ارتشاف كأس / دينا نبيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دينا نبيل
    أديبة وناقدة
    • 03-07-2011
    • 732

    ارتشاف كأس / دينا نبيل

    ارْتِشَافُ كَأْسٍ
    خَلَعتُ حِذَائِي
    عَقَدتُ شَرَائِطَه الحَريريَةَ حَولَ شَعرِي
    ..........
    عَلى سَاقٍ شَفِيفٍ يَقِفُ بِلا اختِلالٍ
    عَلى شَفَتِه الزَّلِقَةِ أمشِي بِلا اتّزَانٍ
    كَمَصْلُوبٍ تَتشبّثُ أَصَابِعُ قَدَميّ
    بِفُتاتِ سُكّرٍ مُلتَصِقٍ
    يَعْمِي نَاظِري أٌفقٌ أَمهَقُ
    نَكّسَ فَوقَ أَهدابِ عَينَي أَجرَاسًا بَيضَاءَ
    عَلى خَديّ تَحَجَرتْ بِلّورَتَان
    تَيَبَّسَ رِدَائِي
    صِرتُ عَرُوسًا ثَلْجِيّةً!!
    ......
    قَطرَةٌ حَمرَاءُ مُتَناثِرةٌ حَولَ السُّكرِ
    دَبّ دِفئُها فِي أنَامِلَ قَدَمِي
    بِحَذَرٍ أَهْوَيتُ أَتنَاوَلها بَينَ كَفيّ المُتَخشّبَين
    انزَلَقتْ قَدَمِي عَلى مُنحَدرٍ مُقعّرٍ بِلّورِيّ
    سَقَطتُ
    وَاصطَدَمتُ بِالقَاعِ
    ......
    فَتّحتُ عَينَيّ عَلى بِركَةٍ عِنَبيّةٍ أَتَوسَّطُها
    اصطَبَغَ رِدَائِي بِالأَحْمرِ
    عَصِيرٌ دَافِئٌ يَتَموّجُ حَولِي
    يَتَلَملمُ فَتتقافَزُ قَطَرَاتُهُ عَلى رَاحَتيّ
    مُمَازِحَةً تَضْرِبُ رَغِيفَ وَجهِي تَرْسُمُ مَلامِحَهُ
    أَخَذتُ أَجمَعُها ..
    ثُمَّ ...
    رَشَفتُها ...
    .......
    أَنغَامٌ تَصْدَحُ يُرَدّدُهَا البِلّورُ
    شَقّ أَعطَافَهُ عَاشِقَانِ يَرقُصَانِ
    يَحمِلُ الفَتى عَرُوسَهُ ويَدُورُ بِها حَولِي
    أَتَلفَّتُ أَرمُقُهُم ..
    تَتَعَالى ضَحكاتُهُما فَتَصطَدِمُ بِالبِلّورِ
    تَتَسَاقَطُ حَولِي
    يَتَوَاثَبُ العَصِيرُ عَلى رِدَائِي يُرَقّصُهُ
    خَلفَ العَاشِقَينِ أَدُورُ حَولَ نَفسِي وأُغَنِّي
    ......
    نَظَرتُ فَوقِي ..
    قَمَرٌ أَسوَدُ يَسُدُّ الفُوَهَةَ !
    حَجَبَ الهَوَاءَ .. لا اسْتَطيعُ التَّنفُّسَ !
    هَلْ أخنُقُ العَاشِقَينِ ؟!!
    بِقُوّةٍ أَطرُقُ البِلّورَ
    رَاحَ الكَأْسُ يَتَأرجَحُ
    انْكَفَاْتُ عَلى المُنحَدرِ وغَمَرَنِي العَصِيرُ
    ووَقَعَ الكَأسُ
    أهرقَ العَصيرُ على الجَليدِ
    أَسرَعْتُ أقبِضُ عَلى بَعضِهِ
    إذا بِه جَليدٌ أَحْمرُ
    ......
    وَالعَاشِقَانِ تَحته تَجَمَّدا فِي عِنَاقٍ !
    ******
    29 / 10 / 2011

  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    كاتبتنا الراقية دينا الغالية
    قرأت النص قبل يوم وتمنيت أن يسبقني أحد ليساعدني برؤية مكان ما أستطيع فيه التسلق للنص أو خيط اربط به خطافي لاعتلاء السور الشاهق ، فأجلت لليوم لكنني وجدت الأمر على حاله ، حاولت ايجاد كتاب فك الشيفرة أو مساعد في الترجمة من العربي المكثف المكتوب برموز استبطانية مغلفة تغليفا شديد الضبابية ، فلم أجد أيضا ، فقررت السباحة في ليل النص وليكن من هوام البحر ما يكون .
    سيدتي الكاتبة ،،
    قد يكون التشفير أسلوبا ، والصور المبهمة طريقا يبغي صاحبه من ورائه لإحداث حالة عدم فهم عند القاريء تجعله يندهش للغة الكاتب الموغلة في العمق ، والمسرفة في تكثيف الظلمات بعضها فوق بعض حتى يبحث في نهاية النص عن نفسه فلا يجدها ، فيذهل ويندهش ويقول ما أعمق هذا الكاتب وما أشد قواه على جعلي أدور حول نفسي وأنغلق عليها فلا أكاد أعرف ما يريد الكاتب مما قال .
    والحقيقة سيدتي الكريمة أن الكتابة بما لا يحمل القاريء منه شيئا يحتفظ به ، ويتأثر بفكره ، ويذكره بعد يوم أو شهر لا يكتب له الحياة ، لو كتب امرؤ القيس وجرير والمتنبي وأبو العلاء وأحمد شوقي وجبران بهذه الطريقة ترى كم سنجد من القراء يحفظون لهم شيئا ؟؟
    أظن أن التشفير والترميز لا ينتج أدبا خالدا وأن مدرسة الغموض لن تستمر طويلا لأن الناس لا يمكنهم الغوص في أعماق أعماق اللغة المشفرة ولا توجد قواميس تساعدهم على الترجمة !!
    أما النص فأصدقك القول لم أجد به ألا الرغبة في أن لا أفهم منه شيئا .
    تحيتي واحترامي .
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • دينا نبيل
      أديبة وناقدة
      • 03-07-2011
      • 732

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
      كاتبتنا الراقية دينا الغالية
      قرأت النص قبل يوم وتمنيت أن يسبقني أحد ليساعدني برؤية مكان ما أستطيع فيه التسلق للنص أو خيط اربط به خطافي لاعتلاء السور الشاهق ، فأجلت لليوم لكنني وجدت الأمر على حاله ، حاولت ايجاد كتاب فك الشيفرة أو مساعد في الترجمة من العربي المكثف المكتوب برموز استبطانية مغلفة تغليفا شديد الضبابية ، فلم أجد أيضا ، فقررت السباحة في ليل النص وليكن من هوام البحر ما يكون .
      سيدتي الكاتبة ،،
      قد يكون التشفير أسلوبا ، والصور المبهمة طريقا يبغي صاحبه من ورائه لإحداث حالة عدم فهم عند القاريء تجعله يندهش للغة الكاتب الموغلة في العمق ، والمسرفة في تكثيف الظلمات بعضها فوق بعض حتى يبحث في نهاية النص عن نفسه فلا يجدها ، فيذهل ويندهش ويقول ما أعمق هذا الكاتب وما أشد قواه على جعلي أدور حول نفسي وأنغلق عليها فلا أكاد أعرف ما يريد الكاتب مما قال .
      والحقيقة سيدتي الكريمة أن الكتابة بما لا يحمل القاريء منه شيئا يحتفظ به ، ويتأثر بفكره ، ويذكره بعد يوم أو شهر لا يكتب له الحياة ، لو كتب امرؤ القيس وجرير والمتنبي وأبو العلاء وأحمد شوقي وجبران بهذه الطريقة ترى كم سنجد من القراء يحفظون لهم شيئا ؟؟
      أظن أن التشفير والترميز لا ينتج أدبا خالدا وأن مدرسة الغموض لن تستمر طويلا لأن الناس لا يمكنهم الغوص في أعماق أعماق اللغة المشفرة ولا توجد قواميس تساعدهم على الترجمة !!
      أما النص فأصدقك القول لم أجد به ألا الرغبة في أن لا أفهم منه شيئا .
      تحيتي واحترامي .


      أشكرك أ / عبد الرحيم على حسن توجيهك إياي

      فهمت مقصدك استاذنا وأعدك أن أطور من نفسي

      أرجو المعذرة إن كنت ضايقت فكر من يقرأ هذا النص وأنه أقل من مستوى فكره .. أو شديد الغموض

      ربما يعبر عن حالة نفسية ما .. لكن خطأ الكاتب أنه لا يفصح بالشكل المناسب

      أكرر لك شكري مجددا أ / عبد الرحيم

      لا حرمنا الله حسن توجيهكم

      تعليق

      • محمد الصاوى السيد حسين
        أديب وكاتب
        • 25-09-2008
        • 2803

        #4
        يمكن القول أن الفكرة التى يقوم عليها النص هى " فكرة الرثاء للنفس المكلومة الشجية " وهى نفس تستحضر مشهدية الفرح والسعادة عبر حضور العاشقين لكنها تهدم بذات الفرشاة التى رسمت المشهد تهدم هذى اللوحة وتطفىء قنديلها الوهاج ، بما يجعلنا أمام فكرة رثاء النفس الشجية بجلاء فنى وعبر وجدان جلى شفيف

        - وهو وجدان ليس من العسير على المتلقى أن يستشعره وتصل إليه رسالة الحزن الذى يندفق كرذاذ نافورة صاخبة سعيدة فى آن واحد ، ثم ينتكس راجعا مهدولا إلى الأرض

        - الحقيقة أننا أمام فكرة تحمل نزعة إنسانية عامة فحالة رثاء النفس هى حالة متجذرة فى فطرة الإنسان الذى يشعر دوما بحاجته إلى أن يقبض على أهداب السعادة التى ما أن يلامسها حتى تفرهاربة من بين أنامله التى امتدت إليها

        - ونحن أيضا أمام وجدان تنسرب إلينا حالته ونرى فى مراياه حزنه وأساه وحلمه الذى يتشظى أمام بصائرنا

        - ولكن على مستوى المعالجة الفنية التى صاغت فكرها ووجدانها ، نحن أمام معالجة تقوم على تخييل ليس عبر الصورة الفنية الكلاسيكية بل عبر الصورة الإيحائية وهى صورة حداثية تعمد إلى إلقاء مسئولية إكمال لوحة النص بل وتأويل دلالة الصورة تعمد بها كلها إلى المتلقى ، فنحن أمام صورة شعرية ليست معتادة وليست راغبة فى إنتاج لوحتها الكلية ، وليس منفتحة على علاقة المشابهة بل نحن أمام الصورة التى توحى إليك كمتلق ثم تترك لك المجال الدلالى والجمالى لتصوغهما أنت ولنتأمل هذا السياق

        خَلَعتُ حِذَائِي
        عَقَدتُ شَرَائِطَه الحَريريَةَ حَولَ شَعرِي

        حيث نحن هنا أمام مشهدية امرأة حزينة أسكرها الحزن والأسى ، او ربما أمام امرأة غاضبة مهزومة ، أو ربما أمام امرأة تتمرد على قالب حياتها وصرامته ، والحقيقة أن اختلاف التأويل ليس هو المشكلة بل هو فى النهاية ثراء يحسب للنص ، المشكلة تأتى فى أن ما نتلقاه بعد ذلك تاليا على هذا السياق لا ينحاز إلى أى من هذى التأويلات حيث نتلقى سياق

        عَلى سَاقٍ شَفِيفٍ يَقِفُ بِلا اختِلالٍ

        وهذا السياق عندما تحاول أن تضفره فى جديلة ما سبقه من بنى فنية لن يكون ذلك بالسهل ولا المتيسر حيث نتلقى علاقة الضمير المستتر فى علاقة الفعل " يقف " والتى تحيلنا إلى غائب مجهول ، مطلوب من التلقى أن ينتجه ثم يحاول تأويل مشهدية وقوفه ، وقبلا إنتاج دلالة الساق الشفيفة ، لكن هل من الممكن أن يكون السياق التالى مفسرا لهذا السياق فلنتأمل إذن السياق التالى

        عَلى سَاقٍ شَفِيفٍ يَقِفُ بِلا اختِلالٍ
        عَلى شَفَتِه الزَّلِقَةِ أمشِي بِلا اتّزَانٍ
        كَمَصْلُوبٍ تَتشبّثُ أَصَابِعُ قَدَميّ
        بِفُتاتِ سُكّرٍ مُلتَصِقٍ

        سنلاحظ فى هذا السياق السابق أننا أمام مشهدية جديدة تضاف للسياق السابق وأيضا تتحدث عن ذلك الغائب الذى نجهله حيث نتلقى سياق " شفته الزلقة " وسيكون مطلوبا منا كمتلقين أن نؤول بالطبع دلالة " الزلقة " كعلاقة نعت ثم بعد ذلك إنتاج مشهدية التلقى التى تستوعب حركة المشى بلا اتزان لبطلة النص على ساقه الشفيفة ، ماهو ؟ أيكون هو الكأس ?

        - حسنا إذن فليكن الكأس ، هل يدعم السياق التالى هذى الدلالة أو يحاول أن ينيرها للمتلقى فلنتأمل مرة أخرى السياق التى للوحة السابقة
        أمشِي بِلا اتّزَانٍ
        كَمَصْلُوبٍ تَتشبّثُ أَصَابِعُ قَدَميّ
        بِفُتاتِ سُكّرٍ مُلتَصِقٍ

        إن حركة المشهد هنا نتلقاها عبر حركة تمثل عصب اللوحة هى مشهدية المصلوب والذى يشبه المشى المراد تمثيله لنا عبر التخييل و الذى يحيلنا إلى فنية الصورة هنا فلا مشى للمصلوب من الناحية الذهنية وليس المراد المشابهة بين حالة الاتزان والمصلوب كطرفى تشبيه ، وإنما هنا إيحاء ودعوة للمتلقى إلى أن يقوم هو فى حال تلقى هذى الصورة الحداثية الإيحائية يقوم بإنتاج دلالة هذى المشى ومشهديته التى تتناغم مع قراءته لتفاصيل لوحة النص


        - والحقيقة أن فنية الصورة الإيحائية هى فنية التخييل الرئيسة فى هذا النص ولكننا لابد أن نشير إلى أنها فنية تتجاور معها الصورة الكلاسيكية حيث نتلقى سياق
        أَنغَامٌ تَصْدَحُ يُرَدّدُهَا البِلّورُ
        شَقّ أَعطَافَهُ عَاشِقَانِ يَرقُصَانِ
        يَحمِلُ الفَتى عَرُوسَهُ ويَدُورُ بِها حَولِي
        أَتَلفَّتُ ( أَرمُقُهُم ) ..
        تَتَعَالى ضَحكاتُهُما فَتَصطَدِمُ بِالبِلّورِ

        حيث إننا هنا أمام لوحة تخييل جلية مترابطة متناغمة لا تقوم كلوحة المفتتح أو غيرها من اللوحات على الصورة الإيحائية بل على الصورة الكلاسيكية التى يعرفها المتلقى ، فنحن هنا أمام ما يمكن للمتلقى العام أن يتلقاه ويتفاعل معه حيث يمكن تأويل دلالة البللور ودلالة انشقاقه بدرجة أيسر بكثير من تأويل مشهدية الصلب والسكر الذى يلتصق بالقدمين

        - ثم إننا أمام معجالة فنية حداثية تتضافر مع كلاسيكية الصورة بمعنى قيامها على المشابهة هى فنية السرد التى تضفر تفاصيل المشهد عبر تجلى أفق اللوحة ولحظة التنوير التى تنتهى عبر توتر وصراع ما حيث تنتهى بمشهدية الاصطدام

        ربما من حيث المعالجة الفنية لا أرى أن فنية التخييل كانت ناجحة تماما حيث إن هناك صورة إيحائية تريد أن ترسم لنا مشهدية سوريالية تتمثل فى احتواء الكأس لبطلة النص وهى مشهدية على المتلقى أن يشتغل عليها ويبذل جهدا تفكيكيا فى إنتاج دلالتها ورسالتها الفنية

        - وهو ما يقف فى رأيى حجر عثرة أمام التفاعل مع هذى المعالجة الفنية التى تكلف المتلقى ربما ما لا يطيق وما ليس دوره ، فدور المتلقى فى رأيى يبدأ بعد أن يتلقى رسالة النص فيفكر ويحس مع الأديب ، دون أن تكون هناك عوائق فنية تعطل فكره وإحساسه كتفكيك الصورة الشعرية

        ربما من حيث البنية اللغوية لى هذى الملاحظات

        - ساق لفظة مؤنثة

        - أَتَلفَّتُ أَرمُقُهُم ..تَتَعَالى ضَحكاتُهُما ) ربما كان المراد ألتفت أرمقهما حيث السياق للمثنى

        - دَبّ دِفئُها الصواب دفؤها لأنها مرفوعة فالكلمة فاعل مرفوع والهمزة مضمومة وما قبلها ساكن

        - ووَقَعَ الكَأسُ أهرقَ العَصيرُ ) ربما المراد العصير هنا كمفعول به فتكون حركته النصب وليس الرفع

        تعليق

        يعمل...
        X