حكاية ديك بلدي بالانفلوزا ( حكايا ساخرة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سليم
    سـ(كاتب)ـاخر
    • 19-05-2007
    • 2775

    حكاية ديك بلدي بالانفلوزا ( حكايا ساخرة )

    حكاية ديك بلدي بالانفلوزا
    ( حكايا ساخرة )


    محمد سليم :
    في صحن الدار..
    قُبيل زفة ساعة الرحيل..خطفتْ أمي يدي بالقول:عاوزاك في حاجة كده بيني وبينك..سرت خلفها..وعلى أريكة اتكأتُ بجوارها..وأعطيتها آذان صاغية..همستْ بعذوبة :عاوزه ديك بلدي حلو كده من البندر في حاجة كده..رفعتُ سبابتي وقلت:من عيوني أحلى ديك لأمي.. وأي حاجة كده وألا كده أأمري ..فـ بررت طلبها؛أنها حزينة..في وحدة .. وفراغ مهول بعد المرحوم أبي الله يرحمه..رفعت يدي إلى السماء وقرأت الفاتحة..فأردفت: الدار واسعة والدوّار خال من الطيور والحِيِوان..وأُريد "الديك"في أمر هام ..حذرتها بثقافتي من خطورة أنفلونزا الطيور وندرة الديوك في المحروسة أم الدنيا وأن الأجهزة الحكومية ورجالات الشرطة يلاحقون كافة أنواع الطيور البلدية للفحص والتحري عن فيرس الأنفلونزا القاتل..وأنه تم ذبح كل ما وقعت عليه العيون ومن رابع المستحيلات لو عثرنا على ديك..تأملتني مليا ثم دست يدها في صدرها وأخرجت من" صُرتها" أربع ورقات مالية خضراء اللون..وغمزت لي برمش عين وحاجب وهى تقول: دوّر ولِف يا سليم..مُشْ ح تغلب..ولا تحمل هما بشأن النقود..أخذتهم..وبصدرية الجِلباب أخفيتهم..ثم وضعت لي شروط الشراء :ديك محترم كده..بعُرف أحمر كبير ..بلدي، وزادت بنصيحة بــ أوعي يضّحك عليك باعة البندر ويلبّسوك ديك إفرنجي أبيض..أو يشيّلوك دجاجة عتقيه بياضه..أخذتُ يديها وقبلتها وابتسمت لنصائحها..وغادرنا البلدة..
    و....
    باليوم التالي..
    وفي عز الظهر الأحمر ..وبعد خروجي من عملي..مررتُ على سوق الدواجن والطيور..السوق أثر بعد عين..خال من الباعة والمارة..رأيت هلفا طويلا سألته:أين بائعي الدجاج..تفحصني من كوعي حتى بوعي قبل أن يجيب قائلا:البيع في السر يا باشا،-: نعم وأين أجد أحدهم ؟،-: هناك رابع بيت وسط الحارة يمين..طرقت الباب ..خرج شابا ملطخا بالدماء..استعذت بالله ثم قلت له:عاوز ديك بلدي محترم ..-: يا باشا مافيش ديوك محترمة في البلد كِلاتها ..عندي ديوك إفرنجي بيضا و فراخ بيضا وحمرا،كررتُ جُملتي بعد تمزيقها أربا إربا :عاوز.. ديك ديك..بلدي..بلدي..محترم وبأي ثمن ؟،-: يا أستاذ خُذ أربع دجاجات شامورت بوزن الديك المحترم! ،-: طلبي واضح جدا ديك بلدي بعرف أحمر محترم للحاجة أمي.. تأملني البائع ثم ذهب بعقله بعيدا..انتظرت عودته..فعاد بــ قهقهات وهو يقول: آآآه.. فهمتك يا باشا ..لا مؤاخذة..الست الحاجة عندها دجاجات وتريده ديك فحل لــ(تكــ..)وتلعثم وقذفني بكم لا بأس به من (التكسيرات )..فتملكني هستيريا الضحك، فسألني: أيه العُبارة؟.. خطفت منديلي ومسحت ابتساماتي.. زاد بالقول؛ يا بيه عاوزين نسترزق الله يهديك..أهووو أي ديك يقضى الغرض والسلام..تركته وانصرفت للبحث عن الديك المحترم الكبير.....
    و
    بُعيّد خطوات..
    وبعد تردد شدا وجذبا مع نفسي..دخلت موقعة آخرى..رأيته..بهيئة المعلمين الكبار وشيخ التجار العظام..بيديه ليّ شيشة طويل مزركش والصبيان في حضرته كحاشية سُلطان تركي..في جو مسلّطن مدخن..دنوت بحذر.. وبلغة أقرب إلي التوسل والرجاء ووجها لوجه قلت فيه: والنبي يا حاج ديك بلدي كبير ضروري جدا جدا،
    -:أيشمعني !؟ ،قلت هامسا لنفسي باين عليه صاحب نكته وقفشه..نفشت ريشي على الآخر في حضرته وقلت:عاوز ديك كبير بعرف أحمر للحاجة أمي ،ضحك ملء فيه وما صدق نفسه أن مسك يدي ثم عدّل من مجلسه وتفحصني وهو يقول:منين يا لافتدى،ركبني الرعب والخوف وتكورت بــردي: من بلد فلاحين قريبة من هنا..ولم أنتبه إلا وأبن ستين كلب قذفني في وجهي بــ: أنت أهبل وألا مخدر ومالك كده يا لافندي مش واقف معدول..فقط قلت:أصحي يامــعلــ.. ،رأيت إصبعا..أرتفع في الهواء وظل يدور كمروحة محلات عصير القصب الجبارة.. وبين طرفة عين والتفاتة وبالفصيح..في..غمضة عين بلا إلفاتة وبالبلدي كده شُفت الدنيا ضلّمه..خبط ضرب بدون شتائم ولا سب..ضرب رزع على كل جنب من هنا ومن هناك.. ضرب موت..كل الحارة بنت الكلب نازلت فيّى ضرب في ضرب.. وعلى بركة الله بالمستشفى شاش وقطن وخرزتين حلوتين ومنمنمتين، وتاكسي..تاكسي ..على البيت.......
    و
    في السرير نوم وراحة..
    حضر لزيارتي خلق الله أجمعين..بعد قيام زوجتي الله يعطيها العافية بنشر الخبر اليقين بالخطوط الأرضية وألا سلكية من زملاء العمل والجيران وأهل زوجتي،ونفس الأسئلة تُكرّر بلا ملل .. وأكرر ذات الإجابة بلا كلل ،-: خير إيه اللي حصل!؟، -: وقعت وسقطت من على الدّرج،-: إزآي ؟؟ ،-: وقعت زي الناس اللي بتوقع ، -: لا.. قصدك السلالم وقعت عليك.. وشك كدمات ورأسك مغسول بمكر وكروم ومشطف حالك بصبغة يود !! ،-: الحقيقة ؟، -:أيوووه الحقيقة قل الحقيقة ! ،-: خناقة مع واحد مخبول،-: والسبب ؟؟ -: واحد نزل ضرب بعصا-: بلغت عنه الشرطة-: جرى وهرب ومش من هنا..........
    و
    بُعيّد روقان آثار المعركة الحامية الوطيس والمقدرة..
    و بعد اكتساب الخبرة ولملمة الفكرة ..وبروية مررت على سوق آخر..عكس الاتجاه والريح طبعا وسألت-: أين باعة الدجاج ؟،-: هناك على اليمين-:عاوز جوز فراخ حمرا وديك ؟،-: عندي دجاجتين فقط ، -: والديك ولا مؤاخذة ،-: الديوك بالحجز لا مؤاخذة برضو .. قل لي المواصفات المرغوبة وغدا يكون حاضرا ،-: ديك ديك كبير بعرف أحمر صاحي بيتلعبط مش للأكل يا معلم للتربية والتعليم وبأي سعر-: أن شاء الله معادنا الساعة الثانية والاسم ورقم التليفون لو سمحت ،-: كذا مذا ،-: هات يا أستاذ الحساب و العربون للديك،-: دا حساب الفرخين ودا عربون الديك ،وحملت دجاجاتي المذبوحة بداخل كفنهم الأسود وأسرعت مهرولا فرحا بقرب اللقاء مع هذا الديك وحيد نوعه وزمانه..و بكره..وبكره يوم الثلاث.. والديك بيدن كوكو..كوكو..في العصرية..وصحتُ بصوت عال :تاكسي...تاكسي.. يا تاكسي على البيت فرحان وسعيد......
    و
    فى الميعاد المحدد
    ذهبتُ لاستلام المحروس بغبطة وسرور..وقبضتُ عليه ولله الحمد وزدت بقولي -:كده تمام و ميّه ميّه ورفعتُ إصبع الإبهام لأعلى فقال البائع -: باقي الحساب-:أتفضل.. ووضع الديك بكيس بلاستيك أسود وبفتحات للتهوية من أسفل ومن أعلى..وانصرفت واضعا المحروس تحت إبطي ومسرعا كعادتي.. يا تاكسي..تاكسي ..على البيت فرحان وسعيد طبعا......
    و
    فى نُص الليل..
    اتصلت أمي تليفونيا قائلة -: يا حبيبي يا حمادة ..عملت إيه في اللي بالى بالك ؟-:أيووه يا حاجة .. اللي بالي بالك بخير وصحة بُمب..اطمئني سيصل غدا مع مخصوص، -: الديك بعرف أحمر وكبير..محترم ؟؟ -: بكرة تشوفيه ديك ديك حلو وسكرة -: وأنت حلو والأولاد حلوين -: ايوووه يا ست وأأمرى ..أنهيت مكالمتي وذهبت في نومي.. ومع شقشقة الفجر..تأبطت المحروس إلى موقف الميكروباص ..وعثرنا على أحد أبناء القرية .. قلتُ له:الأمانة دي وصلها للحاجة أمي-: حاضر يا سليم تحت أمرك.. وسرت وحيدا إلى عملي..طبعا فرحان وسعيد كالعادة......
    و
    مكثت (يوم الجمعة) سطيحة..
    للظروف اللي بالي بالك والمسجلة بسجلات المستشفى الحكومي..و مر نهاري نصف نائم نصف صاحي.. وليلتي مليحة..وشخيري يشجيني..
    و
    بُعيد الفجر؛ سمعتُ صراخا تليفونيا..
    لملمت بعضي على بعضي..وقلت -: آلو.. آلو -: قابلني صوت جاي من بعيد على حرارة من الحزن.. لم أتبين ما هو تحديدا ؟ كررتُ :من من معي ؟ بالكاد سمعت -: ديّن عمّله.. تعملها يا مايل يا خايب -: من من ؟؟، الصوت ارتفع أعلى قليلا وزادت حدة البكاء: أنا أمك يا ســــليم -: خير يا أم سليم ؟-: الديك مدّنش الفجر
    -: ربما راحت عليه نومه..أو نسي يؤذن ,,قذفتني بالصوت الحيان -: الديك.. الديك يا منيّل مدنش الفجر ؟! ..سألت نفسي: الديك الديك مدنشّّّّ ليه ؟!. ليه يا ديك ليه؟...ولما استوعبت وفهمت.. ضربت كفا بكف..وظللت مدة أُقطع وأنتف في ؛ الديك .. مدّد نش ..الفجر.. بالفجرية.. كوكو.. كوكو..برطمت ضحكت بكيت.. تهتهت؛.. طارعقلي ؟!.. لا..الديك هووه اللي طار من ألعشه ؟!.. الديك صُغنن م يعرفش يؤذن؟!.. يا مُصيبتي السودا..يكنش ديك صيني !..مِد إن تشينا..خطفتُ سماعة التليفون وصرختُ يا أمّه..
    جايلك يا أأأأأأأأأأأأأأأأأأمه .......
    ‏يونيه2006
    حكايا ســــــــــــــاخرة
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 08-11-2011, 10:23.
    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    ربما إذا تجاوزنا زمن النص وعلاقته بالضجة التى صاحبت ما يعرف بأنفلونزا الطيور ، يمكن مع هذى المجاوزة أن نقف أمام معالجة فنية لفكرة غيبة الفطرة وتلوثها ، وهى الفكرة التى نتلقاها فى ختام النص حيث تقول الأم

    ( وزادت حدة البكاء: أنا أمك يا ســــليم -: خير يا أم سليم ؟-: الديك مدّنش الفجر
    -: ربما راحت عليه نومه..أو نسي يؤذن ,,قذفتني بالصوت الحيان -: الديك.. الديك يا منيّل مدنش الفجر ؟!)


    يمكن القول أن هذا السياق هو الذى يجلو جوهر الفكرة التى قام عليها النص ، فالديك هنا رمز للفطرة النقية الصادحة بعنفوانها وإحساسها الشجى بالحياة من حولها ، حيث يستحيل الديك كفة ميزان تضبط مشهدية كاسحة لقصة أنفلونزا الطيور ، كما تضبط مشهدية الطيور المهجنة والمعالجة ، وهى كلها خيوط دلالية تشف عن فكرة الفطرة التى تكدرت والطبيعة التى تلوثت ونالها ما نالها من فساد وإفساد ، الديك بدلالته والخبرة التى يستدعيها لدى المتلقى يكثف من قيمة الفطرة ونقائها ، ويستحيل رجاء الأم فى الحصول على ديك بلدى تحديدا رغبة تتجاوز دلالة الحصول على مجرد طير بل الرغبة فى القبض على حياة فطرية بسيطة نقية آمنة كما ينبغى للحياة أن تكون ، كما يجب ان ننتبه إلى دلالة افتقاد الأم الريفية لديك بلدى حيث من حيث الخبرة الذهنية هى امرأة ريفية يجب عليها أن تكون هى من يزود المدينة وأهلها بخيرات أرضها من غلات وطير وغير ذلك مما تجود به الأرض ، لذا نحن أمام أيحاء رهيف بما ران على القرية يكثف من دلالة الرغبة فى استعادة فطرة القرية وعنفوانها والتى يرمز لها هذا الديك

    - الحقيقة نحن أمام فكرة عميقة ذكية طريفة وتقوم على فنية اختيار زاوية التعبير والانتقاء بمهارة وإبداع ، لكن المعالجة الفنية ربما كان عليها أن تبتعد عن النمطية ، والافتعال ، والحشو كان عليها أن أن تبتعد عن النمطية التى رسمت بها على سبيل المثال شخصية المعلم البائع ولنتأمل هذا السياق

    ( وبعد تردد شدا وجذبا مع نفسي..دخلت موقعة آخرى..رأيته..بهيئة المعلمين الكبار وشيخ التجار العظام..بيديه ليّ شيشة طويل مزركش والصبيان في حضرته كحاشية سُلطان تركي..في جو مسلّطن مدخن..دنوت بحذر )

    حينما نتأمل السياق السابق لن يكون عسيرا علينا أن نستحضر الكثير من المعالجات الدرامية النمطية لشخصية المعلم بائع الطيور او غيره ، نحن هنا أمام تقليد لمشهدية المعلم كما نعرفه وكما نتلقاه دوما ، أى أننا أمام عدم اشتغال على الشخصية مما يؤدى لأن نتلقاها دون دهشة حقيقية أو دون تأثير فنى فاعل وهذا ما لا يجب أن يكون فى النص الساخر الذى يقوم فى جوهره على المفارقة والدهشة

    - أيضا كان المعالجة الفنية أن تبتعد عن الافتعال فهذا المعلم بائع الطيور يدخل مع البطل فى مشاجرة تبدو مشاجرة هامشية مفتعلة غير ذات علاقة بالسياق السردى للنص حيث نتلقى هذا السياق

    ( قلت فيه: والنبي يا حاج ديك بلدي كبير ضروري جدا جدا،
    -:أيشمعني !؟ ،قلت هامسا لنفسي باين عليه صاحب نكته وقفشه..نفشت ريشي على الآخر في حضرته وقلت:عاوز ديك كبير بعرف أحمر للحاجة أمي ،ضحك ملء فيه وما صدق نفسه أن مسك يدي ثم عدّل من مجلسه وتفحصني وهو يقول:منين يا لافندى،ركبني الرعب والخوف وتكورت بــردي: من بلد فلاحين قريبة من هنا..ولم أنتبه إلا وأبن ستين كلب قذفني في وجهي بــ: أنت أهبل وألا مخدر ومالك كده يا لافندي مش واقف معدول. )

    حين نتأمل السياق السابق لكن يكون من السهل على المتلقى أن يفهم علة غضب المعلم أو سبه للبطل والتعدى عليه بالضرب ، لا يوجد سبب واضح إلا إشارة البطل أن المعلم يتعاطى المخدر ، لكن هذا السبب كان بحاجة أن يصبح أكثر تجذرا فى المشهد ، كما أن المشهد بكامله بحاجة إلى ان يكون متصلا بسياق البحث عن ذلك الديك وليس افتعال مشاجرة أثناء البحث عنه تلتفت التلقى عن حالة التكثيف الواجبة التى تصاحب حالة البحث وتعذره ،

    - أيضا لابد أن نشير إلى أن المعالجة الفنية هنا تمتلك نقطة إيجابية هامة وفارقة هى قدرتها على كسر حاجز اللغة واتصالها باليومى والمعيش ، حيث تتكلم الشخصيات فى النص بلغاتها بل بذات الأداء الصوتى للهجة ، كما أن هناك حضورا ذكيا للغة الدارجة وهو ما يناسب كون النص نصا ساخرا ، فى الحقيقة نحن أمام معالجة تعرف كيف توظف البنية اللغوية بدرجة كبيرة وتستفيد من طاقات اللهجة فى بث رسالة النص الفنية

    تعليق

    • محمد سليم
      سـ(كاتب)ـاخر
      • 19-05-2007
      • 2775

      #3
      أستاذنا الفاضل ...الأديب الناقد / محمد الصاوي ...تحية طيبة وبعد ..
      دخلت ذات مرة مع زميل أديب
      له إصدارات ورقية عديدة بمجال القص .... في نقاش بمنتدى من المنتديات...وكانت فكرة النقاش أنى فاجأته بقولي : الكاتب" الضعيف" يتهرب من نقاش الناقد ومن نقاش القراء في فحوى نصّه !..لأنه الكاتب يريد أن يقرأ رؤى أخرى لم تكن بحسبانه عند كتابة النصّ ؟!..ولا يريد الكاتب أن يظهر أو يحدد رؤيته في الفكرة التى كتبها ولذ يتهرب دوما بقوله ؛ هالكم النصّ ولكم أن تتخيّلوا وتبحثواعن مكنوناته..فالنصّ لا يفسر ولا يجب أن يشرحه كاتبه .. ..إذ ربما أحدهم ( ناقد كان ..أو قارئ واع)يصل إلى ما لم يدر بباله عند الكتابة لنصه...وبنهاية النقاش الحاد اتفقنا أن كاتب النص يكتب من حيث لا يدري ولا يرضي عما كتب ( من حيث الفكرة والصياغة والشكل..)إلا إذا وصل نصّه الى ( حالة ما ) فيقول ما قاله أرشميدس أو أفلاطون أو غيره من علماء : وجدتها وجدتها ومن ثم يرضى عن نصّه كنص إبداعي وعندئذ يكون النص في أفضل صورة رضيّ عنها كاتبه ...ويأتي بعد ذلك دور الناقد ليقيّم وليظهر وليوضح ما غفل عنه الكاتب وما ألتبس على القارئ ..................................................

      أستاذنا ...لا شك أن فكرة
      ( الفطرة الإنسانية وطيبة أهل القرى ..وتلوث المدنية ..الخ ) هى فكرة رائقة ومستحقة ..ولكنها ليست الفكرة الأساس التي كانت ببالي مع كتابة النص! ..نعم .. كانت فكرتي هى افتقاد ( الأُمة = الأم ) لرئيس قائد زعيم ...ولذا كانت رحلة البحث عن هذا (الديك) القائد والزعيم وما صاحبها من مشاكل وأمنيات بالعثور على هذا الديك ولمّا عثر بطل النص على الديك أتت نهاية النص ( وأحببتُ أنا أن تكون النهاية أو القفلة مفتوحة للقارئ متعددة القراءات ؟)....وما كانت أنفلونزا الطيور إلا حجة وذريعة كأي حجة سياسية لقتل ( ديوك البلد )............
      ...........أي هى رحلة أُمة تبحث عن زعيم بلديي
      ( غير ملوث بفكر الغرب وأطماعة ..غير مهجّن ..غير آلي ..غير غير الخ )
      يعمل لصالح الأم ويلبي رغباتها الى غير ذلك مما أحتوى النصّ ..و
      في صورة حكاية ....................................

      ولذ أخترت تلك الحكاية لوضعها بملتقى النقد بعد الثورة المصرية ثورة 25 يناير ..حتى لا يتهمنا أيا كان أننا كنا بعيدين عن أوجاع ومواجع الأمة ......ولأُهنئ نفسي أن بالقريب العاجل سيظهر ديك بلدي أو ديوك بلدية تنتشر في ربوع مصرنا المحروسة ...لنأكلها ( همّ همّ ) ونبدلها ونغيرها كل حين على مائدة السياسة ....
      وتحيتي وتقديري لكم أستاذنا العزيز
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 22-11-2011, 21:07.
      بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

      تعليق

      يعمل...
      X