يومٌ بائس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منتظر السوادي
    تلميذ
    • 23-12-2010
    • 732

    يومٌ بائس

    أتى الصباح بلا صباحة ، زقزقتِ العصافير بمناقير باكية ، هامت الفراشة من نواح الزهر ، وأسمع شهقات نفس الياسمينة تتعالى ، وقف فؤادي يتلو أناشيد الرجفة ، بين أريجها ، ثم همست ليلاي أتعبني الأرق يا جَنَّان .
    صمتٌ ..... علَّ غداً تورق صباحة النور
    التعديل الأخير تم بواسطة منتظر السوادي; الساعة 05-12-2011, 09:57.
    الدمع أصدق أنباء من الضحك
  • منتظر السوادي
    تلميذ
    • 23-12-2010
    • 732

    #2
    وأتى المساء والظنُّ هو اللقاء ، هدير الموج يدوي في جرف درب الانتظار ، طيور الماء تلاشت في ضباب المساء ، ونسمات البرد أرجفت منتظركِ أيتُها الحورية
    الدمع أصدق أنباء من الضحك

    تعليق

    • دينا نبيل
      أديبة وناقدة
      • 03-07-2011
      • 732

      #3
      توافق صور الطبيعة في ( يوم بائس )

      للأستاذ منتظر السوّادي




      " يوم بائس " ...

      ينقسم النص أمام المتلقي إلى صباح .. ومساء ..

      ليضع المتلقي أمام شكل حديث في طرح النصوص .. خاصة القصّ



      تنقسم هذه السردية على قسمين رئيسين ، وقد قام الكاتب نفسه بعمل هذا التقسيم في مشاركتين : ( أتى الصباح ... أتى المساء .. ) ليتكوّن في النهاية حكاية ( يوم بائس ) وهو عنوان القصة. إلا أنّ هذا العنوان يحوي ماهية هذا اليوم مما جعل (بائس ) على ما يبدو زائدة عمّا يحتاجه المتلقي من النص ، فلو كان الكاتب يترك " اليوم " من غير تعريف لماهيته لكان عنصر جذب أكثر لدى المتلقي ليحاول التعرف عن هذا اليوم المميز الذي تناوله الكاتب بالنص .



      كان لهذا التقسيم الذي قام به الكاتب ، ما يفرض على المتلقي من عقد مقارنات في ذهنه بين نصف النص الأول والنصف الثاني فكان الكاتب هنا موجّها للمتلقي ليعرفه على الحالة النفسية لتجربته الشخصية التي اختلجته في كل جزء من هذا اليوم ،فكان ثمة توازي توافقية لثنائية الصباح والمساء في طريقة التقفي حيث تسير الطبيعة مع حالة البطل النفسية في القصة جنبا إلى جنب لتعكس في نهاية المطاف الحالة النفسية لدى الكاتب .



      يبدأ المقطعان بــ ( أتى الصباح / أتى المساء .. ) ، ولكن كل ما أعقبهما جاء مخالفا للتوقع المعهود ..



      1- الصباح البائس :



      إِنَّ المعهود من الصباح هو التجدد – الأمل – البشر – النور – دفن الماضي – الحياة – السعادة - تلاشي الظلام - نسيان الآلام ، إلا ان هذا الصباح بائساً تتعارض فيه الطبيعة مع ما يتوقعه المتلقي .. ( الصباح بلا صباحة – زقزقة العصافير بمناقير باكية – هامت الفراشة من نواح الزهر )



      إلا أنّ صورة ( مناقير باكية ) أراها كما تبدو لي غير متوافقة فكيف تبكي المناقير .. ربما تصيح أو تنوح ، لكن البكاء قد يكون بعيدا على ما أرى

      بينما صورة ( هامت الفراشة من نواح الزهر ) أراها موفقة جدا ربما الزهر لا صوت له ، لكن لما نطق وهذا جائز في حق الزهور إذ لها من اللغات والكلام الخفي الكثير، فكان وكأنه ينوح مما أرعب الفراش الرقيق فصار يهيم ويتخبط



      هذه الصورة للطبيعة البائسة لا يراها إلا حزين ، فالطبيعة واحدة إلا أن نفسية الناظر هي التي تضفي عليها من المعاني ما يتوافق مع رؤيتها ، وبما أن الانسان جزءمن الطبيعة ، فكثيرا ما قرن الشعراء بين حالتهم النفسية والطبيعة من حولهم " فالعمل الأدبي هو استجابة معينة لمؤثرات خاصة ، وهو بهذا الوصف عمل صادر عن مجموعة القوى النفسية ، ونشاط ممثل للحياة النفسية " ،فسرعان ما أعقب البطل سبب هذه الطبيعة الكئيبة (أسمع شهقات نفس الياسمينة ) وهذه الياسمينة ليست زهرة عادية فقد أرجفت فؤاده شهقاتها المتهدجة ، فاحتار بين أريجها ، يشبه بذلك ارتجافه ارتجاف الفراش الهائم من نواح الزهر فها هي أنفاس الياسمينة تتعالى على غير العادة ، ولكن هذه الزهرة تهمس وقد تقطع صوتها ( أتعبني الأرق يا جنّان ) تلك الحبيبة التي أتعبها الأرق طوال الليالي الفائتة ، هنا قد أحالت يوم البطل إلى بؤس وحزن بشهقاتها



      ثم يأتي الصمت ليغلق هذا المقطع وتسدل الأستار عليه بعد تلاحق الأحداث مع تسارع الشهقات وارتفاع أصوات النواح ، وكأن البطل يحاول تمالك نفسه بالتشبث في الأمل في الغد فيصمت ، متوافقا مع سكون وصمت الليل



      ولكن ...



      2-المساء البائس :



      هذا اليوم الغريب لم يمهل البطل حتى للغد ، فلا يزال يقلب عليه ذكرى ذلك الصباح . والمساء غالبا ما يوحي بالسكينة والهدوء ولقاء الأحبة.. إلا أنه جاء مخالفا ظنه فها هو عند درب الانتظار لا يسمع إلا دوّي الأمواج المتعالية ( هدير الموج يدوّي في جرف درب الانتظار) ،إن قلبه ينتظر في دربه لكن أمواج القلق المتلاحقة تدوي في صدره ، وقد أرخى المساء ظلامه الضبابي فلا يرى وقد تلاشت الحياة من الشطآن فلا طيور - رمز الحياة الطبيعية المتفاعلة مع المحيط - وإنما هبت نسمات البرد فيرتجف جسم البطل كما ارتجف فؤاده في مقطع الصباح ..

      رغم قصر هذا المقطع عن الذي يسبقه إلا أنه كان أكثر قوة وتركيزا والأفعال حاسمة ( يدوّي – تلاشت – أرجفت )، مما يناسب الحالة النفسية لدى البطل .



      لك خالص الشكر أ / منتظر

      تعليق

      • منتظر السوادي
        تلميذ
        • 23-12-2010
        • 732

        #4
        شكرا لك أستاذتي الكبيرة دينا

        واتمنى لك المزيد من القراءة لاسيما في مجال نقد النصوص

        لك تحيتي
        الدمع أصدق أنباء من الضحك

        تعليق

        يعمل...
        X