لو كان الأمر كذلك أخي الهويمل لكان بها ونعم ، ولكن لم تكن درجة الحرارة بمثل هذا الحد الذي يجعل القاضي - في الواقعة محل الاستشهاد - يتململ في جلسته ويتضجر من كلمتي - على الرغم من أنها لم تتعدى بضع دقائق ولم تخرج عن صلب الموضوع البتة - وإلا لكان الضيق والضجر الذي أصاب سيادته أصاب الجميع في ذات الوقت بما فيهم المحامون ، وهو مالم يحدث .
فضلا عن أنني رسمت صورة مبسطة تكاد لا يتخطى التعبير عنها سطرا واحدا ، بما يتماشى مع الموضوع الماثل وبما لا يعد إفتئاتا على صاحبته ، وبما يعني من وجه آخر أن الأمثلة كثيرة وكثيرة جدا يمكن أن يضرب بها المثل على ضيق سعة صدر القاضي وعلى تعاليه على المحامون أثناء أداء عملهم .
شكرا لك على التعقيب سيدي وشكرا لبعض الشروط التي بينتها والتي ينبغي أن تتوافر لدى القاضي أثناء عمله ، حتى ولو كان القضاه يستعملونها - في بعض البلدان - على سبيل ( الدلع ) إلا أنها شروط عادلة يجب أن يكفلها المجتمع لهم ضمانا لسلامة صدور الحكم .

استاذى عبد العزيز
اعتقد ان المحامون لهم دور كبير فيما وصل له الحال و في فرعنة فرعون
عندما بدأنا التدريب علّمونا أن نسبق طلباتنا بكلمة ( نلتمس ) و عندما جربت الكلمة شعرت بجرح
فلما نلتمس و نحن نطلب حقا و ندافع عن قضية و لسنا طلاب سلفة أو قرض
و ظللنا نتعامل معهم و نحن نعطيهم الكثير من الهيبة و البرستيج ظنا منا انه يصب في مصلحة المحامى و القضية
فحدث العكس ,, و حدث التعالى و العنجهية و كان هذا رد فعل طبيعى لسنوات تأليه و خنوع و خضوع لهم
لأن القاضى هو من يصدر حكم ( النجاح ) أو ( الفشل ) على المحامي
لذا كان التوسل و التودد و الالتماس
يا سيدى يجب ان تعاد الامور لنصابها الطبيعى
فنحن درسنا في نفس الجامعة و جلسنا في نفس الصف و تشبعنا من نفس العلم
فيجب وجود مساواة و احترام متبادل بين الطرفين دون ان يتعالى احدهما على الآخر


شرفنى مرورك الجميل و الراقي استاذى المحترم
شكرا لك بحجم عطائك و ذوقك

ولما كان الشيء بالشيء يذكر زميلتي منار ، فقد حدث في باكورة حياتي العملية أن تقدمت بطل لتحديد جلسة لنظر دعوى تأخر تحديد جلسة لها بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ، وقد علمت من السيد أمين السر أن القاضي المختص بالدائرة التي ستنظر أمامه الدعوى ، لا يحدد جلسة إلا بناء على طلب يقدمه صاحب الشأن أو موكله ، وكان كثيرا من السادة المحامين قد تقدموا أيضا بطلبات مماثلة .
وبعد فترة ذهبت لأعرف موعد الجلسة ففوجئت أن القاضي - وهو بالمناسبة مستشار ورئيس دائرة - أشر على طلبي بالحفظ ، بينما حدد جلسات لطلبات أخرى ، فسألت أمين السر فلم يقدم لي جوابا مفيدا وفهمت منه أنه مثلي لا يعرف السبب ، فرحت أقلب الطلب لعلي أجد به ثمة بيانا ناقصا فأستكمله فلم أجد ، وظللت أضرب أخماسا في أسداس حتى أخذني أحد الزملاء من حيرتي ونظر إلى الطلب فابتسم لي إبتسامة هي إلى السخرية أقرب ثم قال لي :- ألم تلاحظ يا أستاذ أنك كتبت الطلب باسم السيد الأستاذ ولم تضيف كلمة المستشار ، فضحكت من شدة المفاجأة وضحك من كان موجودا ، وإن عابوا جميعا على لأنني لم أكتب كلمة المستشار .
ثم أعدت كتابة الطلب مرة أخرى بإضافة كلمة المستشار وتحددت الجلسة فعلا .
يومها أدركت أن القاضي أو المستشار ليس مجرد مهنة ، وليس هو أحد جناحي العدالة ونحن الجناح الآخر كما علمونا بالنقابة ، بل هو شخص فوق المهنة إلى الحد الذي يرفض فيه طلبا يتعلق بقضية أمامه لمجرد أن المحامي نسي أن يخاطبه في طلبه هذا على الوجه الذي يليق بجنابه ، وهو جناحي العدالة كلها ونحن ليس إلا ديكورا أو إجراء شكليا لهذه العدالة .
وقطعا ثمة فارق بين التوقير ومخاطبة القاضي بما يليق بمنصبه ومقامه ، وبين أن يظن القاضي أنه فوق الجميع .
وهو ذات الفارق بين أن ألتقي قاضيا أمامي مصادفة فأنحني له إحتراما ، وبين أن أقدم طلبا موضوعيا أنسى فيه أن أقول له سيادة أو معالي المستشار فيرفضه .
حقا عزيزتي نحن نلتمس ونطلب وننتظر ، وهو يقبل أو يرفض

استاذي المحترم عبد العزيز
كيف جائت لك الجرأة ان تكتب طلبا بدون إضافة كلمة ( مستشار )
الحمد لله ان الموضوع عدى على كدة و مش اتحالت اوراقك للمفتي
للأسف النماذج لا تعد و لا تحصى عن عنجهية السادة القضاة
و لا ننكر أن الكثير منهم محترمين بحق
كما ان هناك محامين لا يستحقون شرف المحاماه
لكن مع الاسف ,, طغت حالة التعالي و العنهجية حتى طفح الكيل بنا جميعا
اشكرك استاذى العزيز على مداخلاتك القيمة التي أثرت الموضوع
فائق تقديري و تحياتي لشخصك الكريم