هواجس اليوم الأخير ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وليد مروك
    أديب وكاتب
    • 12-11-2011
    • 371

    هواجس اليوم الأخير ..

    يستيقظ على صوت المنبه الرابض على دفة السرير .. الساعة السابعة وربع صباحا .. تبدو ملامح اليوم زاهية هكذا غمغم في نفسه و انتفض .. يفتح نافذة الغرفة معلنا للشمس يوم جديد .. يوم آخر ولا جديد .. استنشق بعضا من الهواء القادم و تنفس أحاجيه .. ترى هل مازال بيض وخبز وحليب ؟ ..

    يستيقظ على صوت المنبه الكئيب .. يحمل قدميه إلى دولابه العتيق ويلبس حلته المزدانة بنياشين النصر و الانتماء لطوابير الذين ما مارسوا فن التجمهر أمام الساحات الشاسعة .. هكذا يحتج أمام مرآته المشروخة بأن الصبر قد انبرى و أن الأساطيل كلها تدك الآن مقعده .. ما عاد يجدي أن تكتب .. ترقص .. تمرر احتجاجك عبر ألسنة الأبواق المزمنة ..

    يستيقظ على صوت المنبه الذي لا يمل .. هو لا يسترجع أبدا ما تمناه بأثر رجعي .. لا شيء يسقط بالتقادم .. لا شيء يستيقظ .. تدور عجلات سيارته معتصرة آهات و زفرات الوجوه السمراء المتعبة .. يحدق في وجه صبي يمسك بيد أمه و نظرة إلى المدى البعيد .. الشريد .. الجموع كلها تلهث وراء هذا الذي لا يكف عن الهرب .. الكل يتحرك .. الكل يتفرق أمام سطوة النبوت و صفع أصحاب القبعات والبنادق واللهب .. لا تتوقف هكذا أشار أحدهم من خلف الزجاج الأمامي .. الكلاب تركض .. آه يا أبت ماذا يحدث ؟؟

    يستيقظ على صوت المنبه الذي لا يكف عن الرنين .. هو ما عاد يشعر بزمن الملحقات و البوارج و الملفات .. توقف بالسيارة و من وراءه أهازيج الأصوات الثائرة .. يسقط .. يسقط .. يرحل .. يرحل .. هذا الذي يسمعه .. هذا الذي يراه الآن و يدركه .. يحدث هذا بدون إذن ما أروعه .. يحدث هذا بدون خوف ما أبدعه .. الجموع تأخذه .. الجموع تردد .. تهتف ما أسعده .. تتدفق في دماءه موجة المد الهادرة .. تتدفق في نفسه أمنيات كانت غائبة .. يحدث هذا يا أبت .

    يستيقظ هو الآن .. صوت المنبه لا يسمعه .. يستيقظ هو الآن لا أحد يمنعه .. يستيقظ هو الآن تبا لكل المتاجرين في أسواق النخاسة لن يسامح أحدا منهم ما أرعبه .. تبا لكل البصاصين و أشباه الرجال المأفونة لن يقبل توسلاتهم ما أرحمه .. تبا لكل الذين دفنوا حقائقنا و مثلوا بجثثنا و اجتاحوا أراضينا لن يرضي عنهم ما أحلمه ..

    يستيقظ .. على وجه الماء ما زال يكتب أغنية .. يستيقظ .. ما زال اليوم في أوله ...
    تمت .
    رأس الخيمة
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة وليد مروك مشاهدة المشاركة
    يستيقظ على صوت المنبه الرابض على دفة السرير .. الساعة السابعة وربع صباحا .. تبدو ملامح اليوم زاهية هكذا غمغم في نفسه و انتفض .. يفتح نافذة الغرفة معلنا للشمس يوم جديد .. يوم آخر ولا جديد .. استنشق بعضا من الهواء القادم و تنفس أحاجيه .. ترى هل مازال بيض وخبز وحليب ؟ ..

    يستيقظ على صوت المنبه الكئيب .. يحمل قدميه إلى دولابه العتيق ويلبس حلته المزدانة بنياشين النصر و الانتماء لطوابير الذين ما مارسوا فن التجمهر أمام الساحات الشاسعة .. هكذا يحتج أمام مرآته المشروخة بأن الصبر قد انبرى و أن الأساطيل كلها تدك الآن مقعده .. ما عاد يجدي أن تكتب .. ترقص .. تمرر احتجاجك عبر ألسنة الأبواق المزمنة ..

    يستيقظ على صوت المنبه الذي لا يمل .. هو لا يسترجع أبدا ما تمناه بأثر رجعي .. لا شيء يسقط بالتقادم .. لا شيء يستيقظ .. تدور عجلات سيارته معتصرة آهات و زفرات الوجوه السمراء المتعبة .. يحدق في وجه صبي يمسك بيد أمه و نظرة إلى المدى البعيد .. الشريد .. الجموع كلها تلهث وراء هذا الذي لا يكف عن الهرب .. الكل يتحرك .. الكل يتفرق أمام سطوة النبوت و صفع أصحاب القبعات والبنادق واللهب .. لا تتوقف هكذا أشار أحدهم من خلف الزجاج الأمامي .. الكلاب تركض .. آه يا أبت ماذا يحدث ؟؟

    يستيقظ على صوت المنبه الذي لا يكف عن الرنين .. هو ما عاد يشعر بزمن الملحقات و البوارج و الملفات .. توقف بالسيارة و من وراءه أهازيج الأصوات الثائرة .. يسقط .. يسقط .. يرحل .. يرحل .. هذا الذي يسمعه .. هذا الذي يراه الآن و يدركه .. يحدث هذا بدون إذن ما أروعه .. يحدث هذا بدون خوف ما أبدعه .. الجموع تأخذه .. الجموع تردد .. تهتف ما أسعده .. تتدفق في دماءه موجة المد الهادرة .. تتدفق في نفسه أمنيات كانت غائبة .. يحدث هذا يا أبت .

    يستيقظ هو الآن .. صوت المنبه لا يسمعه .. يستيقظ هو الآن لا أحد يمنعه .. يستيقظ هو الآن تبا لكل المتاجرين في أسواق النخاسة لن يسامح أحدا منهم ما أرعبه .. تبا لكل البصاصين و أشباه الرجال المأفونة لن يقبل توسلاتهم ما أرحمه .. تبا لكل الذين دفنوا حقائقنا و مثلوا بجثثنا و اجتاحوا أراضينا لن يرضي عنهم ما أحلمه ..

    يستيقظ .. على وجه الماء ما زال يكتب أغنية .. يستيقظ .. ما زال اليوم في أوله ...
    تمت .
    رأس الخيمة
    الزميل القدير
    وليد مروك
    قرأتها ثلاث مرات
    حقيقة أعجبت كثيرا بطريقة سردك
    لونت لك بالزهري ما رأيته فائضا ولك الرأي مؤكد
    لكن النص رائع فعلا
    أرجو منك وضع الفواصل بين الجمل كي يأخذ النص شكلا أكثر وضوحا وعمقا
    سأرشحه للذهبية فورا
    هلا وغلا بك بيننا سيدي الكريم
    لك حضور بالرغم من أني أول مرة أقرأ لك
    أرجو أن تتابع نصوص الزميلات والزملاء كي تعطي رؤيتك حول مايكتبون فيستفيد الجميع من خلال تبادل الرؤى واختلافها ..مؤكد
    ودي ومحبتي لك من بغداد الحبيبة

    اليوم السابع
    اليوم السابع! تذكرني أمي دائما أني ابنة السابع من كل شيء! متعجلة، حتى في لحظة ولادتي! وأني أخرجت رأسي للحياة معاندة كل القوانين الفيسيولوجية، أتحداها في شهري السابع من جوف رحم أمي. في اليوم السابع من الأسبوع الساعة السابعة.. صباحا في الشهر السابع، من السنة! عقدة لا زمتني أخذت مني الكثير من بهجة حياتي، خاصة أن هناك سبع
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • وليد مروك
      أديب وكاتب
      • 12-11-2011
      • 371

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
      الزميل القدير
      وليد مروك
      قرأتها ثلاث مرات
      حقيقة أعجبت كثيرا بطريقة سردك
      لونت لك بالزهري ما رأيته فائضا ولك الرأي مؤكد
      لكن النص رائع فعلا
      أرجو منك وضع الفواصل بين الجمل كي يأخذ النص شكلا أكثر وضوحا وعمقا
      سأرشحه للذهبية فورا
      هلا وغلا بك بيننا سيدي الكريم
      لك حضور بالرغم من أني أول مرة أقرأ لك
      أرجو أن تتابع نصوص الزميلات والزملاء كي تعطي رؤيتك حول مايكتبون فيستفيد الجميع من خلال تبادل الرؤى واختلافها ..مؤكد
      ودي ومحبتي لك من بغداد الحبيبة

      اليوم السابع
      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...

      تعليق

      • أحمد على
        السهم المصري
        • 07-10-2011
        • 2980

        #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        قرأت ست قصاصات لستة استيقاظات تم دمجهم بشكل ناعم سلس
        رائعة وعميقة

        شكرا لك أ. وليد مبروك
        تحياتي ،،،

        تعليق

        يعمل...
        X