حين يتمتم الموت * .. بقلم د.مازن صافي
7/11/2011
حين يتمتم الموت
في حضرة الدهشة والانتظار
يسأل الحضور ما الحدث
ويتناقلون قصص شبيهة
حكايات قديمة وموروثة
تأخذهم النظرات الى ذاك الجسد الساكن
تفوح رائحة ما
تذكرهم بكثير من الوقفات
هذا مات وهو كذا
وذاك مات على كذا
وتتوالى الكلمات والكلمات
جسد مسجى
ينتظر لحظة الحقيقة
" يشخر "
صوت يرتفع كالنحيب
صوت يأتيك من البعيد
جسد يهتز مرة تلو المرة
وتتوقف التمتمات
نظرات فاحصة في الصوت والارتداد
صدر يعلو وينخفض
فم يُفتح على مصراعيه
ويغلق ..
مشهد منتظم ..
" يشخر " مرتفعا
يمسك أحدهم المصحف
قرر أن يقرأ بعض من القرآن
اختار سورة " يس"
صمت مطبق
ويعلو صوت الترتيل
وينظر القاريء مع كل نهاية آية
إلى ذاك الجسد " المودع "
يشعر أن أنفاسه تتفاعل صعودا وهبوطا
حالة استرخاء تنتابها لحظات " نزع "
احتضار وتبدأ النهاية
يدخل بعض الازرقاق على وجهه
ويعلو الشخير
قال تعالى : ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون(
سبحان الخالق
سبحان الله
شيئا ما عجيب في هذه اللحظات
الاستسلام الكامل لله رب العالمين
الإيمان التام بإرادة الله عزوجل
وتسلم الأمانة الى خالقها
ويتوقف الشخير
وتصمت التمتمات
ويتصبب العرق غزيرا
ويتبدد الازرقاق
وجه جديد هذا
وجه يطل كالقمر المنير
وابتسامة واضحة تكسو وجه كان يعاني
جسد يعلن أن البقاء لله
سنة الله في خلقه
* هذه خاطرة من نبض واقع وفاة ابن خالي : أ . مجدي سعيد صافي
تعليق