متى اللقاء ؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • راويه رشيدي
    أديب وكاتب
    • 20-06-2011
    • 122

    متى اللقاء ؟!

    متى اللقاء
    --------------
    بين أطلال الإحتراق
    وتحجر الدمع في الأحداق
    نادى الفؤاد
    فسافرت آهاتي مني إليكم
    حيث أنتم هناك
    في عالم ليس فيه سواد
    لا لوم لا عتاب
    فيه سكينة تصاحبها
    رحمة السماء


    وأنا هنا تتقاذفني
    أمواج وجيب الشوق
    فتزفر خلجاتي
    حروفا تتهادى
    في الأحداق ولهفة
    اهرورقت لضمة حنان
    للغائبين هناك
    فقلبي لكم مشتاق
    تعب من حمل نزف الفراق
    تاهت مني كل الحروف
    وتاه الوجد في القسمات
    فأناب قلبي مترعا
    يناجي طيفكم والذكريات
    رحيلكم فاض في وجداني
    طلا هائم القطرات
    أخط هنا نبض شوقي إليكم
    فتمتليء زفرات روحي
    بسواد الصفحات

    بت اخاف أن أتبع السراب
    فأبقى عطشى دون ارتواء
    أخاف أن افتح عيوني
    فأيقن أنكم رحلتم
    أخاف من الحياة الإقتراب
    أسير متاهات حياتي بجفاء
    فقد ادمنت الاختناق
    أحكمت الأقفال على قلب ميت
    بقوة الرفض والاباء
    ضاعت مفاتيح الحياة بحلوها
    تاهت بفقدكم
    كل مشاعري تلامس الخواء
    فما عادت تشرق شمس الأماني
    أسير الطريق بخطى مشلولة
    اقف مكاني رغم جهدي والعناء
    اناديكم وأعلم انكم
    لا تلبون النداء
    فمعاناة وحدتي
    وغربة وجداني
    اجبروني على الإنطواء
    اتقوقع داخل نفسي
    وأنتظر يوم اللقاء

    يا أحبتي
    يا من رثيتكم بلوعاتي
    وبكيت على رحيلكم
    وناءت جراحاتي
    بأنين الحسرات
    متى أتيكم متى أنعم باللقاء
    سأشدو لحن اشتياقي
    وأكلله بطيب الدعوات
    حتى يجمعنا المولى سبحانه
    في دار الخلد والبقاء
    التعديل الأخير تم بواسطة راويه رشيدي; الساعة 21-11-2011, 20:01. سبب آخر: حذف المشاركة
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    يمكن القول أننا فى هذى الخاطرة الأدبية أمام فكرة إنسانية عذبة ، هى فكرة الحنين للغائبين الذين رحلوا عن هذى الحياة ، فكرة تحويلهم إلى رموز للمثالية والنقاء حيث نتلقى سياق

    حيث أنتم هناك
    في عالم ليس فيه سواد
    لا لوم لا عتاب
    فيه سكينة تصاحبها
    رحمة السماء

    وهذى الفكرة نتلقاها هنا عبر النص تقوم على غموض علائق هؤلاء الغائبين بما يمنح النص براحا للتأويل فنحن أمام طاقة التأويل التى يمكن ان تجعلنا نرى الغائبين أحبابا أو أصدقاء طفولة أو ربما جيران نكن لهم مشاعر الحنين والأسى للفقد وربما غير هذا من تأويل وهذا العنصر الذى ماز الفكرة يجعلنا أمام ذكاء فنى فى توظيف جانب الفكرة من حيث قدرتها على أن تشكل براحا للتأويل

    - لكن لابد وأن نعى أيضا أن الفكرة لا تقدم لنا مغامرة كبيرة من حيث فكرة علاقتنا بالغائبين ، أى أنها تشتغل فنيا على الشعور الطبيعى العام للمتلقى تجاه الغائبين والحنين العام لمن رحلوا حين يتحولون إلى أيقونات طيبة للذكرى وبوابات لتخيل فراديس بعيدة يتنعمون بها ، وهذا بالطبع ما لا يعاب على النص فهذا اختياره الفنى أن يشتغل على فكرة تقديس هؤلاء الغائبين وهى فكرة إنسانية عامة

    - يمكن القول أن الوجدان يعبر عن الفكرة بشفافية وتناغم كبيرين فنحن أمام مشاعر الألم واللوعة التى تدل على مكابدة وطأة الغياب حيث نتلقى سياق

    بين أطلال الإحتراق
    وتحجر الدمع في الأحداق
    نادى الفؤاد
    فسافرت آهاتي مني إليكم
    حيث أنتم هناك


    حيث يشف السياق السابق عن وجدان مثقل بوطأة الغياب فنرى الآهات التى تستحيل عبر التخييل طيورا أو فراشات رهيفة ترتحل إلى عوالم ملائكية خفية بعيدة ، بل نرى الحيلة وقد حصرت بطلة النص بين شقى رحى بين حريق لم يبق منه إلا أطلال وبين دمع لم يعد يملك القدرة على أن يقدم مزيدا من الحزن ، أو كما نتلقى هذا السياق

    وأنا هنا تتقاذفني
    أمواج وجيب الشوق
    فتزفر خلجاتي
    حروفا تتهادى
    في الأحداق ولهفة

    حيث تستحيل الحياة بعد رحيل الغائبين بحرا مائجا هادرا لا تملك فيه بطلة النص إلا أن تكابد هذى العواصف بزفرة وهو التخييل الذى يجلو كناية هامة هى أن الوجدان ما عاد لديه ما يواجه به الحزن ولا وطأته التى لا تبقى ولا تذر

    - ربما من حيث المعالجة الفنية يمكن القول أننا من حيث الشكل أمام الخاطرة المكتوبة عبر السطر الشعرى، وذلك رغم القافية التى يحاول النص إنتاجها ، وهو ما يؤدى إلى تشويش التلقى ، حيث إن نثرية النص تميل إلى الخاطرة الأدبية كمقال نثرى ينداح فى أسطره الوجدان

    - لذا فى رأيى كان على النص أن يستخدم النص النثرى الكامل وليس النص النثرى الخاص بقصيدة النص ، والحقيقة أن النص يمكن اعتباره قصيدة نثر أيضا لكن مع الكثير من التسامح مع القدرة على مغامرة النثر وأدواته الجمالية الخاصة فعلى سبيل المثال فنتأمل هذا السياق


    اقف مكاني رغم جهدي والعناء
    اناديكم وأعلم انكم
    لا تلبون النداء
    فمعاناة وحدتي
    وغربة وجداني
    أجبروني على الإنطواء
    اتقوقع داخل نفسي
    وأنتظر يوم اللقاء

    فنحن هنا أمام حكى الخاطرة السلس البسيط الذى يعبر بسلاسة عن فكرته فى لغة أدبية تعلل برهافة الوضوح وليس عبر تحليق الشعر

    - ربما أجد من حيث المعالجة ان هناك استخداما للفظ ( اهرورقت ) وهو لفظ معجمى لا أراه كمتلق يتناغم مع فصحى العصر التى تنفتح على لغة الحياة البسيطة السهلة وهى التى سادت هذى الخاطرة الجميلة

    تعليق

    • راويه رشيدي
      أديب وكاتب
      • 20-06-2011
      • 122

      #3
      كل التقدير وكل الاحترام ووافر الامتنان لنقدك الرائع لنصي الحزين
      مودتي لتواجدك بهذا الرقي في تتبع النص
      ما شاء الله يعطيك ألف عافية
      شكري وتقديري وباقات ورد

      تعليق

      يعمل...
      X