كان,, عيدا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جودت الانصاري
    أديب وكاتب
    • 05-03-2011
    • 1439

    كان,, عيدا

    كان عيداً
    خيّم الظلام سريعا,,, وامتلأت النفوس حتى الثمالة بذلك الهم الثقيل الذي يجثم على القلوب فيجعلها تنبض برتابة ,,,وكأن العيد يذّكرنا بما يجب ان يكون.
    بدأت الحركة تدب بين المواضع المتناثرة وخنادق القتال ,,,فالحركة في النهار شبه مستحيلة للجانبين حيث تكون منطقة الحرام كما يسميها العسكريون لا تتجاوز مدى الرؤية بالعين ,,احيانا.
    انها ليلة العيد,, والارواح تطوف بعيدا هناك,, في شارع خطيبة عزيزه, او زوجة منتظره وطفل يوشك ان ينطق ,, بابا.
    غيمة من الحزن حطّت على الجانبين, فللكل مشاعر وذكريات وقلب في صدر ,,وربما حبيبة لم تتسن رؤيتها في الاجازة الماضيه.
    يا ترى كيف هم الان ؟,,هل يتذكروننا ,ام شغلتهم تحضيرات العيد وبهجته التي تجبر الانسان على السهر تحت اضوائها وبرامج التلفزيون والزيارات و,,,
    انتصف الليل وانتهت الاعمال المعتادة ,, تحصين ما خرّبه القصف في النهار , وتوزيع الطعام والذخائر.
    كان بين العلب الدبغية لون غريب ,,علبة لكل مجموعه بأوراق شفافة مزركشه تكاد تعلن عن نفسها رغم العتمة,, شيء مميز لا ينتمي الى المكان بوضوح..
    ,,, يمزّق الغلاف على عجاله فتظهر ورقه صغيره بلون زهري تنام برقّة فوق قطع الحلوى ,,كل عام وانتم بخير.
    كان آمر التشكيل رجلا: صلبا كصخره,, لكنه يحمل تحت تلك البزة المرقطة :قلبا رقيقا كزهرة ياسمين.
    رمى الجميع سجائرهم التي لم تفارق الشفاه تلك الليلة وبدأوا بتناول الحلوى التي طلبها الآمر من البصرة على حسابه الخاص ليصنع بها عيدا لجنوده في تلك الظروف الصعبة,,
    بدا الصباح غريبا ,, فلم نتبادل في ذلك اليوم النار , او السباب حتى ,, فقد انشغلت مكبرات الصوت بالتكبير والتهليل في الجانبين احتفالاً بالعيد .
    وكأن وقفا لإطلاق نار تلقائيا, تم الإتفاق عليه
    مرت الدقائق الاولى حذره والكل ينتظر , والظاهر هم ايضاً في الجانب المقابل كانوا يأملون مثلنا أن يكون ذلك اليوم أبيضاً .
    دبَت الحركة وارتفعت أصوات الجنود بالتهاني والضحكات الهستيرية , والصفكة البصرية وبعض الاغاني السريعة بلحن خليجي ,,, سويعة وبدأت صلاة العيد ,, ألكل يصلي الا بعض الراصدين بمناظيرَهم المقربة .
    كان الإخوة الأعداء أيضاً يصلّون , وعبر مكبرات الصوت بدأت خطبة العيد في المعسكرين, نسمعهم ويسمعون,,, تكبير وصلوات على الرسول الأكرم وبعض شؤون المسلمين وو ,,,
    ولكن لم يكن مقدراً لذلك الصمت أن يدوم فقد هنّأهم خطيبنا العزيز ,, كل عام وانتم بخير يا ابناء الـ (...) كوكوش ,, يقصد المطربة الايرانية المعروفة حين ذاك,,, وطبعاً لم يفتْهم ان يردوا التحية بأحسن منها ,, كل عام .. يا ابناء الـ (... ) مي,,, المغنية العراقية الاستعراضية..!!
    نفض الجميع الغبار الذي علق في الجباه اثر السجود على الارض الرملية , وتوجهوا الى مواقعهم ليعود التراشق من جديد, لكن ليس بالمغنيات والراقصات بل بالرشاشات الثقيلة هذه المرة
    فهل شهد أحدكم أعزّائي عيدا اسعد ؟؟؟
    كل عام وانتم بألف خير
    التعديل الأخير تم بواسطة جودت الانصاري; الساعة 16-11-2011, 16:16.
    لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    و أنت بخير و صحة و سلامة أخي جودت..
    مؤلمة هذه القصة ..
    تجعلنا نتوقف لحظة لنفكر في شكل العيد ..
    هناك على حدود النار و الرشاش ..
    سررت بالقراءة .
    تحية و تقدير.
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • جودت الانصاري
      أديب وكاتب
      • 05-03-2011
      • 1439

      #3
      وانت الاسعد اخت آسيا
      وكما يقولون الحديث ذو شجون
      فالانسان العربي لم يكن يوما يملك حرية التصرف او الاختيار
      بل هي الاوثان
      شكرا سيدتي ونتواصل
      لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        نعم كل قوم فيهم الصالح والطالح,
        ويا للحرب كم هي مؤلمة, ومرات
        تكون على أتفه الأسباب.

        شكرا لك. تحياااتي.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • البكري المصطفى
          المصطفى البكري
          • 30-10-2008
          • 859

          #5
          الفاضل جودت الأنصاري ؛ تحيتي العطرة.
          في كل عيد تخفي الصورالبهية زوابع الزمن ؛ فتهتزأوتار المسرات ؛ تطرب النفس لحظة ثم يسدل الستار لتعود الحياة كما كانت . القصة ترمي إلى ذلك؛ وتقود إليه بلغة انسيابية قريبة من نفس المتلقي ووجدانه . استمتعت بقراءة الوجه الآخر للعيد .
          تحيتي وتقديري
          التعديل الأخير تم بواسطة البكري المصطفى; الساعة 09-11-2011, 21:47.

          تعليق

          • جودت الانصاري
            أديب وكاتب
            • 05-03-2011
            • 1439

            #6
            المبدعه ريما اسعدت صباحا
            لعل ادق وصف للحرب ما اشار به الشاعر العربي في البيت التالي
            وتساقى القوم كأسا مرة,,,,,,, وعى الخيل دماء كالشعر
            وكم من المشاعر تحترق بنيران الحروب
            اسعدني مرورك ونتواصل على الود
            لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

            تعليق

            • سالم وريوش الحميد
              مستشار أدبي
              • 01-07-2011
              • 1173

              #7
              الأستاذ جودت الأنصاري
              يالها من ذكريات مرة لن يشعر بها احدا إن لم يعشها ، كم عيد كنا نستقبله بالدموع ، كم من عائلة تنتظر وحيدها ليلة العيد فيأتي اليهم ملفوفا بالعلم مقطع الأوصال قربان العيد ، وبدل التهاني تتحول الكلمات إلى عزاء وحسرات مالذي ذكرك بهذا الشجن ...كنت أجلس مع زملائي الجنود
              الكل في عيونه حزن وثمة سؤال يدور من سيكون سعيد الحظ بالفوز بإجازة العيد ..كنا نسهر حتى الصباح ننصت لأم كلثوم نشنف أسماعنا لها وهي تغني الليلة عيد.القنابل والرصاص الذي يأز والسباب(الله أجبر بالجيم المشددة)(تعني الله أكبربالأيراني) أفتتاحية أول يوم بالعيد...ونرد ويردون سعيد الحظ من يصاب إصابة خفيفة ليرسل إلى أهله مجاز ...كنت أسأل من الخاسر ومن الرابح من هذه الحرب ،أتذكر مرة وفي هجوم البسيتين ، كانت قوافل الشهداء تفوق التصور عشرات الألوف يلقون حتوفهم في جبهات القتال ، في حين كانت بغداد وبقية المحافظات تحتفل بميلاد صدام وكانت كرنفالات من الفرح ومظاهرات ومسيرات أحتفالية تقام وكأننا في عيد حقيقي في حين كانت المآتم تقام في كل زقاق .. وأحيانا أكثر من شهيد في البيت الواحد....
              ثماني سنوات عجاف ونحن لانعرف للعيد طعما ، ثم تلتها سنوات الحرب مع أمريكا وماآلت أليه
              من تداعيات حتى هذه الساعة
              لاعيد في العراق .. لافرح فيه .. لم أفاجأ حين قالت الأستاذة عائدة إنها لم تتبادل التهاني منذ أن أحتل العراق ...
              أستاذي العزيز هاأنت تثير أشجانا كانت محبوسة ،
              كم أنت مبدع .. لأنك تحرك كل هذا الدفين من الأحزان
              أتمنى أن تزاح كل غمة عن موطننا ، إن تنقشع غيوم الأسى عن كل أرض العرب
              خالص الود .. دمت مبدعا
              على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
              جون كنيدي

              الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

              تعليق

              • جودت الانصاري
                أديب وكاتب
                • 05-03-2011
                • 1439

                #8
                السيد البكري احييك
                ها انت تضع يدك على الجرح
                ولا اخفيك سرّا فلم اكن من محبي العيد يوما
                ولعل السبب ,,, لانه يقلّب علينا المواجع بعد فرحه قصيره وكاذبه
                سرني مرورك ونتواصل
                لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                تعليق

                • جودت الانصاري
                  أديب وكاتب
                  • 05-03-2011
                  • 1439

                  #9
                  الاستاذ سالم اسعدت صباحا
                  ارجو ان لا اكون قد تسببت باثارة ذكرى حزينه نود دفنها عميقا
                  مشكلتنا اخي : اننا لا نزال نؤله الحكام فنجعل منهم اوثانا ومن ثم نعبدها
                  ناسين اننا من صنعها ونفخها بالونا كاذب
                  كانت قصتي رمزا يشير ان الحرب لم تكن سوى لعبة ,, ومن اجل لا شيء
                  خطيبنا وخطيبهم,,,تبدأ بسباب واعلام وتنتهي بنكته 8888,, و 8 سنوات من الدماء
                  من اجل لا شيء على الاطلاق
                  على الود نتواصل
                  لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                  تعليق

                  • عائده محمد نادر
                    عضو الملتقى
                    • 18-10-2008
                    • 12843

                    #10
                    الزميل القدير
                    جودت الانصاري
                    أقسم بالله كتبت لك مداخلة على هذا النص
                    تبخرت لا أدري أين
                    للحرب ذاكرة تنقش في الروح, ذكريات جلها حزين
                    أحببت هذه اللمحة الإنسانية من آمر الوحدة, كانت ومضة شفافة وفيها دفء كأنه يقول هؤلاء اولادي
                    لم ننس بعد, ولن, أن الفريقين كانوا يكبرون الله
                    ودي ومحبتي لك ومعذرة منك
                    خجلة منك والله
                    كن بخير زميلي
                    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      رصد لليلة العيد على جبهة القتال
                      و ما تحمل من وجع
                      و أنين .. و ربما دموع على الأحبة الحاضرين الغائبين
                      و ما يتم بين الجنود و قائدهم فى مثل تلك الظروف
                      من تحميس و تربيت و تعويض لدفقات الحنين
                      لتبدو حالة من الشجن و الفرح المستأنس
                      و لكن الليلة أبت أن تمر دون صخب !!

                      و جدت هنا خطأ ( وكأن وقفا لإطلاق نار تلقائي ) تلقائيا
                      كلمة ثانية ( الصعكة البصرية ) ما المقصود بالصعكة ؟

                      شكرا لك أخي جودت

                      محبتي

                      sigpic

                      تعليق

                      • جودت الانصاري
                        أديب وكاتب
                        • 05-03-2011
                        • 1439

                        #12
                        السيده عائده الحق اقول ومن غير تكلّف الجواب
                        بحثت في كل مشاركاتي السابقه وردودي على ابداعك خشية ان اكون قد اخظأت في كلمه او لطيفه من غير
                        قصد , فلم اجد سوى عبارة ها ها ها وبالمناسبه هي ليست لي وسامح الله العزبز فايز فقد تعلمتها منه
                        وعلى كل ,, انت الاروع والافضل والمامول منك السماح
                        كم صادف مرورك قريبا من نصوصي دون المرور ولو بكلمه ,, ولو ها ها كتوقيع
                        عام الفيل,, والرقم الصعب , آخر رؤيا لي وينتظران مرورك
                        سمعت باحتراق حاسوبك,, حاذري فقد احرق الجديد ايضا
                        بالقوافي نتواصل
                        تمرون الديار ولم تعوجوا,,,,, كلامكم علىّ اذن حرام
                        بحثت في كل بستاني عن زهرة صلح فلم اجد ,, فلعن الله خريف العرب القاسي
                        لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                        تعليق

                        • جودت الانصاري
                          أديب وكاتب
                          • 05-03-2011
                          • 1439

                          #13
                          مرحى اخ ربيع وتحيه كبيره
                          كتبت لك ردا على طلبك في قصة الهارب فلا ادري ان كان قد وصلك
                          اخي العزيزملاحظاتك الدقيقه دليل اهتمامك
                          الصفكه البصريه لحن ينضمه الاخوه البصريون بضرب الكفوف بطريقه لا يجيدها غيرهم
                          وخصوصا مع يم ثوب الحمر
                          افرحني مرورك وادعوك لقصائدي الجديده عام الفيل والرقم الصعب
                          نتواصل
                          لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                          تعليق

                          • وسام دبليز
                            همس الياسمين
                            • 03-07-2010
                            • 687

                            #14
                            قصة تجعلنا نلتفت للوراء ونتذكر أننا في لحظة العيد السعيدة هناك جنود على الحدود
                            جميل أن يقف كلا الطرفين ويستذكرا العيد بل الأجمل المبادرة في المعايدة وكأنهم في لحظة العيد أحباء

                            تعليق

                            • جودت الانصاري
                              أديب وكاتب
                              • 05-03-2011
                              • 1439

                              #15
                              الاخ الغالي وسام تحياتي
                              اسعدني مرورك
                              كانت عبارة المعايده رمزا واضحا ان الحرب كانت من اجل لا شيء
                              مجرد خطيبنا وخطيبهم
                              شكرا للمرور ورضاك شهادة اعتز بها
                              نتواصل
                              لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X