يستيقظ على صوت المنبه الرابض على دفة السرير .. الساعة السابعة وربع صباحا .. تبدو ملامح اليوم زاهية هكذا غمغم في نفسه و انتفض .. يفتح نافذة الغرفة معلنا للشمس يوم جديد .. يوم آخر ولا جديد .. استنشق بعضا من الهواء القادم و تنفس أحاجيه .. ترى هل مازال بيض وخبز وحليب ؟ ..
يستيقظ على صوت المنبه الكئيب .. يحمل قدميه إلى دولابه العتيق ويلبس حلته المزدانة بنياشين النصر و الانتماء لطوابير الذين ما مارسوا فن التجمهر أمام الساحات الشاسعة .. هكذا يحتج أمام مرآته المشروخة بأن الصبر قد انبرى و أن الأساطيل كلها تدك الآن مقعده .. ما عاد يجدي أن تكتب .. ترقص .. تمرر احتجاجك عبر ألسنة الأبواق المزمنة ..
يستيقظ على صوت المنبه الذي لا يمل .. هو لا يسترجع أبدا ما تمناه بأثر رجعي .. لا شيء يسقط بالتقادم .. لا شيء يستيقظ .. تدور عجلات سيارته معتصرة آهات و زفرات الوجوه السمراء المتعبة .. يحدق في وجه صبي يمسك بيد أمه و نظرة إلى المدى البعيد .. الشريد .. الجموع كلها تلهث وراء هذا الذي لا يكف عن الهرب .. الكل يتحرك .. الكل يتفرق أمام سطوة النبوت و صفع أصحاب القبعات والبنادق واللهب .. لا تتوقف هكذا أشار أحدهم من خلف الزجاج الأمامي .. الكلاب تركض .. آه يا أبت ماذا يحدث ؟؟
يستيقظ على صوت المنبه الذي لا يكف عن الرنين .. هو ما عاد يشعر بزمن الملحقات و البوارج و الملفات .. توقف بالسيارة و من وراءه أهازيج الأصوات الثائرة .. يسقط .. يسقط .. يرحل .. يرحل .. هذا الذي يسمعه .. هذا الذي يراه الآن و يدركه .. يحدث هذا بدون إذن ما أروعه .. يحدث هذا بدون خوف ما أبدعه .. الجموع تأخذه .. الجموع تردد .. تهتف ما أسعده .. تتدفق في دماءه موجة المد الهادرة .. تتدفق في نفسه أمنيات كانت غائبة .. يحدث هذا يا أبت .
يستيقظ هو الآن .. صوت المنبه لا يسمعه .. يستيقظ هو الآن لا أحد يمنعه .. يستيقظ هو الآن تبا لكل المتاجرين في أسواق النخاسة لن يسامح أحدا منهم ما أرعبه .. تبا لكل البصاصين و أشباه الرجال المأفونة لن يقبل توسلاتهم ما أرحمه .. تبا لكل الذين دفنوا حقائقنا و مثلوا بجثثنا و اجتاحوا أراضينا لن يرضي عنهم ما أحلمه ..
يستيقظ .. على وجه الماء ما زال يكتب أغنية .. يستيقظ .. ما زال اليوم في أوله ...
تمت .
رأس الخيمة
يستيقظ على صوت المنبه الكئيب .. يحمل قدميه إلى دولابه العتيق ويلبس حلته المزدانة بنياشين النصر و الانتماء لطوابير الذين ما مارسوا فن التجمهر أمام الساحات الشاسعة .. هكذا يحتج أمام مرآته المشروخة بأن الصبر قد انبرى و أن الأساطيل كلها تدك الآن مقعده .. ما عاد يجدي أن تكتب .. ترقص .. تمرر احتجاجك عبر ألسنة الأبواق المزمنة ..
يستيقظ على صوت المنبه الذي لا يمل .. هو لا يسترجع أبدا ما تمناه بأثر رجعي .. لا شيء يسقط بالتقادم .. لا شيء يستيقظ .. تدور عجلات سيارته معتصرة آهات و زفرات الوجوه السمراء المتعبة .. يحدق في وجه صبي يمسك بيد أمه و نظرة إلى المدى البعيد .. الشريد .. الجموع كلها تلهث وراء هذا الذي لا يكف عن الهرب .. الكل يتحرك .. الكل يتفرق أمام سطوة النبوت و صفع أصحاب القبعات والبنادق واللهب .. لا تتوقف هكذا أشار أحدهم من خلف الزجاج الأمامي .. الكلاب تركض .. آه يا أبت ماذا يحدث ؟؟
يستيقظ على صوت المنبه الذي لا يكف عن الرنين .. هو ما عاد يشعر بزمن الملحقات و البوارج و الملفات .. توقف بالسيارة و من وراءه أهازيج الأصوات الثائرة .. يسقط .. يسقط .. يرحل .. يرحل .. هذا الذي يسمعه .. هذا الذي يراه الآن و يدركه .. يحدث هذا بدون إذن ما أروعه .. يحدث هذا بدون خوف ما أبدعه .. الجموع تأخذه .. الجموع تردد .. تهتف ما أسعده .. تتدفق في دماءه موجة المد الهادرة .. تتدفق في نفسه أمنيات كانت غائبة .. يحدث هذا يا أبت .
يستيقظ هو الآن .. صوت المنبه لا يسمعه .. يستيقظ هو الآن لا أحد يمنعه .. يستيقظ هو الآن تبا لكل المتاجرين في أسواق النخاسة لن يسامح أحدا منهم ما أرعبه .. تبا لكل البصاصين و أشباه الرجال المأفونة لن يقبل توسلاتهم ما أرحمه .. تبا لكل الذين دفنوا حقائقنا و مثلوا بجثثنا و اجتاحوا أراضينا لن يرضي عنهم ما أحلمه ..
يستيقظ .. على وجه الماء ما زال يكتب أغنية .. يستيقظ .. ما زال اليوم في أوله ...
تمت .
رأس الخيمة
تعليق