الملكة والحرافيش ! حسن حجازي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن حجازى
    أديب وكاتب
    • 20-10-2007
    • 359

    الملكة والحرافيش ! حسن حجازي

    من
    25 يناير وميلاد جديد :


    ////




    الملكة والحرافيش !
    حسن حجازي



    كنتِ الملكة

    وكنتُ أحدَ الفرسان

    ما كنتُ أشجعهم

    ولا أنبَلَهم

    ولا أكثرهم قوة

    ولا أمهرهم

    لأحلقُ معكِ وحدي

    دونهم ...

    لأهَبَكِ الغد ,

    لأُكملَ معكِ الدرب,

    نحو الخلدْ ,

    لكني كنتُ

    أكثرهم حباً ,

    أكثرهم صدقاً

    وهل يُجدي الصدق ؟!

    ****

    كنتُ فرداً

    من أبناء الشعب

    ما كنتُ أدري

    أنكِ تلونتِ

    بكلِ لونْ ,

    وأصابتكِ لعنة الطينِِ الأبدية

    من طولَ الأسر .

    كنتِ ملكة

    تسبحُ في شلالاتِ النور ,

    تشربُ من ينابيع ِ الطهر ,

    تهيمُ في بحورِ السحر ,

    وتَغَبرتِ بأديمِ الأرض ,

    من بقايا الغرباء

    من سوءِ القصد ,

    فصرتِ تُدمنينَ التراب

    وطالَ بغربتكِ الدرب

    عندما مَنعوكِ طمي النيل

    عندما منعوكِ الحلمْ ,

    عندما

    كبلوكِ بخيوطِ الوهم

    فصرتِ بلا لون .


    أبحثُ فيكِ

    عن روحِ بناةِ الهَرم

    عن تحدي مَن شقوا القناة

    في ليلِ الظلم

    عن معجزةٍ لبناءِ السد

    أي سد

    قد ..." يعصمني من الناس " !

    من فلولِِ الظلم

    بلا جدوى ... !

    ****

    أفتشُ عنكِ فيكِ

    عن روحكِ الأبدية

    في عبورٍ عظيمٍ

    للغدْ ,

    وأبحثُ في ربوعكِ

    عنكِ

    عن رغيفٍ أبيضْ

    لطفلي الذي لم يُولَد بعد

    وكانت عندي ولم تزل:

    "خزائنُ الأرض " ,

    مُوصَدةً دوني

    لأنها بلا " يوسف "

    أمينَ الدرب !

    أبحثُ في ضميركِ

    عن لحظةِ صدق ,

    ولم تزل عندي

    تسري في ضميري

    تسكنُ نبضَ شراييني :

    في "عودة الروح " ,

    عسى أن تجددَ العهد ,

    فكيفَ أبحثُ عنكِ هناكَ

    في الخلد ,

    ما دمتِ اخترتِ النفي الجبري ,

    من مملكتي

    من قلبي

    وسكنتِ بينَ الألوانِِ الرمادية

    بعيداً عن دربي

    ذاتِ الدرب ؟

    وتناسيتِ الرعيةَ الضعاف

    أبناءَ " الحرافيشْ "

    وهم مَن عَبَروا بك

    لنورِ الفجر ,

    وهم مَن غنوا لك ِ

    "يا أم الصابرين "

    أيامَ القهر ,

    عندما تلحفوا صيفَ حيزران

    بسمومِ الغدر

    تحضنهم رمالُ سيناء

    في عطف ,

    فإن دارت بنا الدنيا

    وبحثتِ عني

    فسأكونُ هناك

    و معي سيفي

    على بابِ الخلد ,

    لأفتحَ لكِ : " كتابَ الموتي "

    وأهَبَكِ من جديد

    دونَ بقيةِ الفرسان :

    نورَ الفجر

    وبهجةََ الأيام

    وربيعَ الخُلد !

    //////

    استدراك :

    يومهاً كنتِ حقاً الملكة

    المتوجة على عرشِِ القلب

    يومَ أن رفضتِ الذلْ

    وتجرعتِ السُم

    حتى لا تكونين

    في طابورِ السبايا ,

    مكبلة ,

    مُنكَسةَ الرأس ,

    في شوارع روما ,

    يومها كنتِ حقاً الملكة

    يومها

    كنتِ مصر!

    2010م

    الكلمة أمانة
    خالصة لوجه الله


    عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
    عضو جمعية المترجمين واللغويين المصريين
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    يمكن القول أننا ومنذ العنوان " الملكة والحرافيش " أمام تجربة شفيفة ، تجربة تصل لنا رسالتها التى تحملها ببساطة ويسر ، حيث نتلقى فكرة النص والتى تقوم على فكرة " الوطن المسلوب واغتراب المرء فى وطنه " وهى الفكرة التى تستدعى جوا نفسيا يتناغم معها عبر مشاعر الصراع الوجدانى بين المحبة المتجذرة فى فطرة بطل النص وبين شعوره بالغبن والظلم رغم صدق محبته لهذا الوطن

    - فى الحقيقة نحن أمام فكرة ووجدان نبيلين ويحملان حسا ونقدا لحالة أليمة نكابدها خاصة فى أوطاننا العربية وهى فكرة تدل على وعى ذكى ووجدان حي متمعن فى واقعه المعيش

    - لكن ربما يجدر الإشارة هنا إلى أننا لا نتلقى فكرة جديدة ، نحن أمام ذات الفكرة التى نطالعها ربما منذ أن قال شوقى شاكيا ذات الوجيعة

    أحرام على بلابه الدوح حلال للطير من كل جنس

    فى الحقيقة كمتلق ربما لا أشعر بالدهشة أمام الفكرة التى حواها النص لكن بالطبع تربح الفكرة نقطة هامة وهى أنها تستدعى الخبرات السابقة التى تلقاها القارىء فى ذات الفكرة فكرة مكابدة الحب المر للوطن الذى يظلم بنيه بل يجعلهم حرافيش يحبونها حلما ينأى ولا يطال

    - لذا كمتلق أرى أن النص كان عليه أن يشتغل أكثر على الفكرة تفاصيلها وزوايها الخفية التى لا نراها نحن القراء والمتلقين للنص بما يجعلنا نعيد قراءة فكرة المحبة المريرة للوطن على ضوء التجربة الجديدة بدلا من أن نشعر أننا ندور فى ذات الفلك الفنى الذى صاغه وعبده تجارب فنية أخرى سابقة

    - ربما من حيث المعالجة على مستوى البنية نحن أمام نص مكتوب عبر بنية السطر الشعرى التفعيلى أو قصيدة التفعيلة ،بل إنه يحاول إنشاء بنية قافية ما تنتهى بها أسطره ، لكنه فى أغلبه يميل بكفته إلى الخاطرة كمقال أدبى قصير ، حيث نحن أمام فى مساحات كبيرة أمام النثرية التى تتوسل المباشرة والضوح وليس النثر بدهشته ومغامرته وتحليقه الخاص ولنتأمل هذا السياق

    كنتُ فرداً

    من أبناء الشعب

    ما كنتُ أدري

    أنكِ تلونتِ

    بكلِ لونْ ,

    وأصابتكِ لعنة الطينِِ الأبدية

    من طولَ الأسر .

    فنحن هنا أمام نثرية خبرية تحكى لنا بسلاسة سياقا مباشرا تماما فى خاطرة أدبية ، لذا يكون من الصعب فى رأيى أن نتلقى السياق السابق كسياق قصيدة نثر

    -ثم ولنتأمل كذا هذا السياق
    فصرتِ تُدمنينَ التراب
    وطالَ بغربتكِ الدرب
    عندما مَنعوكِ طمي النيل

    حيث نحن هنا فى هذا السياق أمام نثرية تعلل لنا من وجهة نظر جغرافية علمية مجازا أدبيا وهو بالطبع ما قد يناسب الخاطرة كمقال أدبى يمكنه أن يتحمل هذا التناغم بينما النص الشعرى له فضاؤه وتحليقه الآخر الذى تجعله ليس لغة علم لكن لغة حلم ، بالطبع يمكن القول أننا أمام الكناية التى تمثلها رمزية الطمى لكن أيضا تظل النثرية كاستدعاء للعلمية حاضرة مؤثرة على جمالية السياق

    أو فلنتأمل هذا السياق

    وتناسيتِ الرعيةَ الضعاف
    أبناءَ " الحرافيشْ "
    وهم مَن عَبَروا بك
    لنورِ الفجر

    حيث نتلقى عتابا يتوسل بالاستطراد عبر لغة نثرية مباشرة ثم نتلقى بعدها علاقة التشبيه البليغ ( لنور الفجر ) بما يجعلنا أمام فنية تراوح بين النثرية كلغة مباشرة لا تتوسل الخييل وتقوم فى جوهرها على الأسلوب الخبرى وبين لغة تجنح للرمز والتخييل ، واجتماع الأسلوبين ليس هو المشكلة المشكلة فى رأيى هى عدم المزج بينهما فى سبيكة واحدة تجعلنا نشعر بالتماهى بين الجملة المباشرة وجملة التخييل
    - حقيقة نحن أمام خاطرة أدبية جلية لا تقعر فيها ولا تفلسف ، بل نصوع ووضوح ربما ما كان عليها فحسب ألا تكون عبر بنية النص الشعرى فهى كخاطرة لديها لغتها الخاصة وفكرتها النبيلة وبنيتها التى يمكن أن تعبر عنها فى سلاسة وخصوصية تليق بها كخاطرة أدبية جميلة

    تعليق

    يعمل...
    X