[align=center]الموت يبدأ من هنا.....
الموت يبدأ من هنا
من تحت حذائي
و من فوق قبعتي
المدينة تنام خائرة القوى
في عتمة الليل.... يركبها ألف رجل
و هي لا تحدث إلا خوارا و شخيرا و استسلاما
الشوارع مغمضة العينين
يعميها العمش
بلا أشكال هي...
بلا أضواء بلا أبواق سيارات
و حدي امشي تائها
أقرع الأبواب الموصدة
ووحده صوت الموت كان يرد علي ساخطا غاضبا:
"لا أحد هنا غيري عد من حيث أتيت و إلا خطفتك"
ماذا يجني الموت من جسد مثلي؟؟
و من روح مبهورة كروحي؟؟
أجيبه:" أريد أن أشرب"
فيرد: لا يوجد عندنا سوى أقداح من دم
أريد ماء
قلت: لا يوجد غير الدم
أعود أدراجي من حيث لا أدري أنني اتيت
وفي نفسي يتردد ألف سؤال و سؤال:
ألا يعلم أني أبحث عن أهلي هل أخبره أني عطشان؟؟
هل أخبره أنني خائر القوى مسروق الصوت؟؟
أكيد هو لا يفهمني
إنه لا يعلم من أكون؟؟
أكيد انه لا يعلم ...
أتدحرج نحو شوارع مدينتي...
أخرق بخطايا المبعثرة أفواهها المشرعة
التي تفوح منها روائح العفن والنتانة
أتوقف لحظة..
تجذبني اللافتات
بأي لغة كتبت؟
من غير خط العربية؟
أنا لا أفهم بأي لغة كتبت اللافتات؟؟
في الركن المقابل لي،
أقف عند زاوية لمحل كتب على بابه بالبند العريض وباللغة العربية:
"ادفع و ادخل مجانا"
فأدفع و أدخل
فأرى العجب العجاب
وحدهم العساكر يحتسون شرابا احمرا
يقهقهون، يغنون و يمرحون
تفرس أحدهم في وجهي
و صوب نحوي رشاشه
ثم سرعان ما رجع الى مكانه مقهقها ساخرا:
انه بقايا عرب
في الركن المقابل تقبع امرأة تكشف عن نهديها
و قد التم العسكر حولها كل يرضع حسب دوره
كانت امرأة بملامح عربية
و لكن الموقف كان غربيا
الموت يبدأ من هنا.....
من نهد العربية
من موقف الغربي
و على يساري يجلس طفل على صندوق قديم
بحركات آلية يمسح الأحذية
في عينيه نار
و لكن في حركته غبار
الموت يبدأ من هنا...........
من حركات طفولتنا المحكومة
و على يميني يجلس شيخ
بوقار
في يده يحرك ُسبحته
و يردد بجهار :
أنا لست عربيا
أنا لست عربيا...
و حوله شلة من رجال الدين
يرددون بعده:
صدقت
صدقت
من هنا يبدأ الموت.....
أتدحرج من جديد
أتلمس جسدي
أفتش عن ملامحي
و أصرخ :
أنا عطشان
و يرد الموت لا نملك ماء
تتطاير أحداق الدم وشظايا الزجاج و شراب الموتى وووووووو
أسمع وقع أقدام العسكر
أصرخ من جديد
فلا يسمعني إلا صوتي و أنا و الموت
لا نملك ماء
الموت من هنا يبدأ.............
حفيظة
من مذكرات غرفتي
يوم 4/4/2008[/align]
الموت يبدأ من هنا
من تحت حذائي
و من فوق قبعتي
المدينة تنام خائرة القوى
في عتمة الليل.... يركبها ألف رجل
و هي لا تحدث إلا خوارا و شخيرا و استسلاما
الشوارع مغمضة العينين
يعميها العمش
بلا أشكال هي...
بلا أضواء بلا أبواق سيارات
و حدي امشي تائها
أقرع الأبواب الموصدة
ووحده صوت الموت كان يرد علي ساخطا غاضبا:
"لا أحد هنا غيري عد من حيث أتيت و إلا خطفتك"
ماذا يجني الموت من جسد مثلي؟؟
و من روح مبهورة كروحي؟؟
أجيبه:" أريد أن أشرب"
فيرد: لا يوجد عندنا سوى أقداح من دم
أريد ماء
قلت: لا يوجد غير الدم
أعود أدراجي من حيث لا أدري أنني اتيت
وفي نفسي يتردد ألف سؤال و سؤال:
ألا يعلم أني أبحث عن أهلي هل أخبره أني عطشان؟؟
هل أخبره أنني خائر القوى مسروق الصوت؟؟
أكيد هو لا يفهمني
إنه لا يعلم من أكون؟؟
أكيد انه لا يعلم ...
أتدحرج نحو شوارع مدينتي...
أخرق بخطايا المبعثرة أفواهها المشرعة
التي تفوح منها روائح العفن والنتانة
أتوقف لحظة..
تجذبني اللافتات
بأي لغة كتبت؟
من غير خط العربية؟
أنا لا أفهم بأي لغة كتبت اللافتات؟؟
في الركن المقابل لي،
أقف عند زاوية لمحل كتب على بابه بالبند العريض وباللغة العربية:
"ادفع و ادخل مجانا"
فأدفع و أدخل
فأرى العجب العجاب
وحدهم العساكر يحتسون شرابا احمرا
يقهقهون، يغنون و يمرحون
تفرس أحدهم في وجهي
و صوب نحوي رشاشه
ثم سرعان ما رجع الى مكانه مقهقها ساخرا:
انه بقايا عرب
في الركن المقابل تقبع امرأة تكشف عن نهديها
و قد التم العسكر حولها كل يرضع حسب دوره
كانت امرأة بملامح عربية
و لكن الموقف كان غربيا
الموت يبدأ من هنا.....
من نهد العربية
من موقف الغربي
و على يساري يجلس طفل على صندوق قديم
بحركات آلية يمسح الأحذية
في عينيه نار
و لكن في حركته غبار
الموت يبدأ من هنا...........
من حركات طفولتنا المحكومة
و على يميني يجلس شيخ
بوقار
في يده يحرك ُسبحته
و يردد بجهار :
أنا لست عربيا
أنا لست عربيا...
و حوله شلة من رجال الدين
يرددون بعده:
صدقت
صدقت
من هنا يبدأ الموت.....
أتدحرج من جديد
أتلمس جسدي
أفتش عن ملامحي
و أصرخ :
أنا عطشان
و يرد الموت لا نملك ماء
تتطاير أحداق الدم وشظايا الزجاج و شراب الموتى وووووووو
أسمع وقع أقدام العسكر
أصرخ من جديد
فلا يسمعني إلا صوتي و أنا و الموت
لا نملك ماء
الموت من هنا يبدأ.............
حفيظة
من مذكرات غرفتي
يوم 4/4/2008[/align]
تعليق