على قارعة الوجع
تولد الأصباح منذ بدء المغيب

وثنية لا تحلم بأكثر من معجزة صغيرة
- حبيبٌ على باب المعبد- فتحبّ الإله أكثر

سنلتقي بعد هنيهةٍ أو أقل ، يضحك الصوفي من سذاجة المشنقة

الطفلة على الرصيف ، تضحك ملء قلبها
وحدها تعلم : خدر البرد يحترف الدغدغة

الخيال رفيق الأطفال والشعراء والكسالى
عدو العلماء والجنرلات والأوسمة الباردة

يقف الفلاسفة والأنبياء جميعهم –ينظرون إلى الناس- أمام المرايا
يتجسس الناس جميعهم على الفلاسفة والأنبياء من خلف المرايا

وحدها الضحية تكره الجلّاد
وحده الجلّاد يخاف من شبح الضحيّة

((اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدو )) فكانوا كذلك
(( ولكم في الأرض مستقر..)) فأنكروا ذلك

وحدي أحبها لو كنت أبكي
وحدها تحبني لو كنت أضحك

يتقن الأطفال طرح الأسئلة
يتقن الكبار تأجيل الأجوبة

يبحث الشعر عنّا في تفاصيل الطبيعة
نبحث عن الطبيعة في قلوبنا الممتلئة بالتفاصيل الكثيرة
لا الشعر يصرخ ، ولا يلفت انتباهنا صمته , بين أصوات الطبيعة

تنحت الريح وجه الحجر
تنمو الأعشاب في الزوايا المهملة
واقفا بلا عكّازين ، يهرم الشجر
يفرح الماء ، يغضب ، ولا تغريه المعجزة
بين النهار والنهار ، يغرينا السهر
ما زلنا نبحث بين النثر والشعر عن وطن ، لوصف المرحلة

حتى السماء تبكي كثيرا على مرآى من البشر
وتعيد ترتيب شكل المغيب
على قارعة الوجع
ما زالت الأصباح تنتظر


هيثم الريماوي