" بكرا العيد ونعيد وندبح الشيخ سيد ونحطه في الآروانه ونوديه ع السلخانة " .. هكذا أخذت عيال الحارة تردد دون أن يعرفوا أو نعرف سرهذا الفلوركلور الدموي ، ولماذا سيتم التضحية بالشيخ سيد بالذات بدلا من الخروف .. الله أعلم .. وهكذا أخذ الحاج متولي يحدث نفسه ، وهو يستعد لشراء خروف العيد ، واعتبر الأمر مجرد مزحة عفوية من الموروث الشعبي .. بينما أخذ يرتب للأضحية محاولا تجاوز الأخطاء والسلبيات التي وقعت في اضحية العام الماضي .. لذلك قرر أن يتعامل بشكل منهجي مع الأضحية هذا العام .. فقررأن يشرك الأسرة كلها في ترتيب أوراق الخروف حتى يصل الدعم إلى مستحقيه .. فشكل عدة لجان .. لجنة شرعية لتحديد مواصفات الخروف الشرعية ، والتي بددت بالنسبة للجنة المشتريات متشددة فمامعنى ألا تكون عوراء أو مريضة أو عرجاء أو عجفاء ، وتساءلت لماذا لاتخلص القطيع من مثل هذه الخرفان الشوهاء وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ؟ وكما في ورد في المثل بعد الذبح تتساوى كل الخراف .. ثم أضاف أحدهم وإذا كان الفقير لايأكل العوراء والعجفاء فمن الذي يأكلها ؟ هل سيأكلها رجال الأعمال ، أم المسئولين ، أم الأغنياء .. لابد إذن من فقه جديد هكذا حدث أعضاء لجنة المشتريات أنفسهم بل قرروا أن يبدأوا في التغيير العملي حتى قبل أن تصدر الفتوى باعتبار أن خير الشراء عاجله .. فذهبوا واختاروا خروفا أعورا .. تتوافر فيه كل الصفات غير المطلوبة على أساس أن أحدا لن يلتفت لمثل هذه العيوب وسط فرحة العيد وترديد النشيد الوطني " بكرا العيد ونعيد وندبح الشيخ سيد " .. في الوقت ذاته تم تشكيل لجنة لتوزيع لحم الخروف على مستحقيه ودراسة كيفية استخلاص ثلث الأسرة وثلث الأقارب وثلث الفقراء .. وهنا واجهت اللجنة مصاعب ومعادلات صعبة جدا في التوزيع وهي مصاعب معروفة للجميع لاداعي لسردها هنــا .. بينما انشغل الأب بالدعاء إلى الله أن يقوي إيمانه ويمنحه الصبر والسلوان ، وهو يعطي الفقير والقانع والمعتر هذه اللحوم في هذا الوقت الذي أصبح فيه كيلو اللحمة يعادل مهر خالتي بهية الله يرحمها .. وأخذ الأب يستعيذ بالله من وساوس الجزار التي تتجاوز وساوس الشيطان نفسه في هذا اليوم .. حيث يحاول اقناعك بأخذ فخذتي الخروف خالصة مشفية .. وهو الذي يعاني اصلا من مرض الأفخاذ التي تراوده عن نفسه صباح ومساء .. ماعلينا .. بدأت لجنة التوزيع عملها بتشكيل لجنة أخرى لجمع الأسماء ومعرفة رغبات كل طالب لحم .. ولم تخلو القائمة التي وصل عدد الكيلوات المطلوبة فيها إلى 700 كيلو جرام .. لم تخلو من غرائب وطرائف .. فهناك من يطلب ولو سنتيمتر كبده وهناك من يكتفي بطلب الكرشه باعتبارها تحتاج إلى جهد في تنظيفها فالكل زاهد فيها ، بينما طلبت مجموعة أطلقت على نفسها ائتلاف لحمة الرأس أن يأخذوا الرأس ويقتسموها .. لكن عم سيد كان مخضرما فطلب عضوا حساسا لكي يزيد من قوته ويبدوا أن الفولكور الدموي الذي كانت تردد الأطفال كان يقصد أمثال الشيخ سيد الذي يحسد الخروف على قوته .. فيحجز هذا العضو الحساس باعتبار أن احدا لن يجرؤ على ذلك غيره .. واستمرت اللجان تعمل ليل نهار إلى أن جاء موعد الذبح .. فذهب الجميع للصلاة وعندما عادوا وجدوا أن الشبيحة قد سبقوهم إلى ذبح الخروف واقتسامه فيما بينهم .. لم يصدق الأب ولا الأسرة أعينهم .. وظلوا يبحثون على الخروف أملا في العثور عليه .. ولم يقنعهم إلا هذا المقطع الذي شاهدوه على اليوتيوب .. فقد أخذ الشبيحة اللحم وتركوا لهم الحبل والسكين والدم .. ففكروا جديا في تنفيذ حكم الذبح في الشيخ سيد
تحياتي لكم
تحياتي لكم
تعليق