حصاد الليل / المختار محمد الدرعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المختار محمد الدرعي
    مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
    • 15-04-2011
    • 4257

    حصاد الليل / المختار محمد الدرعي

    أقطع عصا من شجر العناد
    أهش على ذباب الإنكسارات
    المتدفق على سكر القلب
    أقطع لرجلي مسلكا في جبل التوق
    أقود على الأرض خطايا
    وأسوق في صحراء البال الأمنيات:
    قوافل نوق
    أبحث عن مراعي تصادفها الغيوم
    فأدمن الترحال ...
    أعود من تضاريس صمتي
    إلى سهول الكلام
    في خريف الشعر
    أدق خيمتي ليلا على أرض دفتري
    أزرع نبات الأحرف
    أغذيه سماد الأمس
    أسقيه ماء الذكريات
    تعلو سنابل اللغة في حقل رأسي
    و بفمي مرارة الحصاد ...
    تصفعني الأخبار فجأة
    من ضفة قلبي البعيدة
    تقول لي الريح :
    مات صديق و فاض نهر
    سقطت شجرة أعرفها
    سقط النظام
    رفض الغيم البكاء على جسد الحقول
    فماتت شجرة تين و إنتحرت لوزة
    حين هجرتها العصافير...
    الأخبار و الأسئلة:
    قطط من حيرة
    تجوب شوارع الخيال
    تقول لي : لا تنم ...لا تنم
    صار لا وقت لوقتي
    إختلط الصباح , الغروب , و منتصف الليل
    ولا أعرف أمازلت قابعا في الأمس
    أم دخلت في اليوم ؟


    [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
    الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    يمكن القول أن الفكرة الرئيسة التى يقوم عليها النص أنها حالة الحيرة التى يكابدها إنسان هذا العصر ، ذلك الإنسان الذى يكابد حلمه وواقعه كليهما فى آن واحد مبصرا كيف يتحرك الزمن وهو خارجه لا يقدرعلى أن يكون فاعلا ولا متجذرا بحلمه فى لوحة الحياة المكتظة بالأسى والفجيعة ، والحقيقة أن هذى الفكرة التى يقوم عليها النص من حيث هذا التأويل تجعلنا أمام براح إنسانى وسيع ، حيث إن هذى المكابدة وتلك الحيرة تمثل حالة إنسانية عامة لا تخص الإنسان العربى وحده بل يمكن القول أنها مكابدة إنسانية عامة بما يجعلنا من حيث الفكرة أمام تجربة إنسانية تتسع لتشمل المتلقى كإنسان فى هذا العصر يكابد واقعه ومرارته

    - تتجلى فى النص أيضا حالة من الوجدان الذى يتلظى آملا حالما بحياة أجمل وواقع أكثر نقاء وبراءة ، كما نرى فى هذا السياق
    وأسوق في صحراء البال الأمنيات:
    قوافل نوق

    وهو السياق الذى يستحيل تعبيرا كنائيا عن وجدان بطل النص الذى يحلم وليس له إلا أن يوجد كونه وفردوسه فى صحراء باله حيث هى البراح الوحيد الذى يملك فيها الحرية كما يبتغيها

    - أو كما نرى فى هذا السياق
    أعود من تضاريس صمتي
    إلى سهول الكلام
    في خريف الشعر
    أدق خيمتي ليلا على أرض دفتري

    وهو السياق الذى يستحيل مرآة شفيفة للوجدان الحالم الذى تأخذه الحيرة بين القبض على جمرة الكلمة وبين الهروب إلى متاهة الصمت وملاذتها الآمنة ، وسنلاحظ فى السياق هذا الوجدان الذى يقيم كونه فى صفحة النفس التى تكنز حلمها وتحنو عليه وتشتغل على معماره كما تحلم به وتتمناه

    - الحقيقة أننا أمام فكرة تتناغم مع الوجدان وتمازجه ، حين يعبر الوجدان عبر إغراقه فى رسم مدينته الفاضلة بالغيوم فى صحراء البال بما يدل برهافة كم هى الفكرة تنبىء عن حالة عسيرة أليمة من المكابدة والحيرة أمام الواقع وثقل ظلاله الدامية

    - ربما من حيث المعالجة الفنية يمكن أولا أن نلاحظ هذا السياق المفتتح

    أقطع عصا من شجر العناد
    أهش على ذباب الإنكسارات
    المتدفق على سكر القلب

    - حيث يكنز السياق دهشة عبر التخييل الذى يتمثل فى علاقة شبه الجملة " على ذباب الانكسارات " وهو التخييل الذى يمكن أن نتلقاه كتشبيه بليغ ويكون تأويله " أهش على انكسارات كذباب " أو عبر كونه استعارة مكنية حيث نتلقى مشهدية أخرى للانكسارات ككيان حى نابض له عالمه البائس الذى لا نرى منه إلا ذباب

    - يمكن القول أن ذكاء هذا التخييل يقوم أيضا على التناص مع السياق القرآنى والذى يستدعى بذكاء حالة الأسى التى تكتنف بطل النص هنا وهو لا يرعى إلا قطيعا من ذباب يطن مذكرا إياه بانكساره أمام واقعه المرير

    - كما أن هذا التخييل ينشر إيحاءً أليما بحالة الحيرة التى تكتنف الوجدان فبطل النص الذى يرعى الغيوم ويكابد من أجل خلق عالمه المثالى النقى عبر علاقة المضارعة على مدى سياق النص نراه هنا مهزوما أمام انكساراته مستسلما لها لا يملك إلا أن يرعاها وكأنه يباركها ، هذا التنافر بين الدلالتين الذى تثيره الصورة هنا يستحيل فى رأيى تعبيرا كنائيا عن تلك الحيرة التى أشرنا إليها والتى يفيض بها الوجدان الحالم النقى

    - ربما أيضا من حيث المعالجة الفنية لى ملاحظة على توظيف بنية علامات الترقيم فى مثل هذا السياق

    وأسوق في صحراء البال الأمنيات:
    قوافل نوق

    حيث تمثل علامة الترقيم هنا ( : ) تمثل قطعا لتوالد العلاقة النحوية التى كان يمكن ان نتلقاها لولا هذا القطع ، حيث السياق سيكون كالتالى ( وأسوق فى صحراء البال الأمنيات قوافل نوق ) بما يجعلنا أمام تأويل نحوى يجعل من سياق ( قوافل نوق ) حالا أو منصوبا على نزع الخافص او نائبا عن المفعول المطلق ولكل تأويل نحوى منها لوحته الدلالية والجمالية الخاصة بينما مع استخدام علامة الترقيم : نحن أمام نثرية الاستخدام لعلامة الترقيم حيث نتلقى السياق على أن ما بعد النقطتين شرح وتوضيح وهو ما يحرمنا من تدفق العلاقة النحوية التى يكنزها اتصال السياق دون علامة النقطتين

    - ربما لى ملاحظة أخرى فيما يخص المعالجة الفنية تتمثل فى هذا السياق

    أزرع نبات الأحرف
    أغذيه سماد الأمس

    حيث تمثل علاقة المفعول به الثانى " سماد " نثرية تخدش كثيرا رهافة السياق الشعرى الذى ماز النص والذى رسم لنا لوحات باهرة للغيم وسنابل اللغة وسكر القلب

    تعليق

    • المختار محمد الدرعي
      مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
      • 15-04-2011
      • 4257

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
      يمكن القول أن الفكرة الرئيسة التى يقوم عليها النص أنها حالة الحيرة التى يكابدها إنسان هذا العصر ، ذلك الإنسان الذى يكابد حلمه وواقعه كليهما فى آن واحد مبصرا كيف يتحرك الزمن وهو خارجه لا يقدرعلى أن يكون فاعلا ولا متجذرا بحلمه فى لوحة الحياة المكتظة بالأسى والفجيعة ، والحقيقة أن هذى الفكرة التى يقوم عليها النص من حيث هذا التأويل تجعلنا أمام براح إنسانى وسيع ، حيث إن هذى المكابدة وتلك الحيرة تمثل حالة إنسانية عامة لا تخص الإنسان العربى وحده بل يمكن القول أنها مكابدة إنسانية عامة بما يجعلنا من حيث الفكرة أمام تجربة إنسانية تتسع لتشمل المتلقى كإنسان فى هذا العصر يكابد واقعه ومرارته

      - تتجلى فى النص أيضا حالة من الوجدان الذى يتلظى آملا حالما بحياة أجمل وواقع أكثر نقاء وبراءة ، كما نرى فى هذا السياق
      وأسوق في صحراء البال الأمنيات:
      قوافل نوق

      وهو السياق الذى يستحيل تعبيرا كنائيا عن وجدان بطل النص الذى يحلم وليس له إلا أن يوجد كونه وفردوسه فى صحراء باله حيث هى البراح الوحيد الذى يملك فيها الحرية كما يبتغيها

      - أو كما نرى فى هذا السياق
      أعود من تضاريس صمتي
      إلى سهول الكلام
      في خريف الشعر
      أدق خيمتي ليلا على أرض دفتري

      وهو السياق الذى يستحيل مرآة شفيفة للوجدان الحالم الذى تأخذه الحيرة بين القبض على جمرة الكلمة وبين الهروب إلى متاهة الصمت وملاذتها الآمنة ، وسنلاحظ فى السياق هذا الوجدان الذى يقيم كونه فى صفحة النفس التى تكنز حلمها وتحنو عليه وتشتغل على معماره كما تحلم به وتتمناه

      - الحقيقة أننا أمام فكرة تتناغم مع الوجدان وتمازجه ، حين يعبر الوجدان عبر إغراقه فى رسم مدينته الفاضلة بالغيوم فى صحراء البال بما يدل برهافة كم هى الفكرة تنبىء عن حالة عسيرة أليمة من المكابدة والحيرة أمام الواقع وثقل ظلاله الدامية

      - ربما من حيث المعالجة الفنية يمكن أولا أن نلاحظ هذا السياق المفتتح

      أقطع عصا من شجر العناد
      أهش على ذباب الإنكسارات
      المتدفق على سكر القلب

      - حيث يكنز السياق دهشة عبر التخييل الذى يتمثل فى علاقة شبه الجملة " على ذباب الانكسارات " وهو التخييل الذى يمكن أن نتلقاه كتشبيه بليغ ويكون تأويله " أهش على انكسارات كذباب " أو عبر كونه استعارة مكنية حيث نتلقى مشهدية أخرى للانكسارات ككيان حى نابض له عالمه البائس الذى لا نرى منه إلا ذباب

      - يمكن القول أن ذكاء هذا التخييل يقوم أيضا على التناص مع السياق القرآنى والذى يستدعى بذكاء حالة الأسى التى تكتنف بطل النص هنا وهو لا يرعى إلا قطيعا من ذباب يطن مذكرا إياه بانكساره أمام واقعه المرير

      - كما أن هذا التخييل ينشر إيحاءً أليما بحالة الحيرة التى تكتنف الوجدان فبطل النص الذى يرعى الغيوم ويكابد من أجل خلق عالمه المثالى النقى عبر علاقة المضارعة على مدى سياق النص نراه هنا مهزوما أمام انكساراته مستسلما لها لا يملك إلا أن يرعاها وكأنه يباركها ، هذا التنافر بين الدلالتين الذى تثيره الصورة هنا يستحيل فى رأيى تعبيرا كنائيا عن تلك الحيرة التى أشرنا إليها والتى يفيض بها الوجدان الحالم النقى

      - ربما أيضا من حيث المعالجة الفنية لى ملاحظة على توظيف بنية علامات الترقيم فى مثل هذا السياق

      وأسوق في صحراء البال الأمنيات:
      قوافل نوق

      حيث تمثل علامة الترقيم هنا ( : ) تمثل قطعا لتوالد العلاقة النحوية التى كان يمكن ان نتلقاها لولا هذا القطع ، حيث السياق سيكون كالتالى ( وأسوق فى صحراء البال الأمنيات قوافل نوق ) بما يجعلنا أمام تأويل نحوى يجعل من سياق ( قوافل نوق ) حالا أو منصوبا على نزع الخافص او نائبا عن المفعول المطلق ولكل تأويل نحوى منها لوحته الدلالية والجمالية الخاصة بينما مع استخدام علامة الترقيم : نحن أمام نثرية الاستخدام لعلامة الترقيم حيث نتلقى السياق على أن ما بعد النقطتين شرح وتوضيح وهو ما يحرمنا من تدفق العلاقة النحوية التى يكنزها اتصال السياق دون علامة النقطتين

      - ربما لى ملاحظة أخرى فيما يخص المعالجة الفنية تتمثل فى هذا السياق

      أزرع نبات الأحرف
      أغذيه سماد الأمس

      حيث تمثل علاقة المفعول به الثانى " سماد " نثرية تخدش كثيرا رهافة السياق الشعرى الذى ماز النص والذى رسم لنا لوحات باهرة للغيم وسنابل اللغة وسكر القلب
      كعادتك أستاذي الكبيرأفضت علينا من مزنك فأفدتنا و أمتعتنا في آن واحد
      ها أني أرى وجه قصيدتي في مرآتكم و قد
      إزادت ثراءا و كثافة خاصة من ناحية التأويل كما أنكم لفتم نظري إلى بعض السلبيات
      التي يمكن أن أتفاداها مستقبلا ..كانت مداخلتكم كعادتها مداخلة قيمة و كان جهدكم
      واضحا فيها و كلمات الشكر هنا لا تفي بحقك مقارنة بما تبذله من جهد في سبيل
      تطوير هذا الملتقى الصرح... أخي و أستاذي الكبير محمد الصاوي تقبل
      محبتي و تقديري
      [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
      الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



      تعليق

      • أسد العسلي
        عضو الملتقى
        • 28-04-2011
        • 1662

        #4
        أعتقد أن سكر القلب هنا يمثل الأمل أما ذباب الإنكسارات فهي مجموعة عراقيل حياتية
        و ما العصا المقطوعة من شجر العناد إلا وسيلة لطرد هذا الذباب
        تصوير رائع و مخيلة تتسع أكثر كلما حاولنا أن نلامس بعضا منها
        كل الحب و التقدير
        ليت أمي ربوة و أبي جبل
        و أنا طفلهما تلة أو حجر
        من كلمات المبدع
        المختار محمد الدرعي




        تعليق

        • المختار محمد الدرعي
          مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
          • 15-04-2011
          • 4257

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أسد عسلي مشاهدة المشاركة
          أعتقد أن سكر القلب هنا يمثل الأمل أما ذباب الإنكسارات فهي مجموعة عراقيل حياتية
          و ما العصا المقطوعة من شجر العناد إلا وسيلة لطرد هذا الذباب
          تصوير رائع و مخيلة تتسع أكثر كلما حاولنا أن نلامس بعضا منها
          كل الحب و التقدير

          كل الشكر و التقدير أخي أسد


          نحترم رأيك و كل أراء الإخوة القراء و النقاد


          فلكل أسلوبه الخاص في القراءة


          تقديري الوافر
          [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
          الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



          تعليق

          يعمل...
          X