الراحـة الأبديـة (الوجـوه الخـاوية) - 2-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د .أشرف محمد كمال
    قاص و شاعر
    • 03-01-2010
    • 1452

    الراحـة الأبديـة (الوجـوه الخـاوية) - 2-

    (2)





    الراحـة الأبديـة



    .. كنا صغاراً , نشاهد جدتي تجلس القرفصاء في مكانها المعتاد خلف باب الدار , ترقب بعينين ذابلتين , و نظرٍ أضحى خافتاً ؛ المارين في طرقات البلدة . كان جسدها النحيل الصغير بعظامه البارزة , قد انحنى بفعل السنين , و امتلأ ذاك الوجه الذي لوحته الشمس بالأخاديد , و تجاعيد أحزان و شجون لا حصر لها . كانت قدماها جافتين كأعواد حطب مزروع في اليابسة , على الرغم من ذلك كنا نجد في هذا الجسد الهزيل حضناً وسيعاً, يمتلئ بالأمان و الدفء . كنا نجد لديها ألاف من القصص و الحكايات التي لا تنتهي . فتحلق فوق رؤوسنا المئات من بالونات الاستفهام و التعجب..؟!
    .. حواديتها كانت لا تخلو أبداً من العظات و الحكم , و الكثير من الخرافات والخزعبلات ؛ قصص أبطالها من الجان , و المردة , و بطلاتها من أمثال
    (أمنا الغولة) و(أبو رجل مسلوخة). كانت قادرة على أن تجذب انتباهنا , تاركين لعبنا و ركضنا خلف بعضنا البعض. فنكف عن صياحنا الذي يزعج أباءنا في قيلولة ما بعد الظهيرة, و نلتف حولها ننصت إليها بأوجه تملؤها البراءة , و عيون تتملكها الدهشة , و عقول يسكنها الخوف , و عشرات الصور المرعبة.
    .. كذلك كنا نجد لديها خزائن حلوى لا تنضب ؛ حتى أننا كنا نتعجب من أين تأتيها كل هذه الحلوى..؟! لكن و لمَ العجب .؟! أليست تعرف كل خبايا الجن و أسرارهم..!! يكفي أن تمد يدها دخل طيات جلبابها حتى نجدها مفرودة أمامنا ملأى بتلك الحلوى المميزة بلونيها الأحمر و الأبيض ؛ على هيئة مختلف الحيوانات , ناهيك عن أطنان الملبس و الحمص..!!
    ..لا أتذكر أني رأيتها يوماً على غير هيئتها تلك ؛ حتى أنني كنت أحسب أنها ولدت على ذات نفس الشكل. فملامح ووجهها لا تتغير. لا تبرأ أبداً من علاتها و لا من صرخات آلام عظامها الهشة المستمره . لا أذكر أني رأيتها تضحك بحق, أو شاهدت انبساطة أخاديد الألم في الوجه خلف ابتسامة ارتياح . لم أكن أعرف ماهية علّتها بالضبط..؟! لكنني كنت أتمنى لو أجد دواءً سحرياً يشفيها من كل الآلام.
    .. حتى عيونها كنت أظنها تحجرت فيها الدموع . فلم أشاهدها تبكي قط ..!! إلى أن رأيتهما تتلألآن ذات يوم من الأيام . عندما سمعت في المذياع صوت (الكحلاوي) وهو ينشد (أنا جسمي عليل و دواه النبي..أديت رسالة الله .. يارسول الله ). و يتكرر سقوط حبات اللؤلؤ , كلما سمعت نفس الأغنية ؛ حتى بت أناديها كلما أذيعت في المذياع أو التلفاز؛ لأسعد بتقلصات ذاك الوجه الذي أحب.
    .. ذات يوم أمسكت بي , بينما كنت أركض خلف أقراني نلعب (الست غمايه) – لا أدري لما اختارتني أنا دون سائر أحفادها..؟! – و سألتني:
    - إنت بتحبني يا مصطفي..؟!
    أجبتها في ضيق المتعجل بالذهاب:
    - أيوه يا تيته..!!
    استوقفتني ثانية , و سألتني في تأثر بالغ:
    - يعني هتزعل عليا لما أموت..؟
    أجبتها في استغراب من لم يفهم معنى السؤال :
    - أيوه طبعاً..!!
    فأردفت قائلة , و هي تحتضنني في شوق , و تقبل رأسي:
    - يعني هتبقى تفتكرني .. و تيجي تزورني .. و تقول الله يرحمك يا ست...؟!
    سألتها بسذاجة و عفوية الطفولة:
    - أزورك فين...؟!
    لكنها لم تجب أبداً عن ذاك السؤال , إنما تركتني لأعرف وحدي فيما بعد الجواب..!! ماهي إلا أيام قليلة ؛ حتى رقد ذلك الجسد الصغير المتعب رقدته الأخيرة . قد باتت غير قادره على اختلاق الحواديت , غير قادرة على إداء الصلاة جلوساً كما عودتنا , وعيناها تراقبنا ؛ كثيراً ما كانت تقطع صلاتها لتنهرنا ؛ إذا ما وجدت أحدنا يحاول معرفة ما يوجد خلف عين أخيه , أو يشج رأس أحد أولاد أعمامه أو عماته , و يفجر نهر الدم معلناً عن اكتشاف جديد . ثم تعود لتكمل صلاتها في خشوع تام ..!!
    .. رقدت تلفظ آخر الأنفاس . انتابني وقتها شعور غريب مبهم ؛ أنني رأيت ملك الموت , فلم أخف منه..!! - برغم حداثة سني – وقد حُفرَت ملامحه في ذاكرتي منذ ذلك اليوم. خطف روحها بكل سهولة و يسر. و أكاد أقسم أني رأيت نوراً شفيفاً يصعد منها إلى السماء . أخيراً ارتسم على ذلك الوجه الطفولي المتغضن شبح ابتسامة رضا , و انبسطت أساريره في ارتياح و سلام تامين .
    التعديل الأخير تم بواسطة د .أشرف محمد كمال; الساعة 20-11-2011, 15:51.
    إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
    فتفضل(ي) هنا


    ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    الله ..
    جميلة جدا هاته القصة ..
    و أنا أنتهي من قراءتها الآن خطرت ببالي فكرة الحواديت ..
    كثيرون هم المبدعون عموما أو كتاب القصة أو الشعراء الذين كانت في حياتهم
    جدّة أو والدة أو جدّ يروي الحواديت ..ممّا ساهم في تفتّق الخيال ..و خصوبته ..
    أين نحن الآن من ذلك الزمن الجميل ..
    بعض الهنّات أرجو تصحيحها ..
    كنا نجد لديها آلاف من
    لكن و لما العجب
    على إداء
    أناديها كلما إذيعت
    أعجبتني القصة .. جدا .
    لا أدري ..العنوان لم يعجبني حقا ..
    شكرا لك .
    تحية و تقدير.
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      لكنها لم تجب أبدا على ذلك السؤال !
      أحببت أن تتوقف هنا .. و إن كان ما جاء لاحقا كان ناعما و جميلا أيضا
      لا عليك
      استمتعت كثيرا بهذه الجدة التي رفعت الغبار عن ذكرى مثيله لها جمالها
      تتشابه و تلك الجدة الرائعة .. و إن كان تميزها حجر من الصوان أو الجرانيت تجلس عليه
      و كان والدي يقوم بتنظيفه ، و تقبيله ، و كنا نطلق عليها مسمار الدار !!

      شكرا لك كثيرا أخي دكتور أشرف على تلك اللحظات الحميمة التي ربما ساهمت فى تشكيلنا بعد ذلك
      و تشكيل مستقبلنا !

      صادفت هنا كلمة لا أدري مدى صحتها : تملأها ( أليست الهمزة هنا مرسومة على الواو فتكون : تملؤها ) ؟

      محبتي
      sigpic

      تعليق

      • د .أشرف محمد كمال
        قاص و شاعر
        • 03-01-2010
        • 1452

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
        الله ..
        جميلة جدا هاته القصة ..
        و أنا أنتهي من قراءتها الآن خطرت ببالي فكرة الحواديت ..
        كثيرون هم المبدعون عموما أو كتاب القصة أو الشعراء الذين كانت في حياتهم
        جدّة أو والدة أو جدّ يروي الحواديت ..ممّا ساهم في تفتّق الخيال ..و خصوبته ..
        أين نحن الآن من ذلك الزمن الجميل ..
        بعض الهنّات أرجو تصحيحها ..
        كنا نجد لديها آلاف من
        لكن و لما العجب
        على إداء
        أناديها كلما إذيعت
        أعجبتني القصة .. جدا .
        لا أدري ..العنوان لم يعجبني حقا ..
        شكرا لك .
        تحية و تقدير.
        أشكرك أختاه على حضورك البهي وتصحيحك اللغوي والإملائي للهمزات
        بالنسبة للعنوان حقيقة حرت فيه فقد كانت القصة مجرد واحدة من المجموعة ولم يكن لها عنوانا منفصلاً
        ولما نشرتها على حدة اخترت لها أولا عنوان (دواء لكل داء) كناية عن الموت ثم عدلته إلى( الراحة الأبدية)
        فأيهما تختارين..؟!
        مع خالص تقديري واحترامي
        إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
        فتفضل(ي) هنا


        ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          لا تشكرني أخي العزيز.. فالقصة ممتعة حقا.. أنا من تشكرك لأنّك تقبّلت ملاحظاتي حول الأخطاء بصدر رحب و روح أدبية.. بالنسبة لهذا النص الجميل بالذات لا أجد العنوانين جميلين..ابتعد عن فكرة الموت .. لا أدري ..لا يحضرني الآن عنوان محدّد .. ما رأيك في " خزائن الحلوى " مثلا ؟ باعتبار أن حدوتة الجدّة هي حلوى أيضا .. تحيّتي و تقديري لك .
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #6
            د, أشرف محمد كمال :
            أعدتني إلى طفولةٍ تراوح في مكانها ..
            وتأبى الخروج من أقفاص الصدور ..
            لست أدري ؟؟؟لمَ لم تعد تستهويني الحكايا ، والحواديت، من بعد رحيلها .
            كانت تثير بي الخيال لأبعد مدى ..
            وأصدق كلّ ما ترويه ...لأنها الجذر ...وأنا الغصين ..
            من وقت رحيلها ...افتقدت صدراً لم أعوّضه حتى هذه اللحظة..
            لأنه مسكون بروحٍ لها لون النور وضيائه.
            نصّ رائع ...استفزّ ذاكرتي ..
            انساب بعذوبةٍ ، ومصداقيّةٍ ..وروعةٍ ..
            حيّااااااااك زميلي الرائع ..

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • د .أشرف محمد كمال
              قاص و شاعر
              • 03-01-2010
              • 1452

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              لكنها لم تجب أبدا على ذلك السؤال !
              أحببت أن تتوقف هنا .. و إن كان ما جاء لاحقا كان ناعما و جميلا أيضا
              لا عليك
              استمتعت كثيرا بهذه الجدة التي رفعت الغبار عن ذكرى مثيله لها جمالها
              تتشابه و تلك الجدة الرائعة .. و إن كان تميزها حجر من الصوان أو الجرانيت تجلس عليه
              و كان والدي يقوم بتنظيفه ، و تقبيله ، و كنا نطلق عليها مسمار الدار !!

              شكرا لك كثيرا أخي دكتور أشرف على تلك اللحظات الحميمة التي ربما ساهمت فى تشكيلنا بعد ذلك
              و تشكيل مستقبلنا !

              صادفت هنا كلمة لا أدري مدى صحتها : تملأها ( أليست الهمزة هنا مرسومة على الواو فتكون : تملؤها ) ؟

              محبتي
              أستاذي القدير ربيع عقب الباب
              رحم الله إمرأً أهدى إليّ عيوبي
              يبقى لكل منا رؤيته الخاصة
              ويبقي للنص خصوصيته ونهايته التي يختارها بنفسه
              مع خالص تقديري واحترامي
              دمت بود
              إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
              فتفضل(ي) هنا


              ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

              تعليق

              • د .أشرف محمد كمال
                قاص و شاعر
                • 03-01-2010
                • 1452

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                لا تشكرني أخي العزيز.. فالقصة ممتعة حقا.. أنا من تشكرك لأنّك تقبّلت ملاحظاتي حول الأخطاء بصدر رحب و روح أدبية.. بالنسبة لهذا النص الجميل بالذات لا أجد العنوانين جميلين..ابتعد عن فكرة الموت .. لا أدري ..لا يحضرني الآن عنوان محدّد .. ما رأيك في " خزائن الحلوى " مثلا ؟ باعتبار أن حدوتة الجدّة هي حلوى أيضا .. تحيّتي و تقديري لك .
                للأسف لم أستطع الابتعاد عن فكرة الموت لأن ملامحه قد نقشت في تلافيف وجداني مذ رأيته يختطف من أحب
                شكرا لك مجدداً
                إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                فتفضل(ي) هنا


                ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                تعليق

                • ريما ريماوي
                  عضو الملتقى
                  • 07-05-2011
                  • 8501

                  #9
                  يااااه يا للجدات ولذكراهن التي تبقى عابقة,
                  وحكاياتهن تأسر القلوب والأذهان, وهنّ فقط
                  يعطين خالص الحب وخلاصة تجربتهن في الحياة,

                  نجحت أن تبكيني هنا, ودمعتي سخيّة جدّا خصوصا
                  إذا كان النص فيه حنان وحنين مثل نصك.

                  شكرا لك أستاذ أشرف.


                  أنين ناي
                  يبث الحنين لأصله
                  غصن مورّق صغير.

                  تعليق

                  • د .أشرف محمد كمال
                    قاص و شاعر
                    • 03-01-2010
                    • 1452

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                    د, أشرف محمد كمال :
                    أعدتني إلى طفولةٍ تراوح في مكانها ..
                    وتأبى الخروج من أقفاص الصدور ..
                    لست أدري ؟؟؟لمَ لم تعد تستهويني الحكايا ، والحواديت، من بعد رحيلها .
                    كانت تثير بي الخيال لأبعد مدى ..
                    وأصدق كلّ ما ترويه ...لأنها الجذر ...وأنا الغصين ..
                    من وقت رحيلها ...افتقدت صدراً لم أعوّضه حتى هذه اللحظة..
                    لأنه مسكون بروحٍ لها لون النور وضيائه.
                    نصّ رائع ...استفزّ ذاكرتي ..
                    انساب بعذوبةٍ ، ومصداقيّةٍ ..وروعةٍ ..
                    حيّااااااااك زميلي الرائع ..
                    أشكرك أستاذه إيمان على حضورك الكريم وكلماتك الرقيقة
                    بالقطع لن ننساهم لأنهم جزء من تكوينناً نفخو فينا روحهم وماتوا لنحيا
                    كي نكمل رسالتهم ونوصل أمانتهم ونبقى ذاك العمل الذي لم ينقطع برحيلهم
                    دمت بود
                    إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                    فتفضل(ي) هنا


                    ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                    تعليق

                    • د .أشرف محمد كمال
                      قاص و شاعر
                      • 03-01-2010
                      • 1452

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                      يااااه يا للجدات ولذكراهن التي تبقى عابقة,
                      وحكاياتهن تأسر القلوب والأذهان, وهنّ فقط
                      يعطين خالص الحب وخلاصة تجربتهن في الحياة,

                      نجحت أن تبكيني هنا, ودمعتي سخيّة جدّا خصوصا
                      إذا كان النص فيه حنان وحنين مثل نصك.

                      شكرا لك أستاذ أشرف.
                      أنها سنة الحياة أختاه جيل يسلم جيل
                      يموت الأصل وتنمو البذور لتبدأ دورة الحياة من جديد
                      لكن البر لا يبلى والديان لا يموت
                      دمت بخير
                      التعديل الأخير تم بواسطة د .أشرف محمد كمال; الساعة 26-11-2011, 19:02.
                      إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                      فتفضل(ي) هنا


                      ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                      تعليق

                      • عائده محمد نادر
                        عضو الملتقى
                        • 18-10-2008
                        • 12843

                        #12
                        ياالله
                        رائعا وشفافا
                        أحب الجدات
                        كم أحببت نصك هذا
                        كم كنت مغموسا بالنص حتى النخاع
                        أحب جدتي رحمها الله وكانت مولعة بي جدا
                        تذكرت نفسي وجدتي وأصابت جلدي قشعريره
                        ليتك تعود له وتعدل الخط ( السوبر هاهاها )
                        ليتك ترى حبي للنص الآن بعينك لأني أكاد المس الحب
                        نعم يشعر أصحاب النفوس الطيبة بقرب الأجل
                        ليتك تقرأ الآن دعوتي
                        محبتي وغابات ورد
                        مع ذلك سأترك النجوم بعدي
                        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                        تعليق

                        يعمل...
                        X