من
25 يناير وميلاد جديد :
25 يناير وميلاد جديد :
////
الملكة والحرافيش !
حسن حجازي
كنتِ الملكة
وكنتُ أحدَ الفرسان
ما كنتُ أشجعهم
ولا أنبَلَهم
ولا أكثرهم قوة
ولا أمهرهم
لأحلقُ معكِ وحدي
دونهم ...
لأهَبَكِ الغد ,
لأُكملَ معكِ الدرب,
نحو الخلدْ ,
لكني كنتُ
أكثرهم حباً ,
أكثرهم صدقاً
وهل يُجدي الصدق ؟!
****
كنتُ فرداً
من أبناء الشعب
ما كنتُ أدري
أنكِ تلونتِ
بكلِ لونْ ,
وأصابتكِ لعنة الطينِِ الأبدية
من طولَ الأسر .
كنتِ ملكة
تسبحُ في شلالاتِ النور ,
تشربُ من ينابيع ِ الطهر ,
تهيمُ في بحورِ السحر ,
وتَغَبرتِ بأديمِ الأرض ,
من بقايا الغرباء
من سوءِ القصد ,
فصرتِ تُدمنينَ التراب
وطالَ بغربتكِ الدرب
عندما مَنعوكِ طمي النيل
عندما منعوكِ الحلمْ ,
عندما
كبلوكِ بخيوطِ الوهم
فصرتِ بلا لون .
أبحثُ فيكِ
عن روحِ بناةِ الهَرم
عن تحدي مَن شقوا القناة
في ليلِ الظلم
عن معجزةٍ لبناءِ السد
أي سد
قد ..." يعصمني من الناس " !
من فلولِِ الظلم
بلا جدوى ... !
****
أفتشُ عنكِ فيكِ
عن روحكِ الأبدية
في عبورٍ عظيمٍ
للغدْ ,
وأبحثُ في ربوعكِ
عنكِ
عن رغيفٍ أبيضْ
لطفلي الذي لم يُولَد بعد
وكانت عندي ولم تزل:
"خزائنُ الأرض " ,
مُوصَدةً دوني
لأنها بلا " يوسف "
أمينَ الدرب !
أبحثُ في ضميركِ
عن لحظةِ صدق ,
ولم تزل عندي
تسري في ضميري
تسكنُ نبضَ شراييني :
في "عودة الروح " ,
عسى أن تجددَ العهد ,
فكيفَ أبحثُ عنكِ هناكَ
في الخلد ,
ما دمتِ اخترتِ النفي الجبري ,
من مملكتي
من قلبي
وسكنتِ بينَ الألوانِِ الرمادية
بعيداً عن دربي
ذاتِ الدرب ؟
وتناسيتِ الرعيةَ الضعاف
أبناءَ " الحرافيشْ "
وهم مَن عَبَروا بك
لنورِ الفجر ,
وهم مَن غنوا لك ِ
"يا أم الصابرين "
أيامَ القهر ,
عندما تلحفوا صيفَ حيزران
بسمومِ الغدر
تحضنهم رمالُ سيناء
في عطف ,
فإن دارت بنا الدنيا
وبحثتِ عني
فسأكونُ هناك
و معي سيفي
على بابِ الخلد ,
لأفتحَ لكِ : " كتابَ الموتي "
وأهَبَكِ من جديد
دونَ بقيةِ الفرسان :
نورَ الفجر
وبهجةََ الأيام
وربيعَ الخُلد !
//////
استدراك :
يومهاً كنتِ حقاً الملكة
المتوجة على عرشِِ القلب
يومَ أن رفضتِ الذلْ
وتجرعتِ السُم
حتى لا تكونين
في طابورِ السبايا ,
مكبلة ,
مُنكَسةَ الرأس ,
في شوارع روما ,
يومها كنتِ حقاً الملكة
يومها
كنتِ مصر!
2010م
تعليق