّ أعَدْتُها
    وَكَأَنّها تَحْلو مَعَ التِّكْرارِ

    بيتان جميلان جداً .. فيهما حكمة طفيفة وعذوبة تكمن للعشق العذري المصان من قبل العاشق والمعشوق.


    " إنّي أُحِبُّكِ " لَنْ أُقِرَّ لِغَيْرِها
    فَهِيَ اسْتَقَرّتْ في صَميم ِ قَراري


    قَدْ قُدَّ قَلْبي قَبْلَ أنْ دَقَّ الصّدى
    إنّي أُحِبّكِ أنْتِ .. أنْتِ خَياري


    في النهاية يمكن القول أن هذا النص على ما فيه من وضوح وضعف في الصنعة والتكريب فضلاً عن النهايات الكثيرة على ضمير المتكلم كــ قراري ـ خياري – آباري – دماري – إبحاري – أزهاري وغيرها من الكلمات . قد أضعف من القصيدة ككل وأدخلها في حيّز الشعرية الضيق جداً .. فاللغة بسيطة لأبعد حد والنظم اعتمد كلياً على الوضوح والخطابية دون التغلغل في متاهات اللغة الشعرية الحقة . تلك المجترحة من الخيال والمرتبطة بالذهن المشبع بالقراءات والمتابعات والتثقف ونبش التاريخ والماضي لإضفاء جوّ من الرمزية والاستدعاءات العميقة والتي تحثّ القارئ على التفكّر أمام النص والبحث أكثر عن مافيه من درر مخبأة في أعماقه التي لا بدّ أن تكون مكتنزة ومعبأة .
    التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 01-11-2011, 21:32.
    [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
    [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
    [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [COLOR=#0000ff][/COLOR]

    تعليق

    • سلام الكردي
      رئيس ملتقى نادي الأصالة
      • 30-09-2010
      • 1471

      #3
      القراءة النقدية الثانية لقصيدة " عيون المها " للشاعر ثروت سليم .

      قراءة محمد ثلجي

      الشاعر كأي مخلوق آخر ، له مشاعره وحواسه وأفكاره . أما خصوصيته فتكمن بقدرته على البوح بما تسرّ به دواخله أو تعلنه ، هذا البوح يدخلنا في جوّ شاعريّ وحسب ، ريثما تتدخّل الجعبة الملأى بالثقافة والفكر والتأمل .. ناهيك عن التخيّل والإغراق .. ليولد أخيراً الشعر بلغته الخاصة وانسجامه الكليّ مع السحر والانفراد باللغة ، المعنى والأسلوب. القصيدة التي أمامنا للشاعر ثروت سليم .. شاعر جميل له باع طويل في الشعر . قادر ومنكفئ على استخلاص الصورة وتطويع الفكرة داخل حيّز البيت الشعري الواحد ، يعتمد على الطبيعة والمحسوس في ريّه للمفردة قبل أن يغرسها في رحاب اللغة الفصيحة ويجمّلها بصورٍ مبهرة ، مضامين ملفتة وعبارات مركبة على طبق من خيال.

      القصيدة معنونة بعيون المها .. عبارة مشتقّة من مطلع البيت الأول .. حيث أرادها إذ ذاك واضحة وموجّهة ، على الرغم من أهمية الالتفاف على طبيعة الأشياء والتمويه المبسط لمزيد من الإقناع ولفت الانتباه خاصة في الشعر .

      في العنوان ثمة تلميح اعتمد كليّا على الترميز أو الاستعارة المكنية في عبارة عيون المها .. والمعنى المستخلص أن عيون محبوبته تشبه عيون المها ، وهذا غزل حسي دارج في قصائد كثيرة خاصة العمودية منها.

      عيونُ المَهَا.. ألقتْ عليَّ سلامَهَا
      فهيَّجَتِ الأشواقَ والقلبُ رامَها


      دخول خفيف لجوّ النص دون إمعان في المعنى وتشريق و تغريب . واضحة تماماً الفكرة ويمكن للقارئ العادي فهمها كما هي لو استثنينا الاستعارة المكنية بعبارة عيون المها .. وهذا حقيقة يبتعد مضموناً عن الشعر الحداثيّ مع بعض الاستثناءات كشعر المقاومة والغزل الحسي .. فهما يحتاجان أكثر للتصريح من حاجتيهما للتلميح وبالتالي الإيغال واصطياد الصور والابتكارات البديعة المبهمة نسبيّاً.

      وأخبَرَني الفنجانُ.. طعمَ شِفَاهِها
      فهَاجَ عبيرُ الفُلِ يَروي ابتسامَها


      بيت جميل جداً .. ودخول ما يسمى في النقد بالانزياح الإضافي وهو حصول اللامنتظر من خلال المنتظر . دلّ على ذلك عبارة أخبرني الفنجان .. حيث زاوج الشاعر بين عملية الإخبار بمعنى اللغه وبين الجامد وهو الفنجان مه أهمية القول أن هذا الزواج رغم كونه غير شرعي بيد أنه يتفق مع الخيال . أو جملة تخيّلية تحترم الواقع وتخضعه كمعنى دارج جاهز ومتعارف عليه . لأن الفنجان أو ما يتبقى فيه من البن أداة لقراءة الأخبار ومعرفة المبهم والمغيّب على الرغم من أنه مرفوض عقائدياً وماديّا . لكنّ ثمّة من يؤمن به ويعتقده من باب الاستسلام والضياع . مكمن الجمال في هذه المركبة هو ما جاء لاحقاً ،، لأن الشاعر أتبع هذه التخيّل الواقعي بما يعتقد به لزاماً كمذاق حسّيّ للشفاه .. مع تأكيدي على ضعف العجز استكمالاً للمبنى وليس المعنى ، لأن المعنى اكتمل كلياً في الشطر الأول ، أما الآخر فقد ألزمته به القافية.

      تُنادي بلا صوتٍ وفي العَينِ عَبْرَةٌ
      وقد سَمِعَ القلبُ الحنونُ كلامَها


      سأتوقف عند البيت الرائع .. أغراق في المعنى على الرغم من أن اللغة جاءت سهلة طيّعة لكنها تنمّ عن إبداع وتخيّل لا يجترحه غير فنان متمكن جداً من نفسه وأدواته. كيف تنادي بلا صوت ، هذا الابتكار الشجيّ المبهم أغدق المعنى والمبنى بانسيابية ورقّة لا مثيل لهما . فضلاً عن عامل الدهشة الذي حققه الانزياح الدلالي أو انزياح النعوت في عبارة " تنادي بلا صوت " و " وقد سمع القلب ".

      أنا الظامِئُ المشتاقُ وَصلاً لقربها
      سأروي مِن الشَّوقِ البعيدِ صيامَها


      جميل جداً هذا البيت رغم بساطته وخلوّه من الانزياح . فالشاعر لم يترك مكاناً يخلو من البهجة الشعرية .. عندما أوثق البيت بوثاق مكين بمفارقة الظمأ والصيام ..

      وأعبرُ ما بين الخدودِ وقد بدا
      عبيرٌ مِن الجوريِ يمشي أمامَهَا


      بيت رائع بكل مافي الكلمة من معنى .. الحقيقة هذا البيت يمكن أن يكون مثالاً حيّا على الخطفة الشعرية التي تنبس عن نفسها بنفسها ، دون إلحاح وحاجة للتفكّر فيها عن كثب .. وهنا تكمن الروعة للمتلقي ليتلقاها بفرحة تغمر روحه وابتسامة تعلو شفتيه. فالشاعر جعل بشكل ما ما بين خدي محبوبته مسافة عظيمه أوحت له لاحقاً بأنه يعبر هذه المسافة كأي مسافة طبيعيّة تحتاج لعامل الوقت .. واستدعاء عامل الزمن في أيّ فكرة كانت ، ستخضعها للأهمية والتفكّر . أعتقد أن كلمة " أمامها " لم تكن على مستوى الشعريّة التي كان من الممكن التسليم بها مع أهمية القول أنها غير بعيدة عن اكتمال المعنى أبداً.

      أبوهَا مِن النَبْعِ الأصيلِ وقد نَوَى
      فَصلَّىَ استخَارَ اللهَ.. فاختارَ أُمَّهَا


      تكلف وصنعة بادية في البيت .. هذه الصنعة لم تكن من الأهمية في شيء .. وحبذا لو كانت على مستوى عال وأكثر دهشة.

      تَمَهْمَهتُ في العينين في كلِ غُدْوَةٍ
      وغنَّيتُ لحنَ الشَّوقِ أرجو اهتمامَها


      مفردة "تمهمهت" .. ثقيلة جداً ولم أجد فيها ما يميّزها أو يجعلها تتصدر البيت الشعري .. وحتى لو فرضناً جدلاً المحاولة الجميلة التي أرادها الشاعر بالتغلغل في المستوى الأفقي لدرجات السلم الصوتي الذي يحدثه حرف الهاء، للالتحام لاحقاً بالمبنى الكلي والذي أشبعته مفردات مثل " المها " وهي ثابتة في المطلع والعنوان وما بين الرويّ الذي اختاره الشاعر أخيراً للقصيدة.

      عُيونُ المَها سِحرٌ وشِّعرٌ و رِقَّةٌ
      وكلُ صفاتِ الحُسنِ كانتْ خِتامَها

      تَبارَكَ صُنعُ اللهِ في وَجهِ مَن لهَا
      عبيرٌ ..إذا حَفَّ النسيمُ قَوامَها

      فليتَ المَهَا كانَتْ..وكنتُ لها المَهَا
      وليتَ المَها تُهدي إليَّ وسَامَها

      أنا الشَاعرُ المفتونُ عِشقَاً وقِصَّتي
      عُيونُ المَهَا.. ألقتْ عليَّ سلامَهَا


      نلاحظ تكرار مفردة المها في الأبيات السابقة مع تنويع في المعنى بنسبة قليلة جداً في البيت الثاني والعودة لاحقاً بحجة الطابع الصوتي الذي يحدثه حرف الهاء على وجه التحديد زيادة في الإيقاع الخارجي فضلاً عن التموسق الحسي واللفظي في المفردات مجتمعة. النهاية لم تكون من النضارة والجديّة في شيء مع اتساع رقعة الغزل الحسّي والبعيد عن التركيب والانزياح الشعري.

      في النهاية .. القصيدة جميلة ومميزة في معظمها وأحدثت على فترات متتابعة هذه الجلبة المطلوبة لإنجاح أي عمل يخضع للشعر الحقيقي .. تنوّعت الأبيات بين التخيّل والإغراق والابتداع الشعري والانزياح بأشكاله وما بين الصنعة والتكلّف والبساطة والغزل الحسّي الجاهز في مدلولاته ومعانيه. مع تقديري واحترامي للشاعر القدير ثروت سليم.
      التعديل الأخير تم بواسطة سلام الكردي; الساعة 01-11-2011, 21:37.
      [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
      [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
      [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
      [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
      [COLOR=#0000ff][/COLOR]

      تعليق

      • سلام الكردي
        رئيس ملتقى نادي الأصالة
        • 30-09-2010
        • 1471

        #4
        النص الثالث

        الربيع العربي ,للأستاذ محمد فهمي يوسف,قراءة سلام الكردي

        تُنْضِجُ الآلامُ نَفْسِي..
        تَصْقُلُهَا ....
        نِيرَانُ ألَمِي قرَّبَتْ أَمَلِي .
        غَرَّدَتْ رُوحِي
        زَكَّى اللحن نضجي
        إنه النار التي تُحَوِّلُ العَظْمَ فينا .
        مَاسًا لامِعًا براقًا...
        كشعاعٍ منْ حياه !!
        *****
        باضَت الأحداثُ نَبْضًا...
        يَتَعَذَّبْ..
        يتألمْ ...
        كَمْ يُقَاسِي في انتظار
        كلما هزَّ نفسي بالأسى ..
        خَفَتَ العُواء
        التأم جرح الآمال عندي ,
        حين جفَّ دَمْعُ العينِ في أحداقي
        تجلمدَ صخرةً ملساء..
        في انتظار الفجر يوما يتمدد
        عطفا بأيدٍ حانيه
        لثكالى ضحت بدماء الشهداء
        في ميادينَ مَليئة بالهُتَاف
        ومنصاتٍ أضاءت بالقضاء
        سقط جدارُ الخوفِ عَنْهَا
        كَسَّرَتْ كلَّ القُيُود
        ****
        وَعَلا الأملُ بَاسِقا كما النخيل
        من قلب وطنٍ عاش في حَلَكٍ سنين.
        تذوَّقَ الكلُّ رحيقي .
        وأنا أشتَّمُ العَبِير
        في طريقي .
        أنضجَ الأملُ أحلامَ الجميع
        اختفتْ بشروقِ الشمسِ آلامُ المَسَاء
        رَفْرَفَتْ أعلامُ فَجْرِ الثَّوَرَات
        ــــــــــ

        الأستاذ محمد فهمي يوسف
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        بداية لابد من التطرق إلى العنوان الذي استُلهم من واقع حالٍ معاش وقد اختزل فكرة شاعرية بمطلقها في الأصل
        لكن كثرة استخدامها في جميع المحافل الأدبية منها والسياسية والإعلامية جعلت من هذا العنوان مستهلكاً إلى حد الحطابية والمباشرة على الرغم من شاعريته فيما لو كان مبتكراً لم يتم استخامه على هذا النحو



        تُنْضِجُ الآلامُ نَفْسِي..
        تَصْقُلُهَا ....
        نِيرَانُ ألَمِي قرَّبَتْ أَمَلِي .
        غَرَّدَتْ رُوحِي
        زَكَّى اللحن نضجي

        أن تنضج الاّلام نفس الشاعر هذا تعبير جميل وصورة يعتد بها في مجال الشعر والقدرة على التوغل في داخله والعلم التام بما يريد قوله من ثم كتابته على نحو مختزل وخيال أدبي جميل.
        لكن قول الشاعر :نيران ألمي قربت أملي,خلى من الدهشة التي أريدت منه وقد كان قريباً من السجع القديم لتشابه النهايات في كلتا الجملتين,هذا على الرغم من كون المعنى جميل ويستحق التعبير عنه بشكل أكثر أدبية وقدرة على إدهاش القارئ بصورة تكون جديدة ومبتكرة أكثر مما كان فيما كُتِب.
        غردت روحي,صورة لطيفة وتعبير جميل يحترم الواقع في رحلة نحو الخيال القريب يمكن القول بأنها جاءت في مكانها الصحيح وقد كانت شاعرية إلى حد ما مقبول.
        أستغرب استخدام الشاعر لممفردة اللحن في قوله :زكى اللحن نضجي,بحيث لم يكن في سياق القصيدة من حيث الفكرة ما يشير إلى وجود ما يسمى لحناً أو ما يحتمل التعبير عنه أو تشبيهه باللحن ,ومن هنا أقول :أنه سطر في غير موضعه وهو يشبه فيما يشبه حشو الكلام لا مكان له من القصيدة إن صح التعبير.
        وإفراط الشاعر في استخدام ضمير المتكلم في هذا المقطع كان مسيئاً للموسيقى الشعرية التي عادة ما تكون أجمل ما في نصوص القصيد سواء كانت نثرية أو عامودية أو شعر تفعيلة ذلك في قوله:
        نفسي,ألمي ,أملي,روحي,نضجي.



        إنه النار التي تُحَوِّلُ العَظْمَ فينا .
        مَاسًا لامِعًا براقًا...
        كشعاعٍ منْ حياه !!

        تجميل النار وابتكار مزايا جديدة لها بحيث تتحول من مؤلم لايرحم إلى جميل كالماس بلمعانه وإبراقه ,’فكرة شاعرية جداً لكن الشعرية في هذا الجزء لم تكن تخدمها على نحو جيد,إذ إن الخطابية في هذا المقطع تتجلى في استخدام ضمير الجماعة"أنا" بحيث تحول المقطع من بيت شعري إلى جملة مكتوبة في خطبة تلقى على مسامع الحضور.
        من المسموح أن يخاطب الشاعر قارئه في حال ما,لكن من غير المقبول أن يقوم الشاعر بمخاطبة جمع فهذا يحول قصائده إلى خطب,وتنتزع عنها الشعرية المراد تأكيدها في كل بيت أو جملة .
        من ثم كيف يكون للحياة شعاعاً؟
        ربما نعلم أنه الأمل هو المقصود من هذه الجملة ,وهو ما أراد له الشاعر أن يصل إلى قارئه لكن الحياة لا تكوِّنُ شعاعاً في حال أو في اّخر.


        باضَت الأحداثُ نَبْضًا...
        يَتَعَذَّبْ..
        يتألمْ ...
        كَمْ يُقَاسِي في انتظار
        كلما هزَّ نفسي بالأسى ..
        خَفَتَ العُواء

        في هذا الجزء من القصيدة ,شاعرية واضحة,تبرز رقة الشاعر وخياله الذي لا يتوقف عند حد,كتبه في شعرية متقنة ومفردات جاءت في مكانها الصحيح .
        يريد أن يؤكد هول ما يحدث وكثرة التضحيات وإنسانية الثائر التي استبيحت في فترة الربيع العربي,استفاد الشاعر من كل تلك المشاعر التي فاضت عن جياه الثوار ومن داخل قلوبهم كان نبضاً يلهم الشعراء على الكتابة فيما لو كان في صدورهم قلباً ينبض.


        التأم جرح الآمال عندي ,
        حين جفَّ دَمْعُ العينِ في أحداقي
        تجلمدَ صخرةً ملساء..
        في انتظار الفجر يوما يتمدد
        عطفا بأيدٍ حانيه
        لثكالى ضحت بدماء الشهداء
        في ميادينَ مَليئة بالهُتَاف
        ومنصاتٍ أضاءت بالقضاء
        سقط جدارُ الخوفِ عَنْهَا
        كَسَّرَتْ كلَّ القُيُود

        وما أن استفاق من بكائه في المقطع السابق,وجف دمع العين في الأحداق,وتجلمد كصخرة ملساء,حتى تكشفت الحقائق,أن فجراً قادماً سيكون نتيجة ما جرى,وأن للألم ثمرةً دفع ثمنها شعب رزح تخت نير الظلم والاستبداد ,والثكالى سوف تجني ثمرة تضحياتها بالشهداء,والميادين التي اضاءت,"وقد كان استخدام مفردة"اضاءت" في مكانه الصحيح بما لا يقبل الشك" بالهتافات والشعارات الوطنية بحسب ما فهمت من قول الشاعر.,سوف تهنأ بقضاء عادل بعد ظلم طال اختماله.
        فكرة جميلة وشاعرية, كانت في هذا الجزء من القصيدة غير أن الشعرية قد غابت عنه بعض الشيء فلم تكن فيه صور أدبية نستطيع القول بأنها جديدة ومبتكرة أو أنها مدهشة كما يكون الحال في نصوص القصيد.



        وَعَلا الأملُ بَاسِقا كما النخيل
        من قلب وطنٍ عاش في حَلَكٍ سنين.
        تذوَّقَ الكلُّ رحيقي .
        وأنا أشتَّمُ العَبِير
        في طريقي .
        أنضجَ الأملُ أحلامَ الجميع
        اختفتْ بشروقِ الشمسِ آلامُ المَسَاء
        رَفْرَفَتْ أعلامُ فَجْرِ الثَّوَرَات

        هنا يزهر الربيع"الربيع العربي" الذي كان واضحاً في عنوان القصيدة.
        هذا إن دل فهو يدل على ترابط النص وقدرة الشاعر على الإمساك بفكرته من أوله حتى نهايته,وهو ما يحسب للشاعر على وجه الخصوص وللأديب على وجه العموم.
        فالأمل الذي علا كالنخيل الذي نمى من قلب الوطن,يجعل من الشاعر زهرة تؤكد أـن لها رحيق كجميل الزهر لكنه يشتم العبير ,كان من الاولى بعد كل هذا الجمال والشاعرية والشعرية في الوصف والتعبير أن يكون للزهر عبيراً يشتمه الاّخر ولا يكون هو من يشتم العبير,ذلك لتكون الصورة منطقية مهما حلقت في سماء الخيال.
        وقد أدهشتني الصورة في قول الشاعر:اختفت بشروق الشمس اّلام السماء,صورة أدبية جميلة,رقيقة جداً فيها الكثير من الشاعرية
        بينما كانت الخاتمة خطابية إلى حد كبير .

        في النهاية نستطيع القول بأن هذه القصيدة بعد كل ما ذكر أعلاه,كانت متوسطة الحال, جميلة من حيث الفكرة وتماسكها من البداية إلى النهاية.


        كل التقدير لحضرتك أستاذ محمد فهمي يوسف.
        [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
        [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
        [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
        [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
        [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
        [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
        [COLOR=#0000ff][/COLOR]

        تعليق

        • سلام الكردي
          رئيس ملتقى نادي الأصالة
          • 30-09-2010
          • 1471

          #5
          النص الرابع

          رسول البرية

          الكاتب-محمود جودة

          قراءة -سلام الكردي



          هام الفؤاد ومن شوق جــرى قلمي= بحب أحمد خير الخلــق كلّهم


          إني بمدح رسول الـحق مـعتــرف = لـه بـفضل على كــل الورى عَمم


          بـنــوره قــد أضـاء الكــون قـاطبة = عـنـا أزاح غبار الجهـل والظــلم


          أخــلاقـه تزدهــي بالحــم والأدب= عم الدنا وحـــده بالـجود والكـــــــرم


          لولا رسول الهدى بالـديـن أنـقذنـا= لأصـبح الكون في الخسران والـــندم


          هــــذا النبي من الرحــمن مكرمـة = نســمو بها بجنـــــاح العـز للــقمـم


          رغم الطغاة لنا فـي الكـون مفخرة= يعلو ســناها ديار العرب والعجـــــم


          والحـقد ينفث مـن أفواههم حمما =حتـى ينــالوا إمام الرسل بالتــــــهم



          خابـوا وخابت رسـوم الحقد في أبد= وأبطل اللـه كـيد الشر والصــــنم



          ولـن ينـالوا رســولا قــاد أمـتــه= يهوي البغاة إلى الخسران والنـدم


          يا أمة المصطفــى هبي ألا انتفضي= وحــــطمـي عنـك قيد الـذل لا تَجمِ


          واحــمي ذمار نـبـي هديه عــلـم= وافديه بالــــمال بالأرواح بالذمــم


          أرض الـربـاط قد ازدانت بطلعته = ونوره عم فوق القدس والحـــــــرم


          بهديه انطلـق الأبطـال واقتــحـموا =حتى أحالـوا جيوش الكــفر للعــدم


          هبّـي أيا قـلعـة الأحـرار واتــقــدي =وأشعلي النار في الطاغوت والصنم


          حتى نبد جيوش الكفر من راغمةٍ = ونظهر الحق فوق الـــتاج والعـــــلم


          يا رب هيئ لهذا الكـون مـكرمة =يعلو بها علــم بالــعدل والقيـــــم


          يزهو كـلامي بـحمد الله خالقنا= ثم الصلاة على المبعــوث للأمـــــم



          اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا شفاعته يا رب العالمين.
          بداية لابد من الإشارة إلى أن العنوان الذي عنون به الشاعر هذه القصيدة,ينبئ بنص صوفي الصبغة,ليستشعر القارئ بأنه مقدم على قراءة موشح ديني,أو أنشودة صوفية شعبية تترقرق فيها مشاعر الحب لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كماء سلبيل يعتني بالروح قبل اي شيء لّخر.
          غير أن الشاعر اختار عنواناً مستهلكاً للغاية وقد تم استخدامه كعنوان لأناشيد ومدائح نبوية كقصيدته هذه,وقد استخدم في سياق نصوص مشابهة أيضاً,لهذا وعلى الرغم من كونه يقف كشاخصة يشير إلى تفرعات النص وما فيه من مضمون مفدس,إلا أنه يبدو خالياً من الدهشة والابتكار في كثير من الشيء.
          وفي سياق القصيدة يكتشف القارئ بأن دلالة العنوان كانت في مكانها الصحيح,وأن القصيدة صوفية بامتياز,وان مفردات وجمل بعينها تستطيع التأكيد على ذلك بكل وضوح, كقول الشاعر:

          الورى

          أحمد خير الخلــق

          ني بمدح رسول الـحق

          لولا رسول الهدى
          وغيرها
          إذاً,فنحن أمام نص حساس للنقد,ولمطالبة كاتبه بضرورة الإتيان بصور أدبية عميقة مبهرة ,من شأنها أن تشد القارئ وتشرح مشاعر الكاتب بشكل سلس ومدهش,كما هي الحال في بقية النصوص الأدبية,بحيث أن الفكرة التي تكتب فيها النصوص الصوفية عادة,هي كل ما يميزها وهي أعمق من أي صورة أو تشبيه قد يكون من شأنه الإشارة إلى اتساع أفق الشاعر وشعريته في صياغة أفكاره.
          ولكننا نستطيع القول بأن كاتب هذا النص قد استخدم التصوير الأدبي بشكل مميز عن باقي كتاب النصوص الصوفية في حال أو في اّخر,على الرغم من كون تصويره يعتبر سحطياً ومستهلكاً مقارنة بالقصائد الغزلية مثلاً أو القصائد السياسية أو غير ذلك من صنوف الأدب غير الصوفي.
          سطحية يبررهافي حال أو في اّخر, المضمون المقدس بحسب ما يراه كتاب وقراء هذا الصنف من صنوف الشعر,ذلك كقول الشاعر:
          هــــذا النبي من الرحــمن مكرمـة = نســمو بها بجنـــــاح العـز للــقمـم

          هذا ونلاحظ أن الشاعر الصوفي عادة ما يتحدث بلسان الجماعة فتبدو النصوص وكأنها خطب دينية موجهة إلى من هم خارج حلقة الذكر أو الابتهال والمدح وتعتبر كدعوة لهم للانضمام إلى الركب الصالح بحسب ما تتبناه جماعات الطريقة الصوفية في العبادة .
          هذا يتوضح في المثال أعلاه من قول الشاعر ونضيف إلي ذلك قوله:

          رغم الطغاة لنا فـي الكـون مفخرة

          لولا رسول الهدى بالـديـن أنـقذنـا

          وغيرها مما يشير إلى هذه النقطة بالذات من القصيدة

          والمميز في هذا النص أن الاديب الفاضل لا يكتفي بالمديح والابتهال إلى الله ورسوله بل يضيف في سياق رسالة يوجهها إلى قومه,أن هبوا وانتفضوا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم,يحاول التلميح إلى أزمة ما بعينها,يعاني منها الدين الإسلامي ولكنه يكتفي بالتلميح ولا يصرح إلا عن سخطه على العجم والجهات المعادية, ويؤكد أن العروبة لا تنفصل عن الإسلام قيد أنملة,ذلك في قوله:

          رغم الطغاة لنا فـي الكـون مفخرة= يعلو ســناها ديار العرب والعجـــــم
          والحـقد ينفث مـن أفواههم حمما =حتـى ينــالوا إمام الرسل بالتــــــهم

          هنا إشارة غير صريحة ,إلى ما جرى في هولندا منذ وقت ليس بالطويل من رسوم "كاركاتورية" أساءت لرسول الله صلى الله عليه وسلم,يستخدمها للدلالة على أن المسلمين برغم الطغاة الذين يحكمونهم ,لا يمكن أن يتوانوا عن الدفاع والذود عن خير الخلق صلوات الله وسلامه عليه.
          من ثم ينتقل في البيت الذي يليه إلى التصريح بشكل مباشر,ويؤكد هذه النقطة في قوله:

          خابـوا وخابت رسـوم الحقد في أبد= وأبطل اللـه كـيد الشر والصــــنم

          و ينتقل الشاعر إلى الدعوة الصريحة للثورة ضد مرتكبي هذا الجرم الذي يتمثل في كيانات وجهات سياسية على الأرض لا أشخاص تدافع حكوماتهم عن حريتهم الشخصية فحسب,يستخدم مفردات ثورية ,وتعابير قومية واضحة وصريحة,مما يجعل من القصيدة نصاً حماسياً,يخرج عن سياق الصوفية التي كانت تبدو واضحة في بداياته,وقد كان هذا التحول متناغما مع تحول الأفكار في سياق القصيدة وتواليها بشكل جميل ومميز,ما يشير إلى ترابط الأفكار لدى الشاعر ونجاحه في الإمساك بخيوطها من العنوان وحتى الخاتمة دون أن يضيع القارئ في الرمزية المفرطة والتي عادة ما يتبع هذا الأسلوب كثيراً من الشعراء تحت ذريعة الإبداع في تغييب المعنى وإتقان لعبة القط والفأر بينهم وبين قارئيهم.

          نستخلص أن هذه القصيدة تتوخى الإدهاش في الفكرة التي تتحول وتتقلب بشكل مترابط بين جزء واّخر من سياقها العام ,والتخلي عن ارتكاب مجازر في الواقع والاتجاه نحو الخيال الغير منطقي والذي عادة ما يكون هو الإبداع بعينه,في نصوص أخرى تتبنى أفكار وطروحات مختلفة.


          تحياتي وتقديري لك ايهالشاعر الجميل.

          نادي الأصالة للإبداع الأدبي.
          [COLOR=#0000ff][SIZE=6][FONT=Andalus][COLOR=black]انا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي... لسال منه ,عناقيد وتفاح[/COLOR]
          [COLOR=darkorange]ولو فتحتم شراييني بمديتكم...سمعتم في دمي اصوات من راحوا[/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR]
          [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
          [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT]
          [FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=seagreen]مآذن الشام تبكي اذ تعانقني...[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Andalus][SIZE=6][COLOR=#0000ff][COLOR=seagreen]وللمآذن, كالاشجارارواح[/COLOR]
          [COLOR=purple]للياسمين, حقوق في منازلنا...وقطة البيت تغفو .. حيث ترتاح[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
          [COLOR=#0000ff][/COLOR]

          تعليق

          يعمل...
          X