أقبلتُ .. وذا فؤادُك !
شعر : عبد العزيز بن عنزي الشمراني
أقبلتُ والحبُّ والأفراحُ والرَّغَدُ
وذا فؤادُكَ صَلْدٌ قاحلٌ جَرِدُ !
تسافرُ الحشرجاتُ المثخَناتُ على
بساطِ ليلكَ ، كمْ أضنى بكَ السُّهُدُ !
ويهزأُ الأمسُ بالساعاتِ تهصرُها
ويلتجي عندَ أبوابِ الرحيمِ غَدُ
وتندبُ الحظَّ رِجْلٌ ذنبُها بلدٌ
فيهِ الطرائقُ مِنْ أحزانهِ قِدَدُ
والأنسُ في جنباتِ الدربِ مفترشٌ
يصارعُ الموتَ لكنْ لا تُمدُّ يَدُ
والودُّ ، أيُّ ودادٍ ترتجيهِ إذا
ولَّى الصِّحابُ وغابَ المخلصُ العَضُدُ ؟
أمّا الأماني سرابٌ وعدُهُ كذِبٌ
كلُّ المسافاتِ تدنو وهوَ يبتعدُ
ما زلتَ تمشي ورمضاءُ الحياةِ يدٌ
تستلُّ مِنْ بعضِكَ المكلومِ ما تَجِدُ
تمشي حسيرًا ولكنْ واثقًا أبدًا
باللهِ ، والذِّكرُ زادٌ والتُّقى عُتُدُ
قدْ صيّروكَ طبيبًا ، لَيتَهُمْ علِموا
هل يبرئُ الطبُّ قلبًا داؤهُ كَمَدُ ؟!
* * * *
أقْبلتُ ! أقبِلْ ؛ فإنَّ العيدَ روضُ هَنا
"ما هكذا توردُ الأفراحُ يا سَعَدُ" !
العيدُ جاءَكَ يجري راقصًا مرِحًا
بهِ المفاتنُ لا يُحصى لها عَدَدُ
والشمسُ قبّلتِ الأزهارَ فابتسمتْ
عندَ الصباحِ فغارَ الحُسْنُ والغَيَدُ
وفي السماءِ سحابُ الأنسِ منتظمٌ
كأنهُ لؤلؤٌ -في صدرِها- نَضِدُ
وإنْ تأمّلتَ خَلْقًا عينَ نرجِسةٍ
سبحانهُ اللهُ ربٌّ واحدٌ أحدُ !
والسَّعْدُ مرتسمٌ ، والحزنُ منهزمٌ
والبغضُ منهدمٌ ، والودُّ مطَّرِدُ
أما تزيّنتِ (الأحساءُ) نخلتُها
وفي (تَبَالةَ) غنّى شِعرُها الغَرِدُ ؟
أما رأيتَ بهاءَ الكونِ حينَ هوى
لهُ الجمالُ سجودًا ملؤهُ الحسدُ ؟
أمْ بدَّدَ العيدَ همٌّ نزفُ أمتِنا
فإنْ شكا العضوُ سقمًا يمرضُ الجسدُ
لا تبتئسْ ؛ فلواءُ الحقِّ منتصرٌ
وإنْ تنكّرتِ الأيامُ والأمَدُ
وعِشْ سعيدًا عنِ الأكدارِ منصرفًا
قدْ يصعبُ العيشُ إنْ لمْ يأتهِ نكدُ !
وذا فؤادُكَ صَلْدٌ قاحلٌ جَرِدُ !
تسافرُ الحشرجاتُ المثخَناتُ على
بساطِ ليلكَ ، كمْ أضنى بكَ السُّهُدُ !
ويهزأُ الأمسُ بالساعاتِ تهصرُها
ويلتجي عندَ أبوابِ الرحيمِ غَدُ
وتندبُ الحظَّ رِجْلٌ ذنبُها بلدٌ
فيهِ الطرائقُ مِنْ أحزانهِ قِدَدُ
والأنسُ في جنباتِ الدربِ مفترشٌ
يصارعُ الموتَ لكنْ لا تُمدُّ يَدُ
والودُّ ، أيُّ ودادٍ ترتجيهِ إذا
ولَّى الصِّحابُ وغابَ المخلصُ العَضُدُ ؟
أمّا الأماني سرابٌ وعدُهُ كذِبٌ
كلُّ المسافاتِ تدنو وهوَ يبتعدُ
ما زلتَ تمشي ورمضاءُ الحياةِ يدٌ
تستلُّ مِنْ بعضِكَ المكلومِ ما تَجِدُ
تمشي حسيرًا ولكنْ واثقًا أبدًا
باللهِ ، والذِّكرُ زادٌ والتُّقى عُتُدُ
قدْ صيّروكَ طبيبًا ، لَيتَهُمْ علِموا
هل يبرئُ الطبُّ قلبًا داؤهُ كَمَدُ ؟!
* * * *
أقْبلتُ ! أقبِلْ ؛ فإنَّ العيدَ روضُ هَنا
"ما هكذا توردُ الأفراحُ يا سَعَدُ" !
العيدُ جاءَكَ يجري راقصًا مرِحًا
بهِ المفاتنُ لا يُحصى لها عَدَدُ
والشمسُ قبّلتِ الأزهارَ فابتسمتْ
عندَ الصباحِ فغارَ الحُسْنُ والغَيَدُ
وفي السماءِ سحابُ الأنسِ منتظمٌ
كأنهُ لؤلؤٌ -في صدرِها- نَضِدُ
وإنْ تأمّلتَ خَلْقًا عينَ نرجِسةٍ
سبحانهُ اللهُ ربٌّ واحدٌ أحدُ !
والسَّعْدُ مرتسمٌ ، والحزنُ منهزمٌ
والبغضُ منهدمٌ ، والودُّ مطَّرِدُ
أما تزيّنتِ (الأحساءُ) نخلتُها
وفي (تَبَالةَ) غنّى شِعرُها الغَرِدُ ؟
أما رأيتَ بهاءَ الكونِ حينَ هوى
لهُ الجمالُ سجودًا ملؤهُ الحسدُ ؟
أمْ بدَّدَ العيدَ همٌّ نزفُ أمتِنا
فإنْ شكا العضوُ سقمًا يمرضُ الجسدُ
لا تبتئسْ ؛ فلواءُ الحقِّ منتصرٌ
وإنْ تنكّرتِ الأيامُ والأمَدُ
وعِشْ سعيدًا عنِ الأكدارِ منصرفًا
قدْ يصعبُ العيشُ إنْ لمْ يأتهِ نكدُ !
6 / 11 / 2011
تعليق