المرأة في الأدب العربي بين الجاهلية والإسلام - عائشة بلجيلالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    المرأة في الأدب العربي بين الجاهلية والإسلام - عائشة بلجيلالي


    نصف المجتمع
    الأخوات والأخوة الأفاضل


    أنتم مدعوون الليلة الأربعاء في تمام الـ 11 مساء بتوقيت القاهرة

    لحضور ندوة الإربعاء

    وهي لهذا الأسبوع تحت عنوان

    المرأة في الأدب العربي بين الجاهلية والإسلام


    حيث نستضيف

    أ. عائشة بلجيلالي


    لنناقش

    - مكانة المراة في المجتمع
    - المرأة في الجاهلية وفي الشعر الجاهلي
    - المراة في الإسلام وفي شعر الشعراء المسلمين


    ومع ثلة من الأدباء والمهتمين
    كونوا معنا ولكم التحية







    المرأة في الأدب العربي بين الجاهلية والاسلام


    محاضرة للأستاذة عائشة بلجيلالي


    1/ التعريف بالمرأة
    المرأة فى نظر المبدعين صورة لوطن يسافر اليه من خلالها , وهي بالنسبة لهم وللكتاب مصدر روحى والهام لما يكتبونه .ويختلف الفنان عن المبدع أو الكاتب فى نظرته للمرأة ,
    لأنه يربط بين المرأة بالجمال ,إذ هي عنده لوحة جميلة وأنيقة وناعمة ومثيرة .
    كما أن المثقف يختلف عن الفنان والأديب فى نظرتيهما الخاصة للمرأة ,فينظر إليها على انها امرأة لها دورها الثقافى فى المجتمع بخلاف دورها العضوى والمنزلى , وهو لايعترف الا بالمرأة المثقفة , ومهما كانت المرأة جميلة فانه يحتقرها إن انعدمت الثقافة لديها. .
    أما الشخص المتدين يبحث عن المرأة فى دينها وأخلاقها ولا يعترف بجمالها أو أناقتها ,
    والإنسان العادى لا يبحث إلا عن المرأة التي تجيد أداء الحياة المنزلية بشكل مريح وعادى .
    2
    /المرأة في الشعر الجاهلي:

    التغزل بالمرأة في الجاهلية:
    إنّ الغزل باب من أبواب الشعر العربي إذ يتغزل فيه الشاعر بمحبوبته عن طريق التغزل بذكر الأعضاء الظاهرة في المحبوب، ثمّ بوصفها وبمدحها أيضاً،
    لكننا نجد هذا النوع من الغزل قليلا في الشعر الجاهليّ، وتعود قلّته لأسباب كثيرة منها :
    السبب الأول :
    *وجود الحجاب:
    فلقد كانت المرأة محتجبة في الجاهلية لا يظهر منها إلا وجهها وأجزاء قليلة من جسمها، كما كانت مختبئة دائماً داخل خدرها، لا تخالط الرجال الأجانب.
    ويستدل على ذلك بقول امرئ القيس:
    وبيضة خدر لا يرام خباؤها ............
    وقول الأعشى :
    لم تمش ميلا ولم تركب على جمل ...... ولا ترى الشمس إلا دونها الكلل
    وقول عنترة:
    رفعوا القباب على وجوه أشرقت ......... فيها فغيب السّهى في الفرقد
    وغيرها من الأبيات التي تدلّ على أنّ النساء كانت تحجب وتمنع في الخدور .
    وبهذا يكون قلّة مشاهدة الرجال للنساء من غير أقاربهم سبباً في قلّة الغزل في الشعر الجاهليّ.
    السبب الثاني:
    *يعود إلى ضيق العرب ونفورهم من ذكر أوصاف نسائهم في شعر تتناقله الألسن والرواة.
    لكن من خلال ما ذكر من غزل في الشعر الجاهلي - رغم قلتّه- يمكننا أن نستخلص أوصاف المرأة في هذا العصر التي أحبّها الشعراء فيها:

    - القامة المعتدلة المائلة إلى الطول
    البدانة:
    لقد أفرط الجاهليّون في مدحها وأحبوا المرأة العظيمة الجسم.
    قال المراد بن المنقذ العدويّ
    قطف المشي قريبات الخطى ............ بدّنا مثل الغمام المزمخر
    وكقول عمرو بن كلثوم في معلقته :
    ............ سمنت وطالت روادفها تنوء بما ولينا .


    الشعر الطويل حالك السواد:
    ومما أحبه الرجال في الجاهلية في المرأة هو الشعر الأسود الحالك كالليل، على أن يكون طويلاً، فطول شعر الأنثى وشدّة اسوداده من عناصر الجمال في المرأة الجاهليّة.
    يقول أمرؤ القيس:
    غذائرها مستشذرات إلى العلى ............... تضّل العقاص في مثنى ومرسل
    وكما قال:
    وفرع يزيّن المتن أسود فاحما ................ أثيث كفتؤ النحلة المتعثكل
    وبتتبعنا لشعر الجاهليين نجد أنّ العرب لم يميلوا إلى الشعر الناعم المستقيم، بل إلى السبط المتموّج. وربّما كانت المرأة العربية ترسل بعض الغدائر في مقدّمة رأسها حتّى قال سويد بن أبي كاهل اليشكريّ :
    ....... وقروناً سابقاً أطرافها .
    وقد استحسن امرؤ القيس كثافة هذه القرون حتّى شبّه بها شعر فرسه حيث قال:
    لها غدر كقرون النساء
    - الوجه الأبيض النقي الصافي المائل إلى السمرة أو الحمرة.
    أمّا الوجه: فقد مال العرب في الجاهليّة إلى الوجه الصافي النقيّ في بياضه مائل إلى السمرة ، وعبّروا عن ذلك كلّه بكلمة "أدماء" والأدمة تعني السمرة، والأديم هو ظاهر الارض .
    قال زهير:
    فأمّا ما فويق العقد منها ........... فمن أدماء مرتعها الكلاء
    وأمّا المقلتان فمن مهاة ............ وللدرّ الملاحة والصفاء
    وقال الأعشى:
    ظبية من ظباء وجرة أدماء ........ تسف الكباث تحت الهدال
    كما أن العرب أحبّوا اللون الذي يخالط بياضه شيء من الصفرة فيخرج لون كلون القمر أو الدرّ يسمى "أزهر" .
    وقد مدح امرؤ القيس هذا اللون في معلقته :
    كبكر المقاناة البياض بصفرة ............ غذاها نمير الماء غير المحلّل
    الخدّ الأملس الطويل:
    أمّا الخدّ فقد كان من المستحسن أن يكون طويلا أملس " أسيلا" وقد أكثر الشعراء من وصف الخدّ في شعرهم.
    - العيون الواسعة التي فيها حور:
    ومن الخدّ إلى العيون، فالعيون في الشعر الجاهلي كانت توصف بالسعة والنجل، وتستعار من بقر الوحش كقول امرؤ القيس:
    تصد وتبدي عن أسيل وتتقي ............ بناظرة من وحش وجرة مُطْفِلِ
    كما كثر في الشعر الجاهليّ كلمة الحور، وهو شدة سواد الحدقة وشدة بياض العين.
    - الأنف الأقنى:
    ومن الخدّ والعين ننتقل إلى الأنف العربيّ الذي كان أقنى دائماً ، مرتفعاً وسط القصبة ضيّق المنخرين وعلى هذا قول "معن بن أوس" :
    وأقنى كحدّ السيف يشرب قبلها............
    - الثغر المنوّر، والأسنان الناصعة، والشفتين السمراوين:
    أمّا الثغر فيصف أمرؤ القيس الثغر فيقول:
    بثغر كمثل الاقحوان منورّ .......... نقي الثنايا أشنب غير أثعل
    ومن هنا نجد أنّ الأسنان كانت ذات لون نقيّ برّاق منوّر . أمّا اللثة فمن قول طرفة نستدلّ أنّها شديدة الحمرة كالرمل الخالص، ولا يستحسن أن تكون متضخّمة:
    وتبسم عن ألمى كأنّ منوّرا ............ تخلّل حرّ الرمل دعص له ندي
    - العنق الطويل الأبيض:
    وبالنزول إلى العنق والنحر عند العربيّة في الجاهليّة فتجد أنّه ينطبق عليهما ما ينطبق على الوجه من حيث اللون . أمّأ من حيث الطول فكان يفضل أن تكون العنق طويلة.

    - اليد غير الموشومة:
    وقد اختلف الشعراء في جمال اليد وبما أنّ الوشم كان الصفة أنذاك فقد وجد بعض الشعراء أنّ اليد الخالصة من الوشم أجمل،
    كعبيد بن الابرص :
    وإنّها كمهاة الجوّ ناعمة ............ تدني النصيف بكفّ غير موشومة
    (المها: بقرة الوحش- النصيف:الغطاء)

    هذه كانت الصفات التي وجدت في شعر الغزل عند الجاهليين والتي أحبّها الرجل في المرأة في ذلك العصر . وبالعودة إلى الصفات المذكورة سابقا والتي أعلن الشاعر الجاهليّ أنّه يحبها في المرأة فإننا نجد أنّها صفات لا تزال محبوبة حتّى يومنا هذا، مع اختلاف فيما يتعلّق بضخامة المرأة .




    بما شبهت المراة في الشعر الجاهلي:
    شبه شعراء الجاهلية المرأة بالنخلة، وقد كانت للنخلة قداسة عند بعض العرب أيضاً،
    بالاضافة إلى عنصر القداسة في النخلة فقد شبه الشعراء المرأة بها دلالة على معاني الخصوبة، ففي الأبيات التالية يشبه امرؤ القيس النساء الظاعنات بالنخل، ويقف« وقفة غير قصيرة عند فروع النخل الأثائث وبسرة الزاهي وحملة المكتنز.

    فشبهتهم في الآل لما تكمشوا
    حدائق دوم أو سفيناً مقيراً
    أو المكرعات من نخيل بن يامن
    دوين الصفا اللائي يلين المشقرا
    سوامق جباراً أثيث فروعه
    وعالين قنواناً من البسر أحمرا
    حمته بنو الربداء من آل يامن
    بأسيافهم حتى أقر وأوقرا
    كما شبهت المرأة أيضا أو رمز لها بالناقة فقد كانت الناقة مصدر الهام العربيقول الشاعر قال أحد الشعراء:

    ظللت بذي دوران أنشد بكرتي
    ومالي عليها من قلوص ولا بكر
    وما انشد الرعيان إلا تعله
    بواضحة الأنياب طيبة النشر

    المرأة في العصر الاسلامي:
    لا يخفى على أحدٍ صورةُ المرأة في الأدب عامَّة، وفي الشعر خاصة، فالمرأة مُلهِمة الشُّعراء، وزينة القصائد، والتاريخ الأدبي خيرُ شاهدٍ على ذلك؛ فبنظرة عاجلةٍ على الشعر العربي في العصر الجاهلي لا تخطئ العينُ صورةَ المرأةِ البارزة والجليَّةِ في أشعارِ الجاهليِّين، ويكفي أنَّ ما من معلَّقة من المعلَّقات العشر - وهي أجود عشر قصائد في الشعر الجاهلي - إلا واستهلَّت بالحديث عن المرأة والوقوف على أطلالها المندَرِسة والبكاء على فراقها.

    وجاء الإسلامُ ولم يتخلَّ الشعراءُ كُلِيَّةً عن هذا المبدأ؛ فنرى المقدِّمات الطلليَّة والغزليَّة عند شعراء صدر الإسلام الذين عاصروا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمثال: حسان بن ثابت شاعر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكعب بن مالك، وغيرهما، وتَذْكُر كتب السِّيرة قصةَ إسلامِ الشاعر كعب بن زهير بن أبي سُلْمَى، الذي أهدر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - دَمَه؛ بسبب هجائِه اللاَّذع للإسلام والمسلمين، ولمَّا جاء ليعلن إسلامه أمام النبي - صلى الله عليه وسلم - قال قصيدته الشهيرة التي استهلَّها بقوله:
    بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ مُتَيَّمٌ إِثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ

    واستطرد في استِهْلالِه حتَّى وصل للاعتذار للنبي - صلى الله عليه وسلم - عمَّا قاله في حق الإسلام والمسلمين:
    نُبِّئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي والعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ
    ولمَّا انتهى كعبٌ من قصيدتِه لم يَثبُت في الروايات نهيُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له عن هذا الاستهلال، بل إنه قَبِل اعتذاره، وتقول الروايات أنه - صلى الله عليه وسلم - خلَع بُرْدَةً كان يلبسها، وألبسها كعبًا؛ تعبيرًا عن سعادته، ودخل كعب بن زهير في الإسلام.

    ثم تطوَّر الأمرُ بعد ذلك، ولم تَعُدِ المرأةُ يُستَهَلُّ بها القصائد فحسب، بل صارت تَحتَلُّ قصائدَ كاملة، وظهر شعراءُ لم يكتبوا شعرًا إلا في المرأة، بل ربما لم يكتبوا إلاَّ في امرأة واحدة، و صار شعرهم مقصورًا عليها، وأطلق مؤرخو الأدب على هذا اللون: "الشعر العذري"، وعلى شعرائه: "الشعراء العذريِّين"، وتميَّز هذا اللونُ من الشِّعر بتناول المرأة تناولاً معنويًّا، لا تناولاً حسيًّا.

    ولسنا هنا بصددِ بَحْثِ هذه القضية من زاوية فقهيَّة، أو تحليلها أدبيًّا، فقد فرَّق الفقهاء بين الشعر الفاحش والشعر العفيف؛ فحرَّموا الأول، واشترطوا في الثاني ألاَّ يكون في امرأة معينة؛ حفظًا للأعراض، وصيانة للحقوق.
    فهل أخرج الشعر الإسلاميِّ المعاصر المرأة من دائرته؟ أم تغيَّرت صورةُ المرأةِ فيه عمَّا هي عليه في الشعر عامَّةً وفي تاريخنا الشعري خاصة؟
    إن المتتبِّع للشعر الإسلامي المعاصر يلاحظ أنه لم يتخلَّ عن المرأة، وإن كان قد تخلَّى عن أشكال معينة من التناوُل الشِّعري للمرأة الذي اشتهر في الإبداع الشعري عامة، فانمحت إلى حدٍّ كبيرٍ الصورةُ الانهزاميَّة أمام المرأة، واختفى الشعرُ المرتمِي في أحضان المرأة المفتون بها، أو الهائم في سحرها، المرتجِي عطفَها ورضاها، واختفت المرأة المعشوقة التي تُسيطِر على الشَّاعر وتَسْلُبه عقله، وتشغل تفكيره، و تستحوِذ على اهتماماته، وتكون مَحَطَّ إبداعه، بل يعلن بعضُ الشعراء الإسلاميين رَفْض هذا اللون صراحة، فهناك ما يستحوذ على مشاعرهم ويشغل عواطفهم عن الهوى والغرام، يقول د/ عبدالرحمن صالح العشماوي:
    عُودِي فَقَدْ أَغْلَقْتُ بَابِي وَسَئِمْتُ شَوْقِي وَاضْطِرَابِي
    أَيَضِيعُ شِعْرِي فِي الْهَوَى وَأَنَا عِصَامِيُّ الْخِطَابِ
    قَالَتْ: أَتَعْتَزِلُ النَّسِي بَ وَلَمْ تَزَلْ غَضَّ الإِهَابِ
    فَأَجَبْتُهَا لاَ تَعْجَبِي مَا فُرْصَتِي إِلاَّ شَبَابِي
    مَا الشُّعْرُ إِلاَّ عُدَّتِي أَجْلُو بِهِ طُرُقَ الصَّوَابِ
    هَذَا سِلاَحِي أَخْدُمُ الإِسْلاَمَ أُنْشِدُ: لاَ أُحَابِي[1]
    ويقول هاشم الرِّفاعي:
    أَقْسَمْتُ لاَ حُبًّا شَكَوْتُ وَلاَ هَوًى يُدْمِي الْفُؤَادَ وَيُرْسِلُ الآهَاتِ
    كَلاَّ فَلَسْتُ مِنَ الَّذِينَ شَقَاؤُهُمْ وَهَنَاؤُهُمْ بِمَشِيئَةٍ لِفَتَاة[2]
    ِولكاتب المقال قصيدةٌ بعنوان (وضوح) يقول فيها:
    تُرَاوِدُنِي عُيُونُكِ أَتَّقِيهَا وَأَهْرَبُ نَحْوَ إِيمَانِي سَرِيعَا
    تُسَائِلُنِي أَلَيْسَ الشِّعْرُ وَجْدًا وَتَهْيَامًا وَشَوْقًا وَوُلُوعَا
    فَقُلْتُ لَهَا: فَإِنَّ الشِّعْرَ عِنْدِي سُمُوٌّ زَادَ فِي قَلْبِي الْخُشُوعَا[3]
    وهي مشاعر لا تتنافَى مع شعور الحب نحو المرأة إذا كان متوازِنًا، كما قد يظهر في قصائد أخرى لشعراء ينتمون إلى قِيَم الإسلام، وتُعَبِّر قصائدُهم عن توجُّهٍ إسلاميٍّ في التصوُّر والمشاعر.

    والمتتبِّع للشِّعر الإسلاميِّ المعاصِر يلاحِظ اهتمامَه بمخاطبة عقلِ المرأة وقلبها وفكرها، ودعوتها إلى طريق الهداية، ولعلَّ الذي ساعَد على ظهور هذا اللون هو تخلِّي المرأة المسلمة المعاصِرة عن التزامها الإسلامي في ملبسها ومظهرها، وبالتالي في تفكيرها، كما تظهر بجلاء صورة المرأة الملتزِمة في أشعار الإسلاميين، يقول د/ يوسف القرضاوي في قصيدة بعنوان: (إليك يا ابنة الإسلام):
    يَا دُرَّةً حُفِظَتْ بالأَمْسِ غَالِيَةً وَالْيَوْمَ يَبْغُونَهَا لِلَّهْوِ وَاللَّعِبِ
    يَا حُرَّةً قَدْ أَرَادُوا جَعْلَهَا أَمَةً غَرْبِيَّةَ الْعَقْلِ لَكِنَّ اسْمَهَا عَرَبِي
    عَهْدُ السُّجُودِ لِفِكْرِ الْغَرْبِ قَدْ ذَهَبَتْ أَيَّامُهُ فَاسْجُدِي لِلَّهِ وَاقْتَرِبِي
    فَلْتَحْذَرِي مِنْ دُعَاةِ لاَ ضَمِيرَ لَهُمْ مِنْ كُلِّ مُسْتَغْرِبٍ فِي فِكْرِهِ خَرِبِ
    وَلاَ تُبَالِي بِمَا يُلْقُونَ مِنْ شُبَهٍ وَعِنْدَكِ الْعَقْلُ إِنْ تَدْعِيهِ يَسْتَجِبِ
    صُونِي جَمَالَكِ صُونِي الْعِرْضَ لاَ تَهِنِي وَصَابِرِي وَاصْبِرِي لِلَّهِ وَاحْتَسِبِي
    إِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ فَاتَّخِذِي مِنْهُ حُلِيَّكِ يَا أُخْتَاهُ وَاحْتَجِبِي
    تَذَكَّرِي الْوَرْدَةَ الْبَيْضَاءَ يَانِعَةً يَفُوحُ مِنْهَا الشَّذَا يُشْتَمُّ عَنْ كَثَبِ
    حَتَّى إِذَا ابْتُذِلَتْ مَاتَتْ نَضَارَتُهَا وَأُلْقِيَتْ كَالْقَذَى مَا فِيهِ مِنْ رَغَبِ[4]
    وليس هذا تَزَمُّتًا من الشعر الإسلامي تجاه المرأة أو قدحًا فيه، ولكنَّه في حقيقة الأمر احترامٌ لها، وتقدير لأُنُوثتها، فالأدبيَّات المعاصرة - شعرًا كانت أو نثرًا - دأبت على استغلال أنوثة المرأة وعاطفتها؛ لنيل أغراض دنيئة، ونظرت للمرأة نظرةً حسيَّةً شهوانية، وامتدحت جسدَها، ووصفت مفاتنها، وخاطبت غريزتها، فما الضَّير أن ينظر لها الشعر الإسلامي نظرة معنوية إيمانية، فأيُّهما أَوْلى؟!

    ولم يَنْسَ الشِّعْرُ الإسلامي المرأة المستضعَفة والمضْطَهَدة، والمرأة المجاهدة في كل زمانٍ ومكانٍ يضطهد فيه المسلمون، يقول د/ العشماوي على لسان امرأة مسلمة من بلاد البوسنة والهرسك:
    أَطْرَقْتُ حَتَّى مَلَّنِي الإِطْرَاقُ وَبَكَيْتُ حَتَّى احْمَرَّتِ الأَحْدَاقُ
    أَنَا قِصَّةٌ صَاغَ الأَنِينُ حُرُوفَهَا وَلَهَا مِنَ الأَلَمِ الدَّفِينِ سِيَاقُ
    أَنَا أَيُّهَا الأَحْبَابُ مِسْلِمَةٌ لَهَا قَلْبٌ إِلَى شَرْعِ الْهُدَى تَوَّاقُ
    دَفَنَ الشُّيُوعِيُّونَ نَبْعَ كَرَامَتَي دَهْرًا وَطَالَتْ حَوْلِيَ الأَطْبَاقُ
    أَخَذُوا صَغِيرِي وَهْوَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ: أُمِّي، وَفِي نَظَرَاتِهِ إِشْفَاقُ
    وَيَجُرُّنِي وَغْدٌ إِلَى سِرْدَابِهِ قَسْرًا وَتُظْلِمُ حَوْلِيَ الآفَاقُ
    وَيَئِنُّ فِي صَدْرِي العَفَافُ وَيَشْتَكِي طُهْرِي وَتُغْمِضُ جَفْنَهَا الأَخْلاَقُ[5]
    ويقول هاشم الرفاعي على لسان أمٍّ تخاطب طفلها وهو في مهده بعد أن أُعدِم أبوه ظلمًا:
    سَتَمُرُّ أَعْوَامٌ طِوَا لٌ فِي الأَنِينِ وَفِي الْعَذَابِ
    وَأَرَاكَ يَا وَلَدِي قَوِيْ يَ الْخَطْبِ مَوْفُورَ الشَّبَابْ
    تَأْوِي إِلَى أُمٍّ مُحَطْ طَمَةٍ مُغَضَّنَةِ الإِهَابْ
    وَهُنَاكَ تَسْأَلُنِي كَثِي رًا عَنْ أَبِيكَ وَكَيْفَ غَابْ
    هَذَا سُؤَالٌ يَا صَغِي رِي قَدْ أُعِدَّ لَهُ الْجَوَابْ[6]
    هذا ولم يخلُ الشِّعر الإسلاميُّ من أشكال من التعبير مشهورة في الخطاب الشِّعري خاصَّة بالمرأة؛ كاستلهام المرأة رمزًا وإيحاءً شعريًّا يبثُّ إليه الشاعر همومَه وأحزانه، أو استلهامها رمزًا يَحْزَن من أجله، يقول د/ عبدالرحمن العشماوي في مطلع قصيدته:
    أَذْبَلَتْنِي لأَجْلِكِ الأَحْزَانُ وَبَكَى قَبْلَ مُقْلَتِي الْوُجْدَانُ
    سَهْمُ عَيْنَيْكِ لَمْ يُصِبْنِي، وَلَكِنْ سَلَبَتْنِي إِرَادَتِي الأَجْفَانُ
    لا تَغِيبِي عَنِّي فَإِنِّي لأَخْشَى أَنْ يَجِفَّ النَّدَى وَيَشْقَى الْجَنَانُ
    لاَ تَقُولِي مَنْ أَنْتَ إِنِّي مُحِبٌّ أُشْعِلَتْ فِي فُؤَادِهِ النِّيرَانُ
    بعد هذه المقدِّمة الشبيهة بالمقدِّمة الغزليَّة في القصيدة العربية ينتقل الشاعر إلى الحديث عن جراح الأمة وهمومها الثِّقال، فيبكي على الواقع المؤلِم الذي تعيشه الأمة من مشرقها إلى مغربها، ويقول في مطلع قصيدة بعنوان (عندما تشرق الشمس:
    أَخْبَارُكِ الْيَوْمَ يَا حَسْنَاءُ أَخْبَارِي جُرْحٌ يُشَارِكُنِي فِي نَظْمِ أَشْعَارِي
    أَتَى الرَّبِيعُ فَلَمْ أَشْعُرْ بِمَقْدَمِهِ لاَ الطَّلُّ طَلِّي وَلاَ الأَزْهَارُ أَزْهَارِي
    تَقُولُ: أَطْفِئْ لَظَى حُزْنِي فَقُلْتُ لَهَا: هَلْ تُطْفَأُ النَّارُ يَا حَسْنَاءُ بِالنَّار[8]
    والحسناء التي يقصدها الشاعر هي الأُمَّة الإسلامية التي يتمنَّى أن يراها حسناء دائمًا عندما تشرق عليها شمس الإسلام من جديد، براعة في التناول والعرض تحرِّك المشاعر، وتحفز الوجدان، وتدفعها إلى الجِدَّة والحركة، دون إسفاف أو سقوط.

    وقد برع الشعر الإسلامي المعاصر في تناول المرأة الأم، والمرأة الزوجة، و المرأة الابنة التي يبُثُّ إليها الشاعر شوقَه وهمومَه وعواطفه: يقول محمود مُفلِح:

    أُمَّاهُ يَا لَفْظًا عَلَى شَفَتَي أَغْلَى مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
    أُمَّاهُ والأَشْوَاقُ جَامِحَةٌ كَمْ ذَا أُكَابِدُهَا، أُعَانِيهَا
    أُمَّاهُ لَكِنِّي عَلَى ظَمَأٍ وَجَوَانِحِي لاَ بُدَّ أَرْوِيهَا
    مَا دَامَتِ الآيَاتُ تَغْمُرُنِي وَأَنَا بِكُلِّ العُمْرِ أَشْرِيهَا
    وَأَرَى هُنَاكَ الْحُلْمَ مِئْذَنَةً وَأَرَى طُيُورَ الْعِشْقِ تَفْدِيهَا[9]
    ويقول د/ عبدالرحمن صالح العشماوي:
    أمَّاهُ، يَا سِرَّ أَلْحَانِي وَمَصْدَرَهَا وَنَبْعَ قَلْبِي إِذَا مَا صِرْتُ ظَمْآنَا
    يَا نَبْضَةً فِي فُؤَادِ الشِّعْرِ مَا عَرَفَتْ غَدْرًا وَلاَ عَرَفَتْ لِلْفَضْلِ نُكْرَانَا
    يَا خَاطِرًا فِي خَيَالِ الْحُبِّ مُؤْتَلِفًا يَنْدَى شُمُوخًا وَتَحْنَانًا وَعِرْفَانَا[10]

    ويقول في قصيدة بعنوان: (رحلة العمر) يهديها إلى زوجته:


    مِنْ مَعَانِيكِ أَسْتَقِي أَلْحَانِي فَاهْتِفِي يَا مُذِيبَةَ الأَحْزَانِ
    افْرِشِي هَذِهِ الطَّرِيقَ وَفَاءً فَطَرِيقِي مَفْرُوشَةٌ بِالْحَنَانِ
    ظَلِّلِي عُشَّنَا الْجَدِيدَ بِرُوحٍ ال حُبِّ حَتَّى نَعِيشَ فِي اطْمِئْنَانِ
    رِحْلَةَ الْعُمْرِ يَا رَفِيقَةَ عُمْرِي زَادَهَا الْحُبُّ والرِّضا والتَّفَانِي[11]
    ويقول د/ عبدالمنعم عبدالله حسن في قصيدة بعنوان: (باقة حب إلى زوجتي:
    يَا مَشْعَلَ الْبَيْتِ إِنَّ الْقَلْبَ يَهْوَاكِ وَفِي الْجَوَانِحِ وَالْأَعْمَاقِ سُكْنَاكِ
    يَا آيَةَ اللهِ قَدْ أَهْدَاكِ لِي سَكَنًا أَلْقَى الأَمَانَ بِهِ فِي ظِلِّ لُقْيَاكِ
    آوِي إِلَيْهِ فَأَلْقَى الأَيْكَ مُبْتَسِمًا فَيَطْرَبُ الْقَلْبُ مِنْ أَصْدَاءِ مَغْنَاكِ
    ولعلَّنا لم نُشِر إلى الشِّعر الذي يَحمِل في طيَّاته عاطفةً نحو المرأة، أو مشاعر وجدانية بعيدة عن الإسفاف؛ ربَّما لقلة هذا اللَّون عند الشعراء الإسلاميِّين، وإن كنَّا نرى أن الشعر الإسلامي قادرٌ على صياغةِ هذه الأحاسيس والمشاعر دون خروج أو إسفاف، بل أَوْلَى به ألاَّ يترك هذا اللون الشعري؛ ليضفي عليه التصور الإسلامي الصحيح.
    هذه بعض الإشارات والنَّماذج القليلة لتناول الشعر الإسلامي للمرأة، التي تبيِّن أنَّه لم يتخلَّ عن المرأة، وإن كان قد جدَّد في أساليب التناول والخطاب الشعري تجاهها، وتخلَّى عن النَّظرة المُسِفَّة التي عرَّت المرأةَ من القيم الخلقية، تلك الَّتي روَّج لها شعراءُ أساؤوا الأدَب مع المرأة قبل أن يسيئوا إلى دينهم وأخلاق مجتمعهم، ونظر لها الشعر الإسلامي المعاصِر نظرةَ تقديرٍ وإجلال كفردٍ فاعل ومُشارِك في تكوينِ مجتمع نظيف، وليس كلَوْحةٍ معروضةٍ؛ للتلذذ بها، والتشهِّي بصورتها.
    التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 02-11-2011, 21:49.
    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2

    مقتطفات من النت بعد البحث

    المرأة في التأريخ القديم



    لقد اضطرب المعيار الاجتماعي في تقييم المرأة وتحديد منزلتها الاجتماعية في عصور الجاهلية القديمة أو الحديثة. وتأرجح بين الافراط والتفريط، وبين التطفيف والمغالاة، دون أن يستقر على حال رضي من القصد والاعتدال.
    فاعتُبرت حيناً من الدهر مخلوقاً قاصراً منحطاً، ثم اعتُبرت شيطاناً يسوّل الخطيئة ويوحي بالشر، ثم اعتبرت سيدة المجتمع تحكم بأمرها وتصرفه بمشيئتها، ثم اعتبرت عاملة كادحة في سبيل عيشها، وحياتها.
    وكانت المرأة في أغلب العصور تعاني الشقاء والهوان، مهدورة الحق مسترقة للرجل، يسخرها لأغراضه كيف يشاء.
    وهي في تقييم الحضارة الرومانية في تأرجح واضطراب، بين التطفيف والمغالاة: اعتبرتها رقيقاً تابعاً للرجل، يتحكم فيها كما شاء. ثم غالت في قيمها فحررتها من سلطان الأب والزوج، ومنحتها الحقوق الملكية والارثية وحرية الطلاق، وحرية التبذل والاسفاف، فكانت الرومانية تتزوج الرجل بعد الآخر دونما خجل او استحياء.
    فقد كتب «جوونيل 60 - 140 م» عن امرأة تقلبت في أحضان ثمانية أزواج في خمس سنوات. وذكر القديس «جروم 340 - 420 م» عن امرأة تزوجت في المرة الأخيرة الثالث والعشرين من أزواجها، وكانت
    هي الحادية والعشرين لبعلها.
    ثم أباحوا لها طرق الغواية والفساد، مما سبب تفسخ المجتمع الروماني ثم سقوطه وانهياره.
    وهي في عرف الحضارة اليونانية تعتبر من سقط المتاع، تُباع وتُشترى، وتعتبر رجساً من عمل الشيطان.
    وقضت شرائع الهند القديمة (أن الوباء والموت والجحيم والسم والافاعي والنار... خير من المرأة) وكان حقها في الحياة ينتهي بانتهاء أجل زوجها الذي هو سيدها ومالكها، فاذا رأت جثمانه يحرق ألقت بنفسها في نيرانه، والا حاقت عليها اللعنة الأبدية.
    وأما رأي التوراة في المرأة، فقد وضحه سفر الجامعة في الكلمات الآتية:
    (درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً، ولأعرف الشر أنه جهالة، والحماقة أنها جنون، فوجدت أمرّ من الموت المرأة، التي هي شباك، وقلبها شراك، ويداها قيود» .
    وكانت المرأة في وجهة نظر المسيحية - خلال العصور الوسطى - مخلوقاً شيطانياً دنساً، يجب الابتعاد عنه.
    قال «ليكي» في كتاب تأريخ أخلاق اوربا: «وكانوا يفرون من ظل النساء، ويتأثمون من قربهن والاجتماع بهن، وكانوا يعتقدون أن
    مصادفتهن في الطريق والتحدث اليهن - ولو كُنَّ أمهات وأزواجاً أو شقيقات - تحبط أعمالهم وجهودهم الروحية»
    وهكذا كان المجتمع الغربي فيما خلا تلك العصور، يستخف بالمرأة ولا يقيم لها وزناً. (فقد عُقد في فرنسا اجتماع سنة 586 م يبحث شأن المرأة وما اذا كانت تعد انساناً أو لا تعد انساناً. وبعد النقاش، قرر المجتمعون أن المرأة انسان ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل.
    وفي انجلترا حرّم «هنري الثامن» على المرأة الانجليزية قراءة الكتاب المقدس، وظلت النساء حتى سنة 1850 م غير معدودات من المواطنين، وظللن حتى سنة 1882 م ليس لهن حقوق شخصية، ولا حق لهن في التملك الخالص، وانما كانت المرأة ذائبة في ابيها أو زوجها.

    المرأة في المجتمع العربي الجاهلي:

    وقد لخص الأستاذ الندوي حياة المرأة في المجتمع العربي الجاهلي، حيث قال:
    «وكانت المرأة في المجتمع الجاهلي عرضة غبن وحيف، تُؤكل حقوقها وتُبتز أموالها، وتحرم من ارثها، وتعضل بعد الطلاق أو وفاة الزوج من ان تنكح زوجاً ترضاه، وتورث كما يورث المتاع أو الدابة، وكانت المرأة في الجاهلية يطفف معها الكيل، فيتمتع الرجل بحقوقه ولا تتمتع هي بحقوقها، ومن المأكولات ما هو خالص للذكور ومحرم على الإناث، وكان يسوغ للرجل ان يتزوج ما يشاء من النساء من غير تحديد.
    وقد بلغت كراهة البنات الى حدّ الوأد، وكانوا يقتلون البنات بقسوة، فقد يتأخر وأد المؤدة لسفر الوالد وشغله، فلا يئدها الا وقد كبرت وصارت تعقل، وكان بعضهم يلقي الانثى من شاهق.

    المرأة في الحضارة الغربية الحديثة:


    ولما بلغت الحضارة الغربية الحديثة أوجها، نالت المرأة فيها - بعد جهاد شاق وتضحيات غالية - حريتها وحقوقها، وغدت تستشعر المساواة بالرجل، وتشاطره الأعمال في الدوائر والمتاجر والمصانع، ومختلف الشؤون والنشاطات الاجتماعية.
    وابتهجت المرأة الغربية بهذه المكاسب التي نالتها بالدموع والمآسي، متجاهلة واقع غبنها وخسرانها في هذا المجال. ولو أنها حاكمت وعادلت في ميزان المنطق بين المغانم التي حققتها والمغارم التي حاقت بها... لأحست بالأسي والخيبة والخسران.
    فقد خدعها دعاة التحرر في هذه الحضارة المادية، وغرروا بها واستغلوا سذاجتها استغلالاً ماكراً دنيئاً. استغلوها لمضاربة الرجل،
    ومكايدته حينما بدأ يطالب بمضاعفة أجور العمل وتخفيف ساعاته، فاستجابت لذلك... تعمل اعمال الرجل قانعة بأجر دون أجره.
    واستغلوا انوثتها في الحقل التجاري لمضاعفة الأرباح المادية، لقدرتها على اجتذاب الزبائن وتصريف البضائع، مستثيرين كوامن الجنس في نفوسهم فأي استغلال أنكى وأسوأ من هذا الاستغلال؟
    وكان عليها بعد هذا أن تضطلع بمهامها النسوية من الحمل والوضع والتربية والتدبير المنزلي، الى جانب كفاحها في سبيل العيش كيلا يمسها السغب والحرمان لنكول الرجل عن اعالتها في الغالب.
    وبالرغم مما حققته المرأة الأروبية من صنوف الانجازات والمكاسب، فانها تعتبر في المعيار المنطقي خاسرة مخفقة، قد خسرت أزاء تحررها دينها وأخلاقها وكرامتها، وأصبحت في حالة مرزية من التبذل والاسفاف.

    التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 02-11-2011, 21:21.
    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #3
      مقتطفات من النت بعد البحث

      نفرتيتي والتى يعنى اسمها "الجميلة أتت" هي زوجة أمنحوتپ الرابع (الذي أصبح لاحقاً أخناتون) فرعون الأسرة الثامنة عشر الشهير، وحماة توت عنخ أمون.


      أصولها
      أصول الملكة نفرتيتى غير مؤكدة ويعتقد انها أخت الملك أخناتون وان أمهما هى الملكة تِيْيِ ، ومرضعتها كانت زوجة الوزير آى ، الذى يحتمل ان يكون أخا للملكة تِيْيِ .وكان يطلق عليه في كثير من الاحيان "ابو الاله" وهذا يوحى انه ربما كان ابوه بحكم زواجه من أمه ، وعلى كل حال آى لم يذكر مطلقا عن نفسه انه أبو نفرتيتى . بالرغم من ان هناك مراجع تشير إلى ان صورة أخت نفرتيتى موت نوتجمت Mutnojme مرسومه ومزين بها قبر آى.
      الفرعون الكبير



      دورها كزوجة

      اخناتون ونفرتيتى وابناؤهاشاركت الملكة نفرتيتى زوجها في عبادة الديانة الجديدة وهى عبادة آتون قوة قرص الشمس وكانت هى وزوجها الوسيط بين الشعب وآتون ، ويفترض ان تمنح المباركة الكاملة فقط عندما يتحد الزوجان الملكيان ، وقامت نفرتيتى خلال السنوات الاولى لحكم زوجها بتغيير اسمها طبقا لتغيير عقيدتها إلى نفرنفراتون نفرتيتى الذى يعنى آتون يشرق لان الجميلة قد أتت.

      تذكر نفرتيتى بالتمثال النصفى لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيرى في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم وهو أشهر رسم للملكة نفرتيتى ، وعثر عليه عالم المصريات الألماني لودفيگ بورشاردت، في 6 ديسمبر 1912، في ورشة النحات تحتمس في تل العمارنة. بورشاردت هرب التمثال الكامل (غير المخدوش) إلى منزله في حي الزمالك بالقاهرة، ومن هناك هربه إلى ألمانيا مخفياً ضمن قطع فخار محطمة غير ذات قيمة، مرسلة إلى برلين للترميم.

      ويوجد تمثال اخر لرأس نفرتيتى بالمتحف المصري من الكوارتزيت الأحمر والمزين بلمسات من المداد وهو لا يقل في دقة الصنع عن الرأس الموجودة ببرلين ولكنه أقل شهرة . ومن ألقابها الملكية الزوجه الملكيه العظيمة ، وقد أنجبت نفرتيتى من أخناتون ست من البنات :

      ميريت آتون وقد ولدت في طيبة قبل الأنتقال إلى أخت أتون
      مكت آتون
      عنخس إن با آتون والتى تزوجت من توت عنخ آمون
      نفرنفرو آتون تاشيرى
      نفرنفرو رع
      ستب إن رع



      نهاية حياتها
      بعد العام الثانى عشر لحكم أخناتون أختفت نفرتيتى ولم يوجد اى ذكر لها ويعتقد انها توفت ودفنت في مقبرة بإخيتاتون ويعتقد ايضا ان توت عنخ آمون نقل مومياؤها مع والده أخناتون عندما هجرت أخت أتون ولم يتم العثور على مومياء نفرتيتى
      التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 28-08-2011, 16:55.
      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • سليمى السرايري
        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
        • 08-01-2010
        • 13572

        #4
        المرأة في الأدب العربي بين الجاهلية والإسلام - عائشة بلجيلالي


        الملكة نفرتيتى nfirtiti صور حصرية لأجمل ملكات مصر الفرعونية

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


        هذه الصور متعوب عليها وطلعت عينى علشان أجمعها

        صور تخص الست هانم نفرتيتى ملكة مصر الفرعونية مع بعض الشرح المبسط لبعض الصور

        بالإضافة لبعض صور المعلم توت عنخ أمون

        يللا نبدأ الجولة


        أولا الملكة نفرتيتى


        أنظروا جيدا لهذا الوجه ودقة تنفيذه




        منحوتة على أحد الحوائط توضح الست هانم نفرتيتى مع الأخ إخناتون



        صورة التابوت التى وجدت فيها مومياء نفرتيتى هانم



        أنظروا للشموخ والعزة مع هذا الوجه الجميل



        مومياء نفرتيتى وهى مكفنة كما وجدت بالتابوت



        صور أخرى لذلك الوجه الرااااااااااااااائع







        والأن

        نأتى للجزء العلمى

        ذلك الجزء الذى حاول أن يتخيل شكل تلك الملكة الجميلة الحقيقى

        بداية بالرسم حتى إستخدام أكثر الأجهزة تعقيدا


        أولا هذه صورة تم تخيلها ليوم وفاتها وهى مرسومة



        وهذه أحد الصور التى تخيلت شكل تلك الملكة بالكمبيوتر



        وهذه بعض الإجتهادات فى تخيل شكلها








        الملكة نفرتيتى

        أنظروا جيدا ودققوا النظر إلى ذلك الوجه الرائع والمشرق والجميل





        حتى أنهم يضعون صورتها على أحد العملات المصرية

        الشلن " أصغر عملة " هههههه



        هذا الجمال وهذا الفن وكل تاريخ تلك الملكة التى حكمت فى فترة من الفترات أقوى الممالك والدول على الأرض

        أنظروا جيدا إلى حالها الأن

        وليتعظ كل من يملك عقل ودخل قلبه ذرة إيمان

        نفرتيتى الأن




        ==================================================


        أصغر ملوك الأرض

        الملك توت عنخ أمون

        مات مقتولا بالسم وهو فى مقتبل عمره

        ويعد القناع الذى وجد فى مقبرته أغلى كنوز الأرض ولا يقدر بثمن

        " لو أخذه سأبيعه بخمسن جنيه حته واحدة " ههههههه

        إليكم الصور






        فعلا لا يقدر بثمن

        أنظروا جيدا لتقاسيم الوجه




        صورة التابوت الخاص به



        المومياء مع مكتشفها



        التاج الخاص به




        صورة تخيلية لشكل توت عنخ أمون بإستخدام الكمبيوتر



        جمال مصر وجمال وعراقة تاريخها






        تحيتى لكم جميعا
        التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 02-11-2011, 21:22.
        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

        تعليق

        • عائشة بلجيلالي
          أديب وكاتب
          • 30-09-2011
          • 110

          #5
          المرأة في شعر نزار قباني
          كل عام وأنت حبيبتي

          أقولها لك

          عندما تدق الساعة منتصف الليل

          وتغرق السنة الماضية في مياه أحزاني

          كسفينة مصنوعة من الورق

          أقولها لك على طريقتي

          متجاوزا كل الطقوس الاحتفاليه

          التي يمارسها العالم منذ 1975 سنة

          وكاسرا كل تقاليد الفرح الكاذب

          التي يتمسك بها الناس منذ 1975 سنة

          ورافضا

          كل العبارات الكلاسيكية

          التي يرددها الرجال على مسامع النساء

          منذ 1975 سنة


          كل عام وأنت حبيبتي

          أقولها لك بكل بساطه

          كما يقرأ طفل صلاته قبل النوم

          وكما يقف عصفور على سنبلة قمح

          فتزداد الأزاهير المشغولة على ثوبك الأبيض

          زهرة

          وتزداد المراكب المنتظرة في ميناء عينيك

          مركبا

          أقولها لك بحرارة ونزق

          كما يضرب الراقص الإسباني قدمه بالأرض

          فتتشكل آلاف الدوائر

          حول محيط الكرة الأرضي

          كل عام وأنت حبيبتي

          هذه هي الكلمات الأربع

          التي سألفها بشريط من القصب

          وأرسلها إليك ليلة رأس السنه

          كل البطاقات التي يبيعونها في المكتبات

          لا تقول ما أريده

          وكل الرسوم التي عليها

          من شموع وأجراس وأشجار وكرات ثلج

          وأطفال وملائكه

          لا تناسبني

          إنني لا أرتاح للبطاقات الجاهزه

          ولا للقصائد الجاهزه

          ولا للتمنيات التي برسم التصدير

          فهي كلها مطبوعة في باريس أو لندن أو أمستردام

          ومكتوبة بالفرنسية أو الإنكليزية

          لتصلح لكل المناسبات

          وأنت لست امرأة المناسبات

          بل أنت المرأة التي أحبها

          أنت هذا الوجع اليومي

          الذي لا يقال ببطاقات المعايده

          ولا يقال بالحروف اللاتينيه

          ولا يقال بالمراسله

          وإنما يقال عندما تدق الساعة منتصف الليل

          وتدخلين كالسمكة إلى مياهي الدافئه

          وتستحمين هناك

          ويسافر فمي في غابات شعرك الغجري

          ويستوطن هناك

          لأنني أحبك

          تدخل السنة الجديدة علينا

          دخول الملوك

          ولأنني أحبك

          أحمل تصريحا خاصا من الله

          بالتجول بين ملايين النجوم


          لن نشتري هذا العيد شجره

          ستكونين أنت الشجره

          وسأعلق عليك

          أمنياتي وصلواتي

          وقناديل دموعي


          كل عام وأنت حبيبتي

          أمنية أخاف أن أتمناها

          حتى لا أتهم بالطمع أو بالغرور

          فكرة أخاف أن أفكر بها

          حتى لا يسرقها الناس مني

          ويزعموا أنهم أول من اخترع الشعر


          كل عام وأنت حبيبتي

          كل عام وأنا حبيبك

          أنا أعرف أنني أتمنى أكثر مما ينبغي

          وأحلم أكثر من الحد المسموح به

          ولكن

          من له الحق أن يحاسبني على أحلامي؟

          من يحاسب الفقراء ؟

          إذا حلموا أنهم جلسوا على العرش

          لمدة خمس دقائق ؟

          من يحاسب الصحراء إذا توحمت على جدول ماء ؟

          هناك ثلاث حالات يصبح فيها الحلم شرعيا :

          حالة الجنون

          وحالة الشعر

          وحالة التعرف على امرأة مدهشة مثلك

          وأنا أعاني - لحسن الحظ -

          من الحالات الثلاث

          اتركي عشيرتك

          واتبعيني إلى مغائري الداخليه

          اتركي قبعة الورق

          وموسيقى الجيرك

          والملابس التنكريه

          واجلسي معي تحت شجر البرق

          وعباءة الشعر الزرقاء

          سأغطيك بمعطفي من مطر بيروت

          وسأسقيك نبيذا أحمر

          من أقبية الرهبان

          وسأصنع لك طبقا إسبانيا

          من قواقع البحر

          اتبعيني - يا سيدتي - إلى شوارع الحلم الخلفيه

          فلسوف أطلعك على قصائد لم أقرأها لأحد

          وأفتح لك حقائب دموعي

          التي لم أفتحها لأحد

          ولسوف أحبك

          كما لا أحبك أحد

          عندما تدق الساعة الثانية عشره

          وتفقد الكرة الأرضية توازنها

          ويبدأ الراقصون يفكرون بأقدامهم

          سأنسحب إلى داخل نفسي

          وسأسحبك معي

          فأنت امرأة لا ترتبط بالفرح العام

          ولا بالزمن العام

          ولا بهذا السيرك الكبير الذي يمر أمامنا

          ولا بتلك الطبول الوثنية التي تقرع حولنا

          ولا بأقنعة الورق التي لا يبقى منها في آخر الليل

          سوى رجال من ورق

          ونساء من ورق


          آه يا سيدتي

          لو كان الأمر بيدي

          إذن لصنعت سنة لك وحدك

          تفصلين أيامها كما تريدين

          وتسندين ظهرك على أسابيعها كما تريدين

          وتتشمسين

          وتستحمين

          وتركضين على رمال شهورها

          كما تريدين

          آه يا سيدتي

          لو كان الأمر بيدي

          لأقمت عاصمة لك في ضاحية الوقت

          لا تأخذ بنظام الساعات الشمسية والرمليه

          ولا يبدأ فيها الزمن الحقيقي

          إلا

          عندما تأخذ يدك الصغيرة قيلولتها

          داخل يدي


          كل عام وأنا متورط بك
          وملاحق بتهمة حبك
          كما السماء متهمة بالزرقه

          والعصافير متهمة بالسفر

          والشفة متهمة بالاستداره

          كل عام وأنا مضروب بزلزالك

          ومبلل بأمطارك

          ومحفور - كالإناء الصيني - بتضاريس جسمك

          كل عام وأنت لا أدري ماذا أسميك

          اختاري أنت أسماءك

          كما تختار النقطة مكانها على السطر

          وكما يختار المشط مكانه في طيات الشعر

          وإلى أن تختاري إسمك الجديد

          إسمحي لي أن أناديك :

          "
          يا حبيبتي "



          التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 02-11-2011, 21:12.

          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #6


            كلّ الشكر لجميع الأخوة الحضور على اثراء النقاش
            والمساهمة في إنجاح المحاضرة



            فائق التحيات

            التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 02-11-2011, 22:00.
            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • سليمى السرايري
              مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
              • 08-01-2010
              • 13572

              #7
              محاضرة رائعة يا عائشة



              شكرا لك
              التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 02-11-2011, 21:20.
              لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

              تعليق

              يعمل...
              X