تويت
عيد الأضحية أم عيد الضحايا ؟!
بالأمس كنا نملك إحساسا ينبض بكل شيء جميل , نتلهّف ليوم العيد لتهل الفرحة قبله بأيام فتصبح كل الأيام أفراحا , واليوم كظلمة الشتاء وبرودته تسري في الأعماق , ورائحة الموت تنبعث في الأجواء , العيد اليوم عزاء وبكاء ومواء , منا من فقد عزيزا بشتى الأحوال هجرا كان أومنيّة أو مغيّبا قصرا أو مفقودا قهرا , وفي الغالب فقيدا شهيدا , الويلات التي حلّت بأرض العروبة الطاهرة , المسالخ والمذابح والدماء التي لوّنت العيد بالسواد وغمست ملامحه في اللون الأحمر المشين , حماة الشعوب وأرباب البلاد قد فقدوا كل الإنسانية , فانهالوا على العباد بسياط الجور والفتك المحضور , أي عيد أيها الحاكم المستبد ودموع التكالى تنهمر من الفجيعة ؟ , أي عيد والأطفال اليتامى تستجدي حضور الآباء ؟ , أي عيد وقد حلّ بالديار البلاء ؟, يا خلفاء الله في الأرض قد خذلتم من أستخلفكم فيها فأحللتم واستبحتم الدم والعرض فأصبحتم وباء ..
يكاد ستار الفرحة أن يُسدل للأبد , فقد غابت معالم البهجة مع حلول كل مناسبة , وكأن الأيادي الجانية تستقصدنا مع سابق الإصرار والترصد , كان عيدنا يذكرنا بكل ذكرى جميلة , وهاهو الآن لا تكاد معالمه تلوح حتى نتذكر ذبحا وشنقا وتعذيبا وإصرارا على إبادة الشعوب , ما ( أروعها ) من ذكرى في هذه السنة ما ( أثمنه ) من وسام ( نتشرف ) به ,توسّمتْ به صدورنا هدية ممن سلمناهم أمانة البلاد والعباد , إنها أوسمة الرصاص , وألوية الخناجر , وأثمنة إبادة لكل من قال ( لا للظلم ) , إنها مداليات الهتك للقيمة الإنسانية , فلم يبق للأشهر حرماات , لم يبق لبشرية الشعوب حرماات , أصبحت الرقاب تجزّ كما أضحية العيد ..
حتى مات العيد وقد ماات ..
إنها أعياد الضحايا والأضحياات ..
فطيمة المراكشية
المملكة المغربية
بالأمس كنا نملك إحساسا ينبض بكل شيء جميل , نتلهّف ليوم العيد لتهل الفرحة قبله بأيام فتصبح كل الأيام أفراحا , واليوم كظلمة الشتاء وبرودته تسري في الأعماق , ورائحة الموت تنبعث في الأجواء , العيد اليوم عزاء وبكاء ومواء , منا من فقد عزيزا بشتى الأحوال هجرا كان أومنيّة أو مغيّبا قصرا أو مفقودا قهرا , وفي الغالب فقيدا شهيدا , الويلات التي حلّت بأرض العروبة الطاهرة , المسالخ والمذابح والدماء التي لوّنت العيد بالسواد وغمست ملامحه في اللون الأحمر المشين , حماة الشعوب وأرباب البلاد قد فقدوا كل الإنسانية , فانهالوا على العباد بسياط الجور والفتك المحضور , أي عيد أيها الحاكم المستبد ودموع التكالى تنهمر من الفجيعة ؟ , أي عيد والأطفال اليتامى تستجدي حضور الآباء ؟ , أي عيد وقد حلّ بالديار البلاء ؟, يا خلفاء الله في الأرض قد خذلتم من أستخلفكم فيها فأحللتم واستبحتم الدم والعرض فأصبحتم وباء ..
يكاد ستار الفرحة أن يُسدل للأبد , فقد غابت معالم البهجة مع حلول كل مناسبة , وكأن الأيادي الجانية تستقصدنا مع سابق الإصرار والترصد , كان عيدنا يذكرنا بكل ذكرى جميلة , وهاهو الآن لا تكاد معالمه تلوح حتى نتذكر ذبحا وشنقا وتعذيبا وإصرارا على إبادة الشعوب , ما ( أروعها ) من ذكرى في هذه السنة ما ( أثمنه ) من وسام ( نتشرف ) به ,توسّمتْ به صدورنا هدية ممن سلمناهم أمانة البلاد والعباد , إنها أوسمة الرصاص , وألوية الخناجر , وأثمنة إبادة لكل من قال ( لا للظلم ) , إنها مداليات الهتك للقيمة الإنسانية , فلم يبق للأشهر حرماات , لم يبق لبشرية الشعوب حرماات , أصبحت الرقاب تجزّ كما أضحية العيد ..
حتى مات العيد وقد ماات ..
إنها أعياد الضحايا والأضحياات ..
فطيمة المراكشية
المملكة المغربية