قلـب جرانيـت (الوجـوه الخاويـة)مجموعة قصصية -1-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د .أشرف محمد كمال
    قاص و شاعر
    • 03-01-2010
    • 1452

    قلـب جرانيـت (الوجـوه الخاويـة)مجموعة قصصية -1-

    (1)



    قلـب جرانيــت





    وقف يتأمل قطعة الجرانيت المصمتة الرابضة في صمت المستسلم أمامه . تساءل في نفسه ؛ ماذا تراه يفعل بها..؟! - وهو الخبير في هذا المجال – إنها ليست المرة الأولى التي يصنع فيها التماثيل البشرية, لقد صنع العديد و العديد من المسوخ ذات الملامح المألوفة, و رسم الكثير من الأوجه المحنطة الخاوية من الحياة ؛ لكنه لا يدري لما تختلف تلك القطعة الجرانتية عن أقرانها..؟! أطال إليها النظر ثانية.

    - همممم..!! إنها تذكرني بشيء ما..؟!


    .. تسربت من الذاكرة إلى سطح الوعي أيام بحلاوة الشهد . اخضرت الأرض الرمادية من تحت قدميه , كست ألوان الطيف عالماً ميتاً, جعلته ينبض بالحياة. ملأ رئتيه بنسيمٍ مختلف النكهة , انساب أريجه يعبق أركان الذاكرة . بدأت الصورة المهزوزة تتضح معالمها , و تظهر جلية. كانت تقف وسط الغيام بشعرها الأسود الفاحم , المتهدل , و جسدها ملفوف القوام , ببشرتها الحريرية الناعمة , و وجهها الصبوح كالبدر في ليلة التمام , بملامحها الرقيقة , و عينيها الملونتين بلون زرقة السماء , و أنفها الدقيق المرفوع في كبرياء , بشفتيها الممتلئتين , كفلقتي كرزة حمراء . ابتسمت له ؛ فانسكبت أشعة الشمس من ثغرها , و تلاشى الظلام المطبق من حوله.

    - إنها هي ولا شك..؟!
    .. أخذ يتأمل القطعة الجرانيتية في حب , يرويها من دفق خياله. حمل مطرقته . بدأ يعمل أنامله في دقة , و قوة , و حزم . كلما ازداد خفقان قلبه في الصدر. كلما زادت وتيرة الطرق . تساقط العرق المالح على الأرض. لقد صنعها بيديه , و سقاها من روحه , منحها أقصى ما تطمح به امرأة في الكون – قلب رجل وفي صادق - جعل منها أميرة أحلامه , و مليكة عالمه . لكنها أبت أن يكون قلبه لها قصراً , و كانت أصغر من الحلم. و في ليلة ظلماء من ليالي الشتاء , اقتلعتها عاصفة كبرياء هوجاء . جاهرت بضيق القفص الشفيف , حطمت أبراج الحلم المتوثب للحب . و رفضت ذلك القيد.
    ..ازدادت وتيرة الضرب , اختلط ملح العين بملح الأرض ؛ حتى بدأ الحجر يلين . و أزاح التراب عن بريق قديم . لينكشف عن يدين تتوسلان, و جسد في وضعية الركوع , عينين دامعتين في انكسار , و فم مفتوح ؛ كأنها تستصرخة , تستحلفه أن يسامحها - هكذا خيل إليه , أو تمنى..!! - فابتسم في ارتياح و رضا تامين , ثم أمسك بمعوله , بمشاعر باردة . و تنهد قائلاً:
    - أبداً لن أظل حبيس الذكريات ..أحيا مع ماضٍ ولى و صار رفات..!!
    .. ثم حطم ذلك الوجه الذي طالما أحب , و ذاك القلب الذي قـدّ من صخر.








    التعديل الأخير تم بواسطة د .أشرف محمد كمال; الساعة 15-11-2011, 15:48.
    إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
    فتفضل(ي) هنا


    ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم
  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    #2
    الأستاذ القدير : د. أشرف كمال أسلوبك مشوق وعرضك رائع ، جميلة هذه المشاعر حين تجعل الأنامل تطاوع القلب ، حتى يصل البطل الى راحته الداخلية ، فيحطم ما صنعه بأيديه ، أحييك وأرجو منك أن تتمهل في وضع قصصك فالعنوان يقول : مجموعة قصصية أكتب لنا على مهل ودعنا نقرأ باستمتاع لك الود كله
    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #3
      نعم استمتعت هنا كعادتي,
      صنعها بيديه ومزق ذكراها المتمثلة
      بالتمثال الذي سهر يكابد وهو يصنعه,
      كي يراها في وضع مذل لها فيشفي
      غليله بتحطيمه لها ولو بالأوهام.

      يسلموا الأيادي تحياتي.


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • ريما منير عبد الله
        رشــفـة عـطـر
        مدير عام
        • 07-01-2010
        • 2680

        #4
        كنت هنا
        أصنع من قديد الذكريات جبل ألجأ إليه حين خوف
        ..
        د/ أشرف
        دم كما أنت
        فما زلت تتلألئ في نبضك

        تعليق

        • مرام اياتي
          أديب وكاتب
          • 19-06-2011
          • 61

          #5
          استمتعت بالقراءه لك د اشرف
          جميل ما خطه قلمك
          دمت كذلك
          تقبل مروري
          مرام

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            لم لم تكمل دكتور أشرف
            قرأت قصة وحيدة هنا
            و العنوان يقول بمجموعة

            هى قصة اقتربت كثيرا من حكاية بيجامليون
            و ان اختلفت و اتفقت فى النهاية
            و لكن ليس لذات الأسباب

            بيجامليون من أساطير اليونان
            و قد تناولها برنارد شو
            و توفيق الحكيم
            ربما اتفقا أيضا فى النهاية المؤلمة و الحزينة
            و لكن مسألة الخلق مسألة أخري

            أحببت ماكتبت هنا
            فقط هناك خطأ مطبعي عليك باصلاحه ( بشفتيها الممتلأتين )

            محبتي

            sigpic

            تعليق

            • د .أشرف محمد كمال
              قاص و شاعر
              • 03-01-2010
              • 1452

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
              الأستاذ القدير : د. أشرف كمال أسلوبك مشوق وعرضك رائع ، جميلة هذه المشاعر حين تجعل الأنامل تطاوع القلب ، حتى يصل البطل الى راحته الداخلية ، فيحطم ما صنعه بأيديه ، أحييك وأرجو منك أن تتمهل في وضع قصصك فالعنوان يقول : مجموعة قصصية أكتب لنا على مهل ودعنا نقرأ باستمتاع لك الود كله
              والله أحترت ياصديقي أنشر المجموعة كاملة ولا على أجزاء الأستاذ ربيع بيطالبني بنشرها دفعة واحدة وأنت بتقولي على مهل..!!
              أنا نفسي كنت في هذه الحيرة هل أنشر كل قصة منفصلة حتى تأخذ حقها في القراءة والنقد أم أنشرها كما كتبتها منفصلة متصلة يجمع بينها العنوان
              ..لكنني أري أن القصة المطبوعة تختلف عن الكتابة الإلكترونية لذا سأعمل بنصيحتك وأنشر كل أسبوع قصة وليتحملني إستاذي ربيع عقب الباب ولا تحرماني من زيارتكما وتحليلكما للقصص تباعاً
              دمت بود
              إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
              فتفضل(ي) هنا


              ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                جميل ما قرأت هنا ..
                أنتظر البقية .
                تحية و تقدير.
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • د .أشرف محمد كمال
                  قاص و شاعر
                  • 03-01-2010
                  • 1452

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                  نعم استمتعت هنا كعادتي,
                  صنعها بيديه ومزق ذكراها المتمثلة
                  بالتمثال الذي سهر يكابد وهو يصنعه,
                  كي يراها في وضع مذل لها فيشفي
                  غليله بتحطيمه لها ولو بالأوهام.

                  يسلموا الأيادي تحياتي.
                  وأنا سعدت بحضورك كعادتي و بتحليلك الجميل
                  دمت بكل خير
                  إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                  فتفضل(ي) هنا


                  ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                  تعليق

                  • د .أشرف محمد كمال
                    قاص و شاعر
                    • 03-01-2010
                    • 1452

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ريما منير عبد الله مشاهدة المشاركة
                    كنت هنا

                    أصنع من قديد الذكريات جبل ألجأ إليه حين خوف
                    ..
                    د/ أشرف
                    دم كما أنت

                    فما زلت تتلألئ في نبضك
                    القديرة ريماا أين لي بيان كبيانك ونبضاَ كنبضك
                    دمت بود
                    إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                    فتفضل(ي) هنا


                    ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                    تعليق

                    • د .أشرف محمد كمال
                      قاص و شاعر
                      • 03-01-2010
                      • 1452

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مرام اياتي مشاهدة المشاركة
                      استمتعت بالقراءه لك د اشرف
                      جميل ما خطه قلمك
                      دمت كذلك
                      تقبل مروري
                      مرام
                      أشكرك أخت مرام على حضورك الكريم وكلماتك الرقيقة
                      دمت بود
                      إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                      فتفضل(ي) هنا


                      ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                      تعليق

                      • د .أشرف محمد كمال
                        قاص و شاعر
                        • 03-01-2010
                        • 1452

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                        لم لم تكمل دكتور أشرف
                        قرأت قصة وحيدة هنا
                        و العنوان يقول بمجموعة

                        هى قصة اقتربت كثيرا من حكاية بيجامليون
                        و ان اختلفت و اتفقت فى النهاية
                        و لكن ليس لذات الأسباب

                        بيجامليون من أساطير اليونان
                        و قد تناولها برنارد شو
                        و توفيق الحكيم
                        ربما اتفقا أيضا فى النهاية المؤلمة و الحزينة
                        و لكن مسألة الخلق مسألة أخري

                        أحببت ماكتبت هنا
                        فقط هناك خطأ مطبعي عليك باصلاحه ( بشفتيها الممتلأتين )

                        محبتي

                        أستاذي القدير ربيع عقب الباب
                        أين أنا من برنارد شو أو من الأديب الأريب توفيق الحكيم
                        برغم أنني لم أقرأ بيجماليون لكنني متأكد أن التشابه وارد
                        فمدام هناك رجل وإمرأة فلابد أن يوجد نفس الصراع
                        دمت بود أستاذي ولا تحرمني من زياراتك ونقدك الذي استفيد كثيراً منه وأتعلم أيضاً
                        مع خالص تقديري واحترامي
                        التعديل الأخير تم بواسطة د .أشرف محمد كمال; الساعة 12-11-2011, 15:29.
                        إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                        فتفضل(ي) هنا


                        ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                        تعليق

                        • د .أشرف محمد كمال
                          قاص و شاعر
                          • 03-01-2010
                          • 1452

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                          جميل ما قرأت هنا ..
                          أنتظر البقية .
                          تحية و تقدير.
                          الجميل هو حضورك والبقية تأتي بإذن الله
                          لكنني أطمع في تحليل لكل قصة على حده
                          دمت بخير
                          إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                          فتفضل(ي) هنا


                          ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                          تعليق

                          • د .أشرف محمد كمال
                            قاص و شاعر
                            • 03-01-2010
                            • 1452

                            #14
                            الوجوه الخاوية (مجموعة قصصية) 2- الراحـة الأبديـة

                            أعتذر للجميع فعلى مايبدو أن التجربة لن تنجح برغم أنني صنعتها مرات عديدة في الساخر ولاقت قبولاً
                            فلا أحد ممن دخلوا المجموعة في المرة الأولى دخلها ثانية
                            ظناً منه أنه أتى بتعقيب سابق لذا لم أجد تفاعلاً مع باقي قصص المجموعة لذلك سأقوم بنشرها واحدة تلو الأخرى كل علي حده
                            حتى تلقى حظها من القراءة وأستمع وأستمتع بنقدكم البناء
                            مع خالص تقديري واحترامي
                            التعديل الأخير تم بواسطة د .أشرف محمد كمال; الساعة 16-11-2011, 12:52.
                            إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                            فتفضل(ي) هنا


                            ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                            تعليق

                            • د .أشرف محمد كمال
                              قاص و شاعر
                              • 03-01-2010
                              • 1452

                              #15
                              هذا ماتم نشره من مجموعتي القصصية الوجوه الخاوية حتى الآن
                              1- قلـب جرانيـت
                              2- الـراحـة الأبديـة
                              3- الوجـوه الخاويـة
                              4- الابتسـامة الأخيرة
                              5- المـُـراقَـب

                              رأيـكم يهمــنا
                              إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                              فتفضل(ي) هنا


                              ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X