مرحبا
أنا أشارك للمرة الأولى في هذا المنتدى
وأرغب أن أعرض بعض ما كتبته للنقد من قبل المختصين وسأكون لكم شاكرا على الاهتمام
أبدأ بقصة قصيرة كتبتها قبل عدة سنوات وهي بعنوان: الأصدقاء الثلاثة
أترككم مع القصة.
الأصدقاء الثلاثة
بخطًى وئيدة يسير في وسط الظلام الحالك، ويحرص كل الحرص على أن يسير بأطراف أصابعه لئلا يُحدث أدنى ضجة قد تثير النيام فيؤدي ذلك إلى افتضاح أمره وبالتالي يتعرض لمطاردة مميتة قد تكلفه حياته، تسلل إلى غرفة مفتوحة الباب بكل هدوء ولمَّا تأكد من أن الرجل في رقاد لا صحوة منه مع زوجته الجميلة غادر الغرفة بذات الهدوء متوجهًا نحو المطبخ عله يجد مراده، تقدم حتى انكشفتْ له فتحة صغيرة تحت باب المطبخ إلا أنه تمكن من المرور منها بكل يسر، ثم ألقى نظرة فاحصة لكل شيء في المطبخ وبعد أن تأكد من أن مراده موجود بصورة وفيرة هتف بصوت أشبه بالهمس قائلاً: بِسْ.... هيا بنا يا شباب فالمكان آمن.
حينها تقدم اثنان، أحدهما مقارب لضخامة الأول إلا أن البلادة كانت بادية على عينيه فقد كان أحولاً، بينما بدا الثاني يافعا في مقتبل العمر، تقدما بنفس الهدوء، وهمس الصغير: لا أعلم لم ورطتُ نفسي معكما؟!
قال الأول وهو الرئيس: لا تكن جبانا يا أخي فالمكان آمن.
- ألسنا نقوم بشيء ضد القانون؟!
قال الأبله: أي قانون هذا؟!
وقال الزعيم: أنا القانون هنا يا صغير.
ثم أضاف: أليس من حقنا أن نعيش؟!
قال الصغير: بلى ولكن ألا يمكننا العيش من دون أن نسطو على المنازل؟!
- بالطبع لا يمكننا ذلك فالسماء لا تمطر طعامًا، إنما الطعام في المنازل، المنازل وحسب.
وقال الأبله: كما أننا لسنا قططًا متشردة حتى نأكل من القمامة، إننا أشخاص محترمة لنا كرامة.
قال الصغير بكثير شك: هل لنا كرامة؟!
أجاب الأبله الأحول: إلى حد ما.
وبينما هم منشغلون بالثرثرة، وإذا بالإنارة تكشفهم متلبسين بفعلتهم النكراء، لحظة صمت اجتاحت المكان نظروا فيها إلى الأعلى ليجدوا أن الزوجة تحدق بهم، ودون شعور منها صرخت المرأة صرخة مدوية صاخبة: آآآآآآآآه النجدة.
وصعدتْ على أقرب كرسي رأته بينما ذُعر الثلاثة وحاروا ما يصنعون؟! وصاروا في "حيص بيص"، وفي محاولة أولى للفرار ارتطم الرئيس بالأبله إذ أن الأبله الأحول كان يحاول الهروب في الاتجاه الخاطئ، ونهض الزوج على إثر الصرخة المدوية وأسرع إلى المطبخ هاتفا: ما الأمر؟!
بينما حاولوا مجدَّدًا الفرار فتمكن الرئيس والصغير من الفرار بينما بقي الأبله الأحول يدور في حلقة مفرغة باحثا عن الباب، أما عن الزوج فهتف حاملاً أقرب "مكنسة": لا تخافي يا حبيبتي سأقضي على الحقيرين....
وفي خارج المنزل كان الرئيس والصغير في انتظار الأحول المعتوه بعد أن نجحا في الفرار، قال الصغير: هل تظنه سينجو؟!
- أستبعد ذلك، إلا أني أرجو أن يتمكن من الفرار.
- أدعو الله ألا يتورط.
ثم أضاف الصغير: أنت السبب في ذلك.
وبينما هما يتحدثان وإذا بالأحول قد أقبل خائر القوى مترنحًا ذات اليمين وذات الشمال، هتف الصغير: هل أنت بخير؟!
- أي خير هذا لقد أعمل فيَّ عصا "المكنسة" حتى كدتُ أهلك، ولكني أعدكم أنني سأعود إلى ذلك المنزل اللعين وأخرِّب كل شيء تصل إليه أسناني.
قال الزعيم: على كل حال الحمد لله على السلامة.
ثم أضاف: إني أعرف منزلا قريبا من هذا المنزل أضمن ألا أحد فيه، فما رأيكما بمحاولة أخرى.
قال المعتوه بعد أن أمسك بتلابيب الريِّس: وحق ذيلي الذي كاد يُقطع الليلة إنني منك براء أيها الجرذ، أنت تمضي لبالوعتك وأنا سأمضي لسنداسي فهذا فراق بيننا.
وبعدها افترقوا ولم يلتقِ أحدهم بالأخر مطلقا.
حسن الحجي
15 / صفر / 1428هـ
أنا أشارك للمرة الأولى في هذا المنتدى
وأرغب أن أعرض بعض ما كتبته للنقد من قبل المختصين وسأكون لكم شاكرا على الاهتمام
أبدأ بقصة قصيرة كتبتها قبل عدة سنوات وهي بعنوان: الأصدقاء الثلاثة
أترككم مع القصة.
الأصدقاء الثلاثة
بخطًى وئيدة يسير في وسط الظلام الحالك، ويحرص كل الحرص على أن يسير بأطراف أصابعه لئلا يُحدث أدنى ضجة قد تثير النيام فيؤدي ذلك إلى افتضاح أمره وبالتالي يتعرض لمطاردة مميتة قد تكلفه حياته، تسلل إلى غرفة مفتوحة الباب بكل هدوء ولمَّا تأكد من أن الرجل في رقاد لا صحوة منه مع زوجته الجميلة غادر الغرفة بذات الهدوء متوجهًا نحو المطبخ عله يجد مراده، تقدم حتى انكشفتْ له فتحة صغيرة تحت باب المطبخ إلا أنه تمكن من المرور منها بكل يسر، ثم ألقى نظرة فاحصة لكل شيء في المطبخ وبعد أن تأكد من أن مراده موجود بصورة وفيرة هتف بصوت أشبه بالهمس قائلاً: بِسْ.... هيا بنا يا شباب فالمكان آمن.
حينها تقدم اثنان، أحدهما مقارب لضخامة الأول إلا أن البلادة كانت بادية على عينيه فقد كان أحولاً، بينما بدا الثاني يافعا في مقتبل العمر، تقدما بنفس الهدوء، وهمس الصغير: لا أعلم لم ورطتُ نفسي معكما؟!
قال الأول وهو الرئيس: لا تكن جبانا يا أخي فالمكان آمن.
- ألسنا نقوم بشيء ضد القانون؟!
قال الأبله: أي قانون هذا؟!
وقال الزعيم: أنا القانون هنا يا صغير.
ثم أضاف: أليس من حقنا أن نعيش؟!
قال الصغير: بلى ولكن ألا يمكننا العيش من دون أن نسطو على المنازل؟!
- بالطبع لا يمكننا ذلك فالسماء لا تمطر طعامًا، إنما الطعام في المنازل، المنازل وحسب.
وقال الأبله: كما أننا لسنا قططًا متشردة حتى نأكل من القمامة، إننا أشخاص محترمة لنا كرامة.
قال الصغير بكثير شك: هل لنا كرامة؟!
أجاب الأبله الأحول: إلى حد ما.
وبينما هم منشغلون بالثرثرة، وإذا بالإنارة تكشفهم متلبسين بفعلتهم النكراء، لحظة صمت اجتاحت المكان نظروا فيها إلى الأعلى ليجدوا أن الزوجة تحدق بهم، ودون شعور منها صرخت المرأة صرخة مدوية صاخبة: آآآآآآآآه النجدة.
وصعدتْ على أقرب كرسي رأته بينما ذُعر الثلاثة وحاروا ما يصنعون؟! وصاروا في "حيص بيص"، وفي محاولة أولى للفرار ارتطم الرئيس بالأبله إذ أن الأبله الأحول كان يحاول الهروب في الاتجاه الخاطئ، ونهض الزوج على إثر الصرخة المدوية وأسرع إلى المطبخ هاتفا: ما الأمر؟!
بينما حاولوا مجدَّدًا الفرار فتمكن الرئيس والصغير من الفرار بينما بقي الأبله الأحول يدور في حلقة مفرغة باحثا عن الباب، أما عن الزوج فهتف حاملاً أقرب "مكنسة": لا تخافي يا حبيبتي سأقضي على الحقيرين....
وفي خارج المنزل كان الرئيس والصغير في انتظار الأحول المعتوه بعد أن نجحا في الفرار، قال الصغير: هل تظنه سينجو؟!
- أستبعد ذلك، إلا أني أرجو أن يتمكن من الفرار.
- أدعو الله ألا يتورط.
ثم أضاف الصغير: أنت السبب في ذلك.
وبينما هما يتحدثان وإذا بالأحول قد أقبل خائر القوى مترنحًا ذات اليمين وذات الشمال، هتف الصغير: هل أنت بخير؟!
- أي خير هذا لقد أعمل فيَّ عصا "المكنسة" حتى كدتُ أهلك، ولكني أعدكم أنني سأعود إلى ذلك المنزل اللعين وأخرِّب كل شيء تصل إليه أسناني.
قال الزعيم: على كل حال الحمد لله على السلامة.
ثم أضاف: إني أعرف منزلا قريبا من هذا المنزل أضمن ألا أحد فيه، فما رأيكما بمحاولة أخرى.
قال المعتوه بعد أن أمسك بتلابيب الريِّس: وحق ذيلي الذي كاد يُقطع الليلة إنني منك براء أيها الجرذ، أنت تمضي لبالوعتك وأنا سأمضي لسنداسي فهذا فراق بيننا.
وبعدها افترقوا ولم يلتقِ أحدهم بالأخر مطلقا.
حسن الحجي
15 / صفر / 1428هـ
تعليق