رجوله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أمين خيرالدين
    عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
    • 04-04-2008
    • 554

    رجوله

    رُجُولة

    حافظت نائلة الحُرّ، قدر استطاعتها، على عدم كسر قَسَم أخيها الذي أطلقه على سمع الجيران، أنها إذا خرجت من البيت، سيذبحها بخنجره الجديد من الوريد إلى الوريد، وحرصا منها على قَسَم أخيها، خرجت ليلا بعد غروب الشمس بساعات، وعادت قبيل الفجر بسويعات، على اعتبار أن الليل ستّار العيوب.
    وحين عاد أخوها بعد منتصف الليل، وعرف أنها خرجت ليلا، حمد ربه وشكره، لأنها لم تخرج في النهار ، وتعرض قَسَمَه ورجولته للامتحان!
    وحين قررت توسيع أعمالها وغزو الأسواق الواسعة في المدن والقرى النائية، حيث الإمكانيات المتوفّرة، قرّر أن يشتري مسدسا أو بندقية كي يعلّمها كيف تحافظ على سُمْعته، وعلى كلمته، ولا تكسر قسَمه، وتطيعه في كل ما يأمرها به، ولكنها حين عادت مع مبلغ "محْترم" اشترى بدلا من المسدس أو البندقية سيّارة تساعده على سرعة التنقل راكبا بدلا من الترجّل.
    وحين قرّرت تنظيم عملها وبرمجته بمواعيد بعضها للعمل، وأخرى للصلاة، وغيرها للنزهات أو النزوات، أثنى على إدارتها الحكيمة، وعلى التزامها بالمواعيد، وقال "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"، وشجعها قائلا "ساعة لقلبك وساعة لربّك".
    وحين أسرّت رشا الخرساء جارة نائلة الحُرّ إلى جارتها الأخرى، أن زوجها قد شاهد نائلة الحُر مع شخص غريب، في مكان غريب، وفي ساعة غريبة هي الأخرى، وطلبت رشا الخرساء من جارتها آن تتكتم على الخبر، إلا أن هذه الجارة أفشته إلى صديقتها، وصديقتها إلى صديقتها حتى تعدى الخبر حدود القرية، واقتحم حدود القرى المجاورة ، غضب أخو نائلة الحُر، وقرر أن يمارس رجولته، ويضع السمّ في طعام أخته نائلة، وبينما كان يتحيّن الفرصة الملائمة لذلك، فاجأته أخته نائلة الحر بتعيينه مديرا إداريا لأعمالها مع زيادة سخيّة بما تمنحه، نظرا لما يبديه من إخلاص وتفان في العمل، فأثنى على كرمها وسخائها وقال "إن الكرام قليل" في هذا الزمن ألرمادي الذي اختلط فيه البخل بالكرم والوضيع بالنبيل.
    وما كاد مكبر الصوت ينفجر قبل شروق الشمس، معلنا وفاة نائلة الحُرّ المفاجئ، حتى تجمع أهل القرية من أقصاها إلى أقصاها أمام بيت نائلة الحر، لكن الشرطة منعت الجميع من الاقتراب، وقد بدا الحزن ثقيلا على أخيها، وتفجر الدمع من عينيه، لكنه حين أحسّ بأن الأنظار تتجه نحوه ، وأصابع الناس تشير إليه، والوشوشات تتناوله، انبسطت أسارير وجهه، ونفخ صدره، ومدّ عنقه، ورفع نظره إلى النجوم، فاعتقلته الشرطة، مما ساهم في ابتكار الإشاعات عن أنه هو القاتل، فقالت رشا الخرساء "إنه ذبحها بخنجره الجديد من الوريد إلى الوريد"، ورددت جارتها "أخيرا فعلها، اليوم أفضل من غدٍ"، فقالت صديقتها "تأخّر..لكنه أخيرا فعلها.,.رجّال" وصارت الإشاعات تكبر، ككرة الجليد المتدحرجة على الثلج.. ، وأُخِذت الجثة إلى معهد الطب الشرعي، وثبت أنها ماتت بالسكتة القلبية، وأنه لا آثار للعنف على جسدها،ولا للدم أو السمّ، أو الخنق أو الشنق، واظهر تحقيق الشرطة أن أخاها كان ليلة وفاة نائلة الحر يلهو في المدينة مع أصدقائه في مكان بعيد وغريب.
    وحين أطلق سراحه من المعتقل، استغرب، وطعن في القرار، وقال انه غير دقيق، ولا بُد أنهم أخطأوا في قرارهم، وانه رجل وأيّ رجل، وقد انتظر حتى حانت له الفرصة ومارس رجولته، وصار يردد حين يُسْأل قائلا "لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جوانبه الدم" وظل يمشي في الشارع نافخا صدره، مادّا عنقه، لا ينظر أمامه، لأنه يتطلع إلى الأعلى!
    التعديل الأخير تم بواسطة أمين خيرالدين; الساعة 11-11-2011, 16:25.
    [frame="11 98"]
    لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

    لكني لم أستطع أن أحب ظالما
    [/frame]
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    رجولة مزيّفة..
    تباع و تشترى ..
    أعجبتني القصة أخي خير الدين ..
    تحيّتي و تقديري..
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • عزت حاج
      عضو الملتقى
      • 05-10-2011
      • 110

      #3
      ويا للأسف كم من الناس يتفاخرون برجولتهم وهم أدنى بكثير من الرجولة وهل الرجولة في إراقة دم المرأة ...
      قصة جميلة معبرة

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        لا حول ولا قوة الا بالله ..

        نص جميل وهي رجولة زائفة
        لا بد أن ينكشف صاحبنا للعيان.


        شكرا لك, أعجبني ما قد قرأت..
        تحياااتي.
        التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 11-11-2011, 22:18.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • عائده محمد نادر
          عضو الملتقى
          • 18-10-2008
          • 12843

          #5
          الزميل القدير
          أمين خير الدين
          أين اختفيت زميلي
          فكرة النص فعلا جميلة
          وتحدث صدقني
          كان لنا جيران( قديما ) وكانت إحدى بناتهم (سترها الله ) المهم لكنها كانت تعطي لأخيها الكثير, فيسكت
          إحدى المرات طلب أكثر من المعتاد, فقتلها بعد أن رفضت وهددته علنا أنها ستشتكي عليه.
          قال في محضر الشرطة ( غسلا للعار ) لكن التحقيق جاء على غير ما أراد لأن سمعته سبقته, وحوكم فعلا لكنه لم ( يعدم ) لأنها ( بغي )
          عبر وحكم نأخذها من كل نص حتى لو جاء مباشرا
          ربما يبكي بداخله لأنه فقد ( الممول )
          رجاله ( فاشوش ) ينفخون أنفسهم مثل الديكة على الفاضي
          ودي ومحبتي لك

          اليوم السابع

          http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...مد-نادر
          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

          تعليق

          • أمين خيرالدين
            عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
            • 04-04-2008
            • 554

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
            رجولة مزيّفة..
            تباع و تشترى ..
            أعجبتني القصة أخي خير الدين ..
            تحيّتي و تقديري..

            الكاتبة اسيا رحاحله


            هناك رجولة تبلع لا تشبع

            شكرا لمرورك
            تحياتي وودي
            [frame="11 98"]
            لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

            لكني لم أستطع أن أحب ظالما
            [/frame]

            تعليق

            • أمين خيرالدين
              عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
              • 04-04-2008
              • 554

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عزت حاج مشاهدة المشاركة
              ويا للأسف كم من الناس يتفاخرون برجولتهم وهم أدنى بكثير من الرجولة وهل الرجولة في إراقة دم المرأة ...
              قصة جميلة معبرة

              الكاتب الكريم
              عزت حاج
              بعض الناس يعتقدون ان الرجولة
              عضلات ومال ومظاهر
              وينسون انها مسؤولية
              تحياتي لك
              وشكري وودي
              [frame="11 98"]
              لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

              لكني لم أستطع أن أحب ظالما
              [/frame]

              تعليق

              • أمين خيرالدين
                عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                • 04-04-2008
                • 554

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                لا حول ولا قوة الا بالله ..

                نص جميل وهي رجولة زائفة
                لا بد أن ينكشف صاحبنا للعيان.


                شكرا لك, أعجبني ما قد قرأت..
                تحياااتي.

                الكاتبة الكريمة
                ريما ريماوي
                كثيرون الذين يدفعوننا الى الحولقة
                هؤلاء هم المتطفلون الذين يستغلون غيرهم
                ويدعون الرجولة
                شكرا لمرورك
                تحياتي وودي
                [frame="11 98"]
                لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

                لكني لم أستطع أن أحب ظالما
                [/frame]

                تعليق

                • البكري المصطفى
                  المصطفى البكري
                  • 30-10-2008
                  • 859

                  #9
                  الفاضل أمين خير الدين ؛ تحيتي وتقديري .
                  جمال السرد في هذا النص القصصي ؛ وإحكام بنية حبكته ؛ بخلق المفاجاءات والتوقعات جعلا فكرة النص - التي تتكرر مشاهدها في مختلف الأوساط الاجتماعية - تأخذ حظا كبيرا من بريقها الأدبي الممتع .
                  دامت لك المسرات .

                  تعليق

                  • أمين خيرالدين
                    عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                    • 04-04-2008
                    • 554

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                    الزميل القدير
                    أمين خير الدين
                    أين اختفيت زميلي
                    فكرة النص فعلا جميلة
                    وتحدث صدقني
                    كان لنا جيران( قديما ) وكانت إحدى بناتهم (سترها الله ) المهم لكنها كانت تعطي لأخيها الكثير, فيسكت
                    إحدى المرات طلب أكثر من المعتاد, فقتلها بعد أن رفضت وهددته علنا أنها ستشتكي عليه.
                    قال في محضر الشرطة ( غسلا للعار ) لكن التحقيق جاء على غير ما أراد لأن سمعته سبقته, وحوكم فعلا لكنه لم ( يعدم ) لأنها ( بغي )
                    عبر وحكم نأخذها من كل نص حتى لو جاء مباشرا
                    ربما يبكي بداخله لأنه فقد ( الممول )
                    رجاله ( فاشوش ) ينفخون أنفسهم مثل الديكة على الفاضي
                    ودي ومحبتي لك

                    اليوم السابع

                    http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...مد-نادر
                    الكاتبة والزميلة المبدعة
                    عائده محمد نادر
                    وتسألينني أين اختفيت

                    معك حق.
                    اختفيت بين أغصان الزيتون، أفتش عن قطرات الزيت
                    (اليوم عندنا موسم قطف الزيتون) و"الختيار زيّ حالاتي"
                    يذهب "مرفوع الهامة منتصبا"
                    ويعود كغصن الزيتون "المفروط بالعصا" منحنيا
                    إن جلس يحتاج إلى من يقيمه
                    ومع ذلك عذرا
                    مهما اختبأتُ واختفيتُ وهربتُ وبعدتُ
                    ساضل متفيئاً تحت فروع ملتقى المبدعين والكتاب العرب


                    في كل شارع وفي كل زقاق وحيٍّ تجدين "أبو الشوارب"
                    الذي تعيله إما زوجته أو ابنته أو اخته
                    وعندما يلبس العباءة وينصب شاربه كالدبق لتقف عليه العصافير
                    يظهر وكأنه "سيد الرجال"
                    هؤلاء كورق تواليت فقط


                    تحياتي لك مباشرة من جليل فلسطين
                    إلى حيث تكونين في العراق الحبيب
                    تحياتي وشكري
                    [frame="11 98"]
                    لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

                    لكني لم أستطع أن أحب ظالما
                    [/frame]

                    تعليق

                    • أمين خيرالدين
                      عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                      • 04-04-2008
                      • 554

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة البكري المصطفى مشاهدة المشاركة
                      الفاضل أمين خير الدين ؛ تحيتي وتقديري .
                      جمال السرد في هذا النص القصصي ؛ وإحكام بنية حبكته ؛ بخلق المفاجاءات والتوقعات جعلا فكرة النص - التي تتكرر مشاهدها في مختلف الأوساط الاجتماعية - تأخذ حظا كبيرا من بريقها الأدبي الممتع .
                      دامت لك المسرات .

                      أخي الكاتب البكري مصطفى
                      وقع كلماتك أطربني
                      ودغدغ مشاعري
                      وأعطى النص عزما ورفعة
                      كلماتك شهادة اعتزاز وتقدير أفتخر بها
                      شكرا لك
                      وألف تحية وتقدير ومحبة
                      [frame="11 98"]
                      لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

                      لكني لم أستطع أن أحب ظالما
                      [/frame]

                      تعليق

                      يعمل...
                      X