ريحُ الأمكنةِ .. بعضٌ من تجلي الأجنحة !
تتهالكُ أجنحةُ الطيرِ
متهاديةً
لا شيءَ يمنحُها
حقَّ اللجوءِ
إلي ما كانَ
ليس غيرُ عينينِ نضاحتينِ بالسخريةِ
تزفرُ الحزنَ في شهقتي
ولا تملُّ رسمَ متاهةِ ولادتها
بعالمي
ثم تلطمُ ناصيتي بصمتِها المدهشِ
و تبحرُ في نأيها !
من كان حاوٍ
ومن كان ببلاهتِهِ
خيوطُ اللُّعبةِ ؟
المدىَ فسيحٌ
والغوايةُ مابين أصابعهِ
و القبعةِ
سماءٌ من الوهمِ الملونِ
و شتلاتٌ مما خلَّفَ القيظُ
متناثرةٌ
مبعثرةٌ
متآكلةٌ
قلبُها ضائقٌ بفتيلِ آخرِ ضوءٍ في زجاجةِ الوقتِ
باهتٌ مشعلُها
وهزيعُ زيتِها يناهضُ الريحَ
و لا يكادُ يضئُ !
أجنحةٌ تتهاوى
مقصوصةَ الحلمِ
زغبُها يابسٌ
إلا من الوهمِ
ما بين قُبرةٍ
وسدرةٍ
يتسللُ تغريدٌ و نحيبٌ و نعيقٌ وزفيفٌ
هديلٌ وهديرٌ وزئيرٌ
و تسبيحةٌ
و أنتَ في فوضى
تحنُّ لمستحيلٍ
تودُّ لو قايضتُه بدمٍ يتعكّزُكَ
تعكَّزُه .. سيان
الصورةُ مضحكةٌ تمامًا
فاضحكْ كثيرًا .. قبل طي السحبِ !
غربتي
ذاتُها غربةُ الأجنحةِ
توقٌ لرحيلٍ مبهرٍ
لا يعني شيئًا لأحدٍ
ربما يلونُ قاعَ الكوبِ
أو يبلِّلُ أوردةَ ورقةٍ ضامرةٍ
ببعضِ سخافاتي
و أشعاري البليدةِ
أو يمنحُ هذا الهباءَ تذكرةَ هجرةٍ
متسعًا مرهقًا
تشغلُه ذاتُ الأجنحة
وذانيك اللعبةِ
وبنفسِ اللونِ المخاتلِ
لكن .. بقليلٍ من رضا
من جسارةِ الإفكِ
ليس تعنيه شهادةُ الوهمِ
بلوغَ الأربِ
من سيرٍ حسنٍ
أو سلوكٍ خربٍ
و الطريقُ محضُ سؤالٍ يلتهمُه العبثُ !
فانثرْ بعضَ الرمادِ لهوجِ الريحِ
لتظلَ عيونُ الأماكنِ غافيةً
يقتاتُها الرمدُ
و تخطئُها الأجنحةُ
فقط .. عليك بساقِ الكهفِ
لينخَ كجملٍ أضناه السفرُ
كي لا يشغلُك المنفى
حين تربتُ لحيتك الشعثاءَ
وتميسُ أجنحةَ رأسِك الطائرةَ
على لسعِ العيونِ و الأسئلةْ
: لمن .. و الأجنحةُ كلُّها مهيضةٌ .. ذابلةْ ؟!
تعليق