الزكيّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى حمزة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2010
    • 1218

    الزكيّة

    الزكيّة

    صاحَ من خليج نيويورك متوسّلاً : ضاقَ صَدْري حَرَجاً .. خذوني أنشَق الحريّةَ من عَبيرِ هوائها الأحمر، وانصِبوني هناك ، قـُبالةَ ابنِ الوليد
    !
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى حمزة; الساعة 17-11-2011, 13:55.
  • عبدالرحيم التدلاوي
    أديب وكاتب
    • 18-09-2010
    • 8473

    #2
    نص ممتع، بابواب مشرعة على التاويل..
    تناص بليغ
    مودتي

    تعليق

    • مصطفى حمزة
      أديب وكاتب
      • 17-06-2010
      • 1218

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
      نص ممتع، بابواب مشرعة على التاويل..
      تناص بليغ
      مودتي
      =======
      أخي العزيز الأستاذ عبد الرحيم
      أسعد الله أوقاتك
      أشكر مرورك العابر الكريم ..الوحيد ! الذي جبر خاطر تمثال الحرية المنتصب عند خليج نيويوك ..
      تحياتي وتقديري

      تعليق

      • فجر عبد الله
        ناقدة وإعلامية
        • 02-11-2008
        • 661

        #4
        الزكيّة


        صاحَ من خليج نيويورك متوسّلاً : ضاقَ صَدْري حَرَجاً .. خذوني أنشَق الحريّةَ من عَبيرِ هوائها الأحمر، وانصِبوني هناك ، قـُبالةَ ابنِ الوليد

        أول ما يستوقف المتلقي هو العنوان .. ونجد العنوان هنا يتكون من كلمة واحدة " الزكية " لغويا الزكية معناها : الأرض الطيبة النامية والعطرة والطاهرة ..

        دلاليا تدل على شيء ما يريد الكاتب هنا أن يوصل لنا أنه زكي طاهر .. ترى ما هو ؟

        حين نلج للنص نجد صراخا وصياحا ينطلق من خليج نيويورك .. هناك من يصيح متوسلا .. ويقول : " ضاق صدري حرجا " يتوسل أن يأخذوه ليستنشق الحرية من عبيرها الأحمر .. وأن ينصبوه هناك في مكان ما .. هذا المكان سماه الكاتب .. قبالة ابن الوليد

        من كلمة " وانصبوني " نجد أن المتكلم غير عاقل .. بمعنى هو جماد .. وقد استطاع أن يستنطق السارد المبدع هذا الجماد أو لنقل هذا النصب وهذا التمثال ومن معطيات النص ندرك أنه تمثال الحرية في نيويورك .. هذا التمثال يستصرخ من ينقذه ويطلب النجدة ليمكّنوه من استنشاق هواء الحرية .. وليس أي هواء .. إنه هواء بعبير أحمر .

        والأحمر هنا الدم .. إذا عرفنا أن هناك ربط دلالي ما بين الكلمات ليكون التلميح رائع جدا من الكاتب وموغل في الرمزية ..

        نأتي لهذا التمثال الذي يستنجد بمن ينقذه من ضيق الصدر وعدم القدرة على التنفس ..

        تحضرني الآن الآية الكريمة : " ومن يرد أن يضلّه يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصّعد في السماء " فسرت الآية علميا على أنه كلما ارتفعنا عن سطح الأرض إلا وقلّ الأكسجين .. وكلما صعد الإنسان أكثر إلى أعلى إلا وأصبح الصدر ضيقا والتنفس غير ممكن وهذه حالة حرجة جدا في إمكانية التنفس والبقاء على قيد الحياة ..

        هذا التمثال خائف من الموت .. رغم علوه الشاهق مثل ناطحات السحاب .. خائف ولهذا يستنجد من يأخذه بعيدا هناك إلى أرض أخرى تلوّن طرقاتها باللون الأحمر ..

        ترى من هذا التمثال الذي يصيح ويريد الرحيل من نيويورك وما أدراك ما نيويورك بلاد الحضارة والحرية كما يقال عنها ..

        تمثال الحرية هو تمثال لامرأة تحررت من قيود الاستبداد وألقيت تحت قدميها وتحمل مشعلا في يدها اليمنى والتي رفعتها وفي الثانية تحمل كتابا .. وهو رمز الحرية والديمقراطية - كما يشاع - لكن لماذا يرفض التمثال البقاء في بلاد الدولار ويريد الرحيل إلى بلاد ابن الوليد ..

        حقيقة لم أفهم مكان البلاد هذه .. " قبالة ابن الوليد " هل هي رمز لبلاد العرب عامة من رمزية خالد ابن الوليد أم منطقة أخرى تحمل هذا الاسم ولا يعرفها البعض من وهي منطقة مثلا في سوريا بما أن الكاتب من هناك ..؟

        مهما كان .. فهي بلاد العرب .. هل الدم يحن ّ كما يقال .. ؟ باعتبار التمثال جعله السارد المبدع بطلا لقصته واستنطقه بلسان العاقل رغم أنه يعتبر غير عاقل ..

        مما قيل أن تمثال الحرية سرق من العرب وبالذات من مصر لتهديه فرنسا للولايات المتحدة في عيد استقلالها .. فرنسا التي كانت في تلك الفترة تهوى تقديم الهدايا للدول لتوطيد العلاقات .. ويقال أيضا والعهدة على الراوي :" التمثال كان لفلاحة مصرية في الأصل وكانت سمراء وهو تمثال قدم للخديوي كي يكون في مدخل قناة السويس .. لكن الخديوي رفض لأن التكاليف كانت باهظة .. فقامت فرسنا بإهداء التمثال لأمريكا ... "

        هذا التمثال الآن منزعج من تواجده في خليج نيويورك ويريد أن يكون قبالة ابن الوليد ليستنشق عبير هواء أحمر .. يريد أن يكون بجانب ابن الوليد حتى تتطهر ذراته بعبير الدم .. وتسري فيه روح الحرية الحقيقية ..

        إذ أن رمزية الحرية التي يحملها ما عادت تستساغ ولا يستطيع ابتلاعها لتبقيه على قيد الحياة .. لأنها مزيفة .. وهو – التمثال – يريد أكسجين الحياة .. وأكسجين الحياة هي الحرية ..

        ونعود للعنوان الرائع الذي استطاع الأديب المبدع مصطفى حمزة أن يرسمه بوابة بألوان قزحية و يعطر به نصه الماتع ..

        الزكيّة .. المرأة – التمثال – زكية تريد الحق أن يصيح به الجميع .. بما أنها تمثل رمزية الحرية التي يطلبها الجميع .. وكذلك الزّكية هي أرض ابن الوليد التي استطاعت أن تجعل هواءها ذو عبير عطر يحيي النفوس بل يحيي الإنسان والجماد معا ..

        المبدع مصطفى حمزة دمت مبدعا .. ومضة رائعة

        بوركت

        تعليق

        • مصطفى حمزة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2010
          • 1218

          #5
          أختي الفاضلة ، الأديبة الفذّة ، والناقدة القديرة فجر عبد الله
          حياك الله وأسعدَ أوقاتك
          كعادتك بين الفينة والفينة تُلقين رداءك على نص من نصوصي ثم تُميطينه عنه فإذا هو خلقٌ أدبي آخر ، ثم تمررين عليه قلمكِ السحريّ فيزهو بأطياف ، ويعظم بأبعاد .. وما أن تُحيين بنقطة النهاية حتى تنهض الحروف والجمل ، والمعاني والفِكَر ، وعائلة القصّة القصيرة جداً كلها ..ينهضون جميعاً لتحيّتك ، شاكرين مُكبرين ..
          أختي الأديبة العزيزة : هل زُرتِ يوماً مدينة ابن الوليد ..حمص ؟ وهل وقفتِ أمامَ جلال ضريح خالد تُجلله عمامتُه ، وبجواره ضريح ابنه ؟
          لكنك – بالتأكيد – تعرفين حمص الآن ، حمص ذات العبير الفوّاح من هوائها الأحمر ..
          دمتِ بألف خير
          ولكِ مني فائق الاحترام والتقدير
          التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى حمزة; الساعة 21-11-2011, 16:17.

          تعليق

          • ريما ريماوي
            عضو الملتقى
            • 07-05-2011
            • 8501

            #6
            حلو ان يكتب النص مبددع ويرد عليه مبدع آخر,
            استمتعت بالنص وتفسيره,

            تحياااتي.


            أنين ناي
            يبث الحنين لأصله
            غصن مورّق صغير.

            تعليق

            • مصطفى حمزة
              أديب وكاتب
              • 17-06-2010
              • 1218

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
              حلو ان يكتب النص مبددع ويرد عليه مبدع آخر,
              استمتعت بالنص وتفسيره,

              تحياااتي.
              -----
              وحلو أن تجد أديبتنا ريما ما قرأتْ حلواً
              والأحلى لو أنها أتحفتنا بنقدها الحلو الممتع
              دمتِ بألف خير أختي العزيزة

              تعليق

              يعمل...
              X